دقّت الغرفة التجارية والصناعية في عدن جرس الإنذار محذّرة من مجاعة قالت إنّها وشيكة الحدوث في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية اليمنية. وناشدت الدولتين الرئيسيتين في الإقليم، السعودية والإمارات، المساعدة على وقف التدهور السريع لقيمة العملة اليمنية وما خلقه من وضع اجتماعي بالغ الصعوبة غدا المواطن العادي في ظلّه غير قادر على الحصول على أكثر من وجبة غذائية واحدة في اليوم.

 

وواصل الريال اليمني في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين انهياره الثابت خلال الفترة الأخيرة مسجّلا أرقاما قياسية في تدهور قيمته ومتجاوزا سقف الـ1600 ريال مقابل الدولار والـ425 ريالا مقابل الريال السعودي. وجاء ذلك في ظل حالة من عجز السلطة اليمنية المعترف بها دوليا والبنك المركزي التابع لها عن إيجاد الحلول لهذا التدهور الذي تسبب في قفزة جنونية لأسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية انهارت أمامها القدرة الشرائية للسكّان الذين يواجهون أصلا انتشار الفقر والبطالة في صفوفهم بشكل غير مسبوق.

 

ويعتبر انهيار قيمة العملة صدى لاضطراب الحركة الاقتصادية وتعذّر تصدير النفط الخام الذي كان يغطّي جزءا هاما من الاحتياجات المالية للحكومة التي تقوم على إدارة شؤون مناطق السلطة المعترف بها دوليا. وضاعف صعوبةَ الوضع الاقتصادي والاجتماعي في اليمن التصعيدُ العسكري الذي فرضه الحوثيون في البحر الأحمر وباب المندب باستهدافهم السفن التجارية، وما تطلّبه ذلك من ردّ عسكري أميركي - بريطاني عليهم.

 

ويهدّد التصعيد بتعطيل وصول الكثير من السلع إلى اليمن سواء في نطاق العمليات التجارية أو على شكل مساعدات عينية مرسلة من دول ومنظمات أجنبية. وقالت الغرفة في ندائها الموجّه إلى الرياض وأبوظبي إنّها تود إطلاعهما على ما يعانيه اليمنيون “من ترد مستمر للأوضاع المعيشية والاقتصادية الناتجة عن زيادة معدلات التضخم المتصاعد بنسب كبيرة في مقابل التدهور المستمر في أسعار العملة".

 

وأضافت قولها "إذ نتابع بحزن وألم كبيرين ما آلت إليه الأوضاع وما لحق بالمواطنين من فقر وجوع وبؤس وصل إلى حد لم يعد معه معظم السكان قادرين على تأمين حاجاتهم من الغذاء واقتصار الكثير من الأسر على وجبة واحدة في اليوم لا تكاد تسد الرمق، فإننا في الوقت ذاته نشعر بالكثير من القلق لتبعات الوضع الحالي والذي سيقود حتما إلى الكثير من الكوارث والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والتي باتت وشيكة وبدأ بعضها يلوح في الأفق، وهو تطور خطير لا يمكن التنبؤ بتبعاته وانعكاساته".

 

كما ورد في النداء قول المسؤولين في الغرفة إنه "لإيماننا بقوة الروابط الأخوية بيننا كيمنيين وبينكم في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعوبا، ولإدراكنا لمدى اهتمامكم الكبير بالوضع الحالي في اليمن وحرصكم المعهود على تقديم كل ما بوسعكم من دعم اقتصادي وحرصكم على تخفيف معاناة إخوانكم المعيشية، فقد رأينا أن نخاطبكم بشكل مباشر آملين تدخلكم في دعم العملة اليمنية وإيقاف تدهورها كما هي مواقفكم المعهودة مع أشقائكم، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي وسريع على إيقاف التدهور والتخفيف من معاناة الناس وتحسين معايشهم عما هي عليه والسيطرة على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنشأ نتيجة للتدهور المستمر".

 

وتعليقا على المناشدة قال السياسي اليمني مصطفى النعمان إنّ توجّه “التجار اليمنيين للقيادتين السعودية والإماراتية لإنقاذ الاقتصاد جاء بعد أن يئسوا من قدرات السلطات اليمنية واهتمامها بما يعانيه الناس". وأضاف في تعليق عبر منصة إكس "أن سبب وصول الأوضاع إلى هذه الحالة هو هروب كبار المسؤولين من البلاد ليتابعوا أعمالهم الخاصة وأوضاع أبنائهم"، معتبرا تلك المناشدة "إهانة مستحقة لكل المسؤولين على كافة المستويات”.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مجاعة الحكومة اقتصاد

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يستقبل مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب

استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب.
وقال سموه في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «استقبلت اليوم ضمن مجلسنا الدوري مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب.. تبادلنا معهم الحديث.. وآخر أخبار التجارة والأعمال.. وأهم مستجدات مشاريع الحكومة.. وأخبار المجتمع».
وأضاف سموه: «واستمع الجميع بعد ذلك لشرح واف من وزيرة التربية والتعليم حول المبادرة الجديدة لحكومتنا في تعليم الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم.. وأثر ذلك على الطلاب والمعلمين وعلى مستقبل بلادنا بإذن الله».
وتابع سموه: «كما استقبلت أيضاً ضمن المجلس مجموعة عمل اعتز بها وأفخر بجهودها، هم فريق عمل المفاوضات الدولية الخاصة بالشراكات الاقتصادية وتسهيل وفتح تجارتنا الخارجية مع دول العالم. فريق يساوي بلغة الأرقام أكثر من 100 مليار درهم سيضيفها لاقتصادنا الوطني.. لهم التحية والتقدير.. ولجميع فرق الوطن كل الفخر والمحبة كل في مجاله».
واختتم سموه: «مجالسنا وجمعاتنا هي جلسات عمل.. وتعارف.. وتعلم.. وتقدير.. ونسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد».

 

أخبار ذات صلة دولة الإمارات لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان «سبيس 42» و«غيتهاوس ساتكوم» تطوران تقنيات الاتصال بين الأجهزة والأقمار الصناعية

استقبلت اليوم ضمن مجلسنا الدوري مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب .. تبادلنا معهم الحديث .. وآخر أخبار التجارة والأعمال .. وأهم مستجدات مشاريع الحكومة .. وأخبار المجتمع ..

واستمع الجميع بعد ذلك لشرح واف من وزيرة التربية والتعليم حول المبادرة الجديدة لحكومتنا… pic.twitter.com/P8VgoXDE9v

— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) May 7, 2025

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الغرفة التجارية بجدة: سنحُث أكثر من (183) الف شركة للإستثمار في السودان
  • غرفة بورسعيد التجارية تناقش أزمة أصحاب شركات الأشغال البحرية
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • استمرار انهيار أسعار الصرف في عدن: تأثيرات مدمرة على حياة المواطنين
  • محمد بن راشد يستقبل مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب
  • الإمارات: سلطة بورتسودان لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان.. ولا نعترف بقرارها
  • الهجرة الدولية تكشف أرقام صادمة عن النزوح في اليمن
  • عميد تجارة كفر الشيخ يبحث مع رئيس الغرفة التجارية التعاون المشترك
  • بلدية جباليا النزلة تحذر من كارثة صحية وبيئية وشيكة
  • الصليب الأحمر يحذر من التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في غزة