مع رحيل عام 2023، نكون قد طوينا سنة مُعْتِمَة، بآلامها ومراراتها وقسوتها، لنبدأ أخرى جديدة، كصفحة بيضاء نقية، لا ندري ماذا يُمكن أن يُرسَم فيها.. هل ندعها تَرسِم نفسها بنفسها، أم يكونُ لنا دورٌ في تحديد ألوانها؟
عامٌ ولَّى، إلى غير رجعة، غير مأسوف عليه.. رحل بطيئًا، بلحظاته السعيدة، وأيامه المؤلمة الحزينة.
وبما أننا في بداية عام جديد «2024»، فإن مخيلتنا تستحضر بعض تساؤلات «مشروعة» و«منطقية»: ماذا نأمل أن يكون مستقبلنا فيه، وكيف تكون ملامحه، وماذا نتوقع في أيامه وتفاصيله؟
في كل الأحوال، سوف تستمر الحياة وتمضي كما تفعل دائمًا.. ثنائيات متواصلة، ولادة وموت، حرب وسلام، حب وكراهية، رخاء وفاقة، استقرار واضطراب، جشع وغلاء، قهرٌ وبلاء.. ورغم ذلك، يظل التفاؤل شمسًا لا تغيب، حتى في أحلك الظروف وأشد الأزمات.. وهذه هي سُنَّة الحياة.
إذن، لنستبشر خيرًا مع بداية سنة جديدة «في رحلة أعمارنا القصيرة»، نتمناها أن تكون مختلفة في كل شيء، وأفضل من سابقتها.. مليئة بالأمل والسعادة والمحبة والتفاؤل والرضا، آملين أن تحمل في طياتها بعض آمال التغيير على طريق تحقيق الطموحات، وأن تضع حدًّا لأوجاع وآلام ودموع ومرارات.. وبداية أيام من الفرح والسعادة.
يجب أن ننظر دائمًا إلى الأمام، فلم يعد بالإمكان استعادة الذكريات الأليمة والنظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة.. فعندما يأتي الأمل، يتفلَّت اليأس، حيث لا مجال للعودة إلى الوراء، خصوصًا أنه من الصعب استحضار الماضي لجلب حلول للواقع.
مع بداية السَّنة الجديدة، لن نفقد الأمل في التفاؤل لتحقيق أحلامنا غير المكتملة، وإنهاء تردِّي أوضاعنا المتأزمة، وألا نلتفت إلى هؤلاء الذين أشاعوا الإحباط في نفوسنا.. فالأماني لا تزال ممكنة، إن استطعنا طيَّ صفحة الماضي البائس.
علينا أن نبدأ فورًا كتابة صفحة جديدة، عنوانها إعلاء قِيَم المواطنة الحقيقية والانتماء للوطن، وتعزيز ثقافة العلم والعمل والإنتاج وحقوق الإنسان، وتحقيق أسس العدالة والمساواة، وسيادة دولة القانون، وترسيخ معاني المحبة.
وتبقى الدعوات والأمنيات، أن يكون العام الجديد «2024» مليئًا بالشَّغَف، والحنين إلى ذكرياتٍ جميلة، وبداية لبشائر الخير والتسامح، وانتهاءً لمرارات وانكسارات وإحباط ويأس، وتحوّلًا لمرحلة جديدة ومختلفة، سواء أكانت على مجتمعنا أو حياتنا الشخصية.
أخيرًا.. استقبل عامكَ الجديد بحلم جديد، وانظر إلى آفاق المستقبل بعيون متفائلة.. وعليك بأخذ الدروس والعِبَر من الأحداث المزعجة التي مَرَّت، وَدَعْ ما فات إلى ذاكرة النسيان.. فقط انظر إلى ما يقع حولكَ بشيء من الموضوعية، وعقلٍ منفتحٍ يرجو الخير والسلام والمحبة.
فصل الخطاب:
إذا أردتَ أن تعيشَ سعيدًا، اقنعْ بأنك لن تستطيعَ تغييرَ العالم.. فقط ابدأ بتغييرِ نفسكَ، فقد تُصبحَ قدوةً لغيرك.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تهنئة بالعام الجديد العام الجديد 2024 استقبال السنة الجديدة محمود زاهر أجمل التهاني رأس السنة الميلادية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: نسبة حضور الطلاب بالمدارس 90% منذ بداية العام الدراسي
أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة مع بداية العام، وفي مقدمتها تقليل الكثافات الطلابية داخل الفصول إلى أقل من ٥٠ طالبًا في الفصل، وتوفير المعلمين في المواد الأساسية بجميع المدارس على مستوى الجمهورية، قد أثمرت عن ارتفاع ملحوظ في نسبة حضور الطلاب، حيث بلغت نحو ٩٠٪ منذ بداية العام الدراسي
وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن هذا يمثل مؤشراً إيجابيًا يمكن البناء عليه لتحقيق نقلات نوعية في مختلف محاور العملية التعليمية.
وكان قد استقبل محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، كلًا من جاريث بايلي السفير البريطاني لدى القاهرة، و مارك هوارد مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر؛ لبحث تعزيز آفاق التعاون في المشروعات التعليمية المشتركة.
وفي مستهل اللقاء، أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن التعاون في مجال التعليم يُمثل أحد الأعمدة الرئيسية للعلاقات بين البلدين، ويعكس التزامًا مشتركًا بدعم الاستثمار في التعليم لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل.
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن الوزارة تولي أهمية كبرى لهذا التعاون من أجل تطوير منظومة التعليم في مصر وفقًا لأحدث المعايير الدولية، مؤكدًا أن مصر حريصة على توسيع نطاق هذه الشراكة لتشمل المزيد من المبادرات بما يرسخ مكانة التعليم كمحرك رئيسي للتنمية.
وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على أهمية بناء قاعدة تعليمية قوية لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية، باعتبارها الأساس لأي عملية تطوير مستدامة، مشيرًا إلى أنه حرص على زيارة عدد كبير من المدارس على مدار العام الدراسي لمتابعة انتظام العملية التعليمية ميدانيًا
وثمّن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والذي ساهم بشكل مباشر في بناء قدرات المعلمين من خلال برامج تدريبية متقدمة، استفاد منها آلاف المعلمين في مختلف المحافظات، خاصة في مجال اللغة الإنجليزية، كما أسهمت برامج المجلس الثقافي البريطاني في تعزيز مهارات الطلاب اللغوية، من خلال تطوير مستوى اللغة الإنجليزية، وتنمية قدراتهم على التفكير النقدي والعمل الجماعي، إلى جانب تهيئتهم للتفاعل مع بيئات تعليمية حديثة قائمة على التفاعل والمشاركة، مما ساهم في رفع جودة نواتج التعلم.