حرب المخدرات: المتعاطي والتاجر وجهان لعملةٍ واحدة
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم: جهاد مساعده
لم يعد من المقبول أو الكافي التعامل مع المخدرات بوصفها ملفًا جنائيًا أو ظاهرةً اجتماعيةً محدودةَ الأثر. الأردن يواجه اليوم حربًا حقيقية على المخدرات؛ لأنها لم تعد مسألة تهريب أو تعاطٍ فردي، بل نمطًا حديثًا من الصراع يستهدف المجتمع من الداخل، ويستنزف رأس المال البشري، ويُضعف الدولة دون مواجهة عسكرية مباشرة.
في السياق الإقليمي، تحوّلت المخدرات إلى أداة استراتيجية منخفضة الكلفة وعالية التأثير؛ فهي لا تضرب الحدود بقدر ما تضرب الإنسان، ولا تستهدف الجيوش بقدر ما تستهدف الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. ومن هنا، لا يمكن قراءة دور الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية كجهدٍ أمنيٍّ تقليدي، بل كجزءٍ من عقيدة دفاعٍ وطنيٍّ شاملة تمنع تحويل الأردن إلى ممرٍّ أو سوقٍ في اقتصاد قائم على الفوضى، وتُدرك أن حماية الحدود لا تنفصل عن حماية المجتمع.
غير أن أي حرب، مهما بلغت كفاءتها الميدانية، لا تُحسم بالسلاح وحده. فالمعركة ضد المخدرات معركةٌ مركّبة، تتطلب جبهةً تشريعية بقدر ما تتطلب جبهةً أمنية. وهنا تبرز حقيقة لا يجوز القفز عنها: لا يمكن كسب هذه الحرب دون تشريع صارم يردع المتعاطي نفسه؛ لأن الردع القانوني هو الأداة الوحيدة القادرة على منع الخطر من التحول إلى نمط اجتماعي دائم، ومنع الاستثناء من أن يصبح قاعدة.
في اقتصاد المخدرات، المتعاطي ليس طرفًا ثانويًا، بل هو الركيزة الأساسية للسوق. فكل تساهل في كلفة الدخول إلى التعاطي يُبقي الطلب قائمًا، ويمنح شبكات التهريب القدرة على الاستمرار. الدولة التي تتساهل في الطلب تُموّل العرض من حيث لا تقصد، وتدفع ثمن ذلك أمنًا واستقرارًا وسيادة.
من هذا المنطلق، فإن تغليظ العقوبة على المتعاطي لأول مرة يجب أن يُفهم بوصفه قرارًا سياديًا وقائيًا، هدفه تجفيف الطلب وكسر معادلة الربح لدى تجّار المخدرات، لا بوصفه قسوةً أو انتقاصًا من البعد الإنساني. فالكلفة الأخلاقية للتردد أعلى بكثير من كلفة الحسم، والكلفة الوطنية للتراخي أفدح من كلفة الردع.
في المحصلة، هذا ليس نقاشًا قانونيًا تقنيًا، بل اختبار دولة وأولويات:
أيهما نُقدّم: حماية الفرد اليوم، أم حماية المجتمع والدولة غدًا؟
والأردن، وهو يخوض هذه الحرب، يعلن موقفه بوضوح:
دولة تحمي مجتمعها بقرار، لا ممرًّا، ولا سوقًا، ولا ساحة اختبار لتجّار السمّ.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
7.4 % ارتفاعًا في أسعار الفضة بالأسواق المحلية خلال أسبوع
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية ، خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات ملحوظة.
حيث سجل المعدن الأبيض ، مكاسب بلغت 7.4% في الأسواق المحلية، بينما حققت الأوقية في البورصات العالمية ارتفاعًا بنسبة 6.4%، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن».
ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع المخزونات، وارتفاع الطلب الاستثماري، وتجدد المخاوف بشأن المعروض.
وأوضح التقرير، أن أسعار الفضة في الأسواق المحلية ارتفعت بنحو 5.5 جنيهات، حيث افتتح جرام الفضة عيار 800 التعاملات عند 74.5 جنيهًا وارتفع إلى 80 جنيهًا، بينما سجل جرام الفضة عيار 925 نحو 92.5 جنيهًا وعيار 999 نحو 100 جنيه، في حين استقر سعر جنيه الفضة عند 740 جنيهًا.
أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية بنحو 3.73 دولارًا بعد أن افتتحت التعاملات عند 58.27 دولارًا لتلامس أعلى مستوى لها عند 65 دولارًا قبل أن تغلق عند 62 دولارًا.
كما ارتفع الطلب على الفضة مدفوعًا بتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، واستمرار الطلب الصناعي الفاعل على المعدن في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والشرائح الدقيقة، إضافة إلى نقص المعروض في الأسواق العالمية.
وقد أدى هذا إلى تفوق الفضة على الذهب، بعد أن دفعت القفزة الأخيرة نسبة الذهب إلى الفضة إلى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021.
في حين، أظهرت بيانات المخزونات العالمية ارتفاع مخزونات بورصة لندن منذ بداية العام بنحو 1,447 طنًا، وزيادة مخزونات كومكس بنحو 4,311 طنًا، مع بقاء الجزء الأكبر من المخزون مركّزًا في لندن بنسبة 1.91 مقابل مخزونات كومكس.
وتشير البيانات إلى أن نحو 78% من حيازات الفضة في خزائن جمعية سوق لندن للمعادن الثمينة ممثلة بصناديق المؤشرات المتداولة، مقارنة بـ65% في نوفمبر 2024.
وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة تدفقات قوية، حيث ارتفعت مقتنياتها بنحو 487 طنًا في نوفمبر وبأكثر من 475 طنًا منذ بداية ديسمبر، ما يعكس دخولًا مؤسسيًا كبيرًا إلى السوق، ورغم ارتفاع الطلب الاستثماري، تشير زيادة الكميات المتاحة في بورصة لندن إلى تحسن تدريجي في ظروف السوق.
ويتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن الفضة تمتلك مجالًا إضافيًا للارتفاع، رغم احتمال حدوث تقلبات على المدى القصير مع بحث السوق عن توازن جديد بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة.
وتتفق بيانات رويترز ووول ستريت جورنال وفايننشال تايمز على أن الفضة تشهد مرحلة «تحول استراتيجي» بوصفها معدنًا صناعيًا رئيسيًا وأصلًا استثماريًا، مع توقعات بتداولها في نطاق 55–70 دولارًا على المدى القريب.
موجه صعود
أسعار الفضة في عام 2025 شهدت موجة صعود قوية غير مسبوقة، حيث تجاوزت الأوقية مستويات تاريخية جديدة، مدفوعة بتوازنات السوق الهيكلية، والعوامل الاقتصادية الكبرى، وزيادة الطلب الصناعي، بما في ذلك الاستخدام في الألواح الشمسية، المركبات الكهربائية، ومكونات الاتصالات.
وارتفع سعر الفضة الفورية إلى 65 دولارًا للأوقية لأول مرة في التاريخ، مع مضاعفة قيمتها تقريبًا مقارنة ببداية العام، متفوقة بذلك على الذهب من حيث نسبة الارتفاع.
توقعات معهد الفضة العالمي
وتشير توقعات معهد الفضة العالمي إلى استمرار تسجيل عجز في العرض للسنة الخامسة على التوالي في 2025، مما يدعم الضغوط السعرية للصعود بشكل مستدام. كما عززت التوقعات الاقتصادية بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية جاذبية الفضة كتحوط ضد المخاطر، فيما ساعد ضعف الدولار النسبي وتدفقات المستثمرين إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة على استمرار ارتفاع الأسعار.
ورغم الأداء الاستثنائي، تشير بعض التقارير إلى احتمال تهدئة الطلب الصناعي نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، إلا أن الاستثمار في الفضة يظل كافيًا للحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة ومنع هبوطها الحاد.
وتبقى توقعات السوق لعام 2026 متفائلة، حيث رفع محللون من بنوك استثمار كبرى، من بينها بنك أوف أمريكا، توقعاتهم لسعر الفضة إلى حوالي 65 دولارًا للأوقية، مع استمرار الزخم الصعودي في ظل العوامل الهيكلية الداعمة للطلب على المدى المتوسط، مع وجود احتمالات لتقلبات سعرية قصيرة المدى.