#سواليف

قال المحلل العسكري والإستراتيجي، #اللواء_فايز_الدويري، إن المنطقة الشمالية من قطاع #غزة شهدت انخفاضا في وتيرة #القتال إلا أنه ما زال مستمرا حيث عادت #قوات_الاحتلال إلى 3 نقاط ارتكاز للمواجهة، وهو الأمر الذي يحقق #معادلة_رابحة لفصائل المقاومة.

وأوضح، في تحليل للجزيرة، أنه وبرغم انسحاب 3 فرق لجيش الاحتلال من الشمال فلا تزال هناك ألوية في الشمال، لافتا إلى أن الفرقة الـ36 لم تكمل انسحابها بعد من الشمال ولا يزال يوجد جزء كبير منها إلى الشرق من منطقة جحر الديك.

وأشار الدويري إلى أن قوات الاحتلال الموجودة في المنطقة الشمالية في وضعية الاستعداد القتالي، وكانت قد أرسلت خلال الساعات الماضية كتيبة مدرعات مدعومة بكتيبة مشاة من لواء نحال مع سرية مدفعية لمناطق بسبب وجود تطورات غير طبيعية فيها تتمثل في حركة مقاتلين.

مقالات ذات صلة مشاهد من استهداف آليات العدو المتوغلة داخل موقع الجعبري / فيديو 2024/01/20

وذكر الخبير العسكري أن آلية تعامل المقاومة مع تلك القوات مختلفة عما كان عليه في السابق، وذلك عبر إرسالها جماعات استطلاع تعتمد مقاربة الذئاب المنفردة أو الجماعات الصغيرة، والتي تتعامل مع القوات المعادية بمجرد دخولها ضمن إطار المدى المحدد، وتؤدي أكثر من دور وهي المراقبة والاستطلاع وجلب المعلومة.
آلية استدراج

وتابع بأنه بعد ذلك يتم اعتماد آلية استدراج تلك القوات لـ”مناطق تقتيل”، حيث تبدأ المرحلة الثانية باستخدام الحشوات والعبوات والألغام، وإذا تمكنت القوات المعادية من تجاوزها، تأتي المرحلة الثالثة وهي المرحلة التصادمية ومعركة الصد المباشر.

ويرى الدويري أن ذلك يحقق معادلة رابحة بالنسبة لفصائل لمقاومة، لأن المعادلة المقابلة هي بقاء قوات الاحتلال في الغلاف وقيامها على مدار الساعة بتنفيذ عمليات قصف بالطائرات العمودية والمسيّرة أو القصف المدفعي والصاروخي، وفي هذه الحالة تتلقى المقاومة الضربات دون أن يكون متاحا لها رد الفعل.

وفي سياق تعليقه على ما ظهر من مقاطع فيديو جديدة للمقاومة من الشمال، لفت الدويري إلى أنها اتسمت بمتغيرين جديدين أولهما طبيعة الأماكن التي يخرج منها مقاتلو المقاومة، وهي الأنفاق، وذلك بعد أن كان خروجهم في المقاطع السابقة من بين الأنقاض وفي أراض زراعية.

فيما تمثل المتغير الثاني -حسب الدويري- في روعة تصوير المشاهد وتضمنها تفاصيل جديدة، حيث أتاحت للمشاهد تتبع مسار المقذوف وحركته، كما شملت الاستهدافات لآليات جيش الاحتلال وقواته مقاربة أخرى عبر اعتماد العمليات المزدوجة.

وبشأن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي من دوي صفارات الإنذار في حيفا بعد إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي مشبوه، وسقوط شظايا هذا الصاروخ في مدينة طمرة شمال حيفا، قال الدويري إنه من المرجح أن تكون طائرة مسيّرة من الجنوب اللبناني في سياق رد الاعتبار بعد الاختراقات الإسرائيلية الأخيرة.

واعتبر الدويري أن تصعيد نبرة المسؤولين الإسرائيليين في الحديث عن المواجهة مع حزب الله يعكس أزمتهم في جبهة قطاع غزة وعدم تحقيق أي من #أهداف_الحرب فيها، وهو بمثابة هروب للأمام، ويؤشر لمحاولة إعادة #خلط_الأوراق بتوسيع جبهة الشمال والدخول في حرب شاملة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف اللواء فايز الدويري غزة القتال قوات الاحتلال أهداف الحرب خلط الأوراق قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية

عبر التاريخ، ثمة أحداث تُسجل نهاية حقبة تاريخية وحضارية وبداية أخرى، بحيث تشكل ذروة قوة دولة أو إمبراطورية ما أو قمة ضعف أخرى. وطالما كانت الحروب هي الأبرز على هذا الصعيد، مثل معركة واترلو التي تعدُّ نهاية إمبراطورية نابليون، أو معركة لينيغراد وفشل حصارها الذي كان أحد أهم منعطفات الحرب العالمية الثانية، وفتح القسطنطينية الذي شكّل نهاية دورة حضارية وانبلاج أخرى، وفشل السلطان سليمان القانوني في فتح النمسا الذي ينظر له المؤرخون كذروة قوة الدولة العثمانية وبداية تقهقرها.

ولا تكتفي هذه الأحداث أو الحروب بأن تكون منعطفات تاريخية وحضارية، ولكنها كذلك كاشفة لمجمل الأوضاع التي عايشتها على طرفَيْ المعركة. وحرب الإبادة التي شُنت على قطاع غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" ليست استثناء في هذا السياق، مهما كانت النتائج المباشرة والظاهرة لها على المدى القصير. فهي نقطة تحول عميقة في مسار الصراع مع "إسرائيل"، وكاشفة للأوضاع السائدة، وستحدد على المدى البعيد مصير كل من دولة الاحتلال والمقاومة (والقضية) الفلسطينية والعالم العربي والإسلامي ككل.

إن جزءا أساسيا من أسباب الدموية والوحشية التي تجاوزت كل حدود المنطق والمكاسب العسكرية في هذه الحرب يعود لمحاولة الاحتلال محو صورة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والسعي لبناء الردع مرة أخرى باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، والحصول على دعم غير مسبوق وغير محدود
بالنسبة لـ"إسرائيل"، فقد انهارت الأركان الرئيسة لاستراتيجيتها الأمنية المعتمدة منذ تأسيسها، من الردع للحرب على أرض العدو، ومن الإنذار المبكر للحسم السريع، وباتت في حاجة ماسة لاستراتيجية بديلة بعد أن أثبتت المقاومة الفلسطينية محدودةُ الموارد وعناصر القوة؛ بأنها ليست قابلة للحرب فقط وإنما للهزيمة كذلك. وبالنسبة لدولة الاحتلال التي طالما ردد منظّروها بأن أول هزيمة قد تتعرض لها ستكون بداية النهاية أو النهاية نفسها، فقد دقت كل نواقيس الخطر، بعد أن شهدت على ما سبق مختلفُ الأطراف والقوى في المنطقة والعالم، الصديقة لدولة الاحتلال قبل أعدائها.

ولذلك فإن جزءا أساسيا من أسباب الدموية والوحشية التي تجاوزت كل حدود المنطق والمكاسب العسكرية في هذه الحرب يعود لمحاولة الاحتلال محو صورة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والسعي لبناء الردع مرة أخرى باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، والحصول على دعم غير مسبوق وغير محدود من الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

كما أن الحرب ستحدد مصير المقاومة الفلسطينية ومعها القضية برمتها، إذ ثمة تلازم كبير بينهما، فبالنظر للسياقات والتغييرات التي طرأت على الحركة الوطنية الفلسطينية في العقود الأخيرة وطبيعة الحرب الحالية، لا يمكن تصفية القضية والمقاومة قائمة، ولا يمكن الحفاظ عليها إن هُزمت الأخيرة.

بعد هذه الحرب، إما أن يُقضى على المقاومة الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة وفق ما تسعى له دولة الاحتلال، وتنتهي بالتالي القضية الفلسطينية كما عرفناها وعرفها العالم منذ القرن الماضي، ويُفتح الباب على إمكانية تصفيتها تماما، وإما أن تخرج واقفة على قدميها رغم التضحيات غير المسبوقة منها ومن الشعب، لنكون جميعا أمام مرحلة جديدة ومتقدمة في الصراع، بغض النظر عن الشكل والأسماء.

وهذه الحقيقة تدركها "إسرائيل" وحلفاؤها، ويثير جنونهم استمرار المقاومة بأشكال مختلفة رغم استخدام كل أدوات القتل والنسف والتدمير على مدى أكثر من عام ونصف، وعدم اقتراب المقاومة من مجرد التفكير برفع راية الاستسلام، ولذلك نرى الوحشية والهمجية في استهداف المدنيين بشكل ممنهج للضغط من خلالهم على المقاومة.

كما أن الحرب كاشفة ومؤثرة في السياق العربي والإسلامي وعلى مستوى المنطقة، خصوصا في الفشل والعجز والتواطؤ الرسمي (باختلاف الدول والمواقف) إزاء الإبادة والحصار والتجويع والتهجير، وهو ما تسجله ذاكرة الشعوب. وكما كانت الحروب السابقة على غزة في علاقة تأثر وتأثير مع الواقع العربي والإقليمي، وخصوصا حرب 2008 التي كانت من ضمن عوامل انفجار الاحتجاجات العربية عام 2010، فإن المواقف الرسمية من حرب الإبادة الحالية ستكون ضمن عوامل التغيير في أكثر من بلد على المدى البعيد.

هذه الحرب ومخرجاتها ستحدد شكل المنطقة برمتها، وليس فقط غزة أو القضية الفلسطينية، لعقود قادمة وربما أطول من ذلك، وستكون إعلانا إما لنهاية العالم العربي والإسلامي كما عرفناه وإما بداية حضارية جديدة له،
على المستوى الإقليمي، ثمة سعي أمريكي- "إسرائيلي" محموم لتغيير المنطقة وإعادة تشكيلها وفق معادلات جديدة، فيتكرر الحديث عن السلام والتطبيع والتعاون مع "إسرائيل" رغم استمرار حرب الإبادة. ما يُسعى له هو مشروع "ناتو شرق أوسطي" كان قد طرحه ترامب سابقا، ولكن بمعادلات جديدة هذه المرة تستهدف إخضاع الجميع للقيادة والرغبات والأهداف "الإسرائيلية". إن المتغير الجذري في الاستراتيجية الأمنية لدولة الاحتلال، ومن ضمنها الحرب الاستباقية وضرب التهديدات المستقبلية المحتملة من الآن في مهدها وإنشاء مناطق عازلة داخل دول الجوار، كلها سياقات تدعم فكرة إعادة رسم الخرائط والمعادلات في المنطقة، والتي لن يكون أحد بمنأى عنها حتى من لا يناصبونها العداء والكراهية حاليا.

الأهم من كل ما سبق، أن الإبادة الحالية لم تكن لتحصل فضلا عن أن تستمر حتى الآن لولا الحضيض الذي وصلته الأوضاع في العالم العربي والإسلامي على المستوى الرسمي تحديدا، من أنظمة استبدادية، وتمزق ونزاعات داخلية، وتجريف للقوى الحية، وهرولة نحو التطبيع، والجسور البرية والبحرية لدولة الاحتلال، وإمدادها بمصادر الطاقة، والتعاون الأمني والعسكري معها؛ من مناورات مشتركة واستضافة لتدريبات جيشها.. الخ، كل ذلك وآلة القتل مستمرة في حصد الأرواح بلا حساب في غزة.

هذه الحرب ومخرجاتها ستحدد شكل المنطقة برمتها، وليس فقط غزة أو القضية الفلسطينية، لعقود قادمة وربما أطول من ذلك، وستكون إعلانا إما لنهاية العالم العربي والإسلامي كما عرفناه وإما بداية حضارية جديدة له، وكثير من الأطراف ذات العلاقة تدرك ذلك وتعيه جيدا، بينما ما زالت بعض النخب والكثير من الشعوب بعيدة عن هذا الإدراك، فضلا عن الفعل.

x.com/saidelhaj

مقالات مشابهة

  • ضمن حملة العودة الكريمة… استمرار عودة المهجرين من الشمال السوري إلى حمص
  • عضو لجنة الأمن بالكنيست يحذّر: عربات جدعون لن تحقق القضاء على حماس
  • الاحتلال يعلن مقتل جندي في غزة.. عبوة للمقاومة أدت لانهيار مبنى فوقه
  • ما دلالة تزايد أعمال المقاومة وفشل عملية الاحتلال؟ الدويري يجيب
  • الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية
  • الدويري: المقاومة تعتمد حرب العصابات ولم ترفع الراية البيضاء
  • غزة تترقب دخول مساعدات محدودة وسط تحذيرات من عرقلتها وشكوك حول آلية التوزيع
  • القسام تعلن تنفيذ كمين مركب ضد قوات إسرائيلية في شمال غزة
  • الدويري: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة مع تهجير سكانها
  • اغتيال قيادي في قوات موالية للحكومة اليمنية شرقي البلاد