محمد مصطفى أبوشامة يكتب: «سامح» هو وهي «حنان»
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أتمنى أن يغفر لى شاعرنا الكبير جمال بخيت جرأتى بالتعديل غير المخلّ على واحدة من أشهر أغانيه الدرامية، التى كانت أيقونة فيلم «الآخر»، أغنية «آدم وحنان»، التى شدت بها الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى ومنحت بصوتها العذب للفيلم خلوداً، ومنحت لنا جمهور المشاهدين متعة تليق بعبقرية الصورة التى قدمها الأستاذ الكبير والمخرج القدير يوسف شاهين فى واحد من أهم أفلامه، الذى عُرض فى دور السينما المصرية والعالمية لأول مرة عام 1999.
وكلمات بخيت «حلم الحب فى كل زمان» التى اختتم بها أغنيته قبل ربع قرن من الزمان، استدعتها اليوم قصة القصص، والحدث الأجمل فى هذا العام (القاتل)، الذى يبدو أنه قرر مصالحتنا قبل المغادرة وأن يتلطف علينا ببارقة أمل، يختطفنا فيها إله الحب «كيوبيد» على بساط رومانسيته الساحرة ونحن نحلق بعيداً خارج الدائرة الجهنمية للأحداث والأخبار الكئيبة، من قتل وعنصرية وجرائم إبادة وحشية، ونطير مع قلبين عاشقين قررا أن يقفزا فوق عوائق وحواجز عتيقة ليرسما بقصتيهما خلوداً، ربما لم يحظيا به على مستوى الفن، الفن الذى منحهما طاقة روحية وكفاءة إنسانية جعلتهما يتخطيان الصعب من أجل أحلام طبيعية تبدو فى عيون البعض خروجاً على المألوف.
بطلا قصتنا هما الممثل الكبير سامح الصريطى والمطربة المعتزلة حنان، اللذان تحولا مؤخراً بعد انتشار خبر حبهما وزواجهما إلى «تريند»، لتصبح قصتهما ونجاحهما نوعاً من التكريم يسره القدر تتويجاً لمسيرتهما الفنية والإنسانية، خاصة بعد أن ظلل علاقتهما التعاطف والحماس، والحسد (أحياناً) من جموع المتابعين.
قبل أيام، تابعت لقاءً تليفزيونياً ظهر فيه العروسان، سامح وحنان، ولأول مرة معاً وفى حضرة «صاحبة السعادة» القديرة إسعاد يونس التى أدخلتنا معهما إلى كتاب «الحواديت»، وجلست كأنها شهرزاد تفنّد وتروى تفاصيل الحدث الفريد، زواج آخر العمر، وأضفت ببراعتها وقدراتها الحوارية متعة وجاذبية، جعلتنى أترك كل مشاغلى، وأتفرغ لمتابعة التفاصيل، ميلاد شرارة الحب الأولى وتطور العلاقة بين الحبيبين، وكيف استطاع سهم (كيوبيد) أن يقتحم أسوار الحبيبة وكيف نجحت «حزمة بقدونس» فى أن تجعل قلبها يرق للحبيب، لتخرج من ظلمات الوحدة إلى فضاء المشاركة والمشاعر الدافئة، ليتزوجا قبل شهور وسط ترحيب من ابنتى الزوج ومن ابن وابنة الزوجة، ويكلل الزواج بالسكينة والهدوء حتى اخترقه فضول البعض، فانتشر الخبر ومنحه سن العروسين وسنواتهما الطويلة بلا زواج سحراً خاصاً، وزاد من جاذبيته طبيعتهما البعيدة عن الأضواء، فكلاهما كان مثالاً للفن والفنان المصرى المحترم، حيث بقيت سيرتهما ناصعة منذ انطلاق مسيرتهما الفنية مطلع ثمانينات القرن الماضى.
حافظ الفنان سامح الصريطى على مكانته وتاريخه، وتطور وعيه كممثل ليصبح فناناً مثقفاً له دوره وحضوره فى كل ما مر بالوطن، خاصة فى السنوات الأخيرة التى استدعت اصطفافاً وإيجابية للحفاظ على الدولة المصرية، وعلى صعيد التمثيل تعددت أعماله الناجحة، والتى ظهر فيها حرصه على اختيار ما يناسب ذائقته من أدوار تمثيلية، فلن تجد له دوراً يخجل منه، أو عملاً قدم فيه أى تنازل.
فيما كانت إطلالة «حنان» كمغنية خاطفة تتشابه مع إيقاع أغنياتها الخفيفة، وقد اعتزلت مبكراً فى تسعينات القرن الماضى، بعد رحلة غناء قصيرة كان أبرز ما فيها انطلاقها فى كنف الموسيقار عمار الشريعى وفرقته الشهيرة «الأصدقاء» بصحبة الراحل علاء عبدالخالق والمتألقة دوماً منى عبدالغنى.
