كتب- محمد شاكر
حسم أحمد عيسي وزير السياحة والآثار، الجدل الذي دار حول مشروع ترميم هرم منكاورع، حيث أصدر قراراً وزارياً بتشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار أهرامات الجيزة.

وأثار هذا المشروع جدلًا واسعًا خلال الساعات القليلة الماضية، بسبب الإعلان المفاجئ عنه دون تمهيد للرأي العام أو الكشف عن تفاصيل الدراسات التي أجريت على الهرم ولا الإجراءات أو الخطوات المتبعة في المشروع، لدرجة دفعت الكثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق لقب تبليط الهرم بدلا من ترميمه.

أين المشروع؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبدالمقصود أمين المجلس الأعلى للآثار الأسبق لمصراوي: أرى أنه لم يكن هناك مشروع من الأساس، متسائلا؛ أين هو المشروع وما هي بنوده وخطواته؟.. مشددا على أنه كان يجب أن يكون هناك خطوات وبنود واضحة للمشروع ولا يتم الإعلان عنه بالشكل الذي تم به، لأن ملخص التصريحات الرسمية حول المشروع تتلخص في أنه يتم توثيق الأحجار في عام ثم يتم تركيب الاحجار في ٣ أعوام، معلقا: لا يمكن أن يكون هذا هو المشروع.

وأضاف "عبدالمقصود": لا يوجد مشروع يتم تقديمه بهذا الشكل أبدا، ولا بد أن يكون له دراسات علمية صارمة، كأن يتم دراسة الأحجار وهي في مكانها قبل أن تتحرك، وقبل أن يعمل الونش، والمشكلة أننا فوجئنا أن البعثة المصرية اليابانية تقوم بعمل حفائر، فكيف ذلك؟.

وتابع: "الحفر معناه أنك تبحث عن شيء في باطن الأرض، وقيل أن هذا الشئ هو مراكب الشمس الخاصة بهرم منكاورع، وهذه النقطة لم يتحدث عنها أحد، وللعلم أن رئيس البعثة اليابانية لم يعمل في الترميم طوال حياته، وإنما عمل في مراكب الشمس بهرم خوفو، والمنطقي أن يكون قد جاء بسبب شغفه بمراكب الشمس الخاصة بهرم منكاورع، واللافت أن هذا الرجل لم يتحدث بكلمة واحدة حول المشروع".

وأكمل عبدالمقصود: "هذه اللجنة كان يجب تشكيلها قبل البدء في المشروع، ولم يكن يجب إطلاق لفظ مشروع القرن على هذا المشروع، لأن هذا اللفظ يجب أن يطلق على مستوى أعلى، بحيث يشارك في تدشينه السلطة السياسية العليا، فضلا عن أن لفظ القرن مصطلح سيء السمعة نظرا لارتباطه بصفقة القرن، وإذا كان هذا المشروع هو صفقة القرن، أومال مشروع العاصمة الإدارية يبقى إيه؟".

وتابع عبدالمقصود: السؤال الآن، اللجنة الدائمة للآثار وافقت على مشروع، فما هو هذا المشروع؟ والبعثة اليابانية تقدمت لعمل شيء ما فما هو هذا الشئ؟ لا أحد أجاب بشيء إلا أنه مشروع عبارة عن سنة دراسة وثلاث سنوات شغل، وكان يجب عليه أن يجيب على ما هي الأجهزة التي سيتم استخدامها؟ هل هي أجهزة الكشف عن الفراغات فقط أم أجهزة الليزر سكان فقط؟ ولو ذكر الأجهزة المستخدمة ستجد أنها أجهزة الكشف عن الفراغات الموجودة بجوار الهرم للبحث عن مراكب الشمس، وسنفهم الموضوع بالضبط ما هو.

ولفت عبدالمقصود، إلى أنه لا يوجد حجارة بجوار الهرم ليتم تجليده بها لأن الهرم لم يكتمل، والحجارة التي كانت موجودة بجوار الهرم هي الحجارة التي جاءوا بها ليستخدموها، وبعض منها خاص بالمعبد الجنائزي، ولو قامت البعثة بترميم المعبد لكان أفضل بكثير، مؤكدا أن الدراسات كانت يجب أن تتم قبل الشروع والبدء في المشروع، لأن الطبيب قبل أن يبدأ في أي عملية جراحية، يجري العديد من التحليل والأشعات، ولا يحدث العكس.

دور اللجنة الوزارية..
ومن المقرر أن تقوم اللجنة، بعد الإنتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة العلمية التي قاموا بها، وإتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في المشروع من عدمه، على أن يتضمن التقرير أيضا كافة الإجراءات والخطوات الواجب إتباعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) في هذا الشأن.

كما ستقوم اللجنة برفع هذا التقرير للعرض على وزير السياحة والآثار لاعتماده قبل البدء في أي أعمال تخص المشروع بهرم منكاورع والمنطقة المحيطة به على أرض الواقع.

وسوف يتولى المجلس الأعلى للآثار إمداد اللجنة بكافة البيانات والمعلومات والمستندات الخاصة بالمشروع، حتى يتسنى لها إنجاز أعمالها على الوجه الأمثل.

وفور الانتهاء من أعمال اللجنة وعرض التقرير على الوزير سيتم تنظيم مؤتمراً صحفياً عالمياً للإعلان عن النتائج التي توصلت إليها اللجنة والقرار الذي أتُخذ حيال البدء في المشروع من عدمه.

رأي زاهي حواس..
ومن جانبه أكد عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس، أن مشروع إعادة كساء هرم منكاورع؛ لم يُطرح بطريقة علمية واضحة، مشيرا إلى انعكاس ذلك على إثارة اللغط في الشارع المصري والرأي العالمي الدولي.

وانتقد خلال مقابلة إعلامية سابقة له، استخدام مصطلح "تبليط" لوصف المشروع، مؤكدًا أن وزير الآثار تدارك الموقف لاحقًا.

ورفض "حواس" فكرة المساس بالهرم، مؤكدًا أنه لو كان مسئولًا، لكان أول من يقف ضد أي خطأ يهدد سلامة الهرم، قائلا: "رغم أني لست مسئولًا بالحكومة، لكن لو شفت أي حد يلمس الهرم بطريقة خاطئة، أنا أول واحد هيوقف أمام الخطأ".

ونفى بشكل قاطع وجود أي تبليط أو إضافة أحجار جديدة للهرم، مؤكدًا أن ما حدث هو إزالة الردم من حول قاعدة الهرم، قائلا:"كل اللي حصل في الهرم أن المدماجين أسفل الهرم كانوا تحت الردم في الأرض الأصلية التي بني عليها الهرم، ولكن لم يتم إضافة حجر، ولا تبليط ولا أي شيء على الإطلاق".

وأوضح أن الاختلاف في لون الحجارة الجديدة يرجع إلى نوع الجرانيت المستخدم، الذي لم يتغير شكله منذ 4600 سنة.

الأهرامات..
ومن المعروف، أن منطقة أهرامات الجيزة، تعد من أهم وأبرز المواقع الأثرية الموجودة في مصر، حيث تقع على بعد حوالي 9 كيلومترات غرب نهر النيل و13 كيلومترًا جنوب غرب وسط مدينة القاهرة، وتعود أهرامات الجيزة إلى الأسرة الرابعة من المملكة القديمة في مصر، والتي حكمت بين عامي 2686 و 2565 قبل الميلاد.

وتم بناء الأهرامات والمقابر الأخرى في المنطقة كمقابر للملوك والملكات الفراعنة، وتم إدراج منطقة أهرامات الجيزة بقائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وهي واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، حيث يزورها ملايين الأشخاص كل عام.

بني هرم الملك منكاورع في عام 2500 قبل الميلاد تقريباً، وهو آخر مجموعة أهرامات هضبة الجيزة، ويقع ناحية الجنوب، ويبلغ طول كل ضلع من قاعدة الهرم 108.5 من الأمتار، وفي الناحية الشمالية يرتفع مدخله عن الأرض بنحو أربعة أمتار، ويعد هرم منكاورع من بين أهم الآثار الواقعة في هضبة الجيزة، المسجلة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 ترميم الهرم منكاورع أحمد عيسي وزارة السياحة زاهي حواس طوفان الأقصى المزيد أهرامات الجیزة هذا المشروع هرم منکاورع فی المشروع أن یکون

إقرأ أيضاً:

مشروع عالمي قرب أهرامات الجيزة باستثمارات عملاقة.. تفاصيل

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية تعمل على تطوير جميع المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، بما يجعل هذه المنطقة مقصدًا سياحيًا عالميًا، وبما يتوافق مع الإجراءات والمعايير التي تعتمدها منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث التاريخي والإنساني، مؤكدًا أن المشروع يتسق مع استراتيجية مصر للسياحة المستدامة 2030.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، مساء الثلاثاء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة؛ لاستعراض المخطط المقترح لمشروع تطوير المناطق المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير، المُقدّم من تحالف بين إحدى الشركات العالمية بالتعاون مع إحدى شركات الاستشارات المصرية، وذلك في نطاق يمتد من مطار سفنكس شمالًا وحتى دهشور جنوبًا.

وحضر الاجتماع كلٌّ من المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتورة هند عبد الحليم، نائب محافظ الجيزة، والدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية، والسيد روب سايكس، المدير العالمي الاستشاري لإحدى الشركات الأجنبية، والمهندس أشرف محيي الدين، مدير عام منطقة الجيزة والأهرامات بوزارة السياحة والآثار، إلى جانب أعضاء اللجنة الفنية الاستشارية المُشكَّلة لهذا المشروع.

مشروع تطوير المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة

وقال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء إن مسئولي الشركة العالمية استعرضوا خلال الاجتماع ملامح المخطط الرئيسي لمشروع تطوير المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، مؤكدين أن المشروع يُرسخ مكانة مصر كوجهة عالمية رائدة للتراث والحضارة والسياحة المعاصرة من خلال تطوير تجربة مهمة للزوار وربطها بمقومات مصر التاريخية والثقافية والبيئية. 

مدبولي : إطلاق 200 خدمة حكومية على منصة مصر الرقميةبعد افتتاح مصنع ليوني| مدبولي: الحكومة تبذل جهودا كبيرة لتوطين صناعة السيارات

وأشار إلى أن مسئولي الشركة أكدوا أن المشروع يعتمد على رؤية سياحية مستدامة لمنطقة أهرامات الجيزة والمناطق المحيطة بها تُنفذ بشكل إستراتيجي، وتحوّل المنطقة إلى مقصد سياحي متكامل يضم أنشطة سياحية وثقافية وترفيهية متطورة ضمن ما يمكن وصفه "ممر وجهة الأهرامات".

كما أكد مسئولو الشركة أن الفترة المقبلة ستشهد اتخاذ خطوات فعلية نحو تنفيذ المشروع بعد الحصول على جميع الموافقات اللازمة من مختلف الجهات، مشيرين إلى أن هناك مناقشات جادة جارية الآن لتحديد أولويات التطوير بالمناطق المحيطة بالأهرامات وفرص الاستثمار، بما يُسهم في جذب الاستثمارات المحلية والدولية في مجالات السياحة والخدمات والبنية التحتية.

وأضاف الحمصاني: "تقوم الرؤية على إطار استراتيجي متكامل يجمع بين حماية التراث وتنشيط السياحة وتحديث البنية التحتية، مع الاعتماد على منهجيات التخطيط القائم على البيانات لضمان إدارة فاعلة لاستخدامات الأراضي وتقدير الطلب السياحي المستقبلي".

وتابع: "يستهدف المشروع تنظيم المنطقة من خلال خطة واضحة تتضمن تقسيمات تراثية وسياحية وحضرية، بما يحقق توازنًا بين متطلبات التطوير والحفاظ على الهوية التاريخية للموقع".

واستطرد: "يتضمن المخطط العام إعطاء الأولوية لحماية التراث مع تنويع التجارب السياحية، وإنشاء محاور نقل وتنظيم تربط بين المناطق السياحية، وتطوير ممرات إقليمية تربط هضبة الجيزة بسقارة ودهشور لتحقيق رحلة متكاملة للزوّار".

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء إلى أن رئيس الوزراء أكد في ختام الاجتماع أنه سيكون هناك جهة حكومية مختصة بإنهاء الإجراءات الخاصة بالمشروع بما يضمن تسهيل اتخاذ الخطوات التنفيذية الخاصة به، مؤكدا أنه يعتزم تقديم جميع صور الدعم المطلوبة لهذا المخطط.

طباعة شارك مدبولي الدولة المصرية المتحف المصري الكبير أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير اليونسكو

مقالات مشابهة

  • الوزراء يوافق على مشروع لتوليد الكهرباء من الرياح بقدرة 900 ميجاوات في رأس شقي
  • الصحة تبحث إطلاق مشروع وطني لإنشاء مصنع أدوية في ليبيا
  • مشروع عالمي قرب أهرامات الجيزة باستثمارات عملاقة.. تفاصيل
  • الوزير الأول يترأس اجتماعا للحكومة.. وهذه الملفات التي تم دراستها
  • إطلاق أول مشروع عقاري يحمل هوية "فيكتوريا سواروفسكي" في عُمان
  • النواب يواصلون مناقشة موازنة 2026 اليوم الثلاثاء
  • مشروع "قطار السعودية - قطر السريع".. دعم للاقتصاد وتجسيد لقوة العلاقات
  • «مدن» تطلق مشروع «بشاير» في جزيرة الحديريات
  • النواب يبدأ بمناقشة الموازنة بعد إقرارها من اللجنة المالية
  • محافظ الإسكندرية: إزالة التعديات التي تعوق تنفيذ مشروع ترميم واجهات المباني التراثية