غادة السمان
لم يكن عام 2023 سعيداً لنا كعرب، وكان مؤذياً لفلسطين العربية وقطاع غزة. حتى إن أكثر بلدان العالم تضامن مع كفاح شعب فلسطين في تظاهرات كما في إسبانيا ولندن وكوبنهاجن وإسطنبول والرباط وصنعاء وبيروت وبلاد غربية كثيرة، وتطالب المسيرات بوقف فوري لحرب الإبادة الإسرائيلية.. ولولا دعم بايدن (U.S.A) لطالب مجلس الأمن الدولي بتوقف إسرائيل عن تلك الحرب ولكن فيتو بايدن، رئيس جمهورية الدولة القوية U.
مواقف فردية نحترمها
النائب المصري والأكاديمي أسامة الغزالي حرب قدم اعتذاراً عن دعمه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي (والعودة عن الخطأ فضيلة). وقال إنه يعتذر عن زيارته لتل أبيب في وقت سابق بعدما تابع بغضب جرائم إسرائيل في غزة وقتلها لآلاف الأطفال والنساء وكرر اعتذاره عن حسن ظنه بالإسرائيليين معتذراً لشهداء غزة. المغاربة أيضاً في تظاهراتهم تضامناً مع غزة يريدون إسقاط التطبيع، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل وبعدما حولوا غزة إلى «جحيم على الأرض».
نجوم هوليوود أيضاً
حتى (بايدن) لاحظ أن إسرائيل تفقد دعم المجتمع الدولي بما في ذلك نجوم هوليوود مثلاً، كما فعل الناس في نيويورك وقفة احتجاج على (الفيتو) الأمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة.
وفي مجلة فرنسية (بويليك) قرأت أن النجمة الجميلة الشهيرة أنجلينا جولي تقف مع أبناء غزة بعدما حولها جنود الاحتلال «إلى سجن سقفه السماء» ولكن والدها لامها على قولها هذا وكان قد طالبها بالصمت حول ذلك. ولكنها ليست وحدها، فالنجمة الشهيرة اينزيار ايتونو طالبت بوقف المجازر عن الفلسطينيين في غزة.
غسان كنفاني وغزة
حين زار المبدع الشهيد غسان كنفاني غزة، كتب لي في إحدى رسائله (الرسالة منشورة في كتاب رسائله لي) ويصف أهل غزة بالكرم والطيبة والأخلاق الحميدة والأنس وتدليل الغريب.. (النص الكامل في كتاب رسائل غسان كنفاني لي)، ولكنهم تحولوا اليوم إلى أسود تدافع عن أرضها رغم عدوان جنود الاحتلال وشهيتهم لاحتلال غزة، بل وفلسطين كلها.. وجرائمهم في حق شعب نبيل كريم لا يستحق ذلك العدوان كله عليه وتلك (الشهية) لجنود إسرائيل لاحتلاله بالشر والأذى..
ويتعمد جنود الاحتلال قصف المساجد الأثرية وسواها من معالم غزة التاريخية والدينية وهاجسهم تهجير أهل تلك المدينة والضفة الغربية أيضاً جنوب مدينة الخليل.. وبكل وضوح وبساطة تريد إسرائيل احتلال فلسطين بأكملها.. فهل يرضى العرب بذلك؟ أليست فلسطين ككل قطراً عربياً آخر من بعض وطننا العربي الذي حلمنا يوماً بتوحيده وجسدت ذلك مؤسسة «دراسات الوحدة العربية» وكان المرحوم زوجي من المؤسسين؟ وها هي إسرائيل تريد توحيد فلسطين كلها تحت حكمها بما في ذلك قطاع غزة!.
المجاعة والعطش في غزة
نتحدث غالباً عن الجانب الحربي ونكاد نسهو عن رسم الحياة اليومية لأبناء غزة الذين يعانون الجوع والعطش والافتقار إلى الأدوية وسواها.. وهاجس جنود الاحتلال الإبادة والتهجير والاستيلاء على المزيد من الأرض.. ولذا تزحف باستمرار جنوباً بدباباتها وقصفها.
مع المذابح تتبدل المواقف
يقول الأستاذ عبد الحفيظ ولعو، نائب رئيس مساندة الشعب الفلسطيني المغربية، إن ما يقع في غزة من مجازر رسالة لإعادة النظر في التطبيع العربي مع إسرائيل، وكثيرون يقولون الشيء ذاته.. بعد حرب الإبادة..
والكثير من الصحافيين، حتى الأمريكيون، يدعون إلى إنهاء فوري للعدوان على غزة..
فماذا أكتب بمناسبة وداع سنة 2023 واستقبال 2024 غير أنني أتمنى لسنة 2023 أن لا تتكرر وأن تكون سنة 2024 أقل إيذاء للفلسطينيين والعرب ولقلوبنا التي تنزف!
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الثقافة اليمن جنود الاحتلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
المساعدات العسكرية الأميركية لـ"إسرائيل" تجاوزت 21 مليار $ منذ حرب غزة
واشنطن - ترجمة صفا
أنفقت الحكومة الأميركية 21.7 مليار دولار على المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" خلال العامين الماضيين منذ اندلاع المذبحة الإسرائيلية في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023،
وأشارت دراسة نشرتها وكالة "شيتخوا" الصينية والتي أجراها مشروع تكاليف الحرب في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، إلى أنه في ظل إدارتي بايدن وترامب، تم الالتزام باتفاقيات بعشرات المليارات الإضافية من الدولارات من مبيعات الأسلحة والخدمات ذات الصلة التي سيتم دفع ثمنها في السنوات المقبلة.
ولعبت الأسلحة الأمريكية دورًا محوريًا في عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية وخارجها.
ووفقًا للدراسة، التي أُجريت بالتعاون مع معهد كوينسي للحكم الرشيد ومقره واشنطن، فإن معظم الأسلحة التي تستخدمها "إسرائيل" حاليًا في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط تأتي من مخزونها الحالي المصنوع في الولايات المتحدة.
ونظراً لحجم الإنفاق الحالي والمستقبلي، أشارت الدراسة إلى أنه من الواضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ليتمكن من إلحاق مثل هذا الضرر الواسع النطاق بغزة أو تصعيد الأنشطة العسكرية في مختلف أنحاء المنطقة من دون التمويل والأسلحة والدعم السياسي من الولايات المتحدة.
وقدر تقرير مصاحب أن الولايات المتحدة أنفقت مبلغًا إضافيًا يتراوح بين 9.65 و12.07 مليار دولار على العمليات العسكرية في اليمن والمنطقة الأوسع، والتي كانت إما ناجمة عن أو أجريت دعماً للأعمال العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبذلك يصل إجمالي الإنفاق الأميركي في الشرق الأوسط على مدى العامين الماضيين إلى ما بين 31.35 و33.77 مليار دولار، وفقاً للمشروع.
وحتى مطلع سبتمبر/أيلول 2025، بلغ إجمالي عدد الشهداء 67,075 شخصًا و169,430 جريحًا في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وأفاد مشروع تكاليف الحرب أن هؤلاء الضحايا، البالغ عددهم 236,505، يمثلون أكثر من 10% من سكان غزة قبل المذبحة.
وأضاف أن ما لا يقل عن 5.27 مليون شخص نزحوا أو أجبروا على الفرار من منازلهم في غزة وإيران ولبنان والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 - بما في ذلك ما يقدر بنحو 1.85 مليون طفل دون سن 18 عاما.
يذكر أنه من عام 2020 إلى عام 2024، حصل المتعاقدون من القطاع الخاص على عقود بقيمة 2.4 تريليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكية، وهو ما يمثل حوالي 54٪ من الإنفاق التقديري للبنتاغون البالغ 4.4 تريليون دولار، وفقًا لمشروع تكاليف الحرب.