وتتشابه «حنان» فى مشوارها الفنى مع «سامح»، فهى أيضاً أمضت عمرها الفنى تعمل فى جد واجتهاد ولم تطل سيرتها أى شائبة، وعندما تجدد ظهورها بعد سنوات من الابتعاد، استقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة، وكانت إطلالتها أيضاً مع «صاحبة السعادة» التى ظهرت معها هذه المرة بصحبة «سامح»، ليعلنا معاً أن للحب دائماً قصة جديدة، مهما ارتفع مؤشر العنف واحتكر أربابه صدارة المشهد.
جديرٌ بالذكر أن أغنية «آدم وحنان» جاءت كإطار غنائى بديع اختتم به يوسف شاهين أحداث فيلمه لإبراز رسائله العميقة متعددة الأوجه والأبعاد، والذى كان أهمها فى رأيى قدرة الحب صانع المستحيلات على اجتياز أى جدار أو حاجز، فرغم النهاية المأساوية لبطلى الفيلم والتى تتشابه مع نهايات سابقة لشاهين، منها نهاية فيلم «عودة الابن الضال»، فإن الأغنية منحت النهاية بعداً مغايراً، سما بقيمة الحب فوق صراعات الحياة الدامية، واستبدل بقبحها جمالاً وأضاء شمعة أنهت ظلامها الحالك، وهذا هو ما فعلته فينا قصة «سامح» و«حنان».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشاعر جمال بخيت
إقرأ أيضاً:
محافظ دمياط يشيد بجهود الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة
ترأس الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط ، اليوم ، الإجتماع الدوى للهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة ، بحضور اللواء محمد همام سكرتير عام المحافظة و النائب وليد التمامى عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة والدكتورة رانيا الغباشى مدير إدارة السياحة، وأعضاء الهيئة " الدكتور محمد العرابى، الأستاذ محمد دعدور و الأستاذ محمد أبو يوسف " .
هذا وخلال الاجتماع،، استعرض " المحافظ " أبرز الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية للترويج للمحافظة وتنشيط السياحة بها ، منها إطلاق النسخة الثانية من مهرجان دمياط، على مدار أيام 25 و 26 و 27 من شهر سبتمبر الماضى ، وتضمن أنشطة متنوعة ومتميزة بمشاركة فعالة مع عدد من الجهات ، علاوة على إشراك الموهوبين الفائزين بالمبادرة التى أطلقتها المحافظة مؤخرًا مواهب دمياط، بالحفل الختامى للمهرجان.
و أضاف " المحافظ " أن مهرجان صيف بلدنا الذى أطلقته وزارة الثقافة بمدينتى رأس البر و دمياط الجديدة، حيث لاقا إقبال كبير من الجمهور ، ووفقًا لمؤشرات الوزراة فقد حقق المهرجان بدمياط أفضل نجاح على مستوى الجمهورية خلال السنوات الماضية، و لفت أيضًا إلى أنه تم إطلاق معرض للكتاب و مهرجان الجبن المصرى برأس البر، مؤكدًا إلى أن تلك الجهود التى تم تحقيقها خلال فترة وجيزة حققت رواجًا كبيرًا بالمحافظة.
وأكد " محافظ دمياط " أن المحافظة بصدد إطلاق رؤية بالتنسيق مع مديرية الزراعة، للاستفادة من اشتهار للمحافظة بزراعات النخيل من خلال إستراتيجية محددة بما يحقق تعزيز صناعات التمور واشراك المحافظة بمهرجات التمور على المستويين المحلى والإقليمي .
وناقش " الدكتور أيمن الشهابى " عدد من الرؤى لدعم تلك الأهداف، أبرزها انشاء مجموعة معارض متخصصة للمنتجات التى تشتهر بها المحافظة، لتوفير كافة المنتجات للزائرين فى مكان واحد وبسعر مناسب ، بما يساهم فى استقطاب أكبر عدد من الزائرين وتحقيق رواجًا تجارياً بالمحافظة.
فيما وقد كشف " المحافظ " خلال الاجتماع عن تفاصيل مشروع لتطوير كورنيش البحر برأس البر، والذى بدأت المحافظة فى إجراءات تنفيذه ، وذلك لتحقيق التطوير الشامل للمنطقة وتعزيز الخدمات وفقًا لعدد من المعايير والاشتراطات و بما يتوافق مع الطبيعة الخاصة بالمنطقة لتلافى اى سلبيات .
كما أوضح " محافظ دمياط " أنه وفى إطار رؤية المحافظة لتحقيق التطوير الشامل برأس البر، تم تنفيذ خطة تعاون مع جامعتى عين شمس و برلين التقنية، لإعداد مقترحات لتطوير السوق الحضارى ، لتعظيم الاستفادة منه و الحد من ظاهرة الباعة الجائلين بممشى النيل ، و ناقش كذلك خلال الاجتماع عددمن المقترحات التى طرحها أعضاء الهيئة وأكد على البدء في دراسة تلك المقترحات.