السعودية والعراق يبحثان سيناريوهات ومستجدات الأوضاع بالمنطقة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره العراقي فؤاد حسين، الخميس، الوضع العسكري والأمني بالمنطقة.
جاء ذلك في بيانين لوزراتي الخارجية في البلدين، بعد أيام من هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود الأردنية السورية، تزامنا مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأفادت الخارجية السعودية، بأن ابن فرحان، "تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره العراقي بحث العلاقات الأخوية وسبل تعزيز وتطويرها، ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها".
كما أفادت الخارجية العراقية، في بيان، بأن وزيرها فؤاد حسين، "أجرى اتصالا هاتفيا مع الأمير فيصل بن فرحان".
وأضاف أن الجانبين "بحثا خلال الاتصال الهاتفي الهجوم الأخير على موقع عسكري أمريكي في الأردن وتداعياته".
كما "تم دراسة مختلف السيناريوهات المحتملة والمتعلقة بالوضع الأمني والعسكري في المنطقة"، وفق البيان العراقي.
وأكد حسين، "ضرورة استمرار التواصل والتنسيق بين بغداد والرياض من أجل إبعاد خطر الحرب الشاملة عن المحيط الإقليمي وحماية أمن البلدين"، وفق الخارجية العراقية.
والثلاثاء، جدد العراق، في بيان للخارجية، استنكاره للهجوم الذي وقع على الحدود الأردنية السورية، مؤكدا ضرورة حفظ استقرار المنطقة
والأحد، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا.
وأدان الأردن في بيان على لسان متحدث الحكومة، مهند المبيضين، الهجوم، ووصفه بأنه "إرهابي"، لافتا إلى أن القوات الأمريكية بالمنطقة تتعاون مع المملكة في "مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود".
ويعد الهجوم الأخير على قوات أمريكية في الأردن الأول من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والأول الذي يُسفر عن سقوط قتلى أمريكيين.
والثلاثاء، أعلنت مليشيا عراقية مسلحة تدعي "كتائب حزب الله" في بيان، تعليق عملياتها ضد القوات الأمريكية.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
كتائب حزب الله العراقي تهدد باستهداف القوات الأمريكية
هددت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، أحد أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران، باستئناف عملياتها ضد المصالح والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق، إذا لم تلتزم واشنطن بالانسحاب الكامل وفقاً للجدول الزمني الذي أعلنته الحكومة العراقية خلال جولات التفاوض مع الجانب الأميركي.
ويأتي هذا التهديد بعد أشهر من الهدوء النسبي، تراجعت فيه الهجمات ضد القوات الأمريكية، في إطار هدنة غير معلنة أعقبت سلسلة من عمليات الاغتيال الأمريكية التي استهدفت قيادات ميدانية بارزة في فصائل مسلحة.
وكانت بغداد وواشنطن قد اتفقتا، أواخر أيلول/سبتمبر 2023، على إنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025، عقب مفاوضات مطولة استجابت لمطالب متصاعدة من القوى السياسية والفصائل المرتبطة بطهران، الداعية إلى إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
تحذير مباشر من "كتائب حزب الله"
وفي بيان حاد، قال المسؤول الأمني لـ"كتائب حزب الله"، أبو علي العسكري، إن الجماعة تراقب عن كثب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة العراقية والجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن "الانسحاب الكامل من مواقع العمليات المشتركة، وقاعدة عين الأسد، ومعسكر فيكتوريا (الملاصق لمطار بغداد الدولي)، إضافة إلى سحب الطائرات التجسسية والحربية من الأجواء العراقية، يشكل أولوية".
وهدد العسكري بأنه "إذا استمرت واشنطن في المماطلة، فستُجبر على الخروج تحت وابل من الضربات الشديدة".
ولم يصدر أي رد رسمي من الولايات المتحدة على هذا التهديد، كما لم تعلق الحكومة العراقية عليه، وسط دعوات من قوى سياسية داخلية إلى ضبط النفس وتفادي أي تصعيد قد يزعزع الأمن والاستقرار الاقتصادي في البلاد.
قلق من تقويض مسار الحوار العسكري
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد استعداد الجانبين العراقي والأمريكي لإطلاق جولة تفاوضية جديدة هي الأولى منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وتتناول هذه الجولة مستقبل وجود قوات التحالف الدولي في العراق، والخطوات العملية لتنفيذ الانسحاب المرتقب، بالإضافة إلى إعادة هيكلة العلاقة الأمنية والعسكرية بين البلدين.
ويحذر مراقبون من أن التصعيد الكلامي من قبل "كتائب حزب الله" قد يُضعف فرص التفاهم في هذه المرحلة الدقيقة، وقد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في حساباتها العسكرية داخل العراق، لاسيما إذا تحول التهديد إلى واقع ميداني.
ويُذكر أن نحو 2500 جندي أمريكي ما زالوا ينتشرون في العراق ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش".
وتتوزع هذه القوات على ثلاث قواعد رئيسية: قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، وقاعدة حرير في إقليم كردستان قرب أربيل، ومعسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي.
ولا تقتصر قوات التحالف على الجنود الأمريكيين فقط، إذ تشارك فيها أيضًا قوات من دول أخرى مثل فرنسا وأستراليا وبريطانيا، إلى جانب أفراد من بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تقدم الدعم الفني والاستشاري للقوات العراقية.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد على الأرض من قبل الفصائل المسلحة قد يُعقّد جهود التهدئة، ويعرقل عملية الانتقال المرتقبة نحو مرحلة ما بعد التحالف الدولي، في ظل هشاشة الوضعين السياسي والأمني في العراق.