عربي21:
2025-05-18@10:37:35 GMT

كلمة التوحيد وفعل المقاومة.. قاموس المقاومة (11)

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

تعد الوظيفة والدلالة الرمزية وفاعليتها من أهم الأشكال المؤثرة في التصورات والإدراكات؛ وهناك العديد من الرموز الدالة، ومنها الشعار الذي يجمع بين كلمات الشهادة والشهود "لا إله"؛ يستشرف كلمة التوحيد التي تشكل الصبغة الأساسية لهذه الرؤية التوحيدية للعالم؛ والتي تفرز بدورها رؤية متميزة للإنسان والكون والحياة، وبما يعبر عن ساحة حضارية وفاعل حضاري وتفاعلات وأشكال من العلاقات والمسارات يمكن أن تتجلى على صفحة الحياة.



ومن هنا فإن الشهادة التأسيسية "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" التي تشكل عقد التوحيد بين الفعل الحضاري والرسالة التي يحملها إنما تكمن في الكلمة الأولى التي تبدأ بها منطوق الشهادة كلمة "لا"، والتي تشكل روح الثورة الحقيقة حينما تثور على شئون الواقع بما يفرضه من موروثات وما يستشرفه من رؤية جديدة. وهذا النداء كما يتعلق بالإنسانية يتعلق أيضا بمقام الألوهية، فوحدة الخالق وتعدد المخلوقين إنما يشكلان أهم مبدأ يقوم على تحرير الإنسان من كل أنواع العبودية إلا حالة من التعبيد لله سبحانه وتعالى؛ لا تستعبده مادة ولا يستعبده إنسان ولا يستعبده المكان ولا يهيمن عليه الزمان، إنما تلك الطاقة التوحيدية.

لا إله الا الله تشكل دعوة إلى الحرية بكل أشكالها وأنواعها، لأنها تحيل العبودية لله وحده، أما كل أنواع الاستعباد الدنيوي فهي مرفوضة بل منهي عنها باعتبارها شركا يفضي إلى أشكال هيمنة لا يمكن بأي حال من الأحوال قبولها بمقتضى التكريم الإلهي للإنسان، فلا يستكبر فيطغى؛ ولا يذل فيخضع ويخنع.

هذه الرؤية التوحيدية المؤسسة للحرية لا تقوم فقط على حالة سلوكية، ولكنها مسبوقة برؤية إيمانية داعية، ورؤية معرفية واعية. ومن هنا يمكننا أن نتفهم ما يمكن تسميتها بجملة النداءات الحركية في القرآن الكريم، فكان هناك مثلث من تلك النداءات يقوم على "أقرأ"، ثم "أعدوا"، ثم "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا".. يترتب على هذه الثلاثية حركة، ونظر، ومسير، إنها الحقيقة الكبرى التي تتأكد فيها هذه النداءات الحركية القرآنية ومنظوماتها الأخرى؛ في علاقتها ببيانات كلية إلهية يفيض بها القرآن على كامل مساحات وساحات المخاطبين به بالهداية الكاملة والحركة الدافعة الرافعة الفاعلة.

كما تأكد لدينا فإننا في حاجة أن نطور من العناصر المكونة لمعمار رؤية العالم وهندستها والتي تقع في مركز هذه الرؤية، نفتتحها بالتأسيس التوحيدي "صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَة" (البقرة: 138)، الذي يشكل تلك الصبغة التي تجمع بين عناصر الرؤية الكلية فلا ترى إلا بها ومن خلالها، فترى الثلاثية الكلية (للإنسان والكون والحياة) وترى الثلاثية الواصلة (الاستخلاف والتزكية والعمران)، وتؤسس عناصر الكليات السبع التي تخرج جميعا من مشكاة واحدة موحدة "مشكاة التوحيد"؛ التوحيد بين هذه الكليات السبع من المحكمات التي تتفاعل مع بعضها البعض، عقيدة دافعة؛ شرعة رافعة؛ قيم كلية ومعايير أساسية حاكمة؛ أمة جامعة؛ حضارة عمرانية شاهدة فاعلة؛ وسنن ماضية قاضية؛ ومقاصد حاضنة حافظة.

هذه السباعية بما تتضمنه من عناصر كلية هي جوهر البينات المبثوثة في الكتاب التي تشكل الميزان، البينات كليات واضحة تحدد عناصر البيان والبنية والعلاقات البينية الواجبة لتنظم فيما بينها، أصول المنهج الناظمة لتلك الكليات الواضحة، وكتاب يهدي للتي هي أقوم في إطار من الإحسان الحضاري كنسق مفتوح للإنسان وحركته وفاعليته، والميزان هو المعيار الذي تقوم به العوالم المختلفة والأنساق المختلفة.

لقد ارتبطت رسالات التوحيد بدعوة التحرير الشامل، وقد جعل منها الإسلام مشروعا إنسانيا حضاريا عمرانيا كبيرا عبر شريعته الشاملة، أبرزت الحضارة الإسلامية نموذجا مكن لهذا المعنى: إنسانية حرة في الاندراج في المكان والزمان والمجالات المختلفة بغض النظر عن قيود لا كسب له فيها؛ من العنصر، أو اللون أو اللغة أو الجغرافيا أو المال أو النسب.. ومنها قامت "دولة الفكرة" و"مسيرة الدعوة" التي جعلت من الاختيار الإنساني مبدأ مركزيا؛ أن تتوطن أو تنتقل، أن تشارك أو تنفرد، أن تحافظ أو تجدد، وجعلت من الجهاد العملي والاجتهاد الفكري آلية الحياة الطيبة.

هكذا تشتمل شعارات المقاومة على كلمة التوحيد التي تتمثل في الشهادة "لا إله إلا الله" المشفوعة بالرسالة "وأن محمدا رسول الله" مرتبطا بالوعاء القرآني الهادي "إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ".. فهي مسكونة بكلمة التوحيد التي تفيض بالحرية والتحرير ومقاومة كل ظلم وغصب واستكبار.

ومن هنا تبدو لنا كلمة التوحيد في عمقها، والتي يجب أن تكون مركزا للإنسان المسلم في حماية العمران ومقاومة الطغيان أي كانت صوره. إن القضية الأساسية التي تتعلق بهذا الأمر يمكن أن نشير إليها في ثقافة الجهاد والمقاومة التي تجعل من كلمة التوحيد مدخلا لتمكين تلك الثقافة في الأمر، يحمي حياضها، ويؤكد على رفعتها ونهوضها.

إن الجهاد لكونه جهدا بل غاية الجهد، واجتهاد هو غاية الاجتهاد، يشكل في حقيقة الأمر تصنيع المقاومات في الأمة؛ المقاومة الفكرية، والمقاومة الحركية، والمقاومة الدعوية، والمقاومة الإعلامية، والمقاومة التنموية، والمقاومة التربوية وغيرها؛ كل ذلك يبدو لنا في مسالك الجهاد المختلفة التي يجب أن تتربى عليها الأمة، وتنعقد بها معاقلها، وترسخ مكنات النصر، وشروط التمكين.

وفي هذا السياق الذي تفيض فيه كلمة التوحيد علينا وارتباطها بمنظومة الجهاد والاجتهاد فإنما يتطلب منا تدبر أمر يتعلق بالدعوة الماضية والمستمرة والمتجددة، وهي الكامنة في كلمات الأذان للصلاة التي تنطلق من المساجد (خير بقاع الأرض) كل يوم خمس مرات، فتذكر أول ما تذكر "الله أكبر"، كلمة تقع في مفتتح الآذان؛ وفي يقين المسلم ليست كلمة عادية يمكن أن نمر عليها مرور الكرام، ولكنها في حقيقة الأمر اعتقاد وإيمان، وتصور وعمل، ووعي وسعي.

إن معنى الألوهية في هذا المقام إنما يشير إلى أن الله أكبر من كل كبير، وإذا ما استخدمت كل هذه الكلمات الأوصاف لدولة هنا أو هناك، فتلك دولة عظمى وأخرى دولة كبرى، ولكن في حقيقة الأمر أن الله أكبر من كل هؤلاء. وهذه كلمة علينا أن نتدبر فيها المعنى والمغزى؛ المعنى الذي يفيد بالتفرد بالألوهية والمعنى الذي يتعلق بالقدرة والعظمة والإجلال، فتستلهم بذلك ألا تضعف النفس البشرية حيال أي عالم من عوالم المخلوقين، هو فقط يتعلق بالإله الواحد الصمد، الذي يجعل فعل ذلك المسلم من أهم الأفعال التي يقوم عليها ضمن كلمة الشهادة المتكررة في الأذان، والعبادة الأساسية المتعلقة بالتعبير عن ذلك التوحيد، ممثلا في تلك الصلاة التي تعبر عن صلة المخلوق بالخالق، فيتأهب من صلاته التي تعبر عن إيمانه وعبوديته لله، إلى فلاحه في السعي والجهاد، فإنها دعوة لا يكون فيها أي مسلم إلا طاقة فاعلة وعزيمة مستنفرة، فيصير ذلك نداء بالفلاح والنجاح، نداء بالجهاد والانتصار (حي على الفلاح)، نداءات في الأذان بعضها من بعض تؤكد على قيمة التوحيد الكبرى التي تنساب في كيان الأمة وعافيتها؛ وتشكل ثقافة الجهاد بكل شمولها ومعانيها.

في هذا السياق نختتم هذا المعنى بمعنيين؛ أولهما المعنى الذي يتعلق بالشهود والحضور، وثانيها ذلك الذي يتعلق بالشهادة، والشهادة ذات منظومة يتولد منها شهادة الحق والعدل التي يجب أن يقوم بها الإنسان المسلم، وكذلك شهادة على العالمين "وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّة وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَٓاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدا"..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التوحيد الاسلام التوحيد مفاهيم مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی تشکل لا إله

إقرأ أيضاً:

جرائم استهداف الأعيان المدنية في القانون الدولي

 

الأعيان أو المرافق المدنية هي كل ما ليس له علاقة بالحرب مثل المدارس والمستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء وتحلية المياه ومحطات الوقود وغيرها والتي لا يجوز المساس بها ولا تدميرها حتى لو تحصّن بها الخصم أو احتمى بها؛ هذا اذا كانت في ساحات المواجهة والقتال حتى لو كان تدميرها سيؤدي إلى تحقيق مكسب استراتيجي؛ إما أذا كانت بعيدة عن ساحات المواجهة فإنه لا يجوز استهدافها ويعتبر تدميرها جريمة حرب يعاقب عليها القانون .

منع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية أيضا وفرض الحصار يعد جريمة حرب وتلتزم السلطات الاستعمارية بإدخال المساعدات ولا يجوز لها بحال من الأحوال منع إدخال المساعدات أو عرقلة دخولها ويجب إدخالها حتى لو رفضت ذلك؛ وهذه المبادئ مُقرة في القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية، ولكن المسألة في ظل سياسات القطب الأوحد تخضع للقوة والسيطرة لا العدالة والقانون .

مبرارات المجرمين والداعمين لهم، كما يذيعون ذلك من خلال تصريحاتهم وأحاديثهم في فلسطين، أن حماس تستخدم الأطفال والمدنيين دروعا بشرية؛ وتستخدم المستشفيات والمدارس ومخيمات للجوء الإنساني لتحتمي بها؛ الإجرام لا يستحي فقد قتل الآلاف من الأطفال؛ ألقى على مساحة من الأرض محاصرة ما يعادل خمس قنابل ذرية ثم يقول إن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية.

تم قصف الموانئ ومخازن النفط والمصانع والمستشفيات وصالات الأعراس والعزاء والطرقات على أنها أهداف عسكرية، لم تحتم بها القوات المسلحة اليمنية ولم تستخدم المطارات لتسليح الطائرات ولا لإطلاق الصواريخ أو تموينها؛ سواء في الحروب السابقة مع وكلاء الحلف الصهيوني الصليبي من (الصهاينة العرب) أو في المواجهة المباشرة مع صهاينة الغرب .

قادة التحالف الصهيوني الصليبي يعلمون ذلك ويتعمدون قتل الأبرياء وانتهاك القوانين والمواثيق والعهود الدولية، لأن الإجرام والاستعمار الاستيطاني تقوم استراتيجيته على الإبادة وعدم احترام القوانين إذا كانت لا تتوافق مع مصالحه وتحقيق مكاسبه، فكيان الاحتلال لم يستول على فلسطين بموجب القانون، بل بموجب القوة ومثل ذلك أمريكا وبريطانيا وكل الإمبراطوريات فعلت ذلك إلا القليل منها، وحينما طالب الرئيس الفرنسي الأسبق ماكرون إسرائيل بقبول حل الدولتين رد عليه (نتن ياهو) القانون والعدالة لا تساوي شيئا لهم إلا بمقدار ما تسمح لهم بقتل وإبادة الآخرين، والعالم يعلم ذلك أنهم يدمرون المنشآت المدنية في كل مكان على إنها أهداف عسكرية (المستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وخزانات الوقود والمطارات والموانئ) وغير ذلك من المنشآت التي يحميها القانون؛ فرق كبير بين مطار مدني لم يستخدم لإقلاع الطائرات الحربية ولم يستخدم كقاعدة عسكرية، بل مطار مدني للطائرات المدنية؛ وكذلك الموانئ المخصصة لاستقبال شحنات النفط وتوريدها كرأس عيسى؛ وميناء لاستقبال واردات وصادرات تموينية لا علاقة لها بالحرب كميناء الحديدة بخلاف ذلك مطارات العدو الصهيوني التي يستخدمها لشن الحروب على غزة واليمن وسوريا ولبنان وايران .

الوزير اليهودي عميحاي الياهو قال: (لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء، يجب أن يجوّع سكان غزة المدنيون الذين يمنحون حماس الدعم المعنوي)، وهو ما يؤكد علمهم بجرائمهم وعدم اكتراثهم للآخرين ولا للمجتمع الدولي.

المقاومة لم يحتم المدنيين ولا الأطفال دروعا بشرية والجيش اليمني لم يحتمى بمصانع الإسمنت ولا بميناء الحديدة حتى يتم الهجوم وعليها وتدميرها وبشهادة الجميع، فلواء الاحتياط اليهودي يستحاق بريك يعترف (ومن يقول إن المقاومة تستخدم المدنيين أو الأطفال دروعا بشرية في منطقة من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان هو ذاته من ألقى آلاف الأطنان من القنابل عليها وحولها إلى كومة من الخراب والدمار بشكل لم يسبق له مثيل في الحروب حتى الآن).

الإرهاب الأمريكي والصهيوني يريد تدمير المرافق الحيوية والتي لا علاقة لها بالأهداف العسكرية، مع انه بإمكانه إيقاف جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري وإيقاف حمامات الدماء، لكنه يسعى إلى استخدام الإجرام غاية ووسيلة وهدفا في كل بقاع العالم لبسط نفوذه وتعزيز هيمنته وفرض سياساته وإملاءاته.

العالم اليوم وبفضل طوفان الأقصى يعلمون حقيقة التحالف الصهيوني الصليبي الذي تقوده أمريكا أنه تحالف إجرامي يريد تدمير الأمتين العربية والإسلامية وهو ذاته من دمّر كل الأنظمة والدول التي لا تنفذ سياساته، وهو ما وثقه الخبير الفرنسي مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس في كتابه بقوله (لا أحد يمكنه القول نحن لا نعلم من يقولون –لا نعلم- لا يريدون أن يعلموا، نحن إذاً نعلم ما يحدث وهو غير مقبول، سيكون علينا أن نشهد أمام التاريخ كيف سمحنا بمثل هذه المأساة ومثل هذا الانتهاك للإنسانية دون رد فعل).

