معرض الكتاب.. ضحى عاصي وهالة البدري تستعرضان تجاربهما في السفر
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار :
استهلت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55، فعالياتها بندوة بعنوان "مبدعون وجوائز"، وذلك بحضور الكاتبة هالة البدري والروائية ضحى عاصي، وأدارت اللقاء مروة شبراوي.
النشأة والتأثر الفكري..
وتحدثت الكاتبة هالة البدري عن رحلتها مع الكتاب، والتي بدأت بنشأتها وسط أسرة تهتم بالقراءة والرياضة، وكان من الطبيعي أن تخرج من تلك التنشئة المثقفة، وتنتقل من مرحلة القراءة من كتب المغامرة وصولا إلى الكتب الفلسفية، والتي بدأت مع قراءتها لروية سارتر "سجناء الطور".
وأضافت البدري: "لم تقتصر تلك النشأة على القراءة فقط، فكان أبي يأخذني بشكل دوري إلى السينما والمسرح، وبدأت رحلة البحث والتساؤلات، ومنها هنا بدأت في البحث عن سير كبار الكتاب والأدباء حتى بدأت في كتابة الشعر من سن مبكرة، ووصولا إلى كتابة القصص القصيرة ثم الرواية".
وعن رحلات السفر أوضحت "البدري" أن "السفر خارج البلاد كان له أثر كبير في إثقالي ككاتبة صحفية، وكانت أولى رحلاتي الخارجية إلى العراق، وأغرمت ببغداد لما لها من تاريخ حضاري عظيم، وكان لحسن حظي أنني كنت بمكتب روزاليوسف بالعراق، وقررت وقتها البدء في قراءة تاريخ العراق، والتعرف على حضارته، وهذا التنوع العرقي الموجود هناك، ودرستها بشكل جيد، وعلى الرغم من أنني كنت في العراق في سن مبكرة لكني لم أتناول العراق في أعمالي الروائية إلا بعد 35 عامًا، وكتبت مطر على بغداد، وكما أنني تحدثت القرى في العراق".
أما الكاتبة ضحى عاصي فتحدثت عن رحلتها مع السفر قائلة: "أول سفر لي للخارج كان وأنا في سن الثانية عشر، وكان معسكرا في ألمانيا، ثم بعد ذلك جاءت تجربة السفر إلى موسكو في روسيا، وكانت تجربة غاية في الأهمية، إذا أنني كنت لا أشعر بالغربة معهم، لأنني نشأت على قراءة الأدب الروسي، وكان هناك سبب آخر لأنني أحب البطاطس، فحينما سألني والدي عن سبب اختياري لروسيا قلت له إن روسيا فيها بطاطس كثير وأنا هروح علشان آكل بطاطس، وطبعا لتأثري بالكثير من الأدباء الروس".
وأضافت عاصي: "هناك مقولة خاطئة بأن البلاد الباردة هي دولة بلا مشاعر، بل على العكس، فأنا أرى أن البلاد التي تغلف بالشتاء طوال أو أغلب العام، فهي بلاد تبحث في أدبها عن الدفء، وأننا لا يمكن أن ننكر ما أخرجه الأدب الروسي من أعمال إبداعية ترسخت في وجداننا".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض القاهرة الدولي للكتاب طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
استراتيجية ثقافية متجددة.. كيف تعيد هيئة الكتاب دور النشر الحكومي إلى الصدارة؟
مرحلة جديدة من التطوير والتجديد في مشروعها للنشر، تمر بها الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مما تعكس وعيًا متناميًا بأهمية التنوع الثقافي والانفتاح على قضايا العصر، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية والذاكرة الإبداعية الوطنية.
ففي سياق يزداد فيه التحدي الثقافي عالميًا، استطاعت الهيئة أن تعيد تعريف دور النشر الحكومي، ليس فقط كمنصة لإصدار الكتب، بل كأداة استراتيجية لبناء الوعي، ودعم البحث العلمي، واستعادة الرموز الكبرى من تراثنا الأدبي، والانفتاح على التجارب العالمية.
