هذا كتاب مهم ينطوى على شهادات مهمة لأسماء عايشت الأزمة وأعربت عن قلقها على مستقبل وحاضر الثقافة فى مصر بعد مجىء الإخوان على سدة الحكم فى مصر، وفوق هذا فإن أهمية ودقة ما ورد فى الكتاب أن كاتبه لم يكتف بالشهادات وإنما استعان بالكثير من الوثائق أما الملمح الثالث، فهو بقلم مخرج مسرحى قدير هو عصام السيد، ومن المفارقات المتعلقة بهذا الكتاب أن صدوره واجه مجموعة من التحديات والعقبات إلى أن رأى النور بعد عامين.

أخبار متعلقة

«لن أخبر أحد.. بيدوفيليا».. رواية أسماء سالم تبرز الأثر النفسي للتحرش الجنسي

«لست مختلة».. رواية جديدة لسمر فوزي في معرض الكتاب

«روح واحدة».. رواية جديدة لـ أحمد عاطف درة

أما الكتاب فهو بعنوان «اعتصام المثقفين.. الطريق إلى 30 يونيو» والذى يتناول مجريات الأحداث بعد مجىء الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر، حيث ضاقت الأرض بما رحبت، وبالأخص على النخبة المثقفة أثناء حكم الإخوان. وفى مايو 2013 أعلن دكتور هشام قنديل تعديلا وزاريا، وكان الظن أن الإخوان سيرضخون لمطالب المعارضة، فى ضرورة وجود وزارة ائتلافية تجرى تحت ظلها انتخابات المجلس النيابى الجديد.

وبالتالى فإن التعديل الوزارى كان هدفه- حسب هذا الظن- إشراك مجموعة من الوزراء المحسوبين على المعارضة حتى تقبل بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن جاء التعديل الوزارى مخيبا للآمال، فلم يضم سوى الأهل والعشيرة، وجاء ضمنهم الدكتور علاء عبد العزيز (المدرس بمعهد السينما) وزيرا للثقافة، ولم يكن معروفا للوسط الثقافى والفنى.

وعلى الفور انشغلت وسائل التواصل الاجتماعى بالبحث عن سيرته الشخصية، فاتضح أن كل مؤهله لتولى الوزارة مقال نشره بجريدة الحرية والعدالة وعضويته فى حزب إسلامى تحت التأسيس، ولم يقف الأمر عند هذا فلقد قام عبد العزيز وبعد حلف اليمين مباشرة بنشر عدة تصريحات تلقى التهم جزافا على قيادات وزارة الثقافة، واتضح منها أنه جاء لتصفية خصومات شخصية.

وبعد قليل تكشفت خيوط كثيرة، فالوزير كان ينفذ خطة لأخونة الوزارة ضمن خطة عامة للإخوان لتغيير هوية مصر، وعلى الفور تحرك المثقفون لمناهضة تلك الخطة، وأصدروا عدة بيانات خاصة بعد أن اتضح أن تعيينه فى معهد السينما غير قانونى، وتسارعت الأحداث مع عزل الدكتور أحمد مجاهد من منصبه كرئيس لهيئة الكتاب، فبدأت المظاهرات والاحتجاجات، ثم توالت قرارات الوزير التى كانت بمثابة ألغام زرعها بنفسه ولنفسه.

غلاف الكتاب

وتصاعدت الاحتجاجات من مؤتمر بأكاديمية الفنون إلى اجتماع لعموم المثقفين فى نقابة الصحفيين، ثم اعتصام بالأوبرا ووقف جميع أنشطتها لمدة 3 أيام، ومسيرة احتجاج إلى الوزارة وحصارها يوما بأكمله، حتى منع الوزير من حضور أى من الفعاليات التى تقيمها الوزارة، ثم إلى وقفة احتجاج أمام الأوبرا والتهديد بتصعيد أكبر لو لم يتم عزل الوزير، ثم تم تنفيذ التهديد بالاعتصام داخل وزارة الثقافة بداية من يوم 5 يونيو. وهكذا تصاعدت حركة المثقفين لتصبح رقما صعبا يقاوم بلا هوادة حتى صارت إحدى شرارات ثورة 30 يونيو.

هذه توطئة لكتاب مهم تضمن الكثير من التفاصيل للمخرج المسرحى الكبير عصام السيد والذى يروى الأسرار الدقيقة لتلك الأيام، من خلال ما نشرته الصحف والمواقع- توخيا لأقصى درجات الموضوعية- رغم مشاركة كاتبه فيها.

يروى الكتاب الأسرار الدقيقة لتلك الأيام، ومنها أسرار تكشف لأول مرة، ورغم مشاركة الكاتب فى تلك الأحداث ومنذ اللحظة الأولى ومعرفته الشخصية بالأطراف الفاعلة فيها، إلا أنه يوثق الأحداث من خلال ما نشرته الصحف والمواقع الإخبارية توخيا لأقصى درجات الموضوعية، كما يستند إلى وثائق ضمّنها فى الكتاب.

ولقد نشر الكاتب من قبل هذه الأحداث فى موقع شهريار النجوم فى مقالات أسبوعية، لكن الكتاب أكثر استفاضة ويمتلئ بتفاصيل أكثر ويضم وثائق لم تنشر فى المقالات التى كانت تتابع الأحداث بشكل يومى، أما الكتاب، فإنه يختلف فى الصياغة ولا يرتبط بالترتيب الزمنى.

وكان من المفترض نشر الكتاب منذ عامين تقريبا فى دار نشر خاصة، لكن الدكتورة إيناس عبد الدايم طلبت من الكاتب نشره بالهيئة العامة للكتاب حتى يتوفر للجمهور بسعر مناسب، وبالفعل تم سحب الكتاب من الدار الخاصة، وتم تقديمه لهيئة الكتاب فتحمس له الدكتور هيثم الحاج على لنشره، على أن يصدر فى يونيو 2022، لكن بسبب أزمة طارئة فى ورق الطباعة تم التأجيل إلى معرض الكتاب 2023.

وبرغم الانتهاء من بروفة الكتاب وتوقيع الكاتب عليها وإعداده للطباعة، اختفت أخبار الكتاب بمجرد مغادرة الدكتور هيثم لمنصبه وتولى نائبه الدكتور أحمد البهى للمنصب، ولم يكن كتاب اعتصام المثقفين الوحيد الذى اختفى، فمعظم ما تم الاتفاق على نشره فى عصر الدكتور هيثم لم يتم تنفيذه، ومن ضمنها كتب عن حرب أكتوبر فى فروع عدة، ودواوين شعرية هامة.

ولم يقف الأمر عند الكتب، فهناك مشروعات أخرى توقفت، مثل مكتبة الطفل بالشروق التى تقع على مساحة 4000 متر ومعدة لاستقبال كل الأنشطة الفنية والثقافية والتى كانت معدة للافتتاح، فلم يفتتح منها حتى الآن سوى منفذ بيع الكتب، و74 كشك بيع للكتب فى القرى جاهزة منذ عام تقريبا ولم تفتتح حتى الآن، بل الكارثة الأكبر أن بيع الكتب على المنصة الإلكترونية لهيئة الكتاب متوقف.

واليوم يصدر الكتاب عن دار سما للنشر التى تحمست لنشره فورا احتفالا بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو.

ثقافة سور الأزبكية المخرج عصام السيد اعتصام المثقفين

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة

إقرأ أيضاً:

لقجع : تنظيم الأحداث الرياضية رافعة للتنمية بإمكانيات استثمارية مهمة ومستقبل مزدهر

زنقة 20. الرباط

أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن تنظيم الأحداث الرياضية يعد رافعة للتنمية توفر إمكانيات اقتصادية واستثمارية مهمة.

وأوضح السيد لقجع، في كلمة خلال جلسة “الاستثمار في الرياضة”، في إطار أشغال “مؤتمر النمو العالمي 2025″، الذي ينظمه معهد “أماديوس” على مدى يومين، أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يهدف إلى جعل الأحداث الرياضية “لحظات تاريخية تمكن من مستقبل مزدهر”.

كما استعرض مختلف التظاهرات الرياضية الكبرى التي ستحتضنها المملكة ما بين 2025 و2030 بداية بكأس إفريقيا للأمم للسيدات (من 5 من 26 يوليوز 2025)، وكأس العالم لكرة القدم للسيدات لأقل من 17 سنة (17 أكتوبر – 8 نونبر 2025)، وكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للكبار (21 دجنبر 2025 – 18 يناير 2026)، مسجلا أن “المغرب سيستمر في احتضان الأحداث الرياضية إلى غاية كأس العالم 2030”.

وأبرز السيد لقجع، الذي يشغل أيضا منصب الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أن الأحداث الرياضية الكبرى تفرض تطوير البنيات التحتية من طرق ومطارات وفضاءات لكرة القدم، لافتا إلى أن ذلك يمثل إمكانيات استثمارية بمليارات الدولارات.

وتابع السيد لقجع بأن هذه الإمكانيات الاستثمارية تلامس أيضا مجالات أخرى مثل اللوجيستيك والسياحة وتعزيز قدرات الإيواء، مشيرا إلى أن المغرب يحرص على التوزيع العادل للاستثمارات والقيمة المضافة لهذه الأحداث الرياضية على كافة التراب الوطني.

وأردف قائلا “في ما يتعلق بالاستثمارات نمتلك مشاريع شاملة لها امتدادات في مجالات ومهن مختلفة، ما يتيح لجميع الفاعلين الاقتصاديين، بما فيها المقاولات الناشئة والشركات متعددة الجنسيات من خلق جزء من القيمة المضافة”، مبرزا “علاوة على أهمية هذه الأحداث، فإنها ستسمح بالاندماج بين المقاولات ومجال الأعمال”.

وفي ما يخص كأس العالم 2030، الذي ستحتضنه المملكة بشكل مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، قال السيد لقجع “نعتبر كأس العالم هذه بمثابة كأس عالم إفريقيا، إذ سيتمكن الشباب في جنوب وشمال المتوسط من تبادل التجارب والتعايش في ما بينهم، وكذا العمل سويا”.

وحسب السيد لقجع، يطمح المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال كأس العالم 2030، إلى إحداث “فضاء للتقدم والتنمية الجماعية التي ترسخ منطق التعاون جنوب-جنوب”.

من جهتها، أكدت رئيسة الجامعة الملكية المغربية لكرة الطائرة، والاتحاد الإفريقي للعبة، بشرى حجيج، أن “الرياضة تشكل رافعة مهمة للتنمية الاقتصادية”، مسلطة الضوء على إمكانيات النهوض الاقتصادي التي توفرها المنظومة الرياضية من خلال خلق فرص الشغل التي تحيط بالمجال مثل السياحة والفندقة والبناء والتسويق وأيضا التكنولوجيات الحديثة.

وشددت على أنه علاوة على تعبئة الاستثمارات الضخمة وخلق موارد اقتصادية كبيرة، أصبحت الرياضة عامل للتماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والثقافية، مبرزة دور الدبلوماسية الرياضية كقوة ناعمة تساهم في إشعاع البلاد.

من جانبها، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتعاون الدولي والفرانكفونية في جمهورية الكونغو الديمقراطية والنائب الرابع لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بيستين كازادي، أن الرياضة تفرض نفسها كصناعة عالمية حقيقية، لافتة إلى أن القارة الإفريقية لا تستفيد بالشكل المطلوب من الثروة التي يحدثها القطاع الرياضي.

وسجلت، في هذا الصدد، أن المغرب يعد نموذجا في جذب الاستثمارات الرياضية في القارة الإفريقية، مضيفة أن “المملكة تستثمر بشكل كبير في كرة القدم للسيدات، وهو قطاع يساهم في التنمية، وفي رياضة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي”.

وأبرزت السيدة كازادي أهمية الاستثمار في مراكز التكوين وفي البنيات التحتية الرياضية، مردفة أن الاستثمار في التكنولوجيا الرياضية يقدم إمكانيات اقتصادية واعدة، يجب استثمارها في إفريقيا “الشابة والمبتكرة”.

وسلطت الضوء على دور الاستثمارات الخصوصية والعمومية في إحداث فرص الشغل وفي التنمية الاقتصادية، مؤكدة على أهمية التعاون جنوب – جنوب من أجل جعل الرياضة ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا.

ويعرف “مؤتمر النمو العالمي 2025” مشاركة أزيد من 600 شخص من أزيد من 50 بلدا، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، ورؤساء مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وممثلون عن القطاع الخاص، ومستثمرون مؤسساتيون، فضلا عن خبراء رفيعي المستوى.

مقالات مشابهة

  • ناشط يوثق مشهد مؤلم لرجل يجهش بالبكاء في شوارع عدن بعد عجزه عن إطعام أسرته
  • «دبي البحري» يحصل على شهادة إدارة الأحداث المستدامة
  • مي فاروق في أمسية استثنائية بالأوبرا | الأول من يونيو
  • ماذا يجري في طرابلس الليبية وكيف تطورت الأحداث؟.. نخبرك ما نعرفه
  • أسانج يشارك في كان بقميص يوثق أسماء آلاف الأطفال الفلسطينيين الشهداء
  • لقجع: المغرب يطمح إلى إحداث فضاء لترسيخ منطق التعاون جنوب- جنوب من خلال مونديال 2030
  • لـ 18 يونيو.. تأجيل نظر طعن عمر زهران في قضية سرقة مجوهرات شاليمار الشربتلي
  • لقجع : تنظيم الأحداث الرياضية رافعة للتنمية بإمكانيات استثمارية مهمة ومستقبل مزدهر
  • 18 يونيو الحكم في طعن عمر زهران على حبسه بتهمة سرقة مجوهرات شاليمار شربتلي
  • تأجيل محاكمة عمر زهران فى اتهامه بسرقة مجوهرات شاليمار شربتلى لـ18 يونيو