الخليج الجديد:
2025-07-05@03:24:09 GMT

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

إسرائيل تغتال مشاريع واشنطن المستقبلية

لم يسقط الغرب أخلاقيا في حرب غزة فقط، بل أصبحت مشاريعه مهددة كنتاج لدعمه هذه الحرب القذرة.

الجديد أن بعض هذه الحركات تشن حربا ضد إسرائيل، على الرغم من عدم الاشتراك في الحدود مثل حالة «أنصار الله» بفضل تطوير منظومة الصواريخ.

أصبحت حرب إسرائيل ضد قطاع غزة حرب إبادة، ولم ينتج عنه السقوط الأخلاقي للغرب فقط، بسبب دعم جرائم الكيان، بل عرقلة مشاريع الغرب الكبرى لمنافسة الصين.

* * *

أبرزت هجمات أنصار الله الحوثيين، ضد السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر مدى هشاشة المشروع الكبير، الذي تراهن عليه الولايات المتحدة وهو الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا» لمواجهة طريق الحرير الصيني، وذلك على ضوء ظهور حركات تعتبر جيوشا غير كلاسيكية وغير نظامية في الشرق الأوسط. ومن شأن ظاهرة الحركات المسلحة التأثير مستقبلا على التجارة الدولية بشكل كبير للغاية.

في هذا الصدد، ضمن مفاجآت عملية «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، أن الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة تختلف عن حربي 1967 و1973 إذ واجهت في الحربين السابقتين جيوشا نظامية مثل المصرية والسورية، وكانت تشترك معها في الحدود، وهي حرب تخضع لتصور كلاسيكي.

بينما في الوقت الراهن تواجه قوات عسكرية تمتلك صفات الجيوش النظامية، ولكنها حركات عسكرية مثل «حزب الله» وحركات عراقية و»أنصار الله» وإن كانت الأخيرة هي التي تشرف على تسيير دولة اليمن، وهي أقرب هذه الحركات الى الجيش النظامي، وكذلك حركة حماس التي لم ترتقٍ عسكريا بعد إلى مستوى هذه الحركات، بسبب الحصار المفروض عليها، ما يمنعها من التوصل بالأسلحة، ورغم التسلح المحدود والذكي، نجحت في قهر حركة إسرائيل عسكريا بشكل ملحوظ، وجعلتها تتورط في حرب الإبادة بدل حرب استهداف الأهداف العسكرية.

ويبقى الجديد أن بعض هذه الحركات تشن حربا ضد إسرائيل، على الرغم من عدم الاشتراك في الحدود مثل حالة «أنصار الله» بفضل تطوير منظومة الصواريخ.

ويوجد اختلاف وسط المنتظم الدولي بشأن ما تقوم به حركة أنصار الله في باب المندب والبحر الأحمر، بمهاجمة السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها. إذ تعتبره الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى، عملا إرهابيا ضد حرية الملاحة، وتطالب المنتظم الدولي بضرورة التحالف ضد هذه الظاهرة، كما حدث في مواجهة القرصنة في القرن الافريقي، في حين تعتبره دول مثل روسيا والصين وباقي دول العالم ضمن ما ينتج عن حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني، وبالتالي يتطلب الأمر تصورا دبلوماسيا لحل هذا المشكل، أكثر من الاعتماد على الحل عسكريا، لأن القوة ستزيد من تفاقم خطورة هذا الملف.

وهذا ما يحدث الآن، بعدما لم لتعد شركات الملاحة الكبرى تثق في الحماية التي توفرها السفن الأمريكية، وقررت معظمها مغادرة البحر الأحمر والرهان على المرور عبر جنوب افريقيا، خاصة في ظل احتمال مواجهات بين الحوثيين والأسطول الأمريكي، على ضوء إغراق الأمريكيين زورقين للحوثيين يوم الأحد الماضي. ولم تنخرط حتى الدول العربية المؤيدة لواشنطن مثل السعودية والإمارات ومصر، ويعتبر انخراط البحرين رمزيا بسبب احتضانها قاعدة الأسطول الخامس.

وإذا تركنا جانبا حرية الملاحة والاختلاف في التعاطي مع هذا الملف، سنجد أن الأمر يكتسب عمقا جيوسياسيا كبيرا، يمس المضايق البحرية والمشاريع التجارية الكبرى، ذلك أن تصرفا عسكريا مثل ما يقوم به أنصار الله، بالتحكم في الملاحة الدولية في باب المندب، يعني بطريقة أخرى التحكم في المشاريع الاقتصادية الكبرى للغرب في هذه المنطقة من العالم.

ونعني في هذا الصدد وفي الوقت الراهن، المشروع الذي يتم الرهان عليه كثيرا وهو: «الممر الاقتصادي الهند -الشرق الأوسط – أوروبا». وعمليا، طرحت واشنطن هذا المشروع خلال قمة دول العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي خلال سبتمبر/أيلول الماضي. ويريد هذا المشروع تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي:

أولا، جعل الهند دولة فعالة في الإنتاج والنشاط التجاري العالمي، بهدف خلق منافس للصين، نظرا للقوة البشرية للهند والاستثمارات الغربية التي يمكن أن تستقبلها من دول مثل، اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

ثانيا، خلق شرخ وسط دول البريكس، بإبعاد الهند عن روسيا والصين، وهكذا سيتحول هذا البلد، أي الهند، إلى ما يشبه دور بريطانيا التي أضعفت الاتحاد الأوروبي طيلة أربعين سنة، منذ انخراطها فيه في السبعينيات وحتى مغادرتها له منذ سنوات في إطار البريكست، بدل أن تشكل قوة إضافية لتطوير التكتل الأوروبي.

ثالثا، إبعاد الشرق الأوسط عن النفوذ الصيني، أو التقليل منه، إذ لن ترتبط هذه الدول بطريق الحرير وحده، بل بمشروعين.

ومن الناحية الجيوسياسية، حرب إسرائيل ضد قطاع غزة، التي أصبحت حرب إبادة، لم ينتج عنها فقط السقوط الأخلاقي للغرب، بسبب دعمه الكبير لجرائم الكيان، بل عرقلة المشاريع الغربية الكبرى لمنافسة الصين.

وكمثال في هذا الشأن، الانعكاسات السلبية لهجمات الحوثيين على مشروع «الطريق الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا» المنافس لطريق الحرير، ثم التأثير السلبي على مشروع مرتبط بالغربي وهو حفر قناة بن غوريون المنافسة لقنوات السويس، حيث يتم التخطيط لتكون القناة الجديدة الأداة الرئيسية للتطبيع النهائي والشامل والأبدي في الشرق الأوسط بين الدول العربية والكيان.

ومما سيزيد من صعوبة الأوضاع مستقبلا بشأن تأثير الحركات التي تشبه الجيوش على الوضع العالمي ومنها الملاحة الدولية، ومختلف المشاريع هو التنافس الواقع بين بكين وواشنطن للسيطرة على التجارة الدولية، وعدم الاتفاق على تصور أمني موحد. وهذا يجر كل طرف إلى إضعاف الطرف الآخر.

ويمكن تقديم أمثلة في هذا الصدد، تعمل الولايات المتحدة على حشد دول جنوب شرق آسيا ضد طريق الحرير، وضد تقديم تسهيلات للصين في المياه الإقليمية لهذه المنطقة في العالم، ثم إضعاف طريق القطب الشمالي، الذي بدأ يشتغل بنقل البضائع من الصين عبر روسيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.

ومن جانبها، رفضت بكين طلب واشنطن للمساهمة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر، على الرغم من أن القوات الصينية لديها قاعدة عسكرية في القرن الافريقي، بل وجدت في أنصار الله أحسن من يلقن الأمريكيين الدرس.

وتستخلص من السياسة الصينية أن بكين لن تنخرط في أي مشروع أمني دولي يكون مبادرة من الغرب وقد يمس بطريقة أو أخرى المصالح القومية الصينية. نعم، لم يسقط الغرب أخلاقيا في حرب غزة فقط، بل أصبحت مشاريعه مهددة كنتاج لدعمه هذه الحرب القذرة.

*د. حسين مجدوبي كاتب وباحث مغربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أمريكا الحوثيون السقوط الأخلاقي الممر الاقتصادي طريق الحرير مشاريع واشنطن طوفان الأقصى حرية الملاحة أنصار الله حرب الإبادة الكيان الصهيوني الشرق الأوسط هذه الحرکات أنصار الله فی هذا

إقرأ أيضاً:

ترامب: إسرائيل وافقت على مسودة هدنة لمدة 60 يومًا في غزة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر اليوم الأربعاء، 02 يوليو 2025، موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا.

وقال ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إن ممثليه عقدوا اجتماعًا "طويلاً ومثمرًا" مع مسؤولين إسرائيليين بشأن الحرب على غزة، معلنًا أن إسرائيل وافقت على "الشروط الضرورية" لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، سيجري خلاله العمل على إنهاء الحرب بشكل نهائي.

وأضاف، أن قطر ومصر ستقدمان الاقتراح النهائي، مؤكدًا أن "القطريين والمصريين عملوا بجد كبير من أجل تحقيق السلام".

وتابع ترامب: "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن توافق حماس على هذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسّن، بل سيتجه نحو الأسوأ"، وذلك قبل أيام من الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، إلى واشنطن، حيث يُفترض أن يلتقي بالرئيس الأميركي.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أبلغ المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، خلال اجتماعهما في واشنطن، أن إسرائيل تقبل المقترح القطري ومستعدة لبدء محادثات غير مباشرة مع حماس لإتمام الصفقة.

وينصّ المقترح الجديد الذي قدّمته قطر إلى إسرائيل، على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يشمل في يومه الأول الإفراج عن ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء. كما ينص على تسليم جثامين 18 أسيرًا إسرائيليًا على ثلاث دفعات، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسيرين إضافيين في اليوم الخمسين من الهدنة.

اقرأ أيضا/ قناة إسرائيلية : نتنياهو يبحث صيغا مخففة لإنهاء حرب غـزة

ويتضمن المقترح كذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى محور "موراغ" بين خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، إلى جانب إدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع.

وبحسب مصادر إسرائيلية مطّلعة، فإن ثمة "فرصة كبيرة" للتوصل إلى اتفاق في ظل المقترح الجديد، لكن الخلافات بين الأطراف لا تزال قائمة، لا سيما بشأن شروط إنهاء الحرب وحجم الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وفيما لم تُبدِ إسرائيل رفضًا رسميًّا للمقترح القطري الجديد، أفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن نتنياهو يترقب عرضًا أميركيًا لمبادرة إقليمية لإنهاء الحرب، تُطرح في إطار زيارته المرتقبة إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

وبحسب التقرير، فإن المقترح القطري وتقديرات فرص التوصل لاتفاق يُبحثان على أعلى المستويات في إسرائيل. كما أشارت القناة إلى أنه سيتم بحث هذه الملفات في اللقاء بين الوزير الإسرائيلي، رون ديرمر، والمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.

وفيما تتصاعد الضغوط الأميركية والقطرية، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن "الفرصة كبيرة" للتوصل إلى اتفاق، فيما تُجرى مشاورات إسرائيلية مكثفة على مستوى الكابينيت، عُقدت لها جلستان هذا الأسبوع وتُستكمل الخميس والسبت، قبل مغادرة نتنياهو إلى واشنطن.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية ترمب: نتطلع للتوصل لاتفاق لوقف النار في غزة خلال الأسبوع المقبل إصابة شخصين بغارة إسرائيلية على النبطية جنوب لبنان باكستان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري الأكثر قراءة عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم الاحتلال يهدم منزلا في حزما شمال شرق القدس إعادة فتح أبواب كنيسة القيامة في القدس بعد إغلاق دام لمدة 12 يوما "التعليم العالي" تعلن عن منح للدراسات العليا في المغرب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • معهد أمريكي يحذر من تخفيضات ميزانية وزارة الخارجية على مصالح واشنطن في الشرق الأوسط وجهود محاربة إيران والحوثيين (ترجمة خاصة)
  • سياسي أنصار الله: أمريكا تقتل الفلسطينيين عبر بوابة “المساعدات”.. وغزة لن تُكسر
  • إسرائيل تغتال عنصراً بـفيلق القدس الإيراني في لبنان (فيديو)
  • قائد أنصار الله: عنوان تغيير الشرق الأوسط هو لصالح العدو الإسرائيلي لفرض سيطرته على المنطقة واستباحة شعوب الأمة
  • كيف تُعيد حرب إسرائيل وإيران تشكيل الشرق الأوسط؟
  • واشنطن تدرس تسليح إسرائيل بـ قاذفات الشبح B-2 وقنابل GBU-57
  • من غزة إلى تل أبيب.. خطر الحرب الأهلية وخسائر لم تُعلنها إسرائيل| ما القصة؟
  • إسرائيل تحذّر.. صاروخ من اليمن يعيد التصعيد إلى الحرب مع الحوثيين
  • هل كان التطبيع مع إسرائيل كلمة السر في رفع العقوبات عن سوريا؟
  • ترامب: إسرائيل وافقت على مسودة هدنة لمدة 60 يومًا في غزة