وفي هذا الإطار، جاءت الإصدارات الأخيرة للهيئة لتعكس هذا التوجه النوعي، حيث تنوعت بين دراسات علمية متخصصة، وأعمال أدبية راسخة، ومسرحيات تاريخية، وترجمات شعرية، وكتب نقدية وفكرية، مما يُشير إلى سياسة نشر واعية وشاملة، ومن بين أبرز الإصدارات التي صدرت خلال الأيام الماضية:
"علم الوثائق والأرشيف: رؤى جديدة" – د. أماني محمد عبد العزيز، يمثل هذا الكتاب إضافة نوعية في حقل مهم طالما افتقر إلى دراسات عربية حديثة، حيث يُعيد قراءة المفاهيم والتقنيات في علم الوثائق والأرشيف، ويخاطب جيلًا جديدًا من الباحثين العرب الساعين لمواكبة التحولات الرقمية في حفظ المعرفة وإدارتها.
"الذكاء الاصطناعي التوليدي.. مسيرة التطور وآفاق المستقبل" – إعداد: د. مجدي الجاكي، تقديم: د. محمد فتحي عبد الهادي، ويتزامن هذا الإصدار مع الطفرة العالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويأخذ القارئ في رحلة تحليلية تربط بين الماضي القريب والمستقبل القريب جدًا، مقدّمًا بلغة مبسطة رؤية علمية لموضوع معقد وحيوي.
دفاع عن اللغة والهوية"التعريب: ثقافة وهوية" – طارق إبراهيم حسان، يضع هذا الكتاب قضية اللغة العربية في صلب النقاش الثقافي المعاصر، مدافعًا عن التعريب ليس فقط كعملية لغوية، بل كخيار حضاري يُعيد للغة العربية مكانتها في مواجهة تيارات التغريب الرقمي والتقني.
قراءات نقدية في الأدب واللغة"قراءات في النقد الأدبي" – د. جابر عصفور، ويُعد هذا الكتاب بمثابة عودة إلى أحد أبرز العقول النقدية العربية في العقود الأخيرة، حيث يناقش عصفور العلاقة الجدلية بين الأدب والنقد، ويعيد الاعتبار للغة بوصفها أداة تشكيل وإنتاج للمعنى والجمال.
عودة إلى المسرح المصري الكلاسيكيضمن مشروع متكامل لإحياء التراث المسرحي، أعادت الهيئة إصدار أعمال لرمزين من رواد المسرح المصري: "كوابيس في الكواليس" – سعد الدين وهبة، تجربة مسرحية مبتكرة تكسر الحواجز بين الواقع والخيال، وتُشرك الجمهور في لعبة مسرحية ذكية تشكك في السلطة والمعنى والحقيقة.
و"المسامير" – سعد الدين وهبة، توثيق درامي مقاوم لوقائع قمع الاحتلال البريطاني خلال ثورة 1919، من خلال عرض مسرحي يُعيد سرد البطولة الشعبية بلغة قاسية وصادقة.
و"الناس اللي فوق" – نعمان عاشور، وهي إحدى أيقونات المسرح الواقعي، تعود في طبعة جديدة تُذكّر القارئ بتحولات المجتمع المصري بعد ثورة يوليو، من خلال شخصيات تعيش الصراع الطبقي والبحث عن الكرامة.
تجارب شعرية من العالم"النهر المحترق" – خورخي رودريغيث غوميث، ترجمة وتقديم: د. خالد سالم، ديوان شعري فنزويلي يحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا في رثاء الأب، يأتي صدوره ضمن استعدادات مشاركة مصر كضيف شرف في معرض فنزويلا الدولي للكتاب، ويُجسّد انفتاح الهيئة على تجارب شعرية من خارج الإقليم العربي.
تؤكد هذه الإصدارات أن الهيئة المصرية العامة للكتاب تسير بخطى واثقة نحو بناء مشروع ثقافي شامل لا ينفصل عن قضايا العصر ولا يتخلى عن تراثه، مشروع يدمج بين التجديد والوفاء، وبين المحلي والعالمي، وبين المعرفة النظرية والإبداع الفني.
وإذا ما استمرت الهيئة بهذا الزخم والتنوع، فإننا أمام لحظة فارقة تعيد للمؤسسات الثقافية دورها المحوري في صياغة المستقبل المعرفي لمصر والعالم العربي.