زنقة 20. الرباط

احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء اليوم السبت، أمسية فنية كبرى بعنوان “نزهة في رياض الملحون”، جمعت رواد عازفي وعازفات فن الملحون من كل ربوع المملكة، احتفاء بإدراج هذا الفن تراثا لا ماديا للإنسانية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

وتميزت هذه الأمسية الفنية في طرب الملحون، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بحضور عدد من الوجوه الثقافية والفنية المعروفة في الساحة الوطنية، وسط جمهور غفير، من مختلف الأعمار، من عشاق هذا الشكل الغنائي المغربي الأصيل، الذي يشكل ركنا من أركان الموروث الثقافي المغربي.

وانطلق الحفل بعرض الشريط الذي تم تقديمه أمام اللجنة التابعة لمنظمة اليونسكو، من أجل تصنيف فن الملحون تراثا لا ماديا للإنسانية، من إعداد وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية، والذي سلط الضوء على تاريخ ظهور هذا الفن بالمغرب، قبل انتشاره في مختلف مناطق المملكة.

كما تضمن الشريط شهادات مجموعة من الباحثين المغاربة في فن الملحون، أبرزت مكانة هذا الفن في الثقافة المغربية.

وشهدت هذه الأمسية التراثية تقديم مجموعة مختارة من أبرز قصائد الملحون المغربي، سواء في المديح النبوي أو في الموعظة والحب والمدح وغيرها، من أداء نخبة من ألمع منشدي هذا الموروث الفني المغربي الأصيل، مثل سعيد المفتاحي، وعبد العالي البريكي، والبشير الخضار، وعبد العالي الطالبي، ونور الدين الرجراجي، ومحمد البوعبدلاوي، وإدريس الزعروري، وعبد الكريم الصادقي.

واستمتع الجمهور أيضا بأصوات نسائية في فن الملحون المغربي، كماجدة اليحياوي، وسناء مرحاتي، ونعيمة الطاهيري، وفاطمة الزهراء رحال، وفاطمة حداد، وشيماء الرداف، وناريمان البكيوي.

وأعرب رئيس جمعية الهنتاتي لتنمية التراث الاندلسي وفن الملحون بالجديدة، العازف رشيد الهنتاتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته وشرفه بالمشاركة في هذه الاحتفالية التراثية “التي لمت شمل ممارسي هذا التراث الفني المغربي الأصيل”، مبرزا أن فن الملحون يعد تراثا ثقافيا أصيلا ضاربا في القدم.

كما أشاد بمثل هذه المبادرات، التي لها دور مهم في تعزيز إشعاع هذا الفن المغربي الأصيل والحفاظ عليه، وإيصاله للأجيال المقبلة من خلال تلقينه للأطفال، باعتباره “موروثا ثقافيا تركه لنا الأجداد”، مبرزا أن فن الملحون يحظى بمكانة كبيرة جدا لدى جميع المغاربة.

وقالت الفنانة الشابة، شيماء الرداف، في تصريح مماثل، إن المشاركة في هذا الحفل الموسيقي الكبير، إلى جانب ثلة من رواد فن الملحون بالمغرب، “يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي”، مبرزة أن إدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية هو إنجاز بارز بالنسبة لهذا الفن التراثي المغربي وكل الفنانين الذين يتعاطون له.

وأضافت أن فن الملحون يمثل هوية وتراث كل المغاربة، و”يجب الحفاظ عليه”، موضحة أن جيل الشباب من عازفي هذا اللون الفني، مطالب بحمل مشعل هذا التراث المغربي الأصيل لحمايته من الاندثار.

يذكر أنه تم إدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، التي انعقدت أشغالها خلال الفترة ما بين 4 و9 دجنبر الجاري، في كاساني بجمهورية بوتسوانا.

فن الملحون

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: فن الملحون هذا الفن

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع.. أحد أبرز رواد التجديد في المسرح المصري والعربي

تحل اليوم /الثلاثاء/ التاسع من ديسمبر، ذكرى رحيل المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع، الملقب بـ"قديس المسرح المصري"، أحد أبرز رواد التجديد في المسرح المصري والعربي، كان موهبة استثنائية وصوتا مختلفا، ترك بصمة واضحة لا تخطئها العين عبر أعمال خالدة جمعت بين العمق الفني والرؤية الفكرية والإبداع المتجدد.


ولد كرم مطاوع في 7 ديسمبر عام 1933 بمدينة دسوق محافظة كفر الشيخ، حصل على ليسانس الحقوق بجامعة عين شمس، لكنه لم يتخل عن شغفه بالمسرح، فأدرك مبكرا أن الموهبة وحدها لا تكفي، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية أثناء دراسته الجامعية، وتخرج منهما في نفس العام، متصدرا دفعته.


نال بعثة دراسية إلى إيطاليا لمدة خمس سنوات، درس خلالها الإخراج في الأكاديمية الوطنية للفنون الدرامية بروما، وقام برحلة فنية في بعض الدول الأوروبية مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا للإطلاع على أحدث الاتجاهات المسرحية، وعقب عودته إلى مصر مطلع عام 1964، عين أستاذا بمعهد الفنون المسرحية، قبل أن يبدأ رحلته الإخراجية بمسرحية «الفرافير» ليوسف إدريس، التي حققت نجاحا نقديا وجماهيريا لافتا.


توالت بعد ذلك أعماله المسرحية التي أصبحت علامات فارقة في تاريخ المسرح المصري، ومنها: "يس وبهية"، "الفتى مهران"، "شهرزاد"، "محاكمة رأس السنة"، "جواز على ورق طلاق"، "دنيا البيانولا"، "اليهودي التائه"، "مصرع جيفارا"، "يا بهية وخبريني"، "الإسكندر الأكبر"، و"إيزيس".


وفي مطلع السبعينيات، سافر مطاوع إلى الجزائر حيث درس في المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان حتى عام 1975، وتخرج على يديه جيل من رواد المسرح الجزائري في التسعينيات.


إلى جانب المسرح، قدم أعمالا مميزة في السينما والتلفزيون، من أبرزها : في السينما "سيد درويش" عام (1966)، "إضراب الشحاتين" (1967)، "خطة الشيطان" (1988)، "احتيال" (1990)، والمنسي (1993).


وفي التلفزيون: "لا تطفئ الشمس" عام (1965)، "وسط الزحام" (1972)، "زهراء الأندلس" (1983)، "حالة خاصة" (1985)، "الأنسة كاف" (1993)، و"الحفار" (1996).


تولى مطاوع عدة مناصب مهمة، منها: مدير مسرح الجيب، مدير المسرح القومي، مدير المسرح الغنائي، رئيس المركز القومي للسينما، ورئيس البيت الفني للمسرح، كما حصل على وسام الفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.


وعلى المستوى الشخصي، تزوج الراحل ثلاث مرات: الأولى من الدكتورة الإيطالية مارجريتا وأنجب منها عادل وكريم، ثم الفنانة سهير المرشدي والدة الفنانة حنان مطاوع واستمر زواجهما 20 عاما، والإعلامية الراحلة ماجدة عاصم قبل وفاته بعام واحد.


وفي هذا السياق، أوضحت الفنانة حنان مطاوع - في أحد اللقاءات عن والدها - أنه كان نموذجا متفردا، قليل الكلام، ولديه القدرة على التعبير عن رأيه بقوة، قائلة: "كان ممكن يمشي عكس التيار لو مؤمن بشىء.. كان شخص مختلف أوي في قراراته، وأفكاره، واتجاهاته بشكل عام سواء السياسية، الحياتية والاجتماعية".


أصيب مطاوع بسرطان الكبد، وسافر للعلاج في الولايات المتحدة دون تحسن ملحوظ، ليعود إلى مصر حين اشتد عليه المرض، حتى رحل عن عالمنا في 9 ديسمبر 1996 عن عمر ناهز 63 عاما.


يظل كرم مطاوع أحد أعظم من حملوا راية المسرح المصري، وصاحب بصمة لا تتكرر في الإخراج والتمثيل، ورغم رحيله، تبقى أعماله حاضرة تدرس وتلهم أجيالا جديدة من المبدعين، ليظل اسمه علامة مضيئة في الذاكرة الفنية العربية.
 

طباعة شارك ذكرى رحيل المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع قديس المسرح المصري أبرز رواد التجديد في المسرح المصري والعربي العمق الفني أعمال خالدة

مقالات مشابهة

  • محبو أهل البيت يحتفلون بمولد سيدي علي زين العابدين
  • ذكرى رحيل المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع.. أحد أبرز رواد التجديد في المسرح المصري والعربي
  • متحف الفن الإسلامي يختتم فعاليات ورشة تصميم وتفصيل الأزياء
  • عُمان تستعرض في قطر جهود توظيف التراث الثقافي للأغراض السياحية
  • فعاليات تراثية تعرّف الزوار بالموروث الأصيل في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل
  • غدا.. لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لـ "يونسكو" تبدأ أعمالها في الهند
  • بعد فسخ عقده.. نجم الزمالك يثير أزمة فى الوداد المغربي
  • محمد عبده بالطرب الأصيل تسيد حفلات موسم الرياض
  • دولي إيفواري يستهزئ بالمنتخب المغربي
  • صناع فيلم «الست» يحتفلون بالعرض الخاص اليوم