العين: منى البدوي

«الترند» كما يُسميها متابعو مضامين مواقع التواصل والمقصود بها الشيء الرائج والمنتشر أو الحدث الأكثر شهرة، بات سبباً لرفع أسعار المنتجات الغذائية أو الاستهلاكية التي يندرج إعلانها ضمن قائمة «الترند»، فما إن يحظى منتج بصعوده إلى قمة «الترند»، حتى يهب بعضهم لشرائه، وإن كان بأسعار مرتفعه لحدود غير معقولة لا تتناسب مع القيمة الحقيقية للمنتج.

قد يكون «الترند» طبيعياً إذا ما احتسبت قيمته وفقاً لمعادلة العرض والطلب، إلا أنه من غير المنطقي أن يواصل متابعو «التريندات» شراء منتجات بأسعار مرتفعة جداً يكتشفون بعد انتهاء «الهبّة» هبوطها الكاسح الذي يصل في بعض المنتجات إلى دراهم معدودة.

وفي ظل وجود «التريندات» وما تتضمنه من دعوة لتجربة منتج معين يوصف بمصطلحات مبالغ فيها أحياناً، واستغلالاً لرغبة الشريحة الواسعة، خاصة الأطفال والمراهقين بتجربة المنتج لتصوير «التجربة الخاصة» وعرضها على مواقع التواصل، بات الأمر يُسبب إرهاقاً لجيوب أولياء الأمور، خاصة أن أغلبيتهم ترضخ لرغبة الأبناء بحجة المساواة مع أقرانهم.

قال الدكتور محمد العادلي، رئيس قسم التسويق والعمليات ونظم المعلومات بجامعة أبوظبي: يطلع الأفراد على مضمون «الترند» في مواقع التواصل، يتبادل الأفراد الكلمة المنطوقة وغالباً ما تكون في بدايته، وتتولد لديهم الحاجة للتجربة وتترجم عملياً بشراء المنتج، ما ينتج عنه ارتفاع الطلب الذي يصاحبه ارتفاع السعر، وفقاً لمعادلة العرض والطلب.

محمد العادلي

وأضاف: «سبب هبوط ثمن السلعة، بعد تجربتها من الأغلبية، أنه بعد التجربة واكتشاف أن السلعة لا تلبي حاجة المستهلك الذي قام بالشراء، ولا توقعاته، فيمتنع عن تكرار عملية الشراء ومن ثم تتراجع المبيعات، ما يصاحبه انخفاض في الأسعار، للتخلص من الكميات المتبقية لدى التاجر أو منفذ البيع».

وأشار إلى أن بعض المنتجات «الترند» تدفع مبالغ للذي يصوّرها ويتحدث عنها بعبارات إيجابية مُختارة، لتوليد رغبة الشراء لدى الشريحة المهتمة بالمجتمع أو الأكثر إقبالاً على شراء المنتج، مهما يكن السعر وهو ما يصاحبه أحياناً وصف المنتج بعبارات مُبالغ فيها وأحياناً لا تكون بالمنتج وهو ما يدفع الأفراد بعد التجربة إلى التراجع عن الشراء.

ونصح المسوّقين بعدم المبالغة في عرض مزايا المنتج، تجنباً للتعرض للخسارة، حيث إن هذه المبالغة تزيد توقعات المستهلكