واشنطن بوست: الهجوم على القوات الأمريكية يحتاج لاستجابة سريعة ومتابعة طويلة المدى
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه يتعين على الولايات المتحدة أن ترد على مدبري الهجوم بطائرة بدون طيار على موقع عسكري أمريكي في شمال شرق الأردن، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من جنود الاحتياط في الجيش الأمريكي وإصابة أكثر من 40 آخرين، مشيرة إلى أن الانتقام المدمر هو أمر حتمي لعدة أسباب: تحقيق العدالة للقوات الأمريكية التي سقطت وتقليل القدرة العسكرية للميليشيات المدعومة من إيران التي نفذت الهجوم فضلا عن ردع تلك الجماعات من المحاولة مرة أخرى.
وقالت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - لنفترض أن الرئيس بايدن يخطط لمثل هذا الرد. ونحن نفترض أنه سيكون سريعا، ولكنه ليس متسرعا - وسيكون مسترشدا بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد الفصيل المسؤول داخل مجموعة الميليشيا المدعومة من إيران والمعروف باسم المقاومة الإسلامية في العراق، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، فثمة حاجة إلى رد صارم.
وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، تحتاج الإدارة أيضا إلى استغلال هذه اللحظة لإجراء بعض التقييم حول الردع الأمريكي الأخير في مواجهة الداعم النهائي للجماعات، وهي إيران؛ وهذا أمر مختلط، إذ يستحق فريق بايدن الإشادة لأنه ساعد في منع السيناريو الأسوأ –حتى الآن– وهو التحول لصراع إقليمي شامل، الأمر الذي يخشاه الكثيرون بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.
وارتأت الصحيفة أن السياسة الأمريكية ساعدت في تجنب نشوب حرب واسعة النطاق على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، جزئيا من خلال نشر قوة بحرية ضخمة لردع حزب الله،، وأيضا وبشكل جزئي من خلال إقناع الإسرائيليين بعدم شن ضربة استباقية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه رغم ذلك فإن الولايات المتحدة تجد نفسها عالقة في معركة غير حاسمة مع الحوثيين المتمركزين في اليمن، بعد أن فشلت في وقف هجمات تلك الميليشيا بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن العالمي بضربات جوية. في حين كان الهجوم في الأردن هو الأحدث ضمن موجة من حوالي 150 غارة جوية منذ 7 أكتوبر، استهدفت وجودا بريا أمريكيا يضم 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا لاحتواء مقاتلي تنظيم داعش.
وأوضحت الصحيفة أن هذا لا يعني أن الوقت قد حان لضرب الأصول الإيرانية داخل إيران - كما يحث البعض، بما في ذلك الجمهوريون الذين يرغبون في وصف الرئيس بايدن بأنه متساهل مع إيران. وسيكون ذلك أمرا غير مسبوق في التاريخ الطويل للصراع الأمريكي الإيراني كما أنه سيمثل تصعيدا دراماتيكيا دون أن يكون حاسما بالضرورة. ورأت أن الخيار الأفضل هو ضرب إيران بقوة وبشكل مباشر، ولكن خارج أراضيها إلى جانب ملاحقة الميليشيات التي تعمل لصالحها.
ومضت الصحيفة تقول إنه في الوقت نفسه، يتعين على إدارة بايدن اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لدعم دفاعات القوات الأمريكية في المنطقة وتصحيح أي مزيج من الفشل الفني والخطأ البشري الذي قاد إلى اختراق الطائرة بدون طيار للدفاعات الأمريكية في الأردن.
ولعل الأمر الأكثر أهمية -من وجهة نظر الصحيفة- هو أن إدارة بايدن بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها التي تنتهجها تجاه إيران بشكل عام، بعد أن أصبح من الواضح أن المحاولات السابقة للتعامل مع طهران عبر المفاوضات لاحتواء برنامجها النووي قد وصلت إلى طريق مسدود. ويبدو أن طهران عازمة في الوقت الحاضر على الحد من مواجهاتها العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تفعل ذلك من باب الحيطة والحذر، وليس من باب الأيديولوجية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه من الممكن أن تساعد الجهود الجديدة الخلاقة ضد مصادر الدعم المالي للنظام الإيراني في زيادة الضغط عليه، مضيفة أن هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس تمخض عن تغييرات عميقة وربما لا رجعة فيها في منطقة كانت إدارة بايدن تعتبرها هادئة نسبيا، إن لم تكن مستقرة. ومن ثم تحتاج سياسة الولايات المتحدة إلى نقلة نوعية لتتناسب معها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طائرة بدون طيار إيران الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية
تستضيف إيطاليا اليوم الجمعة الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عُمانية، وسط تصلّب متزايد في المواقف بشأن تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر واشنطن على وقف أي قدرة إيرانية في هذا المجال، تؤكد طهران أنها ماضية في التخصيب “مع أو بدون اتفاق”، معتبرة أن العقوبات ضدها غير قانونية وعدائية.
وعلّقت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، على العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على قطاع البناء والتشييد في إيران وعشرة مواد صناعية ذات استخدامات عسكرية، ووصفتها بأنها “غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن هذه العقوبات تزيد من الشكوك حول استعداد الولايات المتحدة الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية، مضيفًا أن الإجراءات الأميركية متعددة الطبقات صُممت لحرمان المواطنين الإيرانيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ووصف هذه الخطوة بأنها “مستفزة وغير إنسانية”.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي جديد إذا كان الهدف الأميركي من المفاوضات هو وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران، مشدداً على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي ولا يتضمن نية لامتلاك سلاح نووي.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “مهر”، قال عراقجي: “إذا كان هدف الولايات المتحدة من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران، فلن يكون هناك اتفاق”، مضيفاً أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، وأن “السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية”.
وأشار الوزير الإيراني إلى استمرار الخلافات الجوهرية مع الجانب الأميركي، مؤكداً أن طهران لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن ضمانات واضحة، كما شدد على أن إيران “لن تتخلى عن حقوقها المشروعة في تخصيب اليورانيوم”، مضيفاً: “نرفض حتى تخصيباً رمزياً بنسب منخفضة، لأننا نريد التخصيب لتوسيع الصناعة النووية، وقد أعددنا البنى التحتية لذلك”.
يأتي ذلك عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، والتي من المقرر أن تبدأ في روما بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووفد إيراني.
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة المفاوضات مع إيران، حيث أعرب ترامب عن تفاؤله بأن المحادثات “تسير في الاتجاه الصحيح”.
الحرس الثوري يهدد إسرائيل برد حاسم على أي هجوم ضد إيران
هدد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، برد “مدمر وحاسم” في حال أقدمت إسرائيل على شن أي هجوم ضد إيران، مؤكداً أن أي “حماقة” من جانب تل أبيب ستُقابل برد قاسٍ داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد علي محمد نائيني، خلال مؤتمر “مدارس الأمل” الذي عقد في قاعة السيدة الزهراء بمحافظة قزوين: “إذا تجرأ النظام الصهيوني الواهم وارتكب حماقة واعتداء، فسيتلقى بالتأكيد رداً مدمراً وحاسماً في جغرافيته الضعيفة والصغيرة”.
وأضاف نائيني أن التهديدات الإسرائيلية ناتجة عن “تقديرات خاطئة” تجاه قوة النظام الإيراني، قائلاً: “اتهام نظام يحظى بدعم شعبي وعسكري قوي بالخوف من الحرب يعكس جهلاً بقدرات الجمهورية الإسلامية، كما أن العدو ينسى أن القوة الشعبية ستدخل الساحة عند الضرورة، كما حدث إبان الدفاع المقدس”.
وتابع: “رسالة 46 عاماً من النضال، وثماني سنوات من الحرب، وأحداث الشغب الأخيرة، جميعها تؤكد استحالة إسقاط الجمهورية الإسلامية”، مشدداً على أن “الكيان الصهيوني بأكمله بات اليوم تحت أنظار مجاهدي إيران”.
وأشار إلى أن “من يدعم الكيان الإسرائيلي الغاصب هو الولايات المتحدة وحكومات غربية آخذة في الضعف”، مضيفاً أن “الاستقرار لن يعود إلى العالم والمنطقة إلا بزوال إسرائيل”.
يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت مفاوضات طهران مع واشنطن.