مازال الاقتتال والمعارك الطاحنة بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يعصف بالمدن السودانية، فيما الخاسر الوحيد من تلك الحرب الدامية هو الشعب السوداني.
وفي آخر التطورات، أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بوقوع انفجارات قوية، صباح اليوم السبت، حول محيط القيادة العامة للجيش ومنطقة وسط الخرطوم، حيث استخدم فيها الطرفان قذائف الهاون والراجمات لعدد من الساعات.


واستهدف قصف مدفعي عنيف عدة أحياء في محيط أرض المعسكرات والمدينة الرياضية جنوب الخرطوم، كما تبادل الطرفان القصف المدفعي شرق الخرطوم. وقال شهود إن قوات الدعم السريع نفذت ضربات مدفعية من أماكن تمركزها في منطقة السوق العربي وسط العاصمة باتجاه مقر القيادة العامة، فيما رد الجيش بضربات من القيادة صوب وسط الخرطوم.
وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، شن الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة على عدد من الأحياء.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الجمعة، تعليق جميع أنشطتها الطبية في ود مدني بسبب تدهور الوضع الأمني بها، وقالت إنها أجلت موظفيها من المدينة إلى أماكن أكثر أمنا في السودان والدول المجاورة.
وتجددت المواجهات البرية في مدينة أم درمان القديمة صباح اليوم، على فترات متباعدة حيث سُمع إطلاق نار كثيف وتبادل للنيران من الأسلحة الرشاشة.
وفي سياق متصل، أفاد سكان محليون لـ”العربية” و”الحدث” بأن عمليات تحشيد عسكري تقوم بها قوات الدعم السريع بولاية سِنَّار، وسط البلاد، لتعزيز مواقعها بمصنع “سكر غرب سنار” والقرى المحيطة به.
كما هزت الخرطوم، صباح اليوم، انفجارات ضخمة سُمع دويها من عدة مناطق في العاصمة السودانية، في وقت تستمر المواجهات بين الجيش والدعم السريع.
وأحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على ولاية الجزيرة قبل أيام، كما سيطرت على أربع ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان من أصل خمس ولايات، إلى جانب هيمنتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي بعد توتر دام أسابيع بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
هذا ودعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في السودان. كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المالية.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن هناك حاجةً ماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تصعيد النزاع في السودان، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية مع نزوح مئات آلاف من السودانيين معظمهم من النساء والأطفال بسبب اشتداد المعارك.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 مليون شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار.
وقُتل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة “أكليد” غير الحكومية.

العربية نت

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع

اليوم بالذات أشعر أننا بدأنا حرب جديدة في السودان، بنسخة خطيرة، فبعد أن كان السودان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع، وبعد أن كنا على بعد خطوات بسيطة من الاستقرار وعودة المواطنين إلى منازلهم وعودة الحياة

تتحول الحرب إلى حرب مسيرات أكبر بكثير من امكانات الدعم السريع، التي انتهت قوتها الصلبة في الخرطوم وخرجت هاربة مذعورة إلى حواضنها في دارفور.

الحرب في السودان إلى مربع جديد، أطرافه ليست الدعم السريع وجهات تدعمها، بل دخلت الجهات الداعمة طرفا أصيلا في الحرب، وأظن انه على الجيش السوداني أن يبحث عن حليف استراتيجي لمواجهة هذه التطورات، لكن خطورة هذا السيناريو هو تحول الحرب إلى حرب إقليمية مدمرة ستكون تبعاتها خطيرة جدا على المنطقة الهشة بطبيعة الحال.

ارفعوا ايديكم عن السودان، فالضغط للجلوس إلى التفاوض ليس بهذا الدمار والخراب للمنطقة بأكملها.

Sabah Mousa

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان: 50 مليون دولار خسائر وزارة التعليم العالي
  • استشهاد 20 سجيناً و14 من اسرة واحدة في قصف للدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مخازن ومعدات للدعم السريع في دارفور
  • مقتل 14 سودانيًا من عائلة واحدة في قصف للدعم السريع في دارفور
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
  • ترتيبات لإعادة تشغيل الميناء البري بالخرطوم
  • الخرطوم.. مقتل طفلتين في هجوم بمسيرة تابعة للدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان