ورثة الفنانين لا ورثة الفن!
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
عرفت، عن قرب، أبناء فنان كبير كانوا يعيشون حياة مادية صعبة بعد وفاته، وباعوا كل ممتلكاته وأملاكه ولم يتبق لهم سوى حق الأداء العلنى عن أعماله الفنية التى كانوا ينتظرون موعد الحصول عليه بفارغ الصبر.. وهذا حقهم الشرعى بلا شك، وذلك بعد أن فشلوا فى الحصول على بعض من موهبته، ولم يتعلموا شيئاً من روائعه فى كل محاولاتهم الفنية الفاشلة، ربما لأنهم سعوا لاستغلالها أكثر من استيعابها.
وهكذا.. حال معظم ورثة الفنانين من أول سيد درويش ومروراً بالموسيقار محمد عبدالوهاب إلى المطرب أحمد عدوية، استفادوا من ثروتهم فقط ولم ينجحوا فى شىء آخر.. وروى عبدالوهاب فى حلقات حواره التليفزيونى «النهر الخالد» مع الكاتب سعد الدين وهبة، أنه حاول أن يثنى ابن شقيقه المطرب سعد عبدالوهاب من الدخول فى مجال الفن، ولكنه أنتج له فيلمين لتقديمه للناس منهما فيلم باسم « سيبونى أغني» فتندر الكاتب الساخر الشهير مأمون الشناوى على ذلك وقال «سيبونى أغنى بفلوس عمي»!
وكثيراً ما شهدت أرصفة القاهرة مقتنيات كبار الفنانين بعد وفاتهم تباع روبابيكيا، وللأسف من يقوم ببيعها هم أبناء أو أحفاد أو أقارب الفنانين أنفسهم، وغالباً هى مقتنيات ثمينة من حيث قيمتها الفنية والثقافية ولكن طالما ليست مجوهرات أو ساعات ثمينة يفرطون فيها بسهولة وبجنيهات قليلة أو مجاناً للتخلص منها مع أن معظمها لا يقدر بثمن!
وهذا ليس عيباً فى الورثة ولكنه جهل منهم بقيمة الموروث الذى لا يرون منه سوى أمواله وعقاراته يتقاسمونها فيما بينهم، والكثير منهم يختلفون ويتهمون بعضهم البعض، ويذهبون للمحاكم.. حتى السير الذاتية لبعض الفنانين تعطّل تحويل الكثير منها إلى أعمال درامية بسبب مطالبات الورثة المبالغ فيها، وكادت بعض هذه المطالبات والتدخلات تؤدى إلى فشل إنتاج فيلم أو مسلسل عن هذا الفنان أو ذاك ويكتشفون بعد نجاح العمل أنهم كانوا على خطأ.. مثلما حدث مع مسلسل أم كلثوم.. وفى المقابل فشلت الكثير من الأعمال الدرامية التى تناولت حياة بعض الفنانين بسبب هذه التدخلات والمطالبات وكذلك لاستعجال المنتجين استغلال شهرة الفنانين فى أعمال درامية ضعيفة لا ترقى لمستوى قيمة الفنان!
وحكاية الخلافات بين ورثة الفنانين والشخصيات المشهورة لا تقتصر على مصر بالطبع ففى العالم كله يحدث ذلك.. وحاليا على سبيل المثال الخلافات والقضايا بين أبناء اسطورة التمثيل الفرنسى «آلان ديلون» على ميراثه بعد إصابته بسكتة دماغية، تتم علناً بين الأخوة على «السوشيال ميديا» وفى المحاكم.. رغم أن الممثل المشهور مازال على قيد الحياة!
ولا أحد يستطيع يلوم ورثة الفنانين.. فهم مثلهم مثل كل الورثة فى أى مجال يحتاجون حقوقهم سواء كانوا فقراء أو أغنياء ولكن ماذا عن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة التى تتخلى عن دورها فى الحفاظ على منازل ومقتنيات الفنانين وتحويلها إلى متاحف فيضطر الورثة فى النهاية لبيعها لمستثمر عقارى وتحويلها إلى برج سكنى قبيح مثلما حدث مع فيلا أم كلثوم!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عن قرب أبناء فنان
إقرأ أيضاً:
هل تجوز الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول صاحبه: ما حكم الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته؟، فأنا لي ثلاثة أولاد -ولدان وبنت-، كنت أضحي كل سنة بكبش عن كل فرد منهم، وارتفعت أثمان اللحوم هذا العام، فهل تحتم الشريعة التضحية بكبش لكل شخص منهم، أو يجوز الاكتفاء بكبش واحد؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة: إن الأضحية سنَّة كفاية، فلو ضحى السائل عن نفسه وعن أهل بيته الذين منهم أولاده بشاة واحدة فإنها تجزئهم ويكون قد أقام السنة.
حكم الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته
وأوضحت أن المشايخ واختلفوا فيما إذا كان الأولاد أغنياء وهم صغارـ هل يجب على الأب أن يضحي عنهم من مالهم بمعنى أنه يضحي عن كل ولد غني منهم بأضحية من مال الولد أم لا؟
والأصح المعتمد في المذهب أنه لا يجب أن يضحي عنهم، وعلى هذا لا يجب على الأب أن يضحي عن أولاده سواء أكانوا أغنياء أم فقراء من ماله ولا من مالهم.
وقال أصحاب الإمام الشافعي: إن التضحية سنة على الكفاية في حق أهل البيت الواحد، فإذا ضحى أحدهم أقيمت هذه السنة في حق أهل البيت الواحد جميعًا، وقد روى ابن ماجه والترمذي عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: “سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا فِيكُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَ كَمَا تَرَى”وقد روى هذا الحديث الإمام مالك في "الموطأ" عن عمارة بن عبد الله بن صياد أن عطاء بن يسار رضي الله عنه أخبره أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه أخبره قال: "كُنَّا نُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ يَذْبَحُهَا الرَّجُلُ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ بَعْدُ فَصَارَتْ مُبَاهَاةً".
قال الإمام النووي في "شرح المهذب" صفحة 384 من الجزء الثامن ما نصه: [هذا حديث صحيح، والصحيح أن هذه الصيغة تقتضي أنه حديث مرفوع] اهـ.
وأكدت أن الحق كما قال الشوكاني أن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت الواحد وإن كانوا مائة نفس أو أكثر كما قضت بذلك السنة.
ومن هذا يعلم أنه إذا ضحى والدهم عن نفسه، وعن أهل بيته الذين منهم أولاده بشاة فقد أقام السنة.