مريم الكعبي: دولة الإمارات نجحت في تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أكدت سعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، والمندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية خلال كلمتها التي ألقاها حسن الشميري رئيس قسم الإعلام بسفارة الامارات بالقاهرة، عن سعادتها بتواجدها وسط كوكبة من رجال الفكر والثقافة والصحافة والإعلام من مصر والإمارات في هذا الملتقى الإعلامي المتميز الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات ضمن الفعاليات التي يعقدها خلال مشاركته بالدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤.
وتابعت "الكعبي":" تمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بموروث ثقافي عريق ينعكس في قيم وأصالة الشعب الإماراتي، وقد ظلت تلك القيم راسخة عبر السنين. ويحظى هذا الموروث الثقافي باهتمام وعناية الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتستمر تلك الجهود وتتضاعف في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدول حفظه الله لما لهذا الموروث من أهمية كبرى في نشر الوعي بين لمواطنين، والحفاظ على هوية الدولة وتماسك المجتمع.
ولفتت إلى أنه على الرغم من شغف دولة الإمارات العربية المتحدة بالحداثة والتطور والتكنولوجيا المتقدمة.. إلا أن ذلك لم يجعلها تغفل عن تراثها الثقافي العريق وعاداتها الأصيلة.. فقد نجحت في تحقيق التوازن بين القديم والجديد.. والجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث ترى دولة الإمارات أن التراث الثقافي مرآة للهوية.. وتجسيد لتاريخ الأمم.. وسبيل لنشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
وتابعت:" وفي إطار نشر هذا الموروث الثقافي والتعريف بالتاريخ العريق والحاضر المزدهر لدولة الإمارات.. تحرص العديد من المؤسسات الثقافية الإماراتية على المشاركة سنويا في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن بين هذه المؤسسات الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي تأتي مشاركته في الدورة الخامسة والخمسين من هذا المحفل الثقافي المهم في إطار حرصه على تعريف جمهور المعرض بدوره في توثيق تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وطرح إنتاجه الثقافي المتميز بالإضافة إلى توثيق التعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية مع المؤسسات الثقافية المصرية.
ولفتت إلي أن المشاركة الفاعلة للمؤسسات الإماراتية في معرض القاهرة الدولي للكتاب تأتي في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية وجمهورية مصر العربية في كافة المجالات، ومن بينها العلاقات الثقافية المتميزة والتعاون الوثيق بين المؤسساتلثقافية في البلدين الشقيقين.
وختامًا.. أتمنى للمشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب كل التوفيق، وأدعو رواد المعرض لزيارة أجنحة ومنصات المؤسسات الإماراتية والتعرف على إنتاجها الثقافي المتميز والاستفادة من الفعاليات المختلفة.
جاء ذلك خلال اللقاء الاعلامي الذي ينظمه الارشيف والمكتبة الوطنية بالامارات العربية المتحدة برئاسة سعادة عبد الله ماجد ال على ضمن النشاط الثقافي الذي يقدمه الارشيف مشاركته بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55 والتي تحل فيها دولة مملكة النرويج دولة ضيف الشرف والذي يقام خلال الفترة من 25 يناير الجاري وحتى 6 فبراير المقبل.
وشهد الملتقى الإعلامي حضور عيد الله ماجد ال علي رئيس الارشيف والمكتبة الوطنية وفرحان المرزوقي والدكتورة ثريا العسيري أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة وعدد كبير من قبل الإعلاميين
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدول العربية الشيخ زايد بن سلطان الصحافة والإعلام القاهرة الدولى للكتاب سفارة الإمارات بالقاهرة سمو الشيخ محمد بن زايد معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤ معرض القاهرة الدولی للکتاب والمکتبة الوطنیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
بمناسبة اليوم العالمي لصون النظم البيئية للقرم.. ريادة إماراتية في حماية غابات القرم
هالة الخياط (أبوظبي)
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات ملموسة في مجال حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية، وفي مقدمتها أشجار القرم، التي تُعد من أهم عناصر البنية الطبيعية لمواجهة تغير المناخ. وبفضل رؤية بيئية طموحة، مدعومة من القيادة الرشيدة، تبنّت الدولة مجموعة واسعة من المبادرات النوعية والبرامج البحثية والميدانية، التي أسهمت في توسيع الرقعة الخضراء على السواحل، وتعزيز التنوع البيولوجي البحري.
وقد رسّخت هذه الجهود موقع الإمارات كدولة رائدة في الحفاظ على النظم البيئية لأشجار القرم إقليمياً ودولياً، وجعلت منها نموذجاً يُحتذى به في استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة التحديات المناخية. وتتزامن هذه الجهود مع اليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم، الذي يوافق 26 يوليو من كل عام، وهو مناسبة عالمية تؤكد أهمية تعزيز الوعي البيئي، وتُبرز دور أشجار القرم كدرع طبيعي في مواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر، وتآكل السواحل، واختلال التوازن البيئي. وتأتي هذه المناسبة لتجدد التزام دولة الإمارات بمسارها الطموح نحو الحياد المناخي، حيث تضع حماية القرم، وتوسيع نطاقها في قلب استراتيجيتها الوطنية للاستدامة.
وضمن توجهها البيئي الاستراتيجي، أطلقت دولة الإمارات مبادرة زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، وهي من أكبر المبادرات المناخية في المنطقة. وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز قدرة السواحل على مقاومة التغير المناخي، وزيادة امتصاص الكربون، في إطار التزام الدولة بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، إلى جانب دعم التنوع البيولوجي عبر توفير بيئة حاضنة للكائنات البحرية. وقد تم حتى منتصف عام 2025 زراعة أكثر من 30 مليون شجرة قرم ضمن هذه المبادرة، باستخدام أساليب مبتكرة مثل الزراعة عبر الطائرات المسيّرة وتقنيات الاستزراع النسيجي.
شريان حياة بيئي
في كلمتها بهذه المناسبة، قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «إنها لحظة ملهمة لتأمل جمال وعظمة أشجار القرم التي تزين سواحلنا، وتشكل درعاً طبيعياً يحمي من ارتفاع منسوب مياه البحر وتداعيات تغير المناخ». وأكدت معاليها أن أبرز ما يميز هذه الأشجار هو قدرتها العالية على احتجاز ثاني أكسيد الكربون، بواقع أربعة أضعاف قدرة الغابات الاستوائية، إلى جانب دورها في توفير الغذاء والمأوى للكائنات البحرية، ما يجعلها نظاماً بيئياً متكاملاً. وشددت على أهمية الشراكات المجتمعية والمؤسسية في تحقيق رؤية الدولة في هذا المجال، مؤكدة أن «وجودنا يعتمد بشكل مباشر على وجودها».
مبادرات وطنية
تُعد الإمارات من الدول السباقة في إطلاق برامج متقدمة لحماية وتوسيع غابات القرم، ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج «إكثار القرم» الذي يركز على تطوير أساليب استزراع شتلات القرم باستخدام التكنولوجيا الحيوية، بما يضمن إنتاج شتلات عالية الجودة قادرة على التكيف مع البيئات الساحلية المختلفة.
ومشروع زراعة القرم باستخدام الطائرات المسيّرة الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار لنثر بذور القرم بكفاءة ودقة في المواقع المستهدفة، مما يُسهم في تسريع وتوسيع نطاق عمليات الزراعة.
تحالفات عالمية
وإلى جانب جهودها المحلية، تلعب الإمارات دوراً محورياً في حماية أشجار القرم عالمياً من خلال، تحالف القرم من أجل المناخ الذي يضم 45 عضواً من حكومات ومنظمات غير حكومية، ويهدف إلى دعم التمويل والاستراتيجيات الدولية لحماية القرم، إضافة إلى مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو لأبحاث القرم في جزيرة بالي الإندونيسية، والذي يمثل منصة علمية عالمية لابتكار حلول فعالة في مجال استعادة النظم البيئية الساحلية.
وتواصل دولة الإمارات جهودها العالمية من خلال استضافة المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة (IUCN) في أكتوبر المقبل بأبوظبي، حيث سيتم تخصيص محور رئيسي لأهمية القرم، ودورها في تعزيز صمود البيئة عالمياً.
وتؤكد دولة الإمارات أن صون النظم البيئية لأشجار القرم هو ركيزة محورية ضمن مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات. وبينما تمضي الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها البيئية، تبقى حماية القرم مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الأفراد، المؤسسات، والحكومات، فوجود هذه الأشجار لا يحافظ فقط على توازن البيئة، بل يشكل استثماراً مباشراً في مستقبل الأجيال القادمة.