هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل خارجي؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل خارجي؟
صديق الزيلعي
تعد قضية التمويل الأجنبي، بانها من القضايا التي تتميز بإثارة حساسية عالية وسط الشعوب، خارج اوربا وأمريكا. تلك الحساسية لها ما يبررها من التاريخ الطويل لاستخدام ذلك التمويل في أغراض سياسية، بل ومخابراتية. وتوجد العديد من الكتابات التي توثق لذلك الاستغلال المريب.
انتشر مقطع من حديث الناطقة الرسمية لتنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) عن موضوع تمويل الاجتماعات الأخيرة للتنسيقية. قالت رشا عوض انهم أعلنوا في بياناتهم أسماء الجهات التي مولت تلك اللقاءات. وأضافت انها منظمات غير حكومية، وهي جهات داعمة للتحول الديمقراطي والحوكمة. وقد استغلت هذا المقطع بعض مجموعات السوسيال ميديا، في محاولة لدمغ تقدم بالعمالة للأجنبي.
هناك عدة جهات دولية تقدم دعمها للبلدان الافريقية ومنظمات المجتمع المدني بها. منها:
حكومات اوربا وامريكا واليابان.، ومنظماتها الحكومية. الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة. المنظمات غير الحكومية. الاسر والافراد الذين ينشئون منظمات تخليدا لذكري أحد افراد اسرهم، أو من اجل غرض نبيل.الحكومات ومنظماتها تتبارى لتقديم العون والمنح للحكومات الافريقية ومنظمات المجتمع المدني بها. وهذه جزء من أساليب الدبلوماسية الناعمة، وإعلاء شأن الدول المعينة في المجتمع الدولي. كما تدفع تلك الحكومات مليارات الدولارات لمنظمات الأمم المتحدة المتخصصة. وقد استفادت بلادنا، منذ الاستقلال وحتى الآن، من مساعدات تلك المنظمات التي تقدر، إذا تم تجميعها، بمليارات الدولارات.
هناك الالاف من المنظمات غير الحكومية. ورغم تنوعها واختلاف مناهج عملها وتخصصها واولوياتها، الا انها تبذل جهود جادة من اجل خدمة المجتمعات، داخل اقطارها وحول العالم. اعتقد انه تبسيط مخل، للغاية، دمغها جميعا بالتآمر والتجسس وشراء العملاء. نعم هناك المئات من المنظمات التي تعمل من اجل اهداف مشبوهة. لكن، في ظل العولمة وسهولة الحصول على المعلومة، لا يمكن إخفاء أي شيء. أسماء المنظمات، ومواقع مكاتبها، ولجانها، ومصدر أموالها، ونوع الأنشطة التي قامت بها، وأسماء المنظمات التي مولتها الخ موجودة في النت، فقط تحتاج للجدية في الحصول عليها. رشا عوض ذكرت منظمتين قامتا بتمويل نشاط تقدم، من يريد ان يدين تقدم فليبحث في النت ويأتينا بالخبر اليقين عن الشبهات التي تحيط بتلك المنظمات. والغريب ترديد أسماء منظمات، أخرى، من خيال الذين كتبوا تلك البوستات.
سأقدم نموذج المنظمات غير الحكومية في بريطانيا، وتشرف على تسجيلها ومرقبتها ومراجعة مصادر تمويلها واوجه صرفها، ويمكنها ان تقدم أي منظمة مخطئة للمحاكمة وتسمي: Charity Commission.
ولكي تتضح المسألة، من واقع خبرات شعبنا مع المنظمات التي عملت في السودان، هذه أسماء بعض المنظمات البريطانية، كأمثلة معروفة في بلادنا:
Amnesty International, Oxfam, Save the Children, Anti-Slavery International
هناك المئات من المنظمات البريطانية التي تدعم طالبي اللجوء، وتقدم لهم المساعدات، وتصارع سياسة حكومة بلدها دفاعا عن اللاجئين. ومثال الحملة القوية المضادة لسياسة الحكومة الرامية لإرسال طالبي اللجوء الى رواندا، الا مثالا معاشا الآن. الجهود والمواكب والتبرعات التي نظمت لدعم الفلسطيني في قطاع غزة. خروج 2 مليون مواطن بريطاني في مظاهرة ضد حرب بوش وبلير لغزو العراق. الحملة التي اندلعت عندما قامت حكومة المحافظين بتقليص ميزانية وزارة التنمية العالمية، المخصصة للبلدان النامية. هذه فقط بعض الأمثلة.
أقول، وبثقة تامة، ان الحكومات الغربية والعديد من المنظمات الغربية، تعمل بنشاط من اجل تنفيذ مخططات لصالح بلادها، ولها استعداد تام لشراء العملاء وتخريب منظمات المجتمع المدني، وتنفيذ اجندة تصب في خانة مصالحها. دورنا ان نكشف تلك المنظمات بأدلة موثقة، ونقود حملة لكشفها، ومحاصرة أنشطتها، وانشطة من تمولهم.
هناك جهات ومنصات إعلامية، بتخطيط وعمل مبرمج، لتشويه كل الأنشطة المدنية، وكل عمل ديمقراطي لاستعادة مسار ثورة ديسمبر. وهي نفس الجهات التي سممت الأجواء خلال الفترة الانتقالية، بنشر اخبار كاذبة، ومعلومات مضللة، وقادت حملات لتشويه كل ما تم ومن قاموا به. وهي نفس الجهات التي قادت الحملات ضد الحزب الشيوعي واتحاد الشباب والاتحاد النسائي ووصفتهم بالعمالة بسبب البعثات التي قدمها الاتحاد السوفيتي السابق.
أختم لأقول، لست عضوا في تقدم، ولا اريد الدفاع عنها، ولكني اريد ان أعاون في حملة نقاء الفضاء العام في بلادنا، ومحاربة ثقافة التخوين، والتعجل للاتهام بلا دراية أو معرفة. وان يتحول الصراع السياسي في بلادنا الي صراع مبادئ وقيم وتقييم ممارسات ونقدها بموضوعية. بلادنا تعيش ظروف كارثية تهدد وجودها. كل الجهود يجب ان تبذل من اجل إيقاف الحرب المدمرة، وانهاء أسباب اندلاعها، ومواصلة العمل لتحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
siddigelzailaee@gmail.com
الوسومالأنشطة المدنية السودان المنظمات بريطانيا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) د. صديق الزيلعي رشا عوضالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأنشطة المدنية السودان المنظمات بريطانيا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم د صديق الزيلعي رشا عوض المنظمات التی من المنظمات منظمات غیر من اجل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطالب بفتح المعابر إلى غزة
البلاد – غزة
جددت الأمم المتحدة انتقاداتها للآلية الجديدة التي أطلقتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معتبرة أنها تشتّت الجهود عن الإجراءات الأساسية المطلوبة، وعلى رأسها فتح المعابر بشكل كامل.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس ليركه، في تصريح أمس (الثلاثاء)، إن الأمم المتحدة لا تشارك في آلية “مؤسسة إغاثة غزة”، المدعومة من الولايات المتحدة، لأنها تصرف الانتباه عن الخطوات الضرورية لمعالجة الأزمة، مؤكداً أن “ما هو مطلوب فعلاً هو فتح جميع المعابر وإتاحة مزيد من الموافقات الإسرائيلية لإدخال إمدادات الطوارئ”.
وجاءت تصريحات ليركه بالتزامن مع استمرار تكدّس عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عند معبر كرم أبو سالم، الواقع على الحدود بين غزة ومصر وإسرائيل، بانتظار التصاريح الإسرائيلية اللازمة. ودخلت بعض الشحنات بالفعل إلى مدينة رفح جنوب القطاع، إلا أن السكان لم يتسلموا أي مساعدات بعد، بحسب ما أفاد مراسل قناتي “العربية” و”الحدث”.
وفي ظل تصاعد القتال وتكثيف العمليات البرية الإسرائيلية في عدة مناطق، حذرت منظمات إنسانية وأممية من تدهور الوضع الإنساني والطبي في القطاع، لا سيما مع نزوح آلاف المدنيين جنوباً واستمرار الغارات الجوية.
وكانت “مؤسسة إغاثة غزة” قد أعلنت أنها بدأت بالفعل في توزيع الإمدادات أمس الإثنين، وتهدف للوصول إلى مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان رئيسها التنفيذي، جيك وود، استقالته المفاجئة، معللاً قراره بعدم قدرة المؤسسة على تنفيذ مهامها وفق المبادئ الإنسانية التي تلتزم بها.
يُذكر أن المؤسسة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، تعهدت منذ انطلاقها في فبراير الماضي بتوزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوماً من عملياتها، لكنها تواجه انتقادات من منظمات دولية بسبب ما يُقال عن تعاونها مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى رفض الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون معها.