هآرتس: منظمة دينية متطرفة نشرت أكاذيب عن 7 أكتوبر لجمع تمويل والتخلص من ديونها
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
نشرت منظمة يهودية متطرفة، تعمل في استرداد الرفات البشرية بعد الهجمات، نشرت روايات كاذبة حول ما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف جمع تبرعات والتخلص من الديون المتراكمة عليها.
ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد بدأت المنظمة عملها في جمع الجثث والرفات، في المجتمعات المدمرة في جنوب إسرائيل مباشرة بعد هجوم أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين قام الجيش الإسرائيلي بتهميش الجنود المدربين على استرداد الرفات.
ووصفت الصحيفة، منظمة "زكا- فرع القدس"، التي حصلت على تفويض من الجيش بجمع الرفات، بأنها منظمة دينية وأرثوذكسية متطرفة وأعضاؤها متطرفون.
وسرد التحقيق، قصصا عن استغلال أعضاء المنظمة تواجدهم في مواقع الهجمات للتصوير، والحصول على التبرعات.
ونقل التحقيق عن شهود عيان، أن أعضاء من "زكا" كانوا يجرون مكالمات فيديو ويصورون جثثا موضوعة في أكياس بلاستيكية وأنه تم ترتيب المكان بشكل خاص لإثارة مشاعر المتبرعين.
وأشار التحقيق، إلى إنه تم توجيه بعض أنشطة المنظمة، التي كانت عشية الحرب، متورطة في ديون ملايين الشواكل، نحو جمع التبرعات والعلاقات العامة والمقابلات الإعلامية والجولات للجهات المانحة.
اقرأ أيضاً
روايات الاحتلال وأكاذيبه!
وكشف التحقيق أن جيش الاحتلال بدلا من نشر مئات الجنود المدربين على تحديد الهوية وجمع الرفات البشرية، اختارت قيادة الجبهة الداخلية استخدام "زكا"، وهي منظمة خاصة، إلى جانب الجنود في وحدة البحث في الحاخامية العسكرية، المعروفة بالاختصار "ياسار".
ووفقا لما ور في التحقيق، فإن رئيس "القوات الخاصة" لـ"زكا- فرع القدس" حاييم أوتمزين، يعمل ضابط احتياط في وحدة الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية.
وفقا لبعض المصادر التي نقلت عنها "هآرتس"، فقد لعب أوتمزين دورا مركزيا في الارتباط بين المنظمة والجيش، وكان مسؤولا عن العديد من المواقع التي وقعت فيها الهجمات.
ومنعت "زكا- القدس"، منظمات منافسة من دخول المواقع التي تم تكليفهم للعمل بها.
وكشف التحقيق أن أوتمزين هو صلة الوصل بين "زكا- القدس"، ووحدة الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية، وأنه لا يخدم في الوحدة كضابط احتياط فحسب بل يعتبر أيضا مقربا جدا من قادتها.
وفقا للتحقيق فقد تصرفت "زكا" بشكل غير مهني، وتنقل عن ضابط قوله "لقد تلقينا حقائبهم دون وثائق، وأحيانا مع أجزاء من الجثث لا علاقة لها ببعضها".
اقرأ أيضاً
إنترسبت: لماذا يواصل بايدن تكرار أكاذيبه حول قطع حماس لرؤوس الأطفال؟
وأضاف أن مثل هذه المشاكل جعلت عملية تحديد الهوية صعبة للغاية، وإن بعض الحقائب جاءت بعد أيام عديدة من اندلاع الحرب.
كما نقل عن أحد المتطوعين: "كانت هناك حقائب بها جماجمتان، وحقائب بيدين، مع عدم وجود طريقة لمعرفة من كان".
ووفقا لأحد المتطوعين، "أخذ زكا جزءا من جثة وترك الجزء الآخر في نفس المنزل".
وقال شخص الذي قام بجولة في الكيبوتسات في المنطقة مع "زكا"، إنه زار المنازل التي تم تصنيفها بأنه تم تطهيرها من الرفات البشرية، ومع ذلك رأى رفاتا بشرية فيها.
وأشارت "هآرتس"، إلى وجود صراع بين المنظمات التي تعمل على جمع الرفات البشرية من مواقع الحوادث، وأرجعت السبب إلى "المال، والكثير منه"، حسب وصفها.
وذكرت أنه يتم تخصيص عشرات الملايين من الشواكل لهذه المهمة من خلال التبرعات والدعم المالي من الدولة.
اقرأ أيضاً
هل وقع ماسك في مصيدة الأكاذيب الصهيونية؟
وكشف التحقيق أن "زكا-القدس"، كانت تواجه مشكلات مالية وديونا، وأنها تمكنت بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، من جمع أكثر من 50 مليون شيكل (13.7 مليون دولار).
في إطار حملة العلاقات العامة التي قادتها حكومة بنيامين نتنياهو، ذكر التحقيق أن مديرية الإعلام الوطنية (في مكتب رئيس الوزراء) طلبت من منظمة "زكا" المشاركة في النشاط الإعلامي لكل من المانحين وقادة الرأي في جميع أنحاء العالم.
ورأت الحكومة هذه الجولات كجزء من جهود البلاد لتحقيق النصر في الرأي العام العالمي، كما رافقت المنظمة جولات المانحين لصالح الكيبوتسات وإعادة إعمارها.
وبدأ جمع التبرعات في اليوم التالي للهجمات.
ووفقا للتحقيق، فقد عمدت "زكا" إلى استخدم خدمات مكتب العلاقات العامة الذي رافق المتطوعين وصورهم بالفعل في الأسابيع الأولى من الحرب.
ومنذ الأسبوع الثاني من الحرب، بدأت وزارة الدفاع تضع اسم "زكا"، إلى جانب نداءات التبرعات العامة.
اقرأ أيضاً
نددوا بالترويج للأكاذيب.. مؤيدون لفلسطين يقتحمون مقر فوكس نيوز في نيويورك
وحصلت "زكا" على 500 ألف شيكل بعد اتفاقها مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، لتنظيف 500 مبنى تضررت في الهجمات.
كما عمدت "زكا" إلى نسب عمل المتطوعين الآخرين لها.
ووفق التحقيق، ففي بعض الحالات، شوهد متطوعون من "زكا" يلفون الجثث ملفوفة بالفعل في أكياس الجيش الإسرائيلي.
ونقل عن متطوع من منظمة أخرى: "لقد لففنا الجثة في حقيبة جثة، وبعد بضع دقائق، وصل فريق زكا، وقام قائد الفريق، وهو عضو كبير في المنظمة، بتغليف الجثة في حقيبة زكا".
وذكر التحقيق أن عددا من القصص التي لم يكن لها أصل في الواقع، اعتمدت عليها "زكا" وحكومة نتنياهو في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية.
ونشر حساب "زكا" على وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو لأحد أفرادها وهو يبكي ويقول "رأينا امرأة تبلغ من العمر حوالي 30 عاما، وكانت مستلقية على الأرض في بركة كبيرة من الدماء، تواجه الأرض"، لقد قلبناها من أجل وضعها في الحقيبة.
وأضاف: "كانت حاملا"، وتوقف لالتقاط أنفاسه، ويكمل حديثه بالقول: "كانت معدتها منتفخة، وكان الطفل لا يزال متصلا بالحبل السري عندما تم طعنه، وتم إطلاق النار عليها في مؤخرة الرأس، لا أعرف ما إذا كانت قد عانت ورأت طفلها يقتل أم لا".
اقرأ أيضاً
انتحار الطبيب النفسي لنتنياهو: لا أستطيع تحمل شلال الأكاذيب
وذكر التحقيق أن هذا الحادث المروع لم يحدث، وأنه كان واحدا من عدة قصص تم تعميمها دون أي أساس، مشيرا إلى عدم وجود دليل على هذا الحادث، ولم يسمع أحد في الكيبوتس عن هذه المرأة.
ونقل عن مسؤول كبير في منظمة "زكا"، اعترافه بأن المنظمة تعرف أن الحادث لم يحدث.
في مقطع فيديو آخر، يظهر نفس المتطوع وهو يبكي، ويروي كيف وجد الجثث المحترقة والمشوهة لـ20 طفلا في أحد الكيبوتسات (والتي ثبت كذبها)، وقد أخبر ذلك المتطوع أن هذا الحادث وقع خلف قاعة الطعام في كفار عزة، بينما في حالة أخرى، قال إنه كان في بيري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطفال الذين قتلوا في كفار عزة، هم يفتاح كوتز (14 عاما)، وشقيقه يوناتان (16 عاما).
وكشف التحقيق أن "زكا" اتهمت بنشر معلومات كاذبة في ديسمبر/كانون الأول 2022.
كما كشف أن "زكا" قد تضخم عدد المتطوعين المعلن لسنوات من أجل الحصول على المزيد من التمويل.
اقرأ أيضاً
مذيع الجزيرة يطرد ضيفا إسرائيليا بعدما ردد أكاذيب قطع حماس لرؤوس الأطفال
وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إنه بعد مرور 4 أشهر، على عملية "طوفان الأقصى"، فإن شرطة الاحتلال تواجه مصاعب في العثور على أدلة على وقوع "اعتداءات جنسية" خلال الهجوم.
ولفتت إلى أن الشرطة تواجه صعوبة في تحديد مكان الضحايا المزعومين، ولا تستطيع ربط الأدلة الموجودة بمن قالت إنهم ضحايا وأنها لجأت إلى إطلاق نداء، من أجل الحصول على شهادات، بعد فشلها في العثور على ما يدعم ما روج له الاحتلال، لتبرير العدوان على القطاع.
وسبق لصحيفة "هآرتس"، أن فندت في ديسمبر/كانون الأول، ما روجته تل أبيب عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم بهجوم حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدةً أن تلك الرواية "غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع".
وفي التحقيق السابق للصحيفة، حول الروايات التي روجتها مؤسسات حكومية ومسؤولون كبار في إسرائيل، قالت الصحيفة إن ما جرى في ذلك اليوم أدى إلى انتشار "قصص رعب لم يحدث أي منها على أرض الواقع".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفاً و131 شهيداً، وإصابة 66 ألفاً و287 شخصاً، إلى جانب نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.
اقرأ أيضاً
تشويه بأكاذيب لا تُغتفر.. هكذا مهّد إعلام مصر لمجزرة فض رابعة
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: منظمة دينية زكا إسرائيل رفات أكاذيب هآرتس طوفان الاقصى المقاومة أکتوبر تشرین الأول اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أكاذيب نتنياهو تنكشف | مساعدات محدودة ومجاعة تلوح في الأفق.. تفاصيل
في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية للملايين من المدنيين الفلسطينيين، وذلك على الرغم من تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن "رفع الحصار" لأسباب إنسانية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات من الداخل الإسرائيلي، وتتوالى التحذيرات الدولية من وقوع مجاعة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان.
تضارب حول دخول المساعدات الإنسانيةقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تشهد الساحة الدولية حاليا حالة من الزخم المتصاعد، سواء على صعيد الرفض الأمريكي المتزايد أو التحفظات الأوروبية المتنامية تجاه الحرب الجارية على قطاع غزة، وأكد أن هذا التحرك الدولي يمثل رسالة واضحة ومباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية، مفادها ضرورة التراجع الفوري عن مخططها الإجرامي في القطاع، ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية.
وأضاف طارق فهمى، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ورغم دخول مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة خلال الساعات الأخيرة، إلا أن حجم هذه المساعدات لا يلبي بأي حال من الأحوال الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع المحاصر، ويثير القلق الشديد بشأن النوايا الحقيقية من وراء استمرار العملية العسكرية، التي يبدو أن هدفها المعلن أو غير المعلن هو تقطيع أوصال القطاع وتقسيمه جغرافيا وسكانيا.
وأشار فهمي، إلى أن تكتسب حالة الزخم هذه على المستوى الأوروبي والأمريكي، بالإضافة إلى المواقف المتقدمة التي تصدر عن العديد من عواصم العالم، أهمية بالغة، كونها تشكل خطوة أولى وأساسية على طريق نزع الشرعية الدولية عن السياسات الإسرائيلية، وفضح ممارساتها أمام المحافل والمنظمات الأممية، مما قد يمهّد لتغيير حقيقي في المواقف الدولية تجاه الاحتلال وممارساته في الأراضي الفلسطينية.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، أوضح ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، أن السلطات الإسرائيلية سمحت فقط بدخول خمس شاحنات إلى غزة، دون السماح بتوزيع محتوياتها.
وأضاف أن هناك موافقة مبدئية على دخول نحو 100 شاحنة إضافية، لكنها لم تحصل على التصاريح اللازمة بعد.
وأشار ليركه إلى أن هذه الكمية لا تمثل سوى خمس ما كان يسمح بدخوله إلى القطاع يوميا قبل الحرب، ما يجعلها غير كافية إطلاقا لمواجهة الأزمة الغذائية المتفاقمة بعد أكثر من 11 أسبوعا من الحصار شبه الكامل.
وفي المقابل، زعمت جهات إسرائيلية مسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات أن 93 شاحنة دخلت القطاع الثلاثاء، إلا أنها لم توضح ما إذا كانت محتوياتها، خاصة المواد الغذائية والأدوية، قد وزعت بالفعل على السكان، وفق ما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية.
"قتل الأطفال كهواية"وتصاعدت الانتقادات الداخلية داخل إسرائيل مع تفاقم الأوضاع في غزة، فقد أدان يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين اليساري ونائب رئيس أركان جيش الاحتلال سابقا، ممارسات الجيش والحكومة، واصفا إسرائيل بأنها "دولة منبوذة تقتل الأطفال كهواية"، وأضاف في حديثه لإذاعة ريشت بيت: "الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين ولا تطرد السكان".
ورد نتنياهو على هذه التصريحات واصفًا إياها بـ"الافتراءات الدموية المعادية للسامية"، إلا أن الانتقادات استمرت بالتزايد من داخل المعارضة.
وفي السياق ذاته، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عددا من النشطاء المناهضين للحرب خلال محاولتهم تنظيم وقفة احتجاجية قرب حدود غزة، وهم يحملون صور أطفال فلسطينيين قضوا جراء القصف الجوي، وقد تم احتجازهم طوال الليل قبل الإفراج عنهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.
ومن بين المعتقلين كان ألون لي غرين، المدير المشارك لحركة "الوقوف معا" الإسرائيلية الفلسطينية، التي أصدرت بيانا أدانت فيه الاعتقال، مؤكدة أن "المتظاهرين السلميين يعتقلون بينما يسمح للمستوطنين اليمينيين بشن هجمات دون محاسبة".
أعداد الضحايا تتزايدوأفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد ما لا يقل عن 85 شخصا الثلاثاء، نتيجة غارات استهدفت منزلا لعائلة ومدرسة تستخدم كملجأ في شمال القطاع، وأسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
كما أمرت سلطات الاحتلال بإخلاء مناطق وسط خان يونس، معلنة إياها "منطقة قتال"، مما أجبر آلاف السكان على النزوح مجددًا في ظروف مأساوية.
ووفقا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، تجاوز عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية 53.000 شخص، نصفهم تقريبا من المدنيين، بينهم أكثر من 28.000 امرأة وطفل، وتستمر معاناة السكان وسط حصار خانق، وتصعيد عسكري لا يترك أي مكان آمن في القطاع المحاصر.