د.حماد عبدالله يكتب: وقفات مصرية وطنية !!
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
إن القارىء والمتابع للتاريخ المصرى المعاصر يجد ظاهرة الإجتماع أو التجمع الوطنى حول القضايا الوطنية الكبرى ولعل أبرز هذه المظاهر فى تاريخنا المعاصر ما سميت بثورة 1919، وثورة يوليو 1952، وحرب أكتوبر 1973 وفورة 25 يناير 2011 (بالفاء)وثورة 30 يونيو 2013.
وخلال هذه "الظواهر الوطنية" الثلاث مئات المواقف التى ألتف الشعب كله دون إستثناء حول الموقف، وظهرت الوطنية جلية لا تقبل أى تشبيه أخر لها إلا أن "المصريون توحدوا" على قلب رجل واحد، ولعل ما يثير الفكر ويؤجج الضمير الوطنى هو كيفية الإستفادة من هذه الظاهرة الوطنية نحو إستمرار "الإصلاح والخروج" من عنق زجاجة الإختناق الإقتصادى، وكسر أى إرادة أجنبية تحاول السيطرة على إرادتنا الوطنية ولا يمكن لأى أمة أن تتقدم إلا بإرادة واعية لشعبها ديمقراطيًا.
ومن القراءة فى "السيرة الذاتية لشعب مصر" نجد أيضًا بأن هناك جوانب سلبية عديدة زادت فى حقبة قامت فيها الدولة نائبًا عن الشعب فى إدارة التنمية وتعيين الأبناء فى الوظائف وخبز العيش، ووصلت حتى أن الدولة أصبحت "مطعم" يقدم من اللحوم إلى " الطعمية والفول المدمس" أصبح الشعب فى وضع السيد والحكومة فى الخدمة تقدم كل شيىء !!
بل أصبح الشعب يعمل أو لا يعمل فهو يستحق ما يقبضه فى أخر الشهر، وإن كان ما يقبضه لا يكفيه ولا يسد الرمق، إلا أنه يقبض أقل ويعمل أقل فتكدس العاملون فى مرافق الخدمة وأصبح المكتب أو العمل الذى يستحق عاملين يوجد به 10 عمال فأصبحت هناك "بطالة مقنعة" فى كل مواقع العمل إنعكس على إنتاجية العمال والموظفين وكل أدوات التنمية فى الوطن.
وتدهورت الحالة فى مصر مع الحروب المستمرة والتجهيز لها حيث "قام الوطن نائبًا عن الأمة العربية" فى الدفاع عن القضايا القومية مقابل مساعدات من الدول الخليجية تمنح، وتقطع حسب الاحوال المزاجية بين القيادات السياسية في الطرفين !!
وهكذا حتي أوائل الثمانينات وبداية مرحلة الاصلاح الإقتصادي تم الدخول في الاصلاح السياسي وكانت بادرة طيبة لم تكتمل يوم 26/2/2005 بإعلان رئيس الدولة عن مشروع تعديل المادة 76 من الدستور "وانتخاب رئيس الجمهورية" بالإنتخاب الحر المباشر وما حدث بعدها وكل هذا ليس موضوع مقالنا اليوم !
ولكن قيام الدولة نيابة عن الشعب ونيابة عن الامة العربية قد وصل بنا إلي حالة من الركود، والتجمد، واللامبالاه واصبح الغالبية العظمى من الشعب والمسماة ( بالكتلة الصامتة ) تحتاج إلي جلوكوز يجري في عروقها ويعيد لها الحياه بمعناها المشاركة في في صنع مستقبل هذا الوطن وإخراجه من أزماته وأهمها البطالة وكساد الاقتصاد وتصحيح التعليم وتحسين إنتاجية الفرد في المجتمع في كل مناحي الحياة
ولا شك بأننا لا نستطيع القول بأن الشعب جثة هامدة " معاذ الله " فعدة ظواهر أثبتت أن الشعب حي، يرزق، وواعي، وقادر، ومنتمى ويستطيع أن يجتمع فورا وكانت الصحوة يوم 30 يونيو 2013 أحس الشعب المصرى بفقد هويته وضياع الأمل فى المستقبل وبدأت مسيرة الوطن نحو إعادة بناء الدولة الحديثة والسؤال اليوم
كيف نعيد للشعب المصري أهم خواصه ؟ والذي تحدث عنه توفيق الحكيم سنة 1936 في رائعته الأدبية " عودة الروح " وتحدث عنه كل العالم في أيام أكتوبر 1973 بعد اندلاع حرب الكرامة العربية وبعد ثورة الشعب وإسترداد الوطن فى عام 2013.
إن القيادة سواء سياسية أو تنفيذية يجب أن تثق بأن شعب مصر قادر علي اخذ زمام الموقف ولكن المبادرة لا بد أن تأتى من القيادة،من قيادة هذا الوطن هذا ما أتثبته دائما الظواهر الكبيرة فى أعوام 1919 و1952و1973 … وحتى يوم تلبية القوات المسلحة المصرية لإرادة شعب مصر فى يوم 3 يوليو 2013.
فليكن من تاريخنا عبرة وقدوة.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
براءة من الخونة ونصرةً لغزة .. قبائل محافظة صنعاء تستمر في وقفات الغضب القبلي (تفاصيل)
يمانيون /
خرج أبناء عدد من مديريات محافظة صنعاء اليوم في 15 ساحة وميداناً، لإعلان البراءة من الخونة والعملاء، واستمرار دعم ونصرة غزة تحت شعار “فاحذرهم هم العدو”.
ورفع المشاركون في مسيرات راجلة ووقفات قبلية مسلحة غاضبة في عزل سعوان والرونة مديرية بني حشيش، وقروى مديرية جحانة وقروى العليا مديرية الطيال، وتوعر مديرية الحصن، وبني جرين وبني إسحاق مديرية صعفان، والمخلاف وضابي والمحيام والحطب والصوفة وبيت العليي والأعروش والربع مديرية الحيمة الخارجية، وغربي مسار مديرية مناخة، العلمين اليمني والفلسطيني وشعار البراءة من أعداء الله.
ورددوا هتافات منددة بالمجازر الصهيونية بحق أبناء غزة، ومعبرة عن استنكارهم للمواقف العربية والإسلامية المخزية من الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، وازدادت مع تواطؤ الدول العربية المتخاذلة مع العدو الأمريكي.
كما رددوا في الوقفات التي حضرها مديرو المديريات ومسؤولو التعبئة وشخصيات اجتماعية، هتافات معبرة عن الجهوزية القتالية والاستعداد الكامل لأي مواجهة أو تصعيد يستهدف الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله.
وأعلن المشاركون، البراءة من الخونة والعملاء وكل من يشارك أو يتخابر مع العدوان الأمريكي، الإسرائيلي على الوطن، مؤكدين وجوب العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي على الخونة والعملاء، الذين قدموا مصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية، وباعوا أنفسهم للشيطان، حتى أصبحوا مهدورو الدم ومقطوعون من الصحب والقرابة.
وطالبوا بتنفيذ قانون الخيانة العظمى وتطبيق الأحكام القانونية ضد الخونة والعملاء، مجددّين التأكيد بالوقوف إلى جانب القيادة الثورية والقوات المسلحة في نصرة الأقصى والانتصار للشهداء والدفاع عن الدين والأرض والعرض وخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” بكل إصرار وثبات.
وثمنت بيانات صادرة عن الوقفات، مواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في نصرة المستضعفين في غزة، مباركين عمليات القوات المسلحة التي تستهدف عمق كيان العدو الصهيوني وتقض مضاجع اليهود المغتصبين.
وأكدت البيانات، استمرار التحشيد والتعبئة للالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والتعبئة والتدريب والتأهيل ورفد مراكز التدريب بالمقاتلين استعدادًا للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، أو أي طارئ أو أي خيارات تتخذها القيادة الثورية في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
ودعت إلى الاستمرار في الخروج للساحات والمشاركة في المسيرات والوقفات لإعلان النفير الشامل لمواجهة تصعيد العدوان الصهيوني الوحشي على أبناء غزة.
ولفتت البيانات إلى أن جرائم العدو الصهيوني على الوطن لن ترعب الأحرار، بل تزيدهم عزيمة وإصرارًا وثباتًا على الموقف الإيماني والأخلاقي المساند للمظلومين في غزة.
وأعلنت الجهوزية الكاملة لخوض معركة تحرير الأراضي المحتلة والتحدي للعدو الصهيوني وكل من يشارك معه في العدوان على الوطن ويرتكب الجرائم بحق الأشقاء في غزة.
وجدّدت البيانات، التأكيد على موقف قبائل بني حشيش والحيمة ومناخة والطيال والحصن وصعفان وجحانة، على تحصين الجبهة الداخلية، والبراءة من الخونة والعملاء .. مؤكدين استمرار إسناد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في مواجهة العدو الصهيوني وكل من تسوّل له نفسه خدمة للصهاينة والأمريكان، والمساس بأمن واستقرار الوطن.