مرضى الكلى بغزة يواجهون الموت البطيء مع انهيار المنظومة الصحية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
سرايا - تستمر معاناة مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة بالتفاقم للشهر الثالث على التوالي، مع تدهور كبير في مستوى صحتهم العامة نتيجة تقليص ساعات عمليات الغسيل الكلوي المنقذة للحياة، بفعل الحرب والحصار.
ويوجد في قطاع غزة خمسة مراكز لغسيل الكلى منها مركزين في محافظتي الشمال وغزة، وقد توقفت عن العمل، إضافة إلى ثلاث مراكز في مدن دير البلح وخانيونس ورفح.
وتعمل المراكز الثلاثة على الحدود القصوى، بسبب نقص الإمكانيات وتزايد أعداد المرضى النازحين تجاه مدن الجنوب وخاصة مدينة رفح.
يقول عبد الرحمن (40 عاما) إنه يواجه الموت البطيء يوميا بسبب نقص ساعات غسيل الكلى، قائلا: "كنت أغسل في غزة لمدة 12 ساعة أسبوعا موزعة على ثلاث جلسات، أما الآن أغسل 4 ساعات فقط موزعة على جلستين في الأسبوع".
ويتابع عبدالرحمن لـ"عربي21": "تقليص الساعات جاء بسبب تزايد أعداد المرضى وقلة مراكز الغسيل، بعد خروج مستشفى الشفاء الأكبر في استيعاب المرضى عن الخدمة".
ويوضح قائلاً: "نزحت أكثر من 8 مرات وغسلت في الشفاء ومستشفى شهداء الأقصى، ثم مستشفى ناصر ثم مستشفى النجار منذ الحرب وأنا في تدهور مستمر".
ويستكمل حديثه: "كنت أخضع لعملية الغسيل مع والدي الذي يعاني من الفشل الكلوي أيضا وشاهدته يتوفى أمامي عيني بسبب تراكم السموم والسوائل داخل جسمه، توفي على كرسي الغسيل وبعدها بعدة أيام شاء القدر أن أجلس في نفس المكان واستخدم نفس المكينة".
ويضيف "أنا حاليا أعاني من ضيق التنفس بسبب تراكم السوائل في الرئتين والبطن، وتورم شديد في الأرجل والجسم بشكل عام، لكني صابر على قضاء الله".
من جانبه، يقول محمد (28 عاما) إن والدته مريضة كلى منذ سنوات وتخضع لعمليات الغسيل في مستشفى ناصر في خانيونس، مضيفا "بيتنا في المربعات التي طالب الاحتلال بإخلائها لكننا بقينا بسبب الغسيل".
ويبين محمد لـ"عربي21" بقوله: "كل المربعات حول المستشفى طالبوا بإخلائها.. وضعونا بين احتمال الموت بالقصف وحتمية موت أمي بسبب انعدام الغسيل، تواصلت مع مستشفى النجار في رفح وليس هناك أي متسع لاستقبالها".
ويؤكد "اخترنا البقاء بالطبع، هيك بنقدر نغسل لإمي وبنضل في بيتنا.. وإذا قصفونا بكون هذا المكتوب لنا".
ويردف قائلاً: "الحمد لله أمي لا تعاني من الفشل التام.. كانت تغسل جلستين فقط بواقع ثماني ساعات في الأسبوع، صحيح أن هذه الفترة انخفضت للنصف وبدأت تعاني من تراكم بعض السوائل في الجسم لكن يبقى حالها أفضل من غيرها".
ويبين "أمي تغسل منذ سنوات ولذلك أصبح العديد من المرضى ومرافقيهم أصدقاء لنا نعرفهم ونقضي معهم وقتا أكثر من أصدقاء العائلة بشكل عام، العديد منهم استشهد بسبب نقص العلاج، إن شاء الله نحتسبهم شهداء، هم ماتوا بسبب الاحتلال أيضا".
من جهته، يكشف رمزي (35 عاما) أنه ينزح حاليا في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، قائلا إنه رغم الوضع الكارثي الذي يعيشه مع والدته مريضة الكلى في المستشفى المتواضع، إلا أنه أفضل كثيرا من الفترة التي قضاها في مستشفى الشفاء بعدما اقتحمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف رمزي لـ"عربي21" أنه نزح إلى مستشفى الشفاء في غزة مع بداية الحرب من أجل تأمين الغسيل لوالدته لأطول فترة ممكنة، إلا أنه مع اقتحام المستشفى عاش لحظات رعب لا تنسى.
ويكشف رمزي "كنا نقضي أياما داخل غرفة الغسيل، والخروج منها كان يعني الاستشهاد الفوري، وبعد ذلك استخدمني الجيش كدرع بشري، البسوني كاميرا على رأسي وطلبوا مني الخروج إلى الشارع وتفتيش السيارات في المكان".
ويوضح "كان يتحدث معي جندي بلهجة شامية ركيكة ويعطيني أوامر عن بعد عبر مكبر الصوت ويهددني بقتل أمي ثم قتلي حال لم استجب، الحمدلله استطعنا أخيرا مغادرة المكان والتوجه إلى رفح".
ويشير إلى أن وضع والدته الصحي حاليا يتفاقم ويزداد في السوء، قائلا: "طالما تناقلنا مصطلح الموت البطيء في غزة خلال سنوات الحصار المستمرة، لكن حاليا نحن نعيشه بكل ما يحمل من معنى حقيقي".
ويلفت رمزي الذي درس التمريض إلى أن "مرضى الكلى يمكن أن يعيشوا بجودة حياة مرتفعة ولسنوات طويلة تمتد إلى أكثر من 20 عاما مع عملية الغسيل، لكن هذه الأبحاث والدراسات الطبية ليس لها أي قيمة في غزة حاليا".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يفتتح وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى الشيخ زايد المركزي ويؤكد استمرار تطوير المنظومة الصحية
افتتح المهندس عادل النجار محافظ الجيزة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى الشيخ زايد المركزي وذلك في إطار خطة المحافظة للارتقاء بالمنظومة الصحية وتوسيع نطاق الخدمات الطبية المتخصصة بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين خاصة في المجالات الحيوية المرتبطة بصحة الأم والطفل.
ورافقة خلال الافتتاح الدكتور إسحاق جميل مدير مديرية الشئون الصحية بالمحافظة ومدير مستشفى الشيخ زايد المركزي.
وتضم الوحدة الجديدة حضّانات حديثة بسعة 8 أسِرّة، جرى تجهيزها وفقًا لأحدث المعايير الطبية العالمية، وبما يلبي احتياجات رعاية الأطفال حديثي الولادة ولا سيما الحالات المبتسرة والحرجة حيث تم التأكد من جاهزية الوحدة الكاملة للعمل وتزويدها بكافة الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة مع الالتزام الكامل بمعايير الجودة وتطبيق جميع سياسات مكافحة العدوى بما يضمن تقديم خدمة طبية آمنة ومتكاملة.
كما شملت الجولة التفقدية لمحافظ الجيزة المرور على عدد من الأقسام الحيوية داخل المستشفى من بينها وحدة الرعاية المركزة للكبار وللأطفال، ووحدة الغسيل الكُلوي، والعيادات الخارجية، القسطرة القلبية، الأشعة إلى جانب غرف العمليات التي تشهد حاليًا أعمال تجهيز وتطوير شاملة تمهيدًا لافتتاحها ودخولها الخدمة في أقرب وقت ضمن خطة تطوير متكاملة تستهدف رفع كفاءة المستشفى وتحسين مستوى الأداء الطبي والخدمي.
وأكد المهندس عادل النجار أن افتتاح وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة يمثل إضافة مهمة لمستشفى الشيخ زايد المركزي ويسهم في تخفيف العبء عن المستشفيات الأخرى، مشددًا على أن المحافظة تولي اهتمامًا بالغًا بدعم المستشفيات العامة والمركزية وتطويرها وتزويدها بالإمكانات البشرية والتقنية اللازمة بما ينعكس إيجابًا على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأشار محافظ الجيزة إلى أن تطوير المنظومة الصحية يتم من خلال تكامل الجهود والتعاون المستمر مع مختلف الجهات المعنية وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، التي تمثل شريكًا أساسيًا في دعم القطاع الصحي، سواء من خلال المساهمات في تجهيز الأقسام الطبية أو توفير الأجهزة والمستلزمات مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس نموذجًا إيجابيًا لتكامل الأدوار بين الدولة والمجتمع ويُسهم في تحسين جودة الخدمات الطبية وتحقيق الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين.