وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن المتقاعد نضال أبو زيد العملية التي نفذتها سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– في منطقة الشجاعية شمالي قطاع غزة بأنها متكاملة الأركان، ورجح أن تكون مشتركة مع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأعلنت سرايا القدس عن تنفيذ عملية مركبة استهدفت عشرات الجنود ورتلا لآليات الاحتلال الإسرائيلي شرق حي الشجاعية، وقالت إن العملية بدأت بتفجير حقل ألغام مما اضطر الجنود والضباط إلى دخول المنازل المجاورة، ثم استهدف مقاتلوها القوات التي تحصنت داخل المنازل بصاروخ موجه تلته قذيفة "تي بي جي".

وقالت السرايا إن مقاتليها باغتوا القوات المستهدفة واشتبكوا معها من مسافة قريبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مؤكدة أنها أوقعت طاقم الآليات والضباط والجنود المستهدفين بين قتيل وجريح.

وأشار العقيد الركن -في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة- إلى أن العملية التي نفذتها سرايا القدس تضمنت بعدا استطلاعيا كبيرا من خلال رصد تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعدا إعلاميا من خلال بث تفاصيل العملية.

وأوضح أن منطقة شرق الشجاعية كانت قد انسحبت منها الفرقة "252" الإسرائيلية قبل 72 ساعة وحلت محلها الفرقة "99 مشاة" التي كانت موجودة هناك خلال تنفيذ ما عرف بـ"خطة الجنرالات". وقال العقيد أبو زيد إن المقاومة أرسلت قبل أيام رسالة إلى هذه الفرقة عبر بث مقطع فيديو يعود تاريخه إلى 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، لتقول لها إنك عدت إلى المنطقة نفسها وستتعرضين لخسائر.

وكانت كتائب القسام قد بثت مشاهد قالت إنها توثق الاشتباك مع قوة إسرائيلية من المسافة صفر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة خلال معركة المخيم الثالثة بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2024.

إعلان تخطيط مركزي وتنفيذ لامركزي

وحسب العقيد أبو زيد، فإن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقوم بتخطيط مركزي والتنفيذ لامركزي، أي إن ما تطبقه مثلا في خان يونس جنوبي القطاع تطبقه في الشجاعية وفي محيط جباليا شمالي قطاع غزة، مشيرا إلى أنها تتبع التكتيكات نفسها ولكن بأدوات مختلفة. وأوضح أن تكتيكات المنازل المفخخة تجيدها سرايا القدس، وتكتيكات حقول الألغام تجيدها كتائب القسام.

وتظهر المقاومة من خلال مقاطع الفيديو التي تبثها بشأن عملياتها ضد قوات الاحتلال أنها- حسب العقيد المتقاعد- لا تزال تتسم بقدرة عالية على القيادة والسيطرة المتماسكة، ولديها القدرة على إعادة إنتاج نفسها، لأنها تختلف عن الجيوش النظامية التي لديها تعقيدات كثيرة.

ومن جهة أخرى، قال إن العسكريين الإسرائيليين يتذرّعون الآن بقضية الأسرى، لأن خسائرهم تتزايد بسبب عمليات المقاومة، ورئيس الأركان إيال زامير منذ اليوم الأول لم يكن يهمّه الأسرى.

وأضاف العقيد المتقاعد أن زامير بات يدرك أن الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي بدأت ترتفع وتصل إلى ما يعرف عسكريا بالنقاط الحرجة، موضحا أن نسبة الخسائر في أي وحدة عسكرية إذا تجاوزت 35% يصبح لزاما على القيادة إما وقف العملية العسكرية أو سحب الوحدة التي تقاتل على ذلك المحور وتتعرض لخسائر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سرایا القدس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحشيد عسكري بين الحكومة والحوثيين.. هل تدق طبول الحرب مجددا باليمن؟

يشهد اليمن حالة من التحشيد العسكري وسط تصاعد لافت في الخطاب السياسي وتبادل الاتهامات بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي، فيما تواصل الأمم المتحدة جهودها لدفع عملية السلام في البلد الذي يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

 

ففي حين دعت الحكومة قواتها إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية على مختلف الجبهات، عقدت جماعة الحوثي اجتماعات ناقشت خلالها خطط التعبئة والتحشيد العسكري، محذّرة من تداعيات "تفجير الحرب" من جديد باليمن الذي يعاني حربا وصراع نفوذ منذ سبتمبر/أيلول 2014.

