السوداني أبلغ مسؤولين أميركيين رغبته بالتفاوض
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أخبر مسؤولين أميركيين سراً أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأميركية في العراق على الرغم من تصريحاته الأخيرة التي ذكر فيها أنه يريد منها الخروج من البلاد.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على برقية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية بتاريخ السادس من الشهر الجاري تشير إلى أن “كبار مستشاري السوداني أبلغوا مسؤولين أميركيين أن تصريحاته الأخيرة كانت محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية”.
وأضافت البرقية، وفقا للصحيفة، أن “السوداني نفسه ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف في العراق”.
الصحيفة ذكرت أنه “وفي حين تم إخبار المسؤولين الأميركيين بأن العراق على استعداد لمناقشة إبقاء القوات الأميركية في البلاد، إلا أن من المحتمل أن تجبر الضغوط السياسية داخل البرلمان العراقي البلاد على اتخاذ خطوات لإخراج القوات الأميركية”.
الصحيفة ذكرت أن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض رفض التعليق على البرقية، فيما لم تستجب وزارة الخارجية الأميركية على طلب بوليتيكو للتعليق.
وكذلك اعتذر مستشار باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن التعليق لموقع “الحرة”.
وتعليقا على المواقف العراقية الأخيرة الداعية إلى عدم حاجة العراق لبقاء القوات الأميركية على أراضيه قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية للحرة “نقدر علاقتنا الشاملة مع العراق والتي نتعاون فيها حول مجموعة واسعة من القضايا”.
وأضافت المتحدثة “تم تشكيل التحالف الدولي لهزيمة داعش قبل عشر سنوات وحقق نجاحا هائلا في دعم قوات الأمن العراقية والشعب العراقي أثناء هزيمتهم لداعش بعد تكلفة وتضحيات هائلة”.
وتابعت المتحدثة: “نحن منخرطون في عملية منسقة ومدروسة مع حكومة العراق لمناقشة تطور تلك المهمة بطريقة تحافظ على هذه المكاسب وتساعد على ضمان عدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى”.
وختمت المتحدثة “لا أريد استباق هذه العملية المتواصلة”.
كذلك أحالت المتحدثة “الحرة” لتصريحات سابقة لمتحدث باسم وزارة الدفاع بهذا الشأن.
وكان الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية “في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف أن القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.
وقال رايدر إنه ليس لديه علم أيضا بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأميركية، وأحال الصحفيين إلى وزارة الخارجية الأميركية بخصوص أي مناقشات دبلوماسية حول الموضوع.
وكان السوداني قال إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
وذكر السوداني في مقابلة مع رويترز في بغداد، الثلاثاء، إن هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة. وأضاف أن خروج تلك القوات يجب أن يتم عبر التفاوض.
ويوم الجمعة الماضي جدّد السوداني موقف بلاده “الثابت” بإنهاء حضور التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن بعد “انتهاء مبررات وجوده”.
وجاءت تصريحات السوداني، التي ألقاها خلال حفل تأبيني في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، غداة ضربة أميركية في بغداد أودت بقيادي في فصيل موال لإيران. وجاءت كلمة السوداني.
وقتل قيادي عسكري وعنصر في حركة النجباء بقصف استهدف مقرا للحشد الشعبي في بغداد الخميس، في ضربة أكدت واشنطن شنها “دفاعا عن النفس”، واعتبرها العراق “اعتداء” عليه.
وكانت حكومة السوداني المدعومة من تيارات وأحزاب مقربة من طهران، قد أكدت في الأسابيع الماضية رغبتها في إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، لكن موقفه الأخير يأتي في ظلّ توترات متصاعدة في العراق على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر، تتعرض القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ العام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.
وتتبنى معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.
وفي أواخر العام 2021، أعلن العراق انتهاء المهمة “القتالية” للتحالف، وتحوّلها إلى مهام “استشارية”. وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار هذا التحالف.
ويضمّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، دولا أخرى مثل فرنسا وإسبانيا. وأنشئ قبل نحو عشر سنوات لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
الحرة – ميشال غندور – واشنطن
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکیة القوات الأمیرکیة التحالف الدولی فی العراق
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيرة في أجواء بورت سودان
نقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم، إن صواريخ مضادة للطائرات تصدت السبت لتحليق مسيرات في أجواء بورت سودان التي تحولت إلى عاصمة للسودان في زمن الحرب وشكلت ملاذا للنازحين في السابق.
وتعرضت بورت سودان، مقر الحكومة المدعومة من الجيش، هذا الشهر لأول هجوم بطائرات مسيرة تم تحميل مسؤوليته لقوات الدعم السريع.
واستهدفت غارات الطائرات المسيرة بنى تحتية بينها آخر مطار دولي مدني عامل في البلاد ومحطات لتوليد الطاقة ومستودعات وقود.
وتوقفت الغارات شبه اليومية لأكثر من أسبوع حتى السبت، حين أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بسماع “دوي صواريخ مضادة للطائرات شمال وغرب المدينة وتحليق طائرات مسيرة في السماء.
ومنذ انسحاب الجيش السوداني من العاصمة الخرطوم في بداية الحرب، استضافت بورت سودان وزارات حكومية ووكالات أممية ومئات الآلاف من الأشخاص.
وتمر جميع المساعدات تقريبا إلى البلاد التي يعاني فيها نحو 25 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد، عبر بورت سودان.
ومع دخول النزاع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب.
ومنذ خسارتها السيطرة على الخرطوم في آذار/مارس، تبنت قوات الدعم السريع استراتيجية من شقين: غارات بعيدة المدى بطائرات مسيرة على المدن التي يسيطر عليها الجيش مصحوبة بهجمات مضادة لاستعادة الأراضي في جنوب البلاد.
وأثرت الغارات على البنية التحتية في جميع أنحاء شمال شرق السودان الذي يسيطر عليه الجيش، كما تسببت الهجمات على محطات الطاقة بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي في الخرطوم إلى انقطاع المياه النظيفة أيضا، وفقا للسلطات الصحية، ما تسبب في تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو 300 شخص هذا الشهر.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.