الجزيرة:
2025-07-01@15:25:15 GMT

الصين تعزز نفوذها في أفغانستان

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

الصين تعزز نفوذها في أفغانستان

تعمل الصين على تنمية روابطها الدبلوماسية والاقتصادية مع أفغانستان، في وقت لم تعترف معظم دول العالم بحكومة طالبان منذ عودتها إلى الحكم، مما يثير ارتياح كابل.

وتحافظ الصين على علاقات جيدة مع أفغانستان، وتعقد مع قادتها بانتظام اجتماعات وزارية ومحادثات حول طرق تنمية التجارة الثنائية والاستثمار الصيني الضخم في النحاس وفتح طريق بين البلدين.

وفيما تقلل من أهمية شكليات هذه الروابط المتنامية، تعمل بكين على زيادة استثماراتها في أفغانستان، وهي علاقة يمكن أن تعود بالمنفعة على الطرفين، وفق ما يقول محللون ودبلوماسيون.

وقالت المحللة في مؤسسة البحوث الإستراتيجية في باريس فاليري نيكيه إن أفغانستان منطقة ذات تحديات، لكن السمة المميزة للصينيين هي أنهم يذهبون إلى حيث لا يذهب أحد، في محاولة لتحقيق المكاسب، وأضافت أن الصينيين يمدّون أيديهم إلى الأفغان الذين يحتاجون إلى كل المساعدات الممكنة.

وفي سبتمبر/أيلول، أصبحت الصين أول بلد يعين سفيرا في كابل، والثلاثاء، قدم مبعوث حكومة طالبان إلى بكين، مع عشرات الدبلوماسيين الآخرين، أوراق اعتماده للرئيس الصيني شي جين بينغ.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين "أعتقد أنه عندما يتم التطرق إلى مخاوف جميع الأطراف بشكل أكبر، فإن الاعتراف الدبلوماسي بالحكومة الأفغانية سيأتي بشكل طبيعي".

والشهر الماضي، انضمت الصين إلى روسيا في الامتناع عن تصويت في مجلس الأمن الدولي الذي يدعو -من بين أمور أخرى- إلى تعيين مبعوث خاص إلى أفغانستان، وهو أمر عارضته بشدة سلطات طالبان.

لكن النهج الذي تتبعه الصين (تبادل سفراء دون اعتراف رسمي) يسمح لبكين بالحفاظ على علاقاتها مع أفغانستان مع عدم الانفصال عن مواقف بقية العالم.

موارد طبيعية

أما هدف الصين من كل ذلك فيتلخص في القدرة على الوصول إلى ثروات أفغانستان من الموارد المعدنية غير المستغلة، وفتح سوق للسلع الصينية.

وقال الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة كاردان في كابل جلال بزوان إن الموارد الطبيعية الهائلة في أفغانستان، مثل النحاس والليثيوم والأتربة النادرة، لديها إمكانات اقتصادية كبيرة للصين.

وعقب تعيينه سفيرا لأفغانستان لدى بكين في ديسمبر/كانون الأول، أجرى بلال كريمي محادثات مع شركة "إم سي سي" التي تملكها الدولة الصينية حول ميس أيناك، ثاني أكبر مخزون للنحاس في العالم، والواقع على مسافة نحو 40 كيلومترا من العاصمة كابل.

وكانت "إم سي سي" حصلت على حقوق الاستغلال في عام 2008 في مقابل حوالى 3.5 مليارات دولار، لكن المشروع عُلّق بسبب الحرب وانعدام الأمن.

وقال الناطق باسم وزارة المناجم الأفغانية همايون أفغان إن هذه الأصول التاريخية تعد كنزا ثقافيا لأفغانستان وجزءا من هويتها.

كما أن الصين المتعطشة للمواد الهيدروكربونية، مهتمة أيضا بالنفط الأفغاني.

