لاشك أنه ينبغي معرفة ماذا يفعل رسول الله قبل الفجر في رجب  ؟ ، ليس فقط لاتباع هديه الشريف ، الذي به ننجو من مهالك الدنيا ونهنأ فيها، وإنما كذلك لذلك الفضل لهذا الوقت المبارك -وقت الفجر- وأيضًا الأجر والثواب الذي يتضاعف في شهر رجب لأنه من الأشهر الحُرم، كل ذلك يدفعنا لمعرفة ماذا يفعل رسول الله قبل الفجر في رجب؟، للحرص عليه واغتنامه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- دائمًا ما يرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة ، كما أن وقت الفجر سواء قبله أو بعده يعد من الأزمنة المباركة ، التي أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باغتنام فضلها العظيم ، من هنا تنبع الحاجة لمعرفة ماذا يفعل رسول الله قبل الفجر في رجب ؟ للاقتداء به وهو ما قد يغير حياتنا إلى أفضل ما يكون خاصة وأننا في هذه الأيام نشهد العشر الأواخر من شهر رجب وهو أحد الأشهر الحُرم التي يتضاعف فيها الأجر والثواب، بما يجعلها فرصة لا تُعوض.

هل صلاة ليلة 22 من رجب لها أجر سبعين نبيا وشهيدا؟.. اعرف حقيقتها ماذا يفعل النبي في المطر؟.. 3 سنن مهجورة تجعل خسارتك كبيرة ماذا يفعل رسول الله قبل الفجر في رجب

ثبت في السنة الصحيحة، فيما رواه البخاري ومسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» ، ومعنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته في هذا الوقت، ولا يسأل ملائكته عن عباده وإنما يتفقد أحوالهم عز وجل ، ثم يستجيب لمن يدعونه في هذه الساعة،  فإنه عز وجل يعطي من يسأله حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة، وينظر لمستغفريه فيغفر لهم ذنوبه وخطاياهم، ويرزق من يطلبون الرزق.

وورد أنه يكون الله جل في علاه أقرب ما يكون من عباده في هذه الساعة، لذا أوصى -صلى الله عليه وسلم- بذكر الله في جوف الليل الأخير، فقد ورد في جامع الترمذي، أن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ»، والذكر بمفهومه الخاص يعني: ذكر الله -عز وجل- بالألفاظ الواردة في القرآن الكريم، أو السنة النبوية الشريفة، والتي تتضمن تمجيد الله، وتعظيمه، وتوحيده، وتقديسه، وتنزيهه عن كل النقائص.

وجاءت ثاني أعمال قبل الفجر بعد ذكر الله تعالى ، في إجابة ماذا يفعل رسول الله قبل الفجر في رجب ؟، أن هذا وقتٌ شريفٌ مرغَّبٌ فيه، خصَّه اللهُ تعالى بالنُّزولِ فيه، وتفضَّلَ على عبادِه بإجابةِ مَن دعا فيه، وإعطاءِ مَن سأَله؛ إذ هو وقتُ خَلوةٍ وغفلةٍ واستغراقٍ في النَّومِ، واستلذاذٍ به، ومفارقةُ اللَّذَّةِ والرَّاحةِ صعبةٌ على العبادِ؛ فمَن آثَر القيامَ لمناجاة ربِّه والتضرُّعِ إليه في غفران ذنوبِه، فالله سبحانه وتعالى يفك رقاب عباده مِن النَّار، ويتوب على من سأَله التَّوبةَ في هذا الوقتِ الشَّاقِّ، على خَلوةِ نفسِه بلذَّتِها، ومفارقةِ راحتِها وسَكَنِها- فذلك دليلٌ على خُلوصِ نيَّتِه، وصحَّةِ رغبته فيما عند ربِّه، فضُمِنت له الإجابةُ الَّتي هي مقرونةٌ بالإخلاصِ وصدقِ النِّيَّةِ في الدُّعاء؛ إذ لا يقبَلُ اللهُ دعاءً مِن قلبٍ غافلٍ لاهٍ؛ فلذلك نبَّه اللهُ عبادَه إلى الدُّعاء في هذا الوقتِ.

وجاء أنه  يجزل الله تعالى الثواب والأجر عن قيام الثلث الأخير من الليل والصلاة، الصلاة مقبولة فالله عز وجل يقبل الصلاة من عبده في هذه الساعة، كما أن الله سبحانه وتعالى يثنى على المؤمنين الذين يتعبدون في هذا الوقت، فيما ورد بقوله: « وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» الآية 64 من سورة الفرقان، لأنه يعد من العبادات المفضلة عند الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتركها.

وورد أنه قد خصّ الله تعالى عباده الذين يقومون الثلث الأخير من الليل بالأجر العظيم لأن القائم يهجر فراشه الدافئ والنوم المريح ليعبد الله عز وجل والناس نيام، لذلك فعلى المؤمن حقًا استغلال هذا الوقت، و يمدح الله تعالى لمن يقيم الليل ومن ضمنها آخر ساعة قبل أذان الفجر .

و قال الله عز وجل: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)» من سورة السجدة، وكذلك المستغفرين في هذا الوقت ، فقال الله تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» الآية 17من سورة آل عمران، وقل عز وجل: وقال تعالى: «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » سورة الذاريات، وليس هناك أعظم من مديحٍ قادمٍ من رب الكون أجمعين.

وكذلك هذا الوقت هو وقت إجابة الدعاء وقراءة القرآن والطاعات مستحبة في هذا الوقت والصلاة فيه مفضلة كما جاء في الحديث: «أفضل الصلاة صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ويقوم سدسه»، ولأن  الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب للقائمين لله لذلك وجب على المسلم أن يزيد من الاستغفار في هذه الأوقات، فهذا الوقت فيه دأب الصالحين وتجارة المؤمنين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله ويعكفون على مناجاته ويتضرعون إليه، وذكر عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما بلغه لنا أن صوت المستغفرين في الأسحار من الأصوات التي يحبها الله.

دعاء رسول الله قبل الفجر

 ورد أن هناك خمسة وثلاثون كلمة  تغفر الذنوب  إذا ما رددها المُسلم وهو موقن بها، فمات من يومه، دخل الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى، اغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .

و ورد أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب للقائمين لله لذلك وجب على المسلم أن يزيد من الاستغفار في هذه الأوقات، فقال تعالى: « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)» من سورة نوح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»، ويستمر عطايا الله عز وجل ومنحه ونفحاته حتى طلوع الفجر.

فذكر في رواياتٍ عديدة أن الله رفع العذاب والشدّة عن أهل الأرض، كرامةً لأولئك الذين يستغفرونه ويعبدونه في الليل وفي أوقات السحر،  بل وذكر عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما بلغه لنا أن صوت المستغفرين في الأسحار من الأصوات التي يحبها الله.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دعاء قبل الفجر أن الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم فی هذا الوقت الله عز وجل الله تعالى من سورة فی هذه ورد أن

إقرأ أيضاً:

يوم عرفة 2024.. ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوع؟

الصيام من العبادات العظيمة في الإسلام، سواء كان فرضًا كصيام رمضان أو تطوعًا كصيام الأيام المباركة مثل يوم عاشوراء ويوم عرفة. ومع اقتراب يوم عرفة لعام 2024، يتساءل البعض عن حكم من أكل أو شرب ناسيًا خلال صيام التطوع. لمعرفة الحكم الشرعي في هذا الأمر، نقدم لكم هذا المقال الذي يستند إلى آراء الفقهاء وعلماء الدين.

أكدت  لجنة الفتوى بالأزهر، أنّ من أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومه صحيح سواء كان فرضًا أو تطوعًا. استدل الشيخ الأطرش بقول الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5]، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ" عندما جاءه رجل قائلًا: “يا رسول الله، إني أَكَلْتُ وَشَربت ناسيًا وأنا صائمٌ”، مضيفة أن من تذكر أنه صائم أثناء شربه أو أكله يجب عليه لفظ ما في فمه فورًا، لأن العذر الذي جعله الشارع مانعًا من التفطير قد زال.

هل يشترط تبييت النية قبل صيام يوم عرفة؟

أكدت إدارة  الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لا يشترط تبييت النية قبل الفجر في صيام التطوع. وأوضح أنه يجوز لمن استيقظ بعد الفجر أو بعد الظهر أن ينوي صيام النفل بشرطين: أن يكون ذلك قبل أذان العصر وألا يكون قد فعل شيئًا يتنافى مع الصيام مثل الأكل والشرب. واستدل الشيخ ممدوح بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟" فقالت: "مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ" فقال: "فَإِنِّي صَائِمٌ". ونبهت على أنه يجب تبييت النية قبل الفجر في صيام الفرض سواء كان رمضان أو كفارة أو نذر أو قضاء.

حكم صيام يوم عرفة للحاج وغيره

يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وقد اختلف الفقهاء في حكم صيام الحاج ليوم عرفة. والسبب في استحباب الفطر للحاج هو أن الفطر يعينه على الطاعة والدعاء، لأن الصيام قد يسبب له التعب. النبي صلى الله عليه وسلم فطر يوم عرفة، كما روت لبابة بنت الحارث: "أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ".

ذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، واشترط الحنفية الكراهة إذا كان الصوم يضعف الحاج. أما الشافعية فقد ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاج إذا كان من المقيمين في مكة وذهب إلى عرفة في الليل، بينما يُسن الفطر للمسافر مطلقًا عند الشافعية.

نؤكد على أن صيام يوم عرفة يحمل فضلًا عظيمًا، ومن أكل أو شرب ناسيًا فلا شيء عليه، وصومه صحيح. ويجوز نية الصيام بعد الفجر في التطوع بشرطين، كما يُستحب لغير الحاج الصيام في هذا اليوم المبارك، بينما يفضل للحاج الفطر إذا كان ذلك يعينه على أداء المناسك بطاعة وخشوع.

مقالات مشابهة

  • جاسم المطوع: المرأة صعب تحب ٤ رجال بنفس الوقت لكن الرجال يفعل .. فيديو
  • سنن عيد الأضحى وأهم الآداب.. ماذا كان يفعل النبي؟
  • كيفية رمي الجمرات.. حديث نبوي يكشف ماذا كان يفعل النبي
  • ما هي أفضل الأعمال في يوم عرفة؟
  • فضل يوم عرفة
  • كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (6)
  • أفضل الأعمال بعد صلاة الفجر.. الأزهر للفتوى يوضح
  • يوم عرفة 2024.. ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوع؟
  • أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.. شعائر مباركة ودعاء خالص