لم يعد هناك من يجهل حقيقة الإجرام الذي يمارسه التحالف الصهيوني الصليبي، لكن هناك أناساً بلغ بهم الانحطاط إلى مستويات قياسية، ما جعلهم يؤيدون الإجرام ويحاولون خداع الآخرين من خلال نشر الدعايات الكاذبة والمضللة، سواء من خلال منابر الإعلام أو منابر المساجد أو وسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد خصومتهم مع النظام كما هو حال اليمن بل تعدى ذلك إلى خصومتهم مع الوطن؛ وفي غزة لم تعد خصومتهم مع المقاومة، بل إنها خصومة مع الدين والعقيدة والإنسانية؛ لصالح دعم الإجرام والطغيان والاستكبار ومشاريعه الاستعمارية والاستيطانية .

الإجرام الصهيوني يتحدث عن إمكانياته وقدراته التي يستطيع بها تدمير الأهداف المدنية بكل وضوح وقتل وإبادة الأبرياء من السكان المدنيين، رغم أن المادة (51) من البروتوكول الأول الفقرة-2-تنص على:- “لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بصفتهم هذه؛ وكذا الأشخاص المدنيون، محلا للهجوم، وتحظر أعمال التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر بين السكان المدنيين”، وتحظر المادة 56 من البروتوكول الهجمات ضد الإشغال الهندسية والمنشآت التي تحوي قوى خطرة مثل السدود والجسور والمحطات النووية، فهل احترم الإجرام الصهيوني الصليبي في حروبه بعضا من هذه المحظورات؟

لقد وصل الأمر إلى استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللجوء الإنساني، والمبررات جاهزة أن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية؛ وتارة تستخدم المدنيين دروعا بشرية، لكن المعلوم لدى العالم أجمع أن المقاومة تستهدف الآليات والجنود والمدرعات دون المواطنين، ويستهدف الجيش اليمني سفن الإمداد للكيان المحتل التي تنقل إليه المؤن والعتاد وكذلك سفن التحالف الذي تقوده أمريكا من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنع ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري للأشقاء في غزة؛ ومن أجل رفع الحصار الإجرامي الذي يريد أن يبيدهم جوعا وعطشا .

اليمن اليوم يدفع فاتورة المواجهة مع التحالف الإجرامي؛ ونصرة المظلومين وهي أثمان العزة والكرامة والإنسانية، أما أثمان الخيانة والعمالة والتخاذل والانهزام فضريبتها ستكون أضعافا كثيرة، أولها عدم الإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه قال تعالى:- ((الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ،فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ))النساء 75 .

صحيح أن العدوان اختار المعركة ووسائلها، لكن عدم مواجهته والتصدي له لا يمت إلى الإيمان بصلة خاصة وأن الجهاد اليوم فرض عين، لأنه جهاد دفع وتحرير لا جهاد طلب؛ فإذا نزل العدو بأرض إسلامية وجب على أهلها دفعه والتصدي له وإذا لم يكونوا قادرين على مواجهته إلا بمجموع الأمة، فهنا يكون الوجوب العيني على الأمة جميعا.

 

مقالات مشابهة

  • صلاح عبدالله يعلق على كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية
  • جرائم استهداف الأعيان المدنية في القانون الدولي
  • دفاعات المقاومة الوطنية تسقط مسيرة حوثية جنوبي الحديدة
  • حركة الجهاد : بيانات القمة العربية “فارغة” ما لم توقف جريمة الإبادة في غزة
  • إب .. مسير ووقفة طلابية تؤكد التفويض للقيادة ومواصلة الجهاد ضد العدو الصهيوني
  • الجهاد الإسلامي: بيانات القمة العربية "فارغة" ما لم توقف الإبادة في غزة
  • أوجار: الصحراء في جينات التجمع الوطني للأحرار وحزبنا وُلد من رحم الوطنية والمقاومة
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • فصائل فلسطينية في ذكرى النكبة: لاتهجير جديد والمقاومة مستمرة حتى التحرير