 

هذا التصعيد يهدد حالة التهدئة الحذرة التي يعيشها اليمن منذ أبريل/نيسان 2022، رغم تسجيل اشتباكات متقطعة بين قوات الحكومة وقوات الحوثيين من حين لآخر في عدد من المناطق.

 

*رفع الجاهزية القتالية

 

والسبت، عقد عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، "اجتماعا موسعا للقيادات العسكرية في مدينة مأرب النفطية (وسط)، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة وهو أيضا قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز"، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).

 

خلال اللقاء، حث العرادة الجيش على "رفع الجاهزية القتالية، وتعزيز الانضباط العسكري، والتنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية، وتكثيف العمل الاستخباراتي في هذه المرحلة".

 

وأبلغ العرادة القادة العسكريين بأن "مليشيات الحوثي الإرهابية تسعى لإحداث أي اختراقات، وتحقيق أي مكاسب ميدانية"، مشددا على "ضرورة التأهب واليقظة العالية، والاهتمام بالأفراد واستدعاء الروح الوطنية الخالصة، للوقوف أمام تلك التحديات".

 

والعرادة هو أيضا محافظ مأرب النفطية (يتقاسم الحوثيون والحكومة السيطرة عليها) التي شهدت خلال السنوات الماضية أعنف قتال بين القوات الحكومية والحوثيين، على مستوى جبهات اليمن، حسب رصد مراسل الأناضول.

 

وفي سياق حديثه، قلل العرادة من قدرات الحوثيين إذا اتحدت الجهود الحكومية، قائلا: "مأرب كسرت المشروع الفارسي الإيراني وهو في أوج قوته بفضل الله وتضحيات أحرار اليمن".

 

وأكمل: "لا يمكن لأي قوة أن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية ما داموا موحدين الهدف وثابتين على المبدأ ومتجردين للوطن وقضايا الشعب".

 

*تحضير القوات لمواجهة الحوثي

 

وبالتوازي، ومن مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب)، والمطلة على مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح "على جاهزية المقاومة الوطنية (يقودها وموالية للحكومة) لدعم وإسناد أي جبهة تقاتل مليشيات الحوثي في جميع المحافظات".

 

حديث صالح جاء خلال لقائه السبت، مع قيادات المقاومة الوطنية، "لتقييم الجاهزية القتالية لهذه القوات خلال العام الجاري، ومراجعة الخطط التدريبية وبرامج الإعداد، ورفع مستوى الاستعداد العملياتي للمرحلة القادمة، بما يتوافق مع متطلبات المعركة الحاسمة"، بحسب وكالة (سبأ) الرسمية.

 

واتهم صالح الحوثيين بأنهم "يحشدون مجاميعهم في مختلف الجبهات، لاسيما في الساحل الغربي وتعز، ما يفرض على جميع القوات في هذا المسرح الحربي تكثيف جهودها وتنسيقها ومواجهة هذا التهديد المشترك".

 

ونبه إلى أن "المقاومة الوطنية مستمرة في تحضير قواتها وتجهيز عتادها لمواجهة المليشيات الإرهابية في معركة الخلاص الوطني بكل ثبات وانضباط"، مشددًا على أن "الحوثي هو العدو الرئيسي والأوحد".

 

وأضاف "نعمل على إعادة ترتيب الخطط القتالية للمرحلة القادمة، وخياراتنا العملياتية الآن أفضل من أي وقت مضى، لضمان إنجاز المعركة بشكل حاسم وفاصل".

 

صالح دعا "كل شركاء المعركة في مختلف الجبهات والمحاور إلى أن تكون المعركة القادمة شاملة لاستعادة جميع المناطق التي تسيطر عليها المليشيات (يقصد جماعة الحوثي)".

 

واعتبر أن "الظروف الراهنة في صالح حسم معركة اليمنيين، مع وصول الناس إلى قناعة باستحالة التعايش مع هذه المليشيا"، حسب تعبيره.

 

*الحوثيون يبحثون التعبئة والتحشيد

 

في المقابل، عقدت السلطات المحلية التابعة للحوثيين في محافظة الحديدة (غرب) التي تسيطر عليها الجماعة، الأحد، "اجتماعا برئاسة المحافظ المعين من الجماعة عبدالله عطيفي".

 

الاجتماع "جرى خلاله مناقشة مستوى الجهوزية الأمنية والميدانية، إلى جانب خطط التعبئة والتحشيد استعدادا لمتطلبات المرحلة القادمة"، بحسب "موقع 26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة.

 

وتناول المجتمعون "مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، واستعراض ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية في مجال حفظ الأمن والاستقرار، وتعزيز الجاهزية للتعامل مع أي طارئ".

 

وأوصى الاجتماع الحوثي "بأهمية رفع الوعي بخطورة المرحلة وضرورة الاستعداد لأي تصعيد محتمل".

 

بالتزامن، بثت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، الأحد، تقريرا اتهمت فيه القوات الحكومية "بالحشد نحو تفجير الحرب من جديد والدفع نحو معركة كبيرة مع صنعاء (قوات الجماعة)".

 

وتعليقا على خطابي عضوي مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة وطارق صالح، اعتبر التقرير الحوثي ذلك بأنه "تأكيد واضح على استكمال استعداد (القوات الحكومية) للدخول في المعركة، بناء على المعطيات المرسومة على الأرض".

 

*وساطة أممية تواجه تحديات كبيرة

 

هذه التطورات تأتي بينما الأمم المتحدة واصلت مؤخرا جهودها من أجل إقناع طرفي النزاع بعقد مشاورات جديدة لحل الأزمة.

 

ففي 27 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، أن" جهود الوساطة تتعرض لتحديات كبيرة"، مشددا على "أهمية استمرار وتنسيق الجهود الإقليمية والوطنية دعماً لمسار سياسي في اليمن".

 

بيان غروندبرغ حينها جاء عقب عقده لقاءات إقليمية متعددة للدفع بالسلام في اليمن، شملت وزيري خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، وإيران عباس عراقجي.

 

كما التقى غروندبرغ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وكذلك عدد من المسؤولين اليمنيين، بينهم نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان، وفقا للبيان ذاته.

 

وسبق أن أعلن غروندبرغ في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2023، التزام الحكومة والحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل بنودا أبرزها وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.

 

وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين بشأن التسبب بعدم إحراز تقدم بهذا المسار.


مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
  • قيادي بـ”حماس”: إسناد إدارة قطاع غزة للجنة تكنوقراط مقترح مصري
  • لتعزيز الكوادر التربوية.. رئيس جامعة دمنهور يتفقد انتظام سير العملية التعليمية بكلية التربية
  • محافظ الجيزة يتفقد إحدى المدارس بالصف لمتابعة انتظام العملية التعليمية
  • خبير تربوي: تنفيذ توجيهات الرئيس لمكافحة الغش تحتاج استراتيجية شاملة وخطوات عملية لمواجهة الظاهرة جذريًا
  • تحشيد عسكري بين الحكومة والحوثيين.. هل تدق طبول الحرب مجددا باليمن؟
  • خبير: قطاع السياحة من أكبر القطاعات الواعدة بسوق العمل
  • أستاذ علوم سياسية: إيديكس رسالة ردع عسكري.. ومصر تسابق التحديات بقدرات غير مسبوقة
  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر مبانٍ سكنية ومنشآت مدنية في حي الشجاعية بغزة
  • الرئيس السيسي يستعرض مع رئيس الوزراء ووزير التعليم تطوير العملية التعليمية في مصر