بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية جديدة للمعارك البرية بين كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحي تل الهوى غربي مدينة غزة.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل ضابط ثان برتبة رائد من وحدة النخبة "شلداغ" ليرتفع عدد القتلى إلى ضابطين وجنديين وإصابة 10 في المعارك الدائرة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري -في معرض تعليقه على فيديو القسام الجديد- إن منطقة تل الهوى تواجد بها الاحتلال في الأسابيع الأولى للهجوم البري الواسع قبل الهدنة المؤقتة، مؤكدا أن الاحتلال فشل في السيطرة عليها وإنما نجح بالدخول والتثبت فيها، قبل إجباره على التراجع.

ويضيف أن الفيديو يعطي مؤشرا واضحا ودقيقا أن كتائب القسام أعادت تنظيم قوتها بالقاطع الشمالي، منوها إلى أن هذه المنطقة يفترض أنها آمنة لجيش الاحتلال بعد زعم مسؤوليه تدمير الهيكل التنظيمي لمقاتلي حماس، وقتل الآلاف منهم، و"لكن الواقع يقول عكس ذلك".

وأشار إلى أن الاحتلال دخل قبل 48 ساعة إلى غربي غزة -وفق المرحلة الثالثة للحرب- عن طريق حيي الشيخ عجلين وتل الهوى، مرجحا أن تكون لقطات القسام قد التقطت أمس الثلاثاء أو اليوم الأربعاء.

وحول الخسائر بوحدة شلداغ، يؤكد الدويري أن الاحتلال كان قد دفع في بداية الحملة البرية بقوة مدرعة كبيرة وهي ليست متخصصة بقتال المدن، قبل أن يعزز قوات المشاة على حساب القوات المدرعة في محاولة منه لتغيير شكل ومسار المعركة.

وبين أن الاحتلال أبقى على 3 ألوية قتالية وكتيبة شمالي غزة، مشيرا إلى أن المنطقة لا تحتمل أكثر من لواء -وفق المنظور العسكري- لذلك سحب لواء احتياط وأبقى على لواءين.

وفي سياق ذي صلة انتقد الخبير الإستراتيجي، فيديوهات جيش الاحتلال، وقال إنه يجري تصويرها بمنطقة انتهت فيها العمليات وتغطي جانبا واحدا من المعركة، ولا تقدم الحقيقة، معتقدا أنه يتم تقديمها للجناح اليميني المتطرف ممثلا بوزيري المالية بتسلئيل سموتريش والأمن القومي إيتمار بن غفير.

ولفت إلى أن فيديوهات الاحتلال مغايرة لتلك التي تبثها القسام أو سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أنها تبث روح الأمل وتقدم صورة مصغرة عن حقيقة ما يجري من معارك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح النهار

لكن خلف ستار الدقائق الأولى من ذلك النهار، كانت واحدة من أفظع المجازر ترتسم في الأفق، حين قرّر جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية "تحرير" خاصة، انتهت بمذبحة حقيقية راح ضحيتها 274 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال.

يعيد الفيلم الوثائقي الذي يمكن متابعته من هذا الرابط "النصيرات 274.. مجزرة الرهائن" إنتاج تسلسل الجريمة بلقطات حصرية وشهادات دامغة، تُوثّق بدقة ما جرى في ذلك الصباح، ويتنقل العمل بين تفاصيل المشهد الميداني وأصوات الناجين، في سرد يعكس حجم الفاجعة التي تعرّض لها مخيم النصيرات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مجزرة النصيرات بلسان شاهدة عيان: لن نغفر ولن ننسىlist 2 of 4مجزرة النصيرات.. فشل إستراتيجي يتدثر بالتهويل الإعلاميlist 3 of 4مشاهد قاسية لضحايا المجزرة الإسرائيلية في النصيراتlist 4 of 4ناجٍ من مجزرة النصيرات يروي تفاصيلهاend of list

ويستند الفيلم في تحقيقه الاستقصائي إلى تحليل المصادر المفتوحة، وبيانات الأقمار الصناعية، وتسجيلات صوتية مصوّرة من قلب الحدث، ليكشف الحقيقة الكاملة لعملية اقتحام نُفذت بتمويه مدني وغطاء كثيف من النار، وتركت وراءها رائحة دم لا تغيب.

في وضح النهار، وفي أكثر شوارع المخيم ازدحاما، ترجّلت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية من شاحنة مدنية، كانت مموّهة بأغراض منزلية وأرقام فلسطينية، يرتدون ملابس شتوية في ذروة الحرّ، ويتحدثون العربية بطلاقة.

بدا المشهد للوهلة الأولى عاديا، أو متقنا إلى حدّ أنه خدع سكان الحي، لكن شيئا فشيئا تحوّل الهدوء إلى ذعر، إذ بدأ إطلاق النار العشوائي، وسقط أول الضحايا وسط السوق، قبل أن تتوالى الانفجارات ويبدأ الطيران الحربي في تنفيذ ضربات مركّزة.

شهادات مروعة

يحمل الفيلم شهادات مروّعة من ناجين كانوا هناك، توثق لحظات الاقتحام والإعدام الميداني، وصرخات الأطفال تحت الركام، ويصف أحد الشهود كيف شاهد القوات الإسرائيلية تعدم شابا أعزل أمام محلّه، وآخرين يُقتادون مكبّلي الأيدي قبل أن يُقتلوا بدم بارد.

وفي بيت الجمل، حيث تركزت العملية، تتداخل مشاهد الاقتحام مع روايات عن قتل أفراد الأسرة على مرأى من آبائهم وأمهاتهم، ويُظهر الفيلم أن العملية لم تكن محصورة بالاقتحام البري، بل كانت جزءا من عملية عسكرية موسعة تم الإعداد لها مسبقا.

إعلان

وشهدت العملية تنسيقا لوجستيا دقيقا مع القوات الأميركية، بحسب ما تشير إليه صور الميناء العائم المُنشأ حديثا ونشر منظومة دفاع جوي أميركية في الموقع، إضافة إلى تسجيل زيادة غير اعتيادية في حركة الاستطلاع الجوي الأميركي في الأسبوع الذي سبق المجزرة.

وبينما ركز الإعلام الإسرائيلي على "نجاح" العملية في استعادة 4 أسرى، يُسلّط الفيلم الضوء على ما جرى خلف هذا السرد الرسمي: قصف عشوائي استمر لـ4 ساعات، استهدف خلاله جيش الاحتلال بيوت المدنيين وممرات الإخلاء والأسواق وخيام النازحين.

وتُظهر المقاطع التي وثقها السكان لحظات سقوط صواريخ "هيل فاير" فوق منازلهم، ومشاهد لسيارات مدنية تحترق وأجساد ملقاة في الطرقات، بعضها لأطفال لم يتبقَّ منهم سوى أجزائهم.

رد القسام

وفي شهادة مفصلية ضمن الفيلم، يرد متحدث من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على الرواية الإسرائيلية الرسمية بأن الاحتلال أنقذ أسراه من أيدي المقاومة.

ويوضح كيف تحتفظ القسام بالأسرى رغم الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، وتضطر أحيانا لنقلهم حفاظا على سلامتهم، ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على استغلال تلك اللحظات من النقل لقتل أسراه، باستخدام الطيران أو الاستخبارات.

ويؤكد المتحدث أن العملية انتهت بقتل 3 أسرى إسرائيليين آخرين، بينهم مواطن أميركي، ويعزز ذلك ببيان صدر عن القسام أعلنت فيه أن الاحتلال قتل ضابط الشاباك تومير نمرودي، ورون شيرمان ونيك بيزر، إلى جانب 10 أسرى آخرين، في عمليات استهداف مباشرة رغم علمه بمكان وجودهم.

تكشف لحظة الانسحاب من موقع العملية، كما يوثقها الفيلم، عن اتساع المجزرة إلى مدى أبعد مما تسمح به قواعد الاشتباك، إذ استهدفت طائرات الاحتلال الممرات الضيقة في المخيم، وأطلقت النيران على المارة وكل من حاول المساعدة.

أحد الشهود يقول إنه شاهد طفلا يرتجف في ركن من الخيمة وآخر يحتمي في حضن والدته وثالثا تُرك لينزف حتى الموت دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه، فيما أبيدت عائلات كاملة خلال دقائق، وبيوت سويت بالأرض بلا سابق إنذار.

إعدامات ميدانية

تتعدد المشاهد، وتتكرر المفارقة، جنود يُطلقون النار على طفل عمره 4 أشهر بعدما رُكّز عليه الليزر، وأحد الآباء يُضرب أمام عائلته، ثم يُهدَّد بإعدام أطفاله إن لم يعترف على سلاح لا يملكه، وآخر يعود إلى منزله ليجد ابنته الحامل وزوجته ووالدته وأخاه وأطفالهم تحت الركام، وقد فقدوا كل معالم أجسادهم.

وحين تنتهي المجزرة بعد 4 ساعات، يُسجَّل في مستشفى شهداء الأقصى على الفور وصول أكثر من 300 مصاب، بينهم أكثر من 140 بين طفل وامرأة، وجثث ممزقة، بعضها من البحر حيث فرّ كثيرون إلى الشاطئ.

يقول طبيب في المستشفى إن نوعية الإصابات تؤكد الاستخدام المفرط للذخيرة والانفجارات واسعة النطاق، ويصف ما شاهده بأنه "أقرب إلى مشهد كارثة جماعية".

ولا ينتهي الفيلم بسرد الكارثة فقط، بل يتتبع آثار المجزرة في ذاكرة من تبقى، وفي مشهد أخير، يقف أحد الآباء أمام الركام، ويقول بصوت متحشرج: "بديت أعزي الناس.. زوجتي، أولادي، بنتي وأولادها.. ما ضليش حدا"، ثم يضيف: "يا ريتني دخلت عند الأولاد، كانوا بيفطروا فلافل، مش أكثر.. الله يرحمهم".

إعلان

"النصيرات 274" شهادة توثيقية دامغة، ليست فقط على جريمة حرب مكتملة الأركان، بل على سقوط المنظومة الأخلاقية في رواية تحرّكها الحسابات السياسية، وتغطي على الحقيقة بدخان القصف.

3/7/2025-|آخر تحديث: 20:46 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل وإصابة 4 جنود في معارك جنوب غزة
  • الدويري: المقاومة تصعّد عملياتها بضربات متزامنة ومتباعدة جغرافيا
  • جيش الاحتلال يكشف حصيلة قتلاه بـنيران صديقة في معارك غزة
  • النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح النهار
  • القسام تستهدف ناقلة جند صهيونية واشتعال النيران فيها جنوبي قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة قتلى جيش الاحتلال منذ بداية الحرب إلى 881 إسرائيليا
  • "القسام" تستهدف دبابة ميركافا.. ومقتل جندي إسرائيلي و5 إصابات بهجمات في غزة
  • جرحى في قصف طائرات الاحتلال مخيما للنازحين بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة
  • “القسام” تعلن قصف مستوطنتي “نير إسحاق” و”مفتاحيم” برشقة صاروخية
  • العسكري: البحر المتوسط يواجه ظواهر مناخية غير مسبوقة بسبب ارتفاع حرارة مياهه