“الرجل اللغز”.. حياة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في فيلم سينمائي قريبا
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
الجزائر – أنهى السيناريست والكاتب الجزائري الصادق بخوش مشروع سيناريو بعنوان “الرجل اللغز”، يقع في مائة وواحد وستين مشهدا، يتناول حياة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.
ويتناول السيناريو حياة الرئيس الراحل منذ طفولته في قرية بني عدي بولاية قالمة إلى التحاقه بمعهد الكتانية في قسنطينة، ثم سفره شابا إلى القاهرة مرورا بتونس، للدراسة بجامعة الأزهر لمدة أربع سنوات.
ويعتبر هذا العمل الذي ينتظر أن يقدم للسينما مختلف مراحل حياة ومسار الرئيس الراحل بومدين منذ التحاقه بصفوف ثورة التحرير في القاهرة 1954، حيث ركب البحر على متن قارب سياحي تملكه ملكة الأردن ديانا، وكان يحمل ما لا يقل عن واحد وعشرين طنا من السلاح والذخيرة.
وتطرق الصادق بخوش في مشروع العمل السينمائي إلى “شخصية هذا القائد في المجال العسكري وقيادة الرجال في المواجهات والمعارك وقدراته الفائقة في إدارة مجمل جزئيات القيادة وكيفية تعامله بذكاء وحزم مع مختلف المستجدات”.
وحلل السيناريو “شخصية بومدين الكاريزمية في قيادة الرجال إبان الثورة وخلال بناء الدولة الوطنية الحديثة على أسس اجتماعية من خلال خياراته للنظام الاشتراكي وإطلاقه للثورات الثلاث: الزراعية، الصناعية، الثقافية، حيث يعبر السيناريو عن إنجازات بومدين في تعميم التعليم ومجانية وتعريب المدارس والطب المجاني وتأميم المحروقات وبناء السد الأخضر والقاعدة الصناعية والقوة العسكرية”.
كما يتناول أيضا في السياق ذاته مواقفه وسياسته الدولية في الدفاع عن القضايا العادلة وحركات التحرر لاسيما القضية الفلسطينية.
المصدر: RT + صحيفة الشروق الجزائرية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
رأي في الخلاف الجزائري الفرنسي
في خضم التوترات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا، تبدو الحاجة ماسّة إلى وقفة تأمل عميقة، تقود إلى قرارات رشيدة تتجنب الانزلاق إلى مواجهات قد تضر بمصالح الشعبين أكثر مما تخدم القضايا الجوهرية. فبين الذاكرة الاستعمارية والملفات السياسية والاقتصادية المعقدة، تتشابك خيوط الأزمة بشكل يفرض على الجزائر اعتماد نهج أكثر عقلانية، يقوم على الدبلوماسية النشيطة من جهة، وعلى تدعيم الجبهة الداخلية من جهة أخرى.
لا يخفى على أحد أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية لطالما شهدت فصولاً من التوتر، تعود جذورها إلى التاريخ الاستعماري وما خلفه من جراح عميقة لم تندمل بعد. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار الروابط المتشابكة اقتصادياً وثقافياً وحتى اجتماعياً بين البلدين، خاصة في ظل وجود جالية جزائرية كبيرة في فرنسا. ولهذا، فإن أي تصعيد غير محسوب قد تكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات الرسمية، بل أيضاً على الأمن الاقتصادي والاجتماعي للجزائر.
إن من مصلحة الجزائر أن تتجنب الانجرار إلى مواقف انفعالية أو شعاراتية، قد تكسب تعاطفاً شعبياً آنياً، لكنها تهدد المصالح الاستراتيجية للدولة على المدى البعيد. وهنا تبرز أهمية تبني “دبلوماسية نشيطة”، لا تقتصر على إصدار البيانات أو ردود الأفعال، بل تعتمد على الفعل السياسي المدروس، والانخراط في مفاوضات متعددة المستويات، والسعي إلى بناء تحالفات دولية تحترم سيادة الجزائر وتدعم مصالحها.
غير أن نجاح الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن وحدة وطنية صلبة. ولتحقيق هذه الوحدة، لا بد من توسيع مجال الحريات السياسية والإعلامية، بما يسمح بخلق مناخ داخلي قائم على الثقة بين المواطن والدولة. إن تعزيز حرية التعبير، وفتح المجال أمام النقاش السياسي المسؤول، وتمكين المجتمع المدني من أداء دوره، كلها عوامل تعزز اللحمة الوطنية وتحصن الجبهة الداخلية في وجه أي ضغوط خارجية.
الوطنية لا تُبنى بالشعارات وحدها، بل بالممارسات الديمقراطية الفعلية، وبالعدالة الاجتماعية، وباحترام حقوق الإنسان. في هذا السياق، فإن توسيع الحريات لا يُعدّ تهديداً للدولة، بل هو شرط من شروط قوتها. فالشعوب التي تشعر بأنها تُحترم وتُشارك في اتخاذ القرار، تكون أكثر استعداداً للدفاع عن الوطن في مواجهة التحديات الخارجية.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة والعالم، تحتاج الجزائر إلى تصليب موقفها الدولي عبر الاعتماد على شرعية داخلية حقيقية، قائمة على التعددية والشفافية والمساءلة. أما الاستمرار في الاعتماد على خطاب المواجهة فقط، فيخاطر بعزل الجزائر دبلوماسياً، وتقديمها كدولة منغلقة تفتقر إلى أدوات التأثير الإيجابي في محيطها.
وفي السياق نفسه، إذا كانت الجزائر تطمح فعلاً إلى لعب دور فاعل ومؤثر في محيطها الإقليمي والدولي، فإن عليها أيضاً أن تعيد النظر بجدية في علاقاتها مع الجار المغربي. إن القطيعة القائمة حالياً لا تخدم مصلحة أي من الشعبين، بل تعمّق الانقسام وتفتح الأبواب أمام أطراف خارجية لاستثمار هذا الشرخ. لقد آن الأوان لطي صفحة الخلافات المفتعلة، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، الذي ينبغي أن تتخلى الجزائر عن التدخل فيه وتتركه بين يدي المؤسسات الدولية، بعيداً عن الحسابات الجيوسياسية الضيقة. فتح قنوات الحوار مع المغرب، والتوجه نحو التكامل المغاربي الحقيقي، لا يُعدّ ضعفاً بل هو مؤشر نضج سياسي ووعي بالمصالح المشتركة التي يتوق إليها شعبا البلدين منذ عقود. إن تجاوز منطق العداء وبناء الثقة المتبادلة هو السبيل الأمثل لتعزيز الاستقرار في المنطقة، ولتمكين الجزائر من توجيه جهودها نحو التنمية الداخلية والإصلاح الوطني بدل استنزافها في صراعات عبثية.