موقع النيلين:
2025-12-14@19:05:56 GMT

???? الحرب في السودان انتهت

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT


كان بالسر في المنامة كان بالشرعي في بورسودان .. كان بالمسيار في جدة .. كان بمفاوضات صف ثاني ميدانية قبلية بدون إذن الوسطاء و”الأسياد” .. في اتفاق حا يحصل، ولن يكون له صلة بالمخطط الخارجي الأول والذي قام أصلا على (تفصيل) من نقطتين لا ثالث لهما:
1- شعب أعزل غير مسلح، منقسم على نفسه، خاضع لتضليل اعلامي كثيف و”شيطنة” للصف الوطني الحقيقي و”تلميع” لمجموعات مزيفة.

2- جيش مستضعف سياسيا، ومحروم من اسناد ظهره للداخل، بالفوبيا من “الكوزنة” والفلول.
كان يفترض استمرار هذا الوضع .. مع استخدام اغراءات وألاعيب لتخدير قيادة الجيش بانحياز خارجي وشيك لصالحهم ضد الدعم السريع، مقابل عدم القيام بأي إجراء من شأنه أن يؤدي للخروج من (التفصيل) أعلاه، ومن ثم، يعاودون التفكيك مرة أخرى، بذات الطريقة التي لم تكتمل في أبريل 2023، وهي تصفية القيادات وتنصيب قيادة عميلة واحالة نصف الضباط تقريبا للمعاش وادخال البقية في المليشيا قسرا، بعد تسليمها المواقع الكبيرة.

اللحظة التي اتخذ فيها الجيش القرار بتسليح المقاومة الشعبية .. حتى ولو لم ينجح الأمر في بعض المناطق لصعوبة الامداد .. هي لحظة نهاية المخطط.

نعم .. هي “لحظة” لكن الوصول اليها استغرق شهورا من الممانعة والحلول المؤقتة والناقصة .. بسبب الاغراءات والعشم الكاذب في الخارج.
هل يمكن التراجع عن المقاومة الشعبية المسلحة؟! طبعا لا!

بالعقل كدا .. في مواطن .. تم تهديده بالقتل والسلب ومصادرة حقوقه تحت حكم أجانب مستوطنين وقناصين مرتزقة .. روس وإثيوبيين وجنوبيين .. ويلقى “كاتم صوت” في يده بفكه تاني؟!

هل تاني في مواطن بسمع كلام سياسي مرتشي من الخارج يقول له ما تدافع عن نفسك وقول (لا للحرب!) وسلم العدو مفتاح عربيتك وتكة سروالك لأن مشكلتك مع “الكيزان” ما معاهم؟!

التحدي ليس في إدارة غضب مؤقت وفورة لبن كما قال البعض، التحدي الحقيقي أمام الجيش والحكومة المقبلة، سيكون في تنظيم وتنسيق الإحتياطي الشعبي وفق رغبة المواطنين المسلحين وأسر الشهداء و وفق الجيش وبالذات تشكيلاته الخاصة التي خاضت المعارك من إبريل إلى الآن .. ولن يجرؤ أي شخص على المناورة مع هذه الكتلة الحرجة لصالح طرف خارجي، مهما كان الاغراء.

ومن لا يستطيع التعايش مع هذا الواقع الأفضل له قطعا الابتعاد عنه، وتركه لمن يعرف ما هو الدور الحقيقي للحكومة في الفترة المقبلة.

كل “الجقلبة” حصلت بعد المقاومة الشعبية التي أفرج عنها الجيش وشاهدنا بعدها مسرحا من البهدلة السياسية .. رعاة المليشيا الخارجيين .. زولهم كان طويل ولا قصير، كان مجمع ولا مزهلل، كان حقيقي ولا مضروب، مرقوه وخرمج، “علي كرتي قال لي” .. و “غندور ونسني” .. و”برهان طلع بسفنجة”. واجتماع أديس قايلنوا مناقشة دكتوراة طلع تخريج روضة، وهي روضة تابعة لإصلاحية أحداث، فيها أطفال تم استعادتهم من عصابات تسول، وملقطين من الشوارع، لا تزال عيونهم تستعطف المارة.

الآن، لا يملك أي طرف .. التوقيع عن مواطنين في حقهم الخاص وكسبهم الحلال ومدخرات عمرهم وشرف بناتهم .. ولن يجرؤ أي طرف على فرض المليشيا وخدمها السياسيين على الشعب في معادلة الحكم ليقننوا ويشرعنوا ما حدث.

لذلك الحرب انتهت .. والحل الوطني سيتم فرضه.

بل أتوقع في بعض المناطق قيادات الصف الثاني من “الدعم السريع” ستفاوض دون الرجوع للمستوى الاعلى حتى لا تنتظر المساومة بها.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • "الشعبية" تهنئ "حماس" بالذكرى الـ38: المقاومة والوحدة أساس لمواجهة حرب الإبادة
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • والي غرب دارفور: الاستجابه لنداء دعم الجيش تؤكد وقوف الشعب موحدا لحفظ وطنه
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • المقاومة الشعبية بمحلية كوستي تؤكد جاهزيتها للمشاركة في الحشد الجماهيري للاصطفاف خلف القوات المسلحة
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان