يمن مونيتور:
2025-05-28@04:27:33 GMT

كاسترو الحوثي

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

كاسترو الحوثي

أكثر مِن شهادة تاريخية، بينها إفادةُ الكاتب والمسؤول الأمني الكوبي المنشقّ، رودريغيز مينيار، تشير إلى أن الزعيم الأسبق فيدل كاسترو لم يكن شيوعياً خلال الحرب الثورية الكوبية حتى 1959. مَن برز شيوعياً، فضلاً عن تشي غيفارا، شقيقُه راؤول الذي ورث الحكم عنه بعد نحو خمسة عقود. بقي فيدل متردّداً بين خطّين من رفاقه، خطٍ ثوريٍّ لم يرغب في أن تصبح البلاد ذات أيديولوجيا حمراء، وآخر شيوعي.

مالَ إلى الثاني بعد وصوله إلى الحكم. من أهم الأسباب لتبني الشيوعية، أن كاسترو لم يلقَ في الولايات المتحدة الترحيبَ بشروطه. هناك سببٌ حاسمٌ آخر يتعلق بطموحات زعيمٍ ثوري حاول أن يتجاوز حُدود إمكانات بلاده الجيوسياسية فذهب بعيدا.

نجح أحيانا في مشواره خارج إطار جزيرته الصغيرة، وبعيداً عن إمكاناتها الاقتصادية الذاتية المعتمدة حينها على تصدير السكّر. كسبت قواتُه الحرب الأهلية الطويلة (بالوكالة) خلال سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته في أنغولا ضد قوات جنوب أفريقيا. بجهود مخابراته في فنزويلا، حافظ زعيمها السابق، هوغو شافيز، على الحكم في مواجهة العداوات الداخلية والخارجية. لكن بالأخير، ظلت كوبا في وضع سيئ اقتصادياً، معتمدةً بقوة على الدعم المالي السوفييتي، مع بعض النجاحات على المستويين الصحي والتعليمي. ثم انتهى الدعم والقليلُ من النجاحات ليتعزز الانهيارُ الاقتصادي فور تفكك المعسكر الشيوعي. عاد كاسترو إلى الولايات المتحدة، وانفتح اقتصاديا عليها عبر بوّابة السياحة والعملة الصعبة المحوَّلة من المغتربين الكوبيين.

ذهبت أجيال كاملة من الكوبيين سدى. كان طريق كثير من شبانها دائماً ركوبَ لجج البحر بحثا عن حياة في الولايات المتحدة. ثارت كوبا للتخلّص من النفوذ الأميركي ومكافحة فساد العهد الثاني من الرئيس المُطاح، فولغينسيو باتيستا. إلا أن البلاد أُخضعت للسوفييت، وجُعل منها، في نهاية المطافن بلداً محكوما بأنواع جديدة من الفساد، بينها رعايةُ طريق المخدّرات من أميركا الجنوبية إلى العالم. لأن كوبا مدخلٌ للولايات الأميركية المطلّة على خليج المكسيك، كان البحر ممرَّ تلك التجارة، وصارت سلطة هافانا المسهلَ مقابلَ 10% أو أكثر من الأرباح.

هذا تاريخ. غير أنه يتكرّر كل مرة، مع تغيير المكان. يبدو أن جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن تريد دوراً مشابهاً. المداخل البحرية من جديد السلاحُ. الطموحُ العابر للحدود والقائم على تصوّرات أممية هو الدالةُ. إنه البحر الأحمر ومدخله. هو خليج عدن وبحر العرب، وبالتالي المحيط الهندي. الخط الرابط بين المحيط وقناة السويس يمرّ من هناك. للحوثيين في المكان بعض السلطان. والحرب على غزّة يستثمرها الحوثي جيّدا. الجماعة المسلحة الحاكمة في صنعاء وأجزاء واسعةٍ من شمالي اليمن تريد أن تكون طرفاً في حربٍ بعيدة.

حرب الحوثيين مع التحالف الإقليمي بقيادة السعودية تظهر مجمّدةً راهناً. الاتفاق بين الرياض وطهران المرعي من بكين برّد الجبهات اليمنية. تسعى المملكة إلى رعاية اتفاق شامل في اليمن ينهي الحرب الأهلية والانقسام السياسي الحاد. النجاح من عدمه، في النهاية، رهن المتحاربين الداخليين والداعمين الإقليميين. لا يبدو الحوثي مستعجلاً. العاصمة بيده، والشرعية المناوئة له لا تبدو في أفضل أوضاعها في العاصمة البديلة عدن، لأن هناك صراعا آخر يدور على وحدة البلاد مع الانفصاليين الجنوبيين. كما أن كل تجارب الحروب الخارجية في اليمن أثبتت أنها تشبه، إلى حد كبير، أفغانستان، لا نصر فيها، بل انغماس بلا نهاية. هذه النقطة الأخيرة يدركها الحوثيون، ومن ورائهم داعموهم الإيرانيون. لذا يسعون إلى المضي في صدام من نوع آخر، معركةَ البحر الأحمر وسفنه. مانشيتُه الراهن اعتراض السفن الإسرائيلية، لكن مضمونه أبعد من ذلك.

هدّد الإيرانيون مراراً بإغلاق مضيق هرمز. لم ينفذوا ذلك. اعترضوا بعض السفن في فترة المناوشات البحرية زمنَ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، غير أنهم يدركون أن ورقة هرمز ستعرّضهم مباشرة للخطر، لذا يلوحون بها فحسب. أما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب فلا خطر مباشرا حتى على حليفهم الحوثي. ماذا سيخسر حكّام صنعاء الحاليون من سياسة اعتراض السفن أكثر مما خسروه في الحرب منذ عام 2014؟ لا أحد مستعدٌّ للتورّط في مواجهة مباشرة. الخاسر هو الشعب اليمني الذي يعاني من أحد أسوأ الأوضاع الإنسانية المتواصلة في العالم. بطبيعة الحال، لا تفكر طهران في اليمن، كما العراق ولبنان، بأن يقدّم حلفاؤها نموذجاً مدنياً يحتذى به.

لا يقوم المشروع الإيراني الخارجي على ذلك. المشروع قائم على منهجية المواجهة المستمرّة والحرب بالوكالة وتقديم نموذج ثوري يغري “خصوم الإمبريالية”. في المحصلة، مثل كوبا، يراد أن تبقى مناطق النفوذ الإيرانية عصيّة على الآخر الأميركي أو غيره، من خلال سياسة التصعيد المستمرّة وتقديم نموذج راديكالي يستفيد بصورة كبيرة من قضايا تمسّ حساسية شعوب المنطقة. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مقدمتها، خصوصا أن المحور الإيراني خسر خلال السنوات الماضية كثيرا من رصيده “الأخلاقي” بفعل الحرب السورية والتجييش الطائفي المتبادل، فهذه فرصة ملحوظة لاستعادة بعض ما فُقد.

تروّج الدبلوماسية الإيرانية، منذ بدء حرب غزّة، مقولة إن جماعات محور “الممانعة” تتصرّف مستقلة، وإن الحوثيين يتحرّكون بموجب تصوّراتهم الخاصة. معلوم أن وزارة الخارجية لا مخالب لها ولا نفوذ. الموقف والحقيقة يُحدّدان من دوائر أخرى في مقدّمتها الحرس الثوري. إذ، بدءا من الصحف الإيرانية وانتهاء بتسريبات الصحف الغربية، تعزّز المعلومات ما هو معروف، ن الحوثيين لا يتصرّفون فقط بموجب إرادة طهران. بل تقدّم الأخيرة دعماً لوجستياً واستخبارياً مباشراً لمساعدتهم في راهن التحرّكات البحرية. هنا، بينما تحذّر صحيفة ستاره صبح، الإيرانية من أن فعال الحوثيين تنعكس سلبيا على غزّة وليس إيجابيا، نجد أنه لا يمرّ يوم إلا وتحتفي صحيفة كيهان المقرّبة من المرشد خامنئي بالحليف اليمني، مع الإشارة المتكرّرة، وهنا بيت القصيد، إلى القناعة أن واشنطن غير قادرة على خوض حربٍ مع اليمن. إن خطاب “عشق الحرب مع أميركا وإسرائيل”، كما عبر زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، وعنونت به “كيهان” مقالها في 21 الشهر الماضي (ديسمبر/ كانون الأول)، هو مانشيت لحربٍ لن تندلع. هو عشق المكاسب السياسية المستهدفة إيرانياً من خلال حليفٍ أعطته مكانتُه البحرية حظوةً ليست للحلفاء الآخرين في لبنان والعراق وسورية. إنه عشق حرب لن تندلع. هو ورقةٌ في أي مفاوضاتٍ مستقبلية.

ما يدور في غزّة والحرب عليها، في النهاية، خلفياته الخاصة. جانب منه هو من أجل أرضٍ تنصّ قرارات الأمم المتحدة على أنها محتلة. واستيلاء الحوثيين على سفينة إسرائيلية هنا أو هناك، لا تداعيات كبيرة له فيما يجري في غزّة. الجبهة نائية جغرافياً ومفيدةٌ للاستثمار السياسي الإيراني، مثلما كانت لصالح ليبيا معمّر القذافي وعراق صدّام حسين وغيرهما. المفارقة أن الحوثيين يطالبون دول الطوق بفتح الجبهات لهم، ولم يسألوا حليفهم حزب الله المطلّ على إسرائيل ذلك. هي اللعبة القديمة.

كما أن مزاج الأميركيين ليس مع توسيع المواجهة، خصوصا في منطقة، مثل اليمن، ضغطت واشنطن لوقف الحرب فيها. هذا يُدركه الحوثيون والإيرانيون. في النهاية، لم يكسب اليمن من أنصار الله كما من خصومهم الداخليين في حرب النفوذ، سوى مزيد من الفقر والموت وتدمير شبه كامل لشروط الحياة. منهجية نظام صنعاء في البحر استمرارٌ لما سبق، ومزيد من وضع متردٍّ وشديد الخطورة إنسانياً بما لا يقل سوءاً عن حياة أهل غزّة قبل الحرب الجارية، إن لم يزد تردبا.

طهران البعيدة جغرافياً عن البحريْن، الأحمر والمتوسط، تعوّض ذلك بتسخين المنطقتين عبر حليفين مباشرين. يطلب نظام الجمهورية الإسلامية بشدة فرصة أن يصير طرفاً في أي مداولاتٍ بعيدة مكانياً عبر حضوره عن طريق أنصار الله وحزب الله. خسر لبنان استقرارَه النسبي وانهار وضعه الاقتصادي ويعاني اجتماعياً وسياسياً.

تنعدم أمام اليمن أيّ فرصة لإنهاء معاناة تاريخية. أما إيران الراديكالية فتربح، هي تريد مقعداً في طاولات لا مكان لها تقليدياً عليها. بالطبع، تعاني إيران الشعبية، فما تربحه منظومة ولاية الفقيه على مدى عقدين ينعكس خساراتٍ على الناس، مدنياً واقتصادياً. ويبقى الصراع مع إسرائيل، كما كان ستة عقود، موقعاً لمستثمرين سياسيا لم يربح منهم الفلسطينيون.

لا ينفي هذا أن اليمن بقيادة الحوثي يبقى، كما كوبا كاسترو، شوكةً في الخاصرة الجغرافية لخصوم كبار بالمنطقة. أما المكاسب فليست لليمن بلداً أو شعباً، كما لم تكن لكوبا أو لبلدان أميركا اللاتينية، بل للإيديولوجيا الإيرانية، مثلما ظلّ الحال لصالح الأيديولوجيا السوفييتية.

نقلاً عن موقع “العربي الجديد“

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البحر الأحمر الولايات المتحدة أنصار الله فی الیمن

إقرأ أيضاً:

لماذا اليمن الاستثناء؟

 

 

في مسار المواجهة مع العدو الإسرائيلي، كانت الحسابات تتجه إلى دول الطوق والدول التي تملك الأسلحة الحديثة والإمكانيات الهائلة؛ العراق مثلا دُمِّر واستحل الحلف الصهيوني الصليبي أرضه؛ وسوريا أيضاً، أما السعودية فتحولت بوصلة العداء إلى صداقة وشراكة ومثل ذلك الإمارات ومعظم أنظمة الخليج؛ مصر كان الرهان عليها، لكنها أيضا تحولت في مواقفها بعد اتفاقية (كامب ديفيد) إلى التطبيع ولعب دور الوسيط في معاونة الكيان المحتل لا إعانة المقاومة وإسنادها .
اليمن لم تكن في حسبان المهتمين بالسياسات الدولية وقد تمت السيطرة عليها بواسطة دول الجوار وأمريكا ودول أوروبا، خاصة انه تم منح السفير الأمريكي صلاحيات الحاكم الفعلي، فالقرارات المصيرية والهامة لا يتم إصدارها إلا بعد موافقته عليها، ووصل التنسيق الأمني إلى أرقى المستويات، حينما تم منح الخبراء الأمريكيين حرية شراء الأسلحة وسحبها من الأسواق وتدميرها وهي أسلحة هامة وضرورية.
لم يقف الأمر عند ذلك، بل سُمح للطيران الأمريكي بالتحليق في الأجواء اليمنية و قتل أبناء اليمن الذين يصنفهم تحت بند الإرهاب، وتم دعم شبكات التخريب والاغتيالات الممولة من وكلاء أمريكا واليهود لتدمير المشاريع الهامة والاستراتيجية، وكل ذلك من أجل التمهيد لإلحاق اليمن بقافلة التطبيع .
الأزمات الاقتصادية المتوالية واتباع سياسة الإفقار التي يمليها البنك وصندوق النقد الدوليان وغير ذلك من البرامج الإفسادية في السياسة والاقتصاد والثقافة والأخلاق والدين من أجل تكبيل اليمن وتسليمه ومصادرة قراراته السيادية، والاستيلاء على ثرواته وإمكانياته وتسخيرها لخدمة المصالح السعودية والإماراتية .
لقد كتب على اليمن في سياسات النفوذ الاستعماري السيطرة على مقدراته ومصادرة جهود أبنائه في الاغتراب، سواء داخل اليمن أو خارجه، لأن وصية المؤسس (لا تسمحوا لليمن بالاستقرار، ازدهاركم في خراب اليمن)، وفي حديث الشيخ سالم الحريزي عن التدخلات السعودية ومنع شركات النفط من التنقيب عن البترول اليمني لصالح عرقلة التنمية، ما يعرفه الجميع فلم يعد الأمر خافيا على أحد .
كانت إدارة الأزمات هي أهم ركائز إدارة الدولة، لم يُسمح للممارسة الديمقراطية أن يكتب لها النجاح، وكانت أعظم الإخفاقات والنكبات التي سعى إليها النظام –آنذاك- شن الحروب الست على محافظة صعدة بذريعة مواجهة الخطر الإيراني والتمدد الشيعي؛ والحقيقة أن ذلك لتنفيذ الأجندات الأمريكية الصهيونية التي استفزها شعار الصرخة الذي أعلنه الشهيد القائد ضد أمريكا وإسرائيل وتم تحريك النظام لشن الحروب من أجل القضاء على الدعوة في بدايتها.
لم يكتف النظام السعودي بتمويل الجماعات التي تعمل لحساب أيديولوجيته، ولا بالسيطرة على المشايخ والوجاهات الاجتماعية، ولا المسؤولين من خلال (اللجنة الخاصة) التي اعترف بها الرئيس السابق أنها تعمل لشراء ولاءات المسؤولين والوجاهات والمشايخ والعلماء والدعاة، بل إنه عمل على محاربة كل الآراء التي لا تتوافق مع توجهاته وسياساته، وقد رصد مؤلف كتاب (السعودية تبتلع اليمن) د.سعيد الهاجري بعضا مما وصل إليه التغلغل السعودي في سعيه للسيطرة على اليمن، وهو ما جعل السعودية في سباق محموم مع الإمارات أيهما تظفر بالنصيب الأوفر من السيطرة والنفوذ والاستقطاب والاستحواذ .
في مقارنة مخزية أجراها الإعلامي المصري معتز مطر حول الاغتيالات التي نفذتها السعودية ضد الكوادر اليمنية التي تعمل لصالح الإمارات والاغتيالات التي نفذتها الإمارات ضد الكوادر اليمنية التي تعمل لصالح السعودية، حيث أصبح أبناء اليمن ضحية لعبة النفوذ والاستقطاب لهما، وهي كوادر مؤهلة يتم استخدامها بالأموال اليمنية لحماية مصالحهما على حساب اليمن .
نادى كثير من عقلاء الخليج العربي والمفكرين والسياسيين إلى تغيير السياسات التي تتعامل بها أنظمة وكلاء الحلف الصهيوني الصليبي مع اليمن والاستفادة من اليمن وضمه إلى منظومة الخليج العربي، لكنهم قبلوه عضوا في اتحاد كرة القدم، لكي يثبتوا انهم متقدمون ولديهم إمكانيات تستطيع شراء أشهر اللاعبين وأشهر المدربين.
اليمن هو العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية والأمتين العربية والإسلامية، خاصة أنه قادر على المحافظة على التفوق وحفظ التوازن السكاني في مواجهة التدفق السكاني للعمالة الوافدة التي اكتسحت دول الخليج، لكن قادة الأنظمة الخليجية فضلوا الاستسلام للتدفق لتلك العمالة على الاستعانة باليمن .
أبناء اليمن مشهود لهم في كل دول العالم باحترام الأنظمة والقوانين وقدرتهم على الإبداع والتفوق في كل المجالات، وليس ذلك من الآن، بل إنهم نشروا رسالة الإسلام في العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
إسهاماتهم في القضايا الإسلامية والعربية والإنسانية لا ينكرها أحد، قاتلوا في صفوف المجاهدين دفاعا عن أرض فلسطين ولبنان وغيرها وقدموا الشهداء، ولما تم إخراج المقاومين من فلسطين ولبنان استقبلهم اليمنيون .
ظل اليمن ولايزال المدد والسند للقضايا الفلسطينية واللبنانية والسورية وغيرها ولم يتراجع عن مواقفه الداعمة والمؤيدة، وهو ما أدى إلى أن يدفع أثمان مواقفه المبدئية والثابتة في دعم هذه القضايا، تارة بالسعي إلى إشعال الحروب الأهلية، والفتن الطائفية والمذهبية والجهوية والحزبية، رغم معرفة الجميع أن أبناء اليمن يتسمون بالتسامح والانفتاح وعدم التعصب والتزمت.
تحولت المواقف للأنظمة العربية والإسلامية من القضية الفلسطينية ومن المقاومة بناءً على العلاقات مع دول الغرب وخاصة أمريكا والكيان الصهيوني، ووصل بمعظمها إلى النقيض من دعم مظلومية الأشقاء في فلسطين ولبنان إلى دعم الإجرام والاحتلال ومحاربة المقاومة واتخاذ العقوبة ضدها، بعد أن انهارت القيم والمبادئ والدين والأخلاق والإنسانية لدى تلك الأنظمة وتحولت عن مبادئ الإسلام إلى مراتع الانحلال والتفلت، وكأن التقدم والتطور لا ينسجمان إلا مع الوثنية والشرك والإلحاد.
اليمن كان هو الاستثناء الذي أثبت أنه جدير بتلك الأوسمة التي منحها الله سبحانه وتعالى لليمن أرضا وإنسانا وحضارة وقيما ومبادئ، ودلل على ذلك في أكثر من آية في القرآن الكريم، وأكدها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من الأحاديث، منها قوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية …) وأيضا (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا وفي نجدنا؛ قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا؛ قالوا وفي نجدنا قال: هناك الزلازل والفتن وبها أوقال منها يخرج قرن الشيطان )، وأيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم((اني لأجد نفس الرحمن من هنا-يشير إلى اليمن))، فاليمنيون كانوا وما زالوا جديرين بهذه الأوسمة.
حينما جبُن الكل وانكشفت الأقنعة وتعرّت المواقف، برز اليمن بمواقفه الداعمة والمناصرة والمؤيدة لمظلومية الأشقاء في أرض غزة وفلسطين، وأرسل الصواريخ والمسيَّرات ودافع عن شرف الأمة وكرامتها في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار والاستعمار الصهيوني الصليبي من واقع مسؤوليته الإيمانية لا يخاف إلا الله، لأنه يدرك عواقب التخاذل والانهزام، وعدم نصرة المظلومين سيكون خزيا وعارا في الدنيا قبل الآخرة وسيأتي اليوم الذى سيدفع فيه المجرمون والمتخاذلون ثمن ما اقترفته أيديهم وعمالتهم وتخاذلهم وإعانتهم للإجرام والمجرمين وعدم نصرة إخوانهم المستضعفين على أرض غزة وفلسطين ولبنان وسوريا وغيرها .

مقالات مشابهة

  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • لا خوف على اليمن
  • لماذا اليمن الاستثناء؟
  • مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن
  • اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ جديد من اليمن وجماعة الحوثي تعلق
  • ساحل غزة - من شاطئ استجمام إلى مأوى نزوح