قانونيون لـعربي21: جنوب أفريقيا قدمت مرافعة متكاملة الأركان لإقناع المحكمة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أشاد خبراء قانونيون، بالمرافعة التي قدمتها جنوب أفريقيا، أمام محكمة العدل العليا، وطريقة تقديم الأدلة للمحكمة لإثبات ارتكاب الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
انتهت الخميس أولى جلسات الاستماع إلى الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية، وقدمت فيها مرافعة قانونية حول الإبادة الجماعية وهي التهمة التي وجهتها للاحتلال الإسرائيلي.
وقدم الفريق القانوني في ختام جلسة المحاكمة "التاريخية" في مرافعته، طلبا بإصدار أمر للاحتلال الإسرائيلي بتعليق العمليات العسكرية فوراً في قطاع غزة، ودعوة الاحتلال إلى معاقبة كل من يحرض أو يدعو إلى ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وقال تمبيكا نجكوكايتوبي المحامي لدى المحكمة العليا في جنوب أفريقيا "إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة".
وأضاف "هذا واضح من الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكري" وتابع قائلا "نية تدمير غزة تمت رعايتها على أعلى مستوى في الدولة".
ملف قوي
ووفقا لتقييم خبير القانون الدولي، والمحلل السياسي الدكتور إسماعيل خلف الله فإن "مرافعات جنوب أفريقيا تستند إلى ملف قوي، وهو ملف له من الحجج والقرائن والأدلة والمبررات القانونية التي يعتقد أنها ستؤدي لبناء قناعة لدى محكمة العدل الدولية بأن هذه القضية لها أسس قانونية وإنسانية قوية ودامغة".
وأوضح خلف الله خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الملف كان قويا لأن المرافعات والدعوى بنيت على أساس نص المادة 9 من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أيضا استنبطت بأن هناك انتهاكات للمادة الثانية من هذه الاتفاقية، وبحكم أن جنوب أفريقيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي صادقتا على هذه الاتفاقية، لهذا نعتقد أن المحكمة لها هذا الاختصاص".
وأضاف: "ومن خلال سماعي للمرافعة اعتقد بأن الملف له من الحجة القانونية والقوة والقرائن والدلائل ما يؤدي لأن تقتنع المحكمة بكل ما طرحته هذه الدعوى من طلبات، وخاصة عندما نتكلم على هذه الإبادة الجماعية الواضحة والتي شاهدها العالم أجمع".
وتابع: "وإذا ما تحدثنا عن الشق الاستعجالي، وهو المطالبة بالضغط وإلزام الطرف الصهيوني لوقف آلة العدوان والحرب التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، اعتقد أنه سيلقى القبول من طرف المحكمة، واعتقد سيتم الفصل فيه خلال أيام أو أسابيع قليلة".
وأما من ناحية الشق الموضوعي، فيعتقد خلف الله أن "القضية لها نقاط قوة تكتسبها من خلال الملف التوثيقي المُقدم، والذي تجاوز 80 صفحة، وهو مبني على توثيق وأدلة وشهادات، وبالتالي نحن أمام ملف قوي، والدعوى سوف تلقى القبول والتجاوب من المحكمة، التي ننتظر منها ونتطلع لأن تصدر قرارا يُنصف هذا الشعب الذي يُمارس بحقه انتهاكات منها القتل والتهجير والإبادة الجماعية".
مرافعة سليمة ومتكاملة
من جهته قال خبير القانون الدولي الدكتور سعد جبار، إن "المرافعة التي قدمتها جنوب أفريقيا الخميس ابتدأت كل الإجراءات بطريقة سليمة وبحجج تتطابق مع الشروط الموضوعية أمام المحكمة، والفريق يتكون من كفاءات دولية، وكانت المرافعة قوية جدا، لكنها تنحصر فقط في اقناع القضاة أو المحكمة بإصدار أوامر بإجراءات تدابير احترازية أو إجراءات عاجلة ومؤقتة".
وأوضح جبار خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الإجراءات المؤقتة هي وقف النشاطات العسكرية ووقف قتل المدنيين ووقف الترحيل القسري، والامتناع عن حرمان الغزيين من متطلبات ضرورية للحياة من مياه وطاقة وغذاء".
وأكد أن "الفريق القانوني لدولة جنوب أفريقيا كان في مستوى هذه المرحلة، والتي يمكن فيها فقط تقديم نماذج من الخروقات لإقناع المحكمة لإصدار قرار ضد إسرائيل لوقف ما تقوم به في هذه المجالات".
وتابع جبار: "وبالتالي الفريق قدم ملف سليم سواء من الناحية التقنية أو الموضوعية أو من ناحية المطالب، وقدمه بشكل يفوق كل التطلعات من حيث الشكل والمضمون، وبالتالي ما تم في أول جلسة يعتبر أداء كامل الأركان من حيث إقناع المحكمة لإصدار المطلوب وهو إصدار أمر بتدابير احترازية".
وأشار إلى أن "الهدف من طلب هذه الإجراءات وطبيعتها أن القضية فورية وأن الوضع الان يتطلب إجراءات عاجلة، لأنه لا يمكن تحقيق نتائج إن لم نتحرك الان، ونقول للمحكمة إن لم تصدروا هذا الأمر يستمر الموت والقتل الجماعي للناس، والترحيل القسري والتجويع".
وتوقع خبير القانون الدولي سعد جبار أنه "نتيجة الظروف الحالية أن تصدر المحكمة الأمر بالبدء بالإجراءات الاحترازية خلال أسابيع".
وكان سفير جنوب أفريقيا في هولندا، فاوسي ماندونيسلا، قال الخميس، إن بلاده تعترف بنكبة الفلسطينيين المستمرة، وتضع "أعمال الإبادة الجماعية وسوء التصرف في سياق أوسع من الفصل العنصري الإسرائيلي الذي دام 25 عاما، والاحتلال الذي دام 76 عاما، والحصار الذي دام 16 عاما على قطاع غزة".
وأكد "إن أعمال الإبادة تشكل حتماً جزءاً من سلسلة من الأعمال غير القانونية التي ارتكبت ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 بما في ذلك إخضاع الشعب الفلسطيني للفصل العنصري".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية جنوب أفريقيا الاحتلال الإبادة الجماعية غزة غزة جنوب أفريقيا الاحتلال إبادة جماعية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
ذهب أفريقيا في قبضة 7 شركات.. قائمة بـ10 دول تُنتج ولا تستفيد
رغم أن أفريقيا تُعد من أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، فإنها تظل الأفقر من حيث نصيب الفرد من الدخل والتنمية. ويبرز الذهب كأحد أبرز كنوزها، إذ تمتلك القارة احتياطيات هائلة من المعدن النفيس، لكنها تبقى ساحة مفتوحة للتنافس الدولي وهيمنة الشركات الأجنبية.
فإلى جانب الذهب، تنتشر في القارة معادن مثل الماس والنفط واليورانيوم، وتسيطر أفريقيا على 97% من احتياطي الكروم العالمي، و90% من الكوبالت، و85% من البلاتين. ورغم ذلك، يعيش نحو 120 مليون أفريقي في انعدام حاد للأمن الغذائي، ويبلغ معدل الفقر نحو 43.9% عام 2025، وفق البنك الدولي.
الذهب يجسد ما يُعرف بـ"لعنة الموارد"، حيث يُستخرج من أعماق أفريقيا ليذهب إلى خزائن الأغنياء، بينما يظل ملايين السكان في فقر مدقع، في ظل هيمنة شركات متعددة الجنسيات وضعف الحوكمة والفساد.
الذهب الذي صنع التاريخ وأشعل الحروبومنذ القرن الخامس الميلادي، كانت أفريقيا مركزًا لتعدين الذهب، لا سيما في مالي وغانا. وقد أسهم الذهب في ربط القارة بالعالم، وكان أساسًا لنظم النقد العالمية.
في عام 1886، اكتشف الأسترالي جون هاريسون رواسب الذهب بمنطقة "ويتواترسراند" بجنوب أفريقيا، ما أدى إلى نشوء مدينة جوهانسبرغ التي تحوّلت بسرعة إلى أكبر مستوطنة بريطانية في القارة. وقد أشعل هذا الازدهار "الحرب الأنجلو-بورية" نتيجة التنافس بين السكان المحليين والبريطانيين.
ولا تزال "ويتواترسراند" القلب النابض لصناعة الذهب في أفريقيا، حيث تغطي أكثر من 87 ألف كيلومتر مربع وتنتج ما بين 30% إلى 50% من الذهب العالمي، ويصل محتوى الخام فيها أحيانًا إلى 3 آلاف غرام للطن، وفق وكالة "إينوتر".
أكبر 10 دول أفريقية إنتاجًا للذهببحسب مجلس الذهب العالمي، بلغ الإنتاج العالمي من الذهب عام 2023 نحو 3 آلاف طن متري، وبلغت قيمته حوالي 38 مليار دولار.
إعلانوتسهم أفريقيا بنحو نصف إنتاجها من غرب القارة، وجاءت قائمة أكبر 10 دول إنتاجًا للذهب عام 2024 على النحو التالي:
غانا: 140.6 طنا مالي: 100 طن جنوب أفريقيا: 98.9 طنا بوركينا فاسو: 94.4 طنا السودان: 73.8 طنا غينيا: 68 طنا ساحل العاج: 58 طنا تنزانيا: 51.8 طنا زيمبابوي: 50.9 طنا الكونغو الديمقراطية: 42.3 طنا أبرز 7 شركات عالمية تستخرج ذهب أفريقياوتهيمن شركات كبرى على عمليات استخراج الذهب من مناجم أفريقيا، وغالبًا ما تتم هذه العمليات من خلال اتفاقيات حكومية تُقصي السكان المحليين من الاستفادة من ثرواتهم.
وقد أدت محاولات السكان لاستخراج الذهب إلى مواجهات دامية، قُتل فيها أكثر من 20 عاملا خلال العام الماضي في غانا وغينيا وبوركينا فاسو، بحسب "رويترز".
كما تُقدّر الأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين شخص يعتمدون على التعدين غير الرسمي كمصدر دخل رئيسي في أفريقيا جنوب الصحراء.
وفيما يلي أبرز 7 شركات تعدين تنشط في القارة: باريك غولد (Barrick Gold) – كندية، مقرها تورنتو، تعمل في تنزانيا ومالي وتدير مناجم "لولو-غونكوتو" و"كيبالي" وغيرها. نيومونت (Newmont) – أميركية، منجم "أهافو" في غانا من أبرز مشاريعها. أنجلو غولد أشانتي (AngloGold Ashanti) – جنوب أفريقية، تدير 10 مناجم في أفريقيا، منها في غانا وغينيا وتنزانيا. كينروس غولد (Kinross Gold) – كندية، تعمل في موريتانيا، بمنجم "تازياست". غولد فيلدز (Gold Fields) – جنوب أفريقية، تملك مناجم في غانا وجنوب أفريقيا. نيوكريست (Newcrest Mining) – أسترالية، تعمل في ساحل العاج، واشترتها "نيومونت" في 2023. سيباني ستيلووتر (Sibanye Stillwater) – جنوب أفريقية، تنتج الذهب والمعادن النفيسة من مناجم "ويتواترسراند" و"فري ستيت".ويمثل الذهب أحد أبرز ثروات أفريقيا الطبيعية، لكنه يعكس في الوقت ذاته اختلالًا صارخًا في عدالة توزيع الموارد، ففي حين تمتلك القارة احتياطات هائلة، تظل شعوبها بعيدة عن الاستفادة منها، وسط نفوذ الشركات العالمية وتواطؤ بعض الحكومات.
ويبقى السؤال: هل يمكن لأفريقيا أن تنتزع ذهبها من قبضة الأغنياء وتحوله إلى أداة تنمية حقيقية لشعوبها؟