كان مجتمع مافا في ولاية بورنو بشمال نيجيريا من بين العديد من البلدات التي عانت من هجمات إرهابيي بوكو حرام اللعين التي قتلت الكثيرين وأغرقت آخرين في ظروف ومشقة رهيبة وأجبرت الآلاف على الفرار.

اليوم ، تغير الكثير بالنسبة للبلدة الصغيرة ، بما في ذلك وجود أول فنية هواتف شهيرة فالماتا عثمان التي شهدت الخراب الذي أصاب المدينة قبل بضع سنوات.

على الرغم من بعض ردود الفعل العنيفة والمقاومة من المجتمع ، كانت الفتاة البالغة من العمر 23 عاما تؤمن بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

يقول عثمان: "كنت أدرس قبل أن أتعلم المهارة، وبعد تخرجي من المدرسة كنت في المنزل أفعل حتى بعد سنوات طورت الاهتمام والإلهام في إصلاح الهواتف وكما ترون الحمد لله يمكنني الاعتناء وكذلك من حولي".

يرعى العديد من سكان مجتمع مافا خدماتها الآن ، لكن البعض لم يتوقف أبدا عن التعبير عن دهشته من الخبرة الفنية للشابة.

يقول أحدهم باباغانا موجو إنه حاول دون جدوى إصلاح هاتفه حتى وجد فالماتا. "لقد واجهت مشكلات في إصلاح هاتفي الذي عانيت منه أثناء محاولة إصلاح الهاتف ، أخذته إلى أربعة أماكن مختلفة للإصلاح، عميل آخر مارينجو كافي يشهد على عمل فالماتا،  «عملهم جيد جدا هنا، إنه يظهر تقدما.

 سوف يساعدها حقا ومن حولها. لقد رأيت نساء ينخرطن في مثل هذا النوع من العمل. إذا علمت فتيات أخريات ، فإنهن أيضا سيعلمن الآخرين وهذا يعني التقدم لمجتمعنا ".

وقد وصفتها خطوة فالماتا الجريئة بأنها بطلة محلية في بيئة قرية تختلف عن بيئة معظم النساء النيجيريات اللواتي يسمح لهن بالعمل وشغل مناصب مكتبية ولكن هنا في مافا، تركز النساء وخاصة المسلمات على الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.

"سأنصح النساء بعدم الجلوس في المنزل خاملين ، حتى لو كنت متزوجة أو شابة ، فليس من المتوقع منك أن تكون خاملا خاصة عندما يكون لديك أطفال ليس عليك الاعتماد على زوجك لتوفير احتياجاتك، فالحياة الآن ليست سهلة نعم ، سوف يعيل الأب أطفاله وأنت ، لكن سيكون من الجيد أن تلعب دورك مثل ممارسة الأعمال التجارية مهما كانت صغيرة ... البدايات الصغيرة تنمو لتصبح شيئا كبيرا".

على الرغم من أن نيجيريا تقدمت 16 مركزا في ترتيب المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2022 مقارنة بعام 2021 ، إلا أنها لا تزال تعاني من فجوة بين الجنسين تبلغ 63.9٪ وفقا لتقرير الفجوة بين الجنسين العالمي.

وأفاد مراسل أفريكا نيوز بيتروس كوروتسي في مافا نيجيريا أن الكثيرين في المدينة يستلهمون من الشابة ويعتقدون أنهم أيضا يمكن أن يزيدوا من الفقر إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة الجريئة في مجال يعتقد تقليديا أنه للرجال في مجتمعهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بین الجنسین

إقرأ أيضاً:

معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء

"أنت تحب أخي أكثر مني!" عبارة كهذه قد تهز مشاعر أي أب أو أُم، خاصة عندما تصدر عن طفل يشعر بأنه أقل أهمية. فرغم حرص معظم الآباء والأمهات على معاملة أبنائهم بعدل، واقتناعهم بأن مشاعر الحب موزعة بالتساوي بينهم، فإن الواقع قد يكشف عن فروقات عاطفية تحدث غالبًا دون قصد أو وعي.

ففي دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "أبينيو" الألمانية لقياس الرأي، بمناسبة عيد الأم، أقر 18% من المشاركين بأن لديهم طفلًا مفضلًا. هذه النتيجة لا تُدهش سوزانه دول-هينتشكر، أستاذة علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي في جامعة فرانكفورت للعلوم التطبيقية، إذ تقول إن الآباء يميلون، منذ اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل، إلى البحث عن أوجه الشبه بينهم وبين المولود الجديد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السكر ليس السبب الوحيد.. لماذا يفرط الأطفال في الحركة قبل النوم؟list 2 of 2فقدت أمها وهربت من الموت.. الطفلة سجود تقود أسرتها بخيام غزةend of list

وتوضح أنه "نوع من الإسقاط النفسي، فعندما يرى الوالدان أنفسهما في طفلهما، فإن ذلك ينعكس على طريقة تعاملهما معه".

إن أوجه التشابه أو الاختلاف في الطباع، والاهتمامات، وحتى في الأدوار الأسرية، تلعب دورا كبيرا في تشكيل علاقة خاصة بين أحد الوالدين وأحد الأبناء. تقول فابين بيكر-شتول، مديرة المعهد الحكومي لتعليم الطفولة المبكرة والكفاءة الإعلامية في أمبرغ: "بعض الأطفال يتمتعون بطباع هادئة، بينما يكون الآخرون أكثر تطلبًا. كما أن هناك مراحل عمرية يصبح فيها من الصعب على الوالدين فهم سلوك الطفل أو التعامل معه".

وتضيف أنه في مثل هذه المراحل -كأن يرفض الطفل أداء واجباته المدرسية- قد يشعر الوالدان بالنفور من المساعدة، وهو أمر طبيعي. المهم هو أن يدرك الأهل أن مسؤولية بناء علاقة متوازنة تقع على عاتقهم وليس على الطفل.

وتؤكد: "يجب أن يشعر الطفل بأنه محبوب بلا شروط"، فالعلاقة الآمنة مع الوالدين تعزز الثقة بالنفس، وتمنع شعور الطفل بأنه أقل حبًّا من شقيقه في فترات يكون فيها الأخير محطا لاهتمام خاص بسبب ظروف معينة.

إعلان

من جانبها، تشير دول-هينتشكر إلى أن "المعاملة غير المتساوية أمر لا مفر منه"، لأن لكل طفل احتياجات مختلفة. وتعطي مثالًا: "من غير المنطقي معاملة طفل يبلغ عامين كما لو كان عمره 4 سنوات"، لكنها تؤكد أن شرح أسباب هذا التفاوت للأطفال يُساعد على تقبله.

ومع ذلك، تحذر من أن التفاوت المؤقت لا يجب أن يتحول إلى تفضيل دائم، فالطفل الذي يلاحظ أن شقيقه يحظى دائمًا بالمزيد من الحنان والرعاية قد يتأذى نفسيا بشدة.

تحذر أنيا ليباخ-إنغيلهارت، أستاذة علم النفس النمائي والتربوي في جامعة "بي إف إتش" (PFH) الخاصة في غوتنغن، قائلة: "عندما يشعر الطفل بالإقصاء أو الإهمال بشكل دائم، فإن هذا يؤثر سلبًا على تقديره لذاته وصورته عن نفسه".

ولا يقتصر الضرر على الطفل المُهمش فقط، بل حتى الطفل المُفضل قد يتحمل أعباء غير متوقعة، وتوضح إنغيلهارت: "في كثير من الأحيان، يُكلف الطفل المُفضل بمسؤوليات إضافية تتعلق برعاية الوالدين".

أما عن الأسباب التي قد تجعل طفلا مفضلا، فتقول إن ترتيب الولادة يلعب دورًا في ذلك. "فغالبا ما يحظى الطفل البكر باهتمام خاص، كونه الأول، لكنه أيضا يُطالَب بمزيد من المسؤولية". كما أن الطفل الأصغر قد يحظى برعاية استثنائية، في حين يعاني أطفال الوسط من الإهمال النسبي.

ويبدو أن الجنس يلعب دورا أيضا، وفقا لتحليل شمولي نُشر عام 2024 من قِبل الجمعية الأميركية لعلم النفس، استنادا إلى بيانات من حوالي 20 ألف شخص. وخلص التحليل إلى أن الآباء قد يُظهرون ميلًا لتفضيل البنات، وكذلك الأطفال المتعاونين أو الذين يتسمون بالضمير الحي.

الآباء قد يُظهرون ميلا لتفضيل البنات (شترستوك)

وتشير نتائج التحليل إلى أن الأطفال الذين يحصلون على معاملة تفضيلية يميلون إلى التمتع بصحة نفسية أفضل، ومعدلات أقل من السلوكيات المشكِلة، ونجاح دراسي أكبر، وتنظيم ذاتي أفضل، وعلاقات اجتماعية أكثر صحة. كما أن البيانات تدعم العكس تمامًا بالنسبة للأطفال الذين لم يحظوا بهذه المعاملة.

وكتب الباحثون: "المعاملة التفاضلية من قبل الوالدين لها آثار واضحة ومتميزة تتجاوز تأثيرات التربية العامة. وهذا يعني أن نتائجها -سلبية أو إيجابية- لا ترتبط بجودة الأبوة بقدر ما ترتبط بالاختلاف في أسلوب التعامل مع كل طفل على حدة".

وغالبًا لا يكون هذا التفضيل مقصودا. ومع ذلك، فإن الاعتراف بأن جودة العلاقة تختلف بين الأبناء لا يزال من المحرمات بالنسبة للعديد من الآباء، وبالتالي يتم إنكاره في الاستطلاعات العلنية، حسب ليباخ- إنغيلهارت.

لكنها توضح أن هناك دراسات عديدة تثبت أن التفضيل اللاواعي موجود فعليا، ويتجلى مثلا في منح طفل معين مزيدًا من الانتباه أو التساهل أو الثناء.

فماذا يفعل الأب أو الأم إذا لاحظ أنه أقرب عاطفيا إلى أحد أبنائه؟ إذا كان من السهل التحدث مع طفل معين، أو أنه أكثر حنانًا؟ تنصح ليباخ-إنغيلهارت بالبدء بـ"الصدق مع النفس والتأمل الذاتي".

وتقترح أن يسأل الوالدان أنفسهما: كيف أتحدث مع كل طفل؟ كم من الوقت أقضيه مع كل منهم؟ ما الذي يُزعجني أو يُقلقني أو يُخيب أملي فيهم؟ وما الذي أقدّره لديهم؟

إعلان

ثم تأتي الخطوة التالية، وهي: لماذا أمنح طفلا معينًا اهتمامًا أو تساهلًا أكثر؟ هل يتكرر ذلك؟ وكيف أستطيع موازنة الأمور؟ كأن أوزع الوقت والاهتمام بشكل واعٍ، أو أن يتفاعل كل والد مع كل طفل على حدة من وقت لآخر.

وتقول إن "المعاملة العادلة لا تعني بالضرورة المعاملة المتساوية، بل أن تكون منصفة وتراعي اختلاف الاحتياجات".

المعاملة العادلة لا تعني بالضرورة المعاملة المتساوية، بل أن تكون منصفة وتراعي اختلاف الاحتياجات (بيكسلز)

ولا تقتصر آثار التفضيل على الطفل نفسه، بل تمتد إلى العلاقة بين الإخوة، فالغيرة والتنافس والشعور بالذنب قد تضر بشكل كبير بروابط الأخوّة. وقد يجد الأطفال أنفسهم في أدوار مفروضة عليهم دون اختيار.

وتختتم دول-هينتشكر بالقول: "بعض علاقات الإخوة تتضرر تماما بسبب هذا التفضيل، وربما تظل متوترة مدى الحياة".

ومع ذلك، تؤمن بيكر-شتول بإمكانية الشفاء العاطفي إذا أُتيح المجال لحوار صريح بين الأهل والأبناء، وإذا اعترف الوالدان بالألم الذي تسبب فيه التفضيل، خاصة لدى الطفل الذي عانى من التهميش.

وتضيف أن تحمّل المسؤولية عن العلاقة مع كل طفل، وطرح سؤال بسيط: "ماذا يمكنني أن أفعل لتحسين هذه العلاقة؟"، يُعتبر خطوة مهمة لرؤية كل طفل وحده، واحترام مشاعره وأخذه على محمل الجد.

مقالات مشابهة

  • حزب المودة النسوي ولادة سياسية تهز كيان الأحزاب التقليدية
  • تقرير حقوقي يرصد فرص مشاركة المرأة والشباب والأقباط في انتخابات الشيوخ
  • «مسار».. تكنولوجيا بأيادٍ إماراتية
  • الخطاطات العمانيات... بين تحديات الظل وتهميش العلن!
  • الشروع في صب المنحة المدرسية الخاصة بداية من الغد
  • نهائي إفريقيا للسيدات.. دراما مغربية وأرقام نيجيرية قياسية
  • لن تكسر ميزانيتك.. أرخص السيارات الـ SUV لعام 2025
  • معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء
  • نساء ترهونة يطالبن بالحماية وتمثيل أفضل في العملية السياسية
  • بائعي قناة خور عبدالله العراقي “يتحدثون عن أحترام المرأة”!!