ما يعيشه المواطن المصرى الآن، خاصة ما يتعلق بتوفير وأسعار السلع يؤكد بلا شك أن استمرار الوضع الحالى دون التفكير فى حلول جذرية وسريعة سيؤدى إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير على كل المستويات. ولعل الغريب فى الأمر هو إصرار الحكومة على معالجة كافة المشكلات بنفس الطرق والآليات القديمة التى لم تعد تصلح ولم تأت بأى نتيجة إيجابية.
والوضع الحالى يعطى دلالة بأن مصر قد خلت من خبراء الاقتصاد وإدارة الأزمات-وهو بالتأكيد إحساس غير صحيح، خاصة أن الحلول موجودة فيما يتعلق بأزمة الدولار والسوق السوداء له، فى وقت يحدثنا فيه غالبية وجوه الإعلام عن رواتب المدربين الأجانب بالدولار، سواء للمنتخبات المصرية أو المدربين الأجانب للأندية، وكأن مصر قد امتلأت بالعملة الصعبة لهذه الدرجة التى تصل بنا للإنفاق بالعملة الصعبة على هذه الأمور!
والسؤال الذى يدور فى الأذهان تلقائيًا هو كيف يتم منح هذه الرواتب بالعملة الصعبة، فهل يتم توفيرها من السوق السوداء لنصبح شركاء فى أزمة سعر الصرف خارج المنافذ الرسمية، أم يتم توفيرها من البنوك بما يعنى أن توفيرها لصالح المستوردين المعنيين بالسلع الاستراتيجية والصناعة الوطنية أهم وأبقى وأصلح من ذلك بكثير!.
كما أن الاستمرار فى استيراد السلع الترفيهية التى تغرق الأسواق يعنى غياب الرقابة على متطلبات السوق واحتياجاته الأساسية، وتزيد من الأزمة الاقتصادية، وتوفير الدولار فى هذه الحالة عبر البنوك لمستوردى السلع الأساسية أو المواد الخام الضرورية ينهى أزمة السوق السوداء من ناحية، ويقضى على أزمة توافر السلع الأساسية من ناحية ثانية، على أن يكون توفير الدولار لهم مرهونًا بالرقابة على استيراد السلع من عدمه.
ومن غير المقبول أن نستقبل شهر رمضان الكريم بالأجواء التى نعيشها الآن، سواء من حيث الأسعار، أو توفير السلع بعد حالة الفوضى التى تسيطر على السوق بقيام المنتجين والتجار ببيع السلع فى الوقت الذى يناسبهم وبالأسعار التى تلبى طموحاتهم دون أى اعتبار للمواطن البسيط، وفى ظل ضعف الرقابة. وأنا على المستوى الشخصى لا أؤمن بمواجهة المشكلات الاقتصادية إلا بحلول اقتصادية بحتة، وليس بأى وسيلة أخرى أثبتت التجربة فشلها الذريع.
ومن غير المعقول أن تظل حكومة الدكتور مصطفى مدبولى بهذا الأداء الذى لم يحمل سوى المزيد من الأعباء اليومية، ودون أن يستشعر وزير واحد الحرج تجاه مسئوليته، وكأن الشعب يعيش فى رغد من العيش، ودون أن نرى أى جهود تصل بنا إلى بر الأمان بدلًا من الحجج الوهمية التى تسيطر على التصريحات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة فيروس كورونا وما شابه ذلك، خاصة أن التضخم فى الدول التى تعيش الحرب ذاتها لم تشهد حالة التضخم التى نعيشها، ولم تشهد فوضى الأسعار واختفاء السلع بهذا الشكل!.
خلاصة القول إن الأداء الحالى يستوجب المحاسبة ويستوجب التوقف الفورى عن السياسات الاقتصادية الحالية، ويتطلب أن يقوم كل مسئول بواجباته الدستورية وأن يكون ملتزمًا باليمين الذى أداه عند تولى المسئولية، فى ظل أجواء أصبح لسان حال المواطن فيها هى «استقيلوا يرحمكم الله»، رأفة بهذا الشعب، ورحمة بمستقبل أجياله، وتوفيرًا لأبسط متطلبات حياته اليومية.. وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: استقيلوا يرحمكم الله المواطن المصرى
إقرأ أيضاً:
اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
جرى اتصال هاتفى بين د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والسيد "جورجيوس جيرابيتريتيس" وزير خارجية اليونان، يوم الأربعاء ٢٥ يونيو، حيث تم تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، كما تم تبادل الرؤى إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة.
أشاد الوزير عبد العاطى خلال الاتصال بالروابط التاريخية المشتركة بين البلدين والزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية في شتى المجالات والتي توجت بترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية في شهر مايو الماضى خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى اليونان، مؤكدًا التطلع لمواصلة الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، لا سيما على ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط القيادتين والشعبين الصديقين.
وقد تناول الاتصال الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث رحب الوزيران باتفاق وقف إطلاق النار الذى أعلن عنه الرئيس الامريكى أمس بين إيران وإسرائيل، وشددا على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاق لاحتواء التصعيد الذى شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وضرورة فتح المجال أمام المسارات السياسية والدبلوماسية.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر إزاء التطورات في ليبيا، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في كافة الأراضي الليبية، وصون مقدرات الدولة، واحترام وحدة وسلامة أراضيها، مشددا على ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالتزامن، وأهمية تفكيك الميليشيات المسلحة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.