النوستالجيا الفلسطينية.. رحلة استعادة الأمل والذكريات تحت وطأة الاحتلال.. غزاوية: نستعيد فلسطين بالحنين لماضينا.. وأساتذة علم نفس: عاطفة طبيعية نابعة من تاريخ حافل بالعذاب النفسي
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
بالرغم من الهجمات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، يمكن أن تتحول النوستالجيا الفلسطينية إلى تجربة إيجابية اعتمادًا على كيفية تفاعلك معها، والنوستالجيا عمومًا تمثل شعورًا بالحنين إلى الماضي، وغالبًا ما يكون ذلك تجاه فترة كانت أكثر سعادة أو بساطة، ويمكن أن تكون هذه التجربة إيجابية، حيث يمكن أن تساعد على الشعور بالراحة والسعادة، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أنها قد تكون أيضًا تجربة سلبية، حيث يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالحزن أو الاكتئاب.
النوستالجيا الفلسطينية
النوستالجيا، هو مصطلح يوناني الأصل، ويُستخدم للتعبير عن الحنين إلى الماضي أو العيش في الماضي وهي متلازمة تصيب الإنسان الذي يحن دائمًا إلى الماضي والعيش مع الذكريات.
"م. ن" فلسطينية قدمت من غزة للعلاج في مصر، تشارك قصتها مع "البوابة نيوز" تقول: "نستعيد فلسطين بالحنين لذكرياتنا، فأنا عمري 77 سنة وعائلتي كلها استشهدت بنيران الاحتلال الإسرائيلي".
وتضيف: "النوستالجيا هي شعور متأصل في نفوس الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب ذو الهوية المميزة رغم احتلال الكيان الصهيوني لأرضه، وعلى الرغم من الابادة الجماعية المستمرة منذ عام 1948 حتى 2024. مفتاح بيتنا معي حتى آخر نفس بيدي."
يتحدث أساتذة علماء النفس عن النوستالجيا الفلسطينية التي يعيشها الشعب، الذي ذاق الأمرين على كل المستويات لمدة 75 عامًا. يُعتبرونها عاطفة طبيعية ناتجة عن تاريخ مليء بالعذاب النفسي تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، حيث فقدوا الأهل والبيت والأرض والجنسية والوطن. تترك النوستالجيا آثارًا إيجابية وسلبية.
يقول الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة القاهرة لـ "البوابة نيوز"، إن النوستالجيا الفلسطينية تعبر عن حنين كل الفلسطينيين للماضي عندما كان هناك وطن. غالبًا ما يرتبط هذا الحنين بفترة كانت أكثر سعادة أو بساطة.
يُضيف: أن النوستالجيا قد تكون تجربة إيجابية، حيث يمكن للاتصال بالماضي مساعدتهم في الشعور بالراحة والسعادة.
ويُكمل الدكتور عبد السلام بالقول: إن النوستالجيا الفلسطينية قد تكون أيضًا تجربة سلبية، حيث يمكن أن تؤدي إلى الحزن والاكتئاب بسبب فقدان البيت والأهل، مما يثير الندم على الماضي. يشير إلى أن النوستالجيا قد تتحول فيما بعد إلى حالة ضارة تتطلب الانخراط أكثر في الحياة لاستعادة التوازن النفسي، بالتحايل على الانسحاب من الواقع الحالي.
ويقول الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ علم النفس الاكلينيكي في جامعة عين شمس لـ "البوابة نيوز": إن النوستالجيا الفلسطينية عادةً ما ترتبط بالتغيرات الصعبة في حياة الفلسطينيين، مع التنقل المستمر بين الأماكن وفقدان أحبائهم وأماكنهم المفضلة. يعتبرون النوستالجيا وسيلة للتعامل مع هذه التغييرات، حيث يمكن أن تساعدهم على الشعور بالراحة والسعادة رغم جميع الأحداث الصعبة، وفقد أحبائهم من الآباء والأمهات والأبناء والأقارب.
ويضيف الدكتور عبد اللطيف أن النوستالجيا لدى الفلسطينيين قد تكون تجربة إيجابية، إذا تم التركيز على الأمل في المستقبل وتدارك مصاعب الحاضر لضمان استمرارية الحياة.
وتقدم الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس، نصائح عبر "البوابة نيوز" للتعامل مع النوستالجيا الفلسطينية:
أولًا: ينصح بالتمسك بالأمل وفهم سبب الحنين إلى الماضي، يُشجع على التفكير في الفترة التي تثير فيك هذا الحنين وتحديد الأشياء المميزة فيها. بفهمك لسبب الحنين، يمكنك البدء في العمل على التغلب عليه.
ثانيًا: يُشدد على التركيز على الأمل في المستقبل وتذكير نفسك بأن الماضي قد انتهى، والحاضر سيمر. يُحث على التركيز على الأشياء السعيدة في الوقت الحالي بدلًا من التمسك بالماضي.
ثالثًا: يوصى بالبحث عن طرق جديدة لخلق حياة سعيدة. يُشجع على قضاء وقت في أشياء تستمتع بها ومع الأشخاص الذين تحبهم. خلق ذكريات جديدة يمكن أن يساعد في التغلب على الحنين إلى الماضي.
رابعًا: ينصح بطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها، إذا شعرت بعدم القدرة على التغلب على النوستالجيا، يُشدد على عدم التردد في طلب المساعدة من أصدقاء أو أفراد العائلة أو محترفين في مجال الصحة النفسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الحنين إلى الماضي الهجمات الصهيونية الأراضي الفلسطينية البوابة نیوز حیث یمکن أن علم النفس قد تکون
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية: الاعتراف بالحقوق الفلسطينية طريقنا الوحيد للسلام
قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة يشكّل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة.
وطالب المتحدث الإدارة الأمريكية بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا كانت جادة في السعي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أن جميع أشكال الاستيطان الإسرائيلي غير شرعية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أهمية ضمان التوصل إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وفي سياق آخر، أعرب جوتيريش عن تقديره لالتزام الحكومة العراقية بالمضي قدماً في تنفيذ خطط التنمية، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال غزة.
ويأتي ذلك تزامناً مع المنخفض الجوي الذي تؤكد مؤسسات غزة أن القطاع غير مستعد لتداعياته.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم السبت، إن إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة.
وأضافت: "لدينا مخزون من مستلزمات الإيواء يكفي 1.3 مليون شخص بقطاع غزة".
وأكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون حاليًا في مراكز إيواء داخل القطاع، في ظل وضع إنساني وصفه بالكارثي في جميع المناطق.
وأشار إلى تعطل خطوط نقل المياه في عدد من مراكز الإيواء المؤقتة، ما يزيد من المخاطر الصحية والإنسانية التي تواجه النازحين، خصوصًا مع استمرار تداعيات المنخفض الجوي ونقص الخدمات الأساسية
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع تسبّب بكارثة إنسانية واسعة، أدّت إلى تضرر نحو مليون نازح في مختلف المناطق.
وأوضح المكتب أن المنخفض أسفر عن انهيار 13 منزلاً، وغرق نحو 27 ألف خيمة، إضافة إلى تعطل عشرات النقاط الطبية المؤقتة، ما فاقم معاناة السكان في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
وأصيب شاب، مساء أمس الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية شقبا غرب رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن قوات الاحتلال داهمت القرية بعدة آليات عسكرية واقتحمت عدداً من المحال التجارية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين.
وخلال الاقتحام، أطلق جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه الأهالي، ما أسفر عن إصابة شاب بقنبلة صوت، ووصفت حالته بالمتوسطة.