وتقول وزارة المناجم إنه منذ إعادة التفاوض في يناير/كانون الثاني 2023 على عقد قديم في حوض أمو في شمال غرب البلاد، بدأت عمليات استخراج النفط في 18 بئرا.

كما أعلنت السلطات الأفغانية خطط شركات صينية لاستثمار نصف مليار دولار في الطاقة الشمسية بالبلاد.

طرق الحرير

وقال الناطق باسم وزارة الأشغال العامة أشرف حق شناس إن طريقا طوله 300 كيلومتر قيد الإنشاء سيربط بدخشان بالحدود الصينية.

وتتشارك الدولتان في حدود تمتد على مسافة 76 كيلومترا فقط، لكن هذا الرابط الجديد سيعزز التجارة التي تبلغ قيمتها حاليا 1.5 مليار دولار سنويا.

وفي إطار التقارب، تمارس بكين "قوتها الناعمة" على أفغانستان عبر تقديم مساعدات إنسانية، خصوصا عقب الزلازل القاتلة الأخيرة، حتى أنه يوجد في كابل حي صيني بسيط، وهو عبارة عن مبنيَين من 8 طوابق حيث تباع منتجات صينية رخيصة.

وكُتبت عبارة "الحزام والطريق" بالأحرف الصينية في أعلى المبنيين، في إشارة إلى مشروع البنى التحتية الضخم الذي يربط الصين بآسيا الوسطى وبقية العالم.

كما قد تدمج أفغانستان في الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني الذي يشكل حجر الزاوية في المشروع والذي يؤدي إلى ميناء غوادار الإستراتيجي الذي يمنح الصين منفذا على بحر العرب في جنوب باكستان.

وختم بزوان بأن الموقع الإستراتيجي لأفغانستان على طول مبادرة الحزام والطريق يجعلها شريكا مغريا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب رغم القيود

تشهد أفغانستان عودة تدريجية للسياحة رغم القيود الاجتماعية والأمنية، حيث بدأت أعداد صغيرة من الزوار الأجانب تتوافد لاكتشاف البلاد، في وقت تسعى فيه حكومة طالبان إلى استغلال القطاع كرافعة اقتصادية. اعلان

تدريجياً، بدأت أفغانستان تستقطب زوّاراً من أنحاء العالم، يصلون إليها بالطائرات، أو على متن دراجات نارية، أو حتى بدراجات هوائية، متحدّين صورتها كبلد غارق في الحروب. وبينما لا تزال حكومة طالبان، التي سيطرت على البلاد قبل أكثر من ثلاث سنوات، تفتقر للاعتراف الدولي، فإنها ترحب بالوافدين بكل حماسة.

وقال نائب وزير السياحة، قدرت الله جمال، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" مطلع يونيو، إن "الشعب الأفغاني مضياف بطبعه، ويرغب في استقبال السياح والتواصل معهم"، مؤكداً أن الحكومة تنظر إلى السياحة باعتبارها رافعة اقتصادية يمكن أن تعود بالنفع على فئات واسعة من المجتمع.

ورغم استمرار عزلة أفغانستان على الساحة الدولية بسبب القيود الصارمة المفروضة على النساء، ترى طالبان في قطاع السياحة فرصة اقتصادية واعدة. وأوضح جمال أن الإيرادات الناتجة عن هذا القطاع باتت ملموسة، وأن الحكومة تطمح إلى تنميته ليصبح جزءاً رئيسياً من الاقتصاد الوطني.

Relatedطالبان تجري محادثات مع روسيا والصين لإتمام المعاملات التجارية بالعملات المحليةترامب يلغي المكافآت المالية لمن يقدم معلومات عن 3 من قادة طالبان مطلوبين لدى واشنطنالرجال في قبضة الخوف: حين يصبح البيت فرعاً لشرطة طالبان

سياحة محدودة وإقبال حذر

مع تسهيل الحصول على التأشيرات ووجود رحلات جوية منتظمة من محاور عبور دولية مثل دبي وإسطنبول، بدأ عدد الزوّار الأجانب في الارتفاع، وإن كان لا يزال محدوداً. فقد زار البلاد نحو 9,000 سائح أجنبي العام الماضي، فيما سُجّلت 3,000 زيارة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بحسب جمال.

لكن أفغانستان لا تزال تواجه تحديات أمنية، رغم تراجع وتيرة التفجيرات والهجمات منذ سقوط الحكومة المدعومة من الغرب في أغسطس 2021. فقد شهدت منطقة باميان، التي تضم بقايا تماثيل بوذا الشهيرة، هجوماً في مايو 2024 أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة سياح إسبان.

ورغم تحذيرات الدول الغربية من السفر إلى أفغانستان، تصر الحكومة على أن البلاد باتت أكثر أماناً، وتدعو العالم لاكتشاف "حياة الأفغان وإبداعهم وصمودهم"، وفق تعبير جمال.

معضلة أخلاقية لدى بعض الزوار

لكن زيارة بلد يفرض قيوداً صارمة على النساء، تطرح إشكالية أخلاقية لدى كثير من السياح. فالنساء الأفغانيات محرومات من التعليم الثانوي والجامعي، ممنوعات من دخول المتنزهات والصالات الرياضية، ويُفرض عليهن ارتداء النقاب. كما تم حظر صالونات التجميل بشكل تام.

بعض السيّاح، مثل الفرنسية-البيروفية إلاري غوميز وشريكها البريطاني جيمس ليديارد، ناقشوا هذه المعضلة طويلاً قبل اتخاذ قرار السفر. تقول غوميز: "أمور كثيرة لم تكن مريحة أخلاقياً". إلا أن ليديارد أشار إلى أن أموالهم ذهبت إلى الناس العاديين، لا إلى الحكومة، مضيفاً: "نحن نساهم في دعم السكان، لا النظام".

السياحة كأداة دبلوماسية

يرى المسؤولون في طالبان أن فتح البلاد أمام الأجانب يشكّل أيضاً وسيلة لبناء علاقات دولية. واعتبر جمال أن التبادل السياحي يساهم في "تقريب الشعوب، وتعزيز التفاهم المتبادل، وتبادل الخبرات الثقافية"، مشدداً على أن الزائر الأجنبي الذي يشاهد الحياة الأفغانية عن قرب، "يبني جسوراً من الثقة والاحترام بين الشعوب".

رغم أن معظم القيود لا تزال مفروضة بصرامة على النساء الأفغانيات، إلا أن النساء الأجنبيات يحظين بمرونة نسبية، إذ يُسمح لهن غالباً بدخول أماكن ممنوعة على المحليات، وغالباً لا يُطلب منهن تغطية وجوههن، وإن كان الحجاب لا يزال إلزامياً في الأماكن العامة.

وبينما تبقى الأبواب مواربة أمام الزوار، تراهن حكومة طالبان على أن هذا الانفتاح الجزئي قد يفتح آفاقاً اقتصادية، وربما سياسية، في مستقبل ما يزال غامضاً.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالسينما
  • كيف استفادت أفغانستان اقتصاديا من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل؟
  • ترامب: على وزارة الكفاءة النظر في خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك لتوفير أموال طائلة
  • الصين تطلق «ريح الشرق».. صاروخ نووي قادر على ضرب أي مكان في العالم
  • السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب رغم القيود
  • FT‏: ترامب يربك العواصم الأجنبية والمستثمرين بقرارته.. ما العالم الذي يريده؟‏
  • ميسي وإنريكي.. مواجهة عاطفية في كأس العالم للأندية
  • ماريسكا عن تعليق مباراة تشيلسي وبنفيكا هذه ليست كرة قدم
  • ماريسكا عن توقف مباراة تشيلسي وبنفيكا: «هذه ليست كرة قدم»!
  • عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد