الثورة نت:
2025-12-07@12:09:16 GMT

والله ما يدعنا كتاب الله أن نسكت

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

 

تجاوز المشروع القرآني – في تبنيه قضية فلسطين – مستويات التعصب القومي، وحدود المثالية الليبرالية، ومظاهر التعاطف الإنساني، وشكليات أوهام ومثاليات الحداثة، وبقيت القضية متجذرة في أعماقه، بوصفها المبدأ الإيماني الثابت والراسخ، في الاعتقاد والسلوك، في القول والفعل، الذي يعكس طبيعة الشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، وصورة الاستجابة في القيام بالتكليف، وأداء أمانة الاستخلاف، وهو ما يعني أن النظر إلى قضية المسلمين المركزية، والتعاطي معها خارج تلك الأطر، أو في مستويات موازية لمستوياتها الأصلية، يعد تفريطا كبيرا، يسلب الأمة الإسلامية التوفيق والمعية الإلهية، ويضعها في دائرة الحرج والامتهان والذل، والاستباحة والهوان أمام أعدائها، وتصبح فريسة سهلة ومغرية، ليرتكب أعداؤها بحقها أبشع الجرائم والانتهاكات، دون أن تدافع عن نفسها، أو تحرك ساكنا، بينما لو تعرضت أمة من الأمم الأخرى، لبعض ما تتعرض له الأمة الإسلامية، لأقامت الدنيا ولم تقعدها، ولدافعت عن نفسها وكيانها وكينونتها بكل قوة وشراسة، كما يوضح ذلك سيد القول والفعل، سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – في تشخيصه لواقع الأمة الإسلامية، وموقفها من أعدائها، وما يرتكبون بحقها من الجرائم والانتهاكات الفظيعة، في ظل استسلامها المخزي، وعجزها المخيف.


ويمكن القول إن استهجان واستنكار سماحة السيد القائد -يحفظه الله-، لانحطاط موقف الأمة وتخاذلها، وتقاعسها عن اتخاذ ردود فعل حازمة، وقرارات مواجهة وردع حاسمة، إنما هو استنكار حالة الصمت والسكوت، التي رانت على قلوب وأفواه الحكام والشعوب، في موقف يعد السكوت فيه والتزام الصمت مخالفة واضحة لصريح الأوامر الإلهية، التي أرَّقت أئمة الحق وأعلام الهدى، من آل بيت النبوة الأطهار، وجعلتهم ينتفضون في وجه أعداء الله، في كل زمان ومكان، وصولا إلى موقف علم الهدى سماحة السيد القائد، في نصرة إخواننا المستضعفين في غزة، ودعمهم ومساندتهم ضد إجرام الكيان الصهيوني المحتل، معلنا باسم الشعب اليمني، الاستعداد الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة، مؤكدا بهذا الموقف الإيماني، والقرار القوي والجريء، حقيقة الاستجابة الإيمانية لأوامر الله سبحانه وتعالى، وموجهاته في محكم آيات الذكر الحكيم، التي يستحيل على المسلم مخالفتها، والتزام السكوت، وفي هذا المقام يقول سيد القول والفعل:- “والله ما يدعنا كتاب الله أن نسكت”.
هكذا آثر الاستجابة للأوامر الإلهية، طمعا في رضوان الله سبحانه وتعالى، معبِّرا عن حالة إيمانية عظيمة، بينما سارع غيره إلى إعلان الامتثال المطلق لأوامر الشيطان الأكبر، المتجسد في تموضع الهيمنة الأمريكية، خوفا من عصاها الغليظة، ورجاء بعض الفتات والدعم السياسي، ليجسدوا حالة من النفاق الرهيب، الذي استوطن قلوبهم مرضا مزمنا، لا شفاء لهم منه، وقبل أن تصدر إليهم التوجيهات الأمريكية، القاضية بوجوب التخلي عن مسلمي قطاع غزة، وتركهم في مواجهة آلة القتل والإجرام والإبادة الصهيونية الشاملة بمفردهم، سارعت بعض أنظمة العمالة والنفاق العربية إلى اتخاذ كل التدابير والتحركات، التي تجاوزت مفهوم “التخلي” في الرغبة الأمريكية، إلى استراتيجيات الإسهام الفعلي، في إضعاف وتدمير كل ممكنات القوة، وعوامل الصمود الفلسطيني، في وجه آلة القتل والدمار والتوحش والقتل الجماعي الإسرائيلية، المدعومة أمريكيا وغربيا، سواء بتشديد قبضة الحصار الخانق، أو بمحاولات الاختراق الاستخباري، لصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وغير ذلك من الطرق والوسائل النفاقية القذرة.
يمكن القول إن أوامر الإدارة الأمريكية، كانت دون مستوى المنجز الفعلي لأنظمة التطبيع والعمالة، الحريصة على تجسيد صهيونيتها ويهوديتها، التي وصلت حد قمع المظاهرات الشعبية التضامنية مع فلسطين أرضا وإنسانا، ورفضا لجرائم الإبادة الجماعية الوحشية، التي يتعرض لها إخوانهم المسلمون، في قطاع غزة.
في الجانب الآخر، كان موقف سيد القول والفعل، ومن خلفه شعب عظيم، وجيش مقدام شجاع، موقفا مشرفا على كافة المستويات، حيث كان جواب القوات المسلحة اليمنية، بما فيها البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، أسبق إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمواقع العسكرية والاستراتيجية الصهيونية الحساسة، من توجيهات البيت الأبيض عبر الوسطاء، إلى سماحة السيد القائد، بعدم التدخل في هذه الحرب، شأنه شأن بقية الحكام والأنظمة، الذين شملتهم الأوامر الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية، لتعبر تلك العمليات العسكرية القوية عن حقيقة ومضمون رد سيد القول والفعل، الذي جاء مزلزلا عروش الطغيان والاستكبار الإمبريالي، مؤكدا أنه ليس ممن يتلقى الأوامر والتوجيهات لا من أمريكا ولا من غيرها، فهو لم ولن يكون ضمن قطعان العمالة والارتهان، ولا ينبغي له ذلك.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ثالوث الإنكار لتبرئة الغزاة

ثالوث الإنكار لتبرئة الغزاة:
من أكثر الأساليب غدرًا لتمكين عنف الجنجويد هو رفض أو إنكار أو التقليل من أهمية الدور الحاسم الذي لعبته قوى خارجية في تمويل وتسليح وتمكين هذه الميليشيا لإدامة حربٍ تُعرف بجرائم مروعة ضد الإنسانية.

لسنواتٍ بعد بدء الصراع، أنكر السياسيون والنشطاء والصحفيون المؤيدون للحرب نفيًا قاطعًا أي تدخل أجنبي، مُصرّين على أن الحرب شأنٌ داخلي بحت. وكثيرًا ما تعرض المسؤولون والنشطاء الذين تجرأوا على تسليط الضوء على البعد الخارجي للانتقاد والسخرية. ود العطا الغوغائي.
لكن مع مرور الوقت، وثّقت تقاريرٌ موسعةٌ من وسائل الإعلام والمنظمات الدولية تدخل القوى الأجنبية بدقة. ومع تضاؤل فرص ​​​​الإنكار الكامل، تحولت الاستراتيجية من الإنكار الصريح إلى التقليل المنهجي من شأنه. واتخذ هذا التكتيك الجديد أشكالًا عدة:

– القول بأن التدخل الأجنبي في أي حرب أمرٌ “طبيعي”، وبالتالي اعتبار تسليح ميليشيا إبادة جماعية نتيجةً ثانويةً مقبولةً وحتميةً للصراع.

– القول أنها ليست حربًا تُشنّها محض قوى أجنبية . في هذا القول تنازل تكتيكي لا ينفي الدور الخارجي ولكنه يهدف إلى تبريره بالتقليل من دوره في تمكين جرائم الجنجويد، وتدمير البنية التحتية السودانية، وتشريد أكثر من اثني عشر مليون سوداني. وكأن وجود عامل داخلي أو ميليشا سوداني يبرر مدها باحدث الأسلحة وتوفير الحماية الدبلوماسية لها.

– التشتيت: يُصرّ أسوأ تكتيك على سوء إستخدام حجة أن فشلنا الوطني مسؤوليتنا الخاصة ولا داع لإقحام الدور الأجنبي. تدّعي هذه الحجة ضمنا أن التركيز على التدخل الأجنبي ما هو إلا محاولة لتبرئة أنفسنا من الإخفاقات الداخلية – وكأن الاعتراف بأحدهما ينفي الآخر. هنا يتم الإدعاء والإصرار على أن فشلنا الوطني هو مسؤوليتنا الخاصة، وعلينا أن نلوم أنفسنا ونتوقف عن لوم الأجانب، لأن الحرب تعكس تناقضاتنا الداخلية وفشلنا في بناء الدولة والوحدة الوطنية. وبالإشارة إلى الدور الأجنبي، فإننا نُخلي أنفسنا من المسؤولية ونلقي بفشلنا علي شماعة الأجانب. وهذه مغالطة بائسة لان القول بالدور الأجنبي لا يعني منطقيا إنكار وجود عوامل داخلية.

هذا التشتيت مغالطة شائعة. فكثيرًا ما نسمع شخصيات تبدو مستنيرة تُسلّط الضوء على التناقضات الداخلية لصرف الانتباه عن مسؤولية القوى المتدخلة، مُوحيةً بأن ذكر التدخل الأجنبي هو إنكار للمشاكل الداخلية. وهذا خداع. فالاعتراف بالدور الحاسم للجهات الخارجية لا ينفي بأي حال من الأحوال وجود قضايا تاريخية وداخلية خطيرة ووجود مشاكل بنيوية مستعصية ومزمنة. تتجاهل هذه الحجة عمدًا حقيقتين أساسيتين:

أولًا، سؤال التدخل الأجنبي قابل للإجابة عليه نفيا أو إثباتا بمعزل عن أي ظروف داخلية سابقة. هذه الحجة تفتقد النزاهة وتتجاهل حقيقة أن وجود تدخل أجنبي حاسم الأهمية من عدمه هو سؤال واقعي يمكن الإجابة عليه بنعم أو لا بغض النظر عن وجود مشاكل داخلية. ثانيًا، وجود صراع داخلي مستقل لا يمنح أي قوة أجنبية الحق الأخلاقي أو القانوني أو السياسي في تسليح ميليشيا إجرامية كالجنجويد.
كما أن التدخل الأجنبي الخبيث عادة ما يلعب علي تناقضات داخلية حقيقية لتحقيق أهدافه. وهذا أسهل من اللعب على مشاكل غير موجودة أو ضعيفة الأهمية.

ببساطة، نعم البنية السياسية السودانية تعاني من مشاكل حقيقية مزمنة لا علاقة لها بالأجنبي لكن الحقيقة الأخرى هي أن التدخل الأجنبي غير مشروع ومع ذلك ظل يستثمر في مشاكلنا الداخلية منذ عام ١٩٥٦ وبلا توقف بمختلف الطرق، أهمها اللعب على قضايا الأقليات وتطلعاتها المشروعة والإستعداد الدائم لتمويل أي حركة مسلحة بهدف إضعاف الدولة السودانية لا بهدف مساعدة الأقليات. هذا التدخل الخارجي لعب دورا لا يمكن التقليل من أهميته في إفشال بناء الدولة السودانية. وهذا القول لا ينفي قصور النخب التي قادت السياسة والثقافة السياسية وساهمت في تسميم الجسد الوطني بعدم احترامها لحقوق أقليات أو جهات أو باستعداد المعارضة لكل نظام في الإستثمار بالترويج لخطاب تفكيكي يحاصر النظام بتبني سرديات تستعدي الغرب عليه تحت غطاء حقوق الإنسان أو حقوق الأقليات.
التركيز علي العوامل الداخلية للفشل مطلوب تماما بهدف معالجتها والمضي إلي الأمام ولكن حين يتم إشهار كرت التناقضات الداخلية كوسيلة لتشتيت الحوار والتقليل من أهمية التدخل الخارجي يصبح نوعا من التواطؤ مع أعداء الشعب السوداني الذين حاصروه منذ ميلاد دولة ستة وخمسين بالفوضى والإفقار والتمرد والميليشيات المسلحة وتشويه سمعة الدولة السودانية بسرديات مبتذلة يساهم في إنتاجها كادر سوداني تم تربيته علي يد خطاب الهيمنة الليبرالية عبر منظمات لا حصر لها دمرت العقل السياسي السوداني لصالح كليشيهات محفوظة من إنجيل الأنجوة الليبرالي وساهم فيه أيضا يسار سطحي نسي تراثه الثري عن الطبقة والإمبريالية.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/06 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة العاقل من اتعظ بغيره!2025/12/06 مقترحات لبناء سودان جديد2025/12/06 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس…)2025/12/06 في البدء كانت الكلمة2025/12/05 المستوطنون الجدد… مخطط خطير يهدد ديمغرافية السودان وهويته2025/12/05 حرب مفروضة وهُدنة مرفوضة!2025/12/05

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • رغم الانتقادات التي تضمنتها «الوثيقة الأمريكية».. واشنطن الحليف الأكبر لأوروبا
  • ثالوث الإنكار لتبرئة الغزاة
  • الملحن سامر أبو طالب يحتفل بزواجه من هبة زكريا
  • وكيل الأزهر: مسابقة القرآن تجسّد مكانة مصر العالمية ودورها في خدمة كتاب الله
  • قال عنه رسول الله ﷺ "مخ العبادة" فضل الدعاء في الإسلام
  • علي جمعة: عبادة بلا دعاء مسلوبة من الروح فلا تيأس واثبت على باب الله
  • توقيع كتاب حوارات.. 13 سنة في رحلة مع البابا تواضروس | صور
  • محمد إمام: العزب من أهم كتاب الدراما
  • حماس: نثمن موقف العشائر التي تبرأت من ياسر أبو شباب
  • بحضور أصدقائه.. سامر أبو طالب يتصدر التريند عقب عقد قرانه «صور»