الأسبوع:
2025-12-15@06:20:50 GMT

أسخن بقاع الأرض؟!!

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

أسخن بقاع الأرض؟!!

فجأة أبسط خريطة الكرة الأرضية أمامي وكأنني أراها لأول مرة وأتساءل: لماذا نحن هنا؟!! لماذا كل هذا الاشتعال في منطقتنا العربية؟!! أو فلنقل في منطقة الشرق الأوسط المحيطة بنا دون بقية مناطق الحياة على هذه الأرض، ماذا سيحدث إن هدأت تلك المنطقة الصاخبة ولو قليلًا رغم أنها من أغنى مناطق العالم في الثروات المادية والبشرية؟!! هل سيجد محررو نشرات الأخبار العالمية ومراسلو القنوات التليفزيونية حينها شيئًا يذكرونه؟!! في قلب هذه المنطقة الساخنة دائمًا عبر تاريخها المعاصر ستجد مصر وكأنما هي حجرة تتوسط منزلًا كبيرًا كل حجراته الأخرى مشتعلة بفعل حريق مدمر، ولكن لِقَدَرٍ لا يعلمه إلا الله ظلت هي وحدها آمنة من هذه الحرائق، وإن كانت بالطبع تتأثر بسخونة النيران المشتعلة في كل مكان حولها.

لماذا نحن هنا؟!! وهل الأمر صدفة، أم أنها حرائق مدبَّرة تشتعل شرقًا وغربًا وجنوبًا ومن كل الاتجاهات وفي ذات التوقيت لتصل شرارة نيرانها يومًا نحو القلب، نحو الغرفة الحصينة مصر؟!! ربما لا يكون الأمر صدفة حقًّا، ففي الغرب ستجد صراعات مسلحة واقتتالًا أهليًّا على الحدود مع ليبيا، ثم ستجد قلاقل سياسية وعدم استقرار متكررًا في تونس والجزائر. أما في الجنوب فحدَّث ولا حرج، فحدودنا مع السودان أيضًا ملتهبة نتيجة حرب أهلية وغياب للرؤية حول مصير تلك الدولة التي كانت حتى وقت قريب كاملة السيادة، فانقسمت إلى دولتين شمالًا وجنوبًا، ثم اشتعل الشمال الأقرب لنا ليصبح مصدرَ إزعاج دائم لسكان جنوب مصر. في الشرق لا يختلف الأمر بل يزيد، فحدود مصر هناك هي أسخن منطقة في العالم كله حاليًّا بفعل الحرب الشعواء التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وما يشكله ذلك من تهديدات قوية للأمن القومي المصري. نترك غزة وفلسطين فنجد دمارًا وعدمَ استقرار وحرائق سياسية وعسكرية مشتعلة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وإيران دون انطفاء وكأنما لم تؤدِّ تلك الحرائق هدفها حتى الآن، رغم كل هذا الدمار والخراب الذي خلَّفته. لماذا نحن في تلك المنطقة بينما يعيش أغلب بقية شعوب العالم في هدوء واستقرار؟!! وحتى إنِ افترضنا أن هناك بعض الدول البعيدة عنَّا في مناطق أخرى من العالم تواجه مشكلات، لكنك لن تجد منطقة بأكملها تمر بمثل تلك الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية والشرق الأوسط. مجرد تساؤلات قد تبدو بلا هدف، ولكن في النهاية هناك شعوب تعاني وتفتقر إلى أدنى درجات ومقومات الحياة على الأرض داخل تلك المنطقة المنكوبة منذ أمد.. فهل ستظل منطقتنا طويلًا هكذا، أم يعي هؤلاء أنه ليس أمامهم سوى الاتحاد الكامل ولو لمرة واحدة في تاريخهم ليقولوا للعالم أجمع: نحن قادرون على أن نُنهي هذا الوضع وأن تعيش شعوبنا ودولنا مثل بقية شعوب العالم. لعلهم يومًا يفعلون!!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

لماذا يجب وقف معارضة المسؤولين السابقين؟

صراحة نيوز- نيفين العياصرة

لم يعد خافيًا على أحد أن بعض المسؤولين السابقين، (وزراء، نواب، أو مُعيّنين أو…) ما إن يخرجوا من مواقعهم حتى ينقلبوا فجأة إلى رموز للمعارضة، رافعين شعارات النقد العالي السقف، ومقدمين أنفسهم كضحايا أو منقذين، لا لشيء إلا لتهيئة الطريق نحو عودة جديدة إلى المشهد السياسي.

هذه ليست معارضة وطنية،إنمامعارضة انتهازية، تقوم على استثمار الغضب الشعبي واستغلال ما كان متاحًا لهم من معلومات ومواقع في محاولة لإعادة تدوير الذات تحت مسمى “النقد” أو “الجرأة السياسية”.

الأخطر من ذلك أن استضافة هؤلاء بعد لقاءات رسمية أو سياسيةسواء عبر الإعلام أو المنصات العام لا تسهم في تهدئة المشهد ولا في تصويب المسار إنما تؤدي عمليًا إلى شد الشارع الأردني نحو مزيد من التوتر والمعارضة. فالرسالة التي تصل للمواطن واضحة.. من يفشل في موقعه أو يستبعد، يمكنه العودة عبر التصعيد ورفع السقف وإشعال الأسئلة في الشارع.

إن الدولة القوية لا تسمح بأن تتحول مؤسساتها إلى محطات عبور لمشاريع شخصية، ولا تقبل أن يستثمر الاطلاع السابق على شؤون الدولة وأسرارها في خلق حالة تشكيك أو تأليب عام.

فالمسؤولية السياسية لا تنتهي بمغادرة المنصب انما تستمر أخلاقياوقانونيا، لأن ما كشف في الغرف المغلقة لا يجوز نقله إلى المنابر المفتوحة.

المعارضة الحقيقية تبنى على البرامج والرؤى والعمل الطويل، لا على الإثارة ولا على دغدغة الشارع، ولا على الظهور الإعلامي المتكرر بعد كل لقاء أو مناسبة ولا عبر منشورات الفيس المبطنة، أما تحويل النقد إلى أداة ضغط، أو إلى وسيلة للعودة إلى السلطة من الباب الخلفي، فهو تقويض للثقة العامة وإضعاف لمفهوم الدولة.

الأردن لا يحتمل مزيدًا من العبث السياسي ولا مزيدًا من الأصوات التي تتغير لهجتها بتغير المواقع،الوطن يحتاج إلى رجال دولة، لا إلى هواة منصات إلى من يحفظ الأسرار، لا من يلوح بها إلى من يرفع قيمة الدولة، لا من يستخدمها سلّما لطموحه الشخصي.

فالدولة القوية لا تكافئ الضجيج، ولا تدار بردات الفعل، بل بالحزم، والوضوح، ووضع حدود فاصلة بين المعارضة المسؤولة والمعارضة المتاجرة بالشارع.

مقالات مشابهة

  • "اليوم" تسلط الضوء على أكبر واحة للمياه في العالم.. مناطق مخصصة للابتكار
  • استهدفت احتفالا يهوديا.. قتلى وجرحى بإطلاق نار في سيدني بأستراليا
  • لماذا يجب وقف معارضة المسؤولين السابقين؟
  • لماذا قلق الجميع من بلير؟
  • مؤسسة بحثية: اليمن في المرتبة التاسعة في قائمة أكثر 10 مناطق للصراع حول العالم مرشحة لتكون الأكثر دموية خلال العام 2026
  • لماذا أثارت أسعار تذاكر كأس العالم المقبل غضب المشجعين؟
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
  • تشكيلات كثبان وحقول نجمية وسبخات.. لماذا «الربع الخالي» من أكبر الصحاري الرملية في العالم؟
  • هبة نيسان.. لماذا الآن؟