كلام الناس
نورالدين مدني
أحياناً أجد نفسي في حالة من الإحباط بسبب مايحدث في السودان من كوارث مستمرة جراء استمرار الحرب العبثية التي يصر على تأجيجها دعاة الحرب وبعض قادة القوات المسلحة بالمزيد من التحشيد وحمل السلاح.
من بين هؤلاء القادة مساعد القائد العام عضو المجلس الانقلابي الفريق الركن ياسر العطا الذي أعان في تصريح فاضح موالاة بعض الحركات المسلحة ومجموعة من شباب الأنصار إدعى ان مساعد الرئيس المخلوع عبدالرحمن المهدي دفع بهم لنصرتهم كما أعلن مساندة جماعات من التيار الإسلامي العريض لهم؟!!.
لذلك لن نغرق أنفسنا في محاولة الإجابة على سؤال أديبنا الراحل المقيم الطيب صالح :من أين جاء هؤلاء ؟ بعد ان عرف الداني والقاصي هويتهم وأجندتهم وفعالهم التي تتنافي مع عقيدتهم ومشروعمهم السياسي منذ أن تسلطوا على السودان وحتى الان وهم يسعون بلا طائل لاسترداد السطة التي اقتلعتها الجماهير الثائرة.
من ناحيته أصدر والي الولاية الشمالية قراراً فوقياً خارج صلاحياته ومهامه بحل لجان الخدمات وتنسيقيات الحرية والتغيير بالولاية،بنما فشل هو والعصبة الانقلابية الحاكمة في أداء مهامهم تجاه المواطنين الذين تضرروا بصورة مأساوية من الحرب العبثية التي مازالوا يؤججونها.
إن تداعيات الحرب العبثية مازالت تلقي بظلالها السالبة على مجمل الحياة المجتمعية والمؤسسات الخدمية والتعيلمية والصحية وأصبحت تهدد المناطة الأثرية.
لم يعد المواطن يهتم بتصريحات الانقلابيين وأخبارهم المضللة وسط استمرار عمليات التخريب المتعمد مثل ما حدث مؤخراً في مصفاة الجيلي على سبيل المثال لا الحصر.
لذلك أصبح السؤال المطروح الان : ماذا يريد هؤلاء؟ وهم يرتكبون هذه الجرائم ضد الوطن والمواطنين رغم علمهم المسبق إبستحالة تحقيق أهدافهم في استرداد السلطة التي اسقطتها الجماهير الثائرة التي ازدادت رفضاً لهم ولادعاءتهم المضللة ومازالت عازمة على استرداد الديمقراطية وتحقيق السلام الشامل وبسط العدالة وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لوموند: انهيار السودان تهديد للعالم
قالت صحيفة لوموند إن الحرب التي تدمر السودان منذ أكثر من عامين تتغذى على لعبة التأثير الإقليمي، مما يعني ضرورة التأثير على الجهات الخارجية الفاعلة مع تزايد احتمال التقسيم.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الهجمات المتكررة بطائرات مسيرة تضرب بورتسودان شرقي السودان منذ بداية مايو/أيار الجاري تذكّر بأن هذه الحرب شبه المنسية التي دخلت عامها الثالث ما زالت تزداد تدميرا بعد أن قتل فيها أكثر من 150 ألف شخص ونزح أكثر من 13 مليونا بسبب القتال.
وذكّرت الصحيفة بأن بورتسودان ليست فقط عاصمة للحكومة الفعلية التي انسحبت إليها عندما كانت الخرطوم مسرحا لمعارك دامية، ولكنها تشكل نقطة دخول المساعدات الحيوية إلى بلد يعاني من أزمة إنسانية دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن السودان محاصر في "كابوس من العنف والجوع والمرض والنزوح".
ولذلك، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية هناك -مثل آخر مطار مدني عامل في البلاد- بهجمات الطائرات المسيرة لن يؤدي إلا إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات، خاصة أن استعادة القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان السيطرة على الخرطوم في نهاية مارس/آذار الماضي لم تؤد إلى تغيير في مسار الحرب كما كان متوقعا.
إعلان صنّاع الحرب بالوكالةوعلى العكس من ذلك أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في هجمات بورتسودان أن قوتها النارية ظلت سليمة، واستغلت الذكرى الثانية لبدء الحرب يوم 15 أبريل/نيسان للإعلان عن تشكيل حكومتها الخاصة، مما يشير إلى تزايد احتمال تقسيم السودان مع عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.
لكن المصيبة السودانية تغذيها -حسب الصحيفة- لعبة من التأثيرات الإقليمية كما يشير إلى ذلك تنديد الأمم المتحدة بـ"تدفق الأسلحة والمقاتلين"، وبالفعل أدت هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان إلى انهيار العلاقات الدبلوماسية بين السلطات الفعلية في البلاد والإمارات العربية المتحدة التي تتهم -رغم نفيها- بتزويد الجماعات شبه العسكرية بأسلحة متطورة.
وخلصت لوموند إلى أن إخراج السودان من الدوامة التي قد يضيع فيها يتطلب الضغط على هؤلاء الفاعلين الخارجيين المحرضين على الحرب والمجازر بالوكالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تمتلك إمكانيات لتحقيق ذلك، نظرا لعلاقاتها مع الدول المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب بالسودان.
ولم يبق -حسب الصحيفة- إلا أن يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يزور شبه الجزيرة العربية اليوم الثلاثاء- أن بلاده مثل كل الدول الأخرى لها مصلحة في رؤية البنادق تصمت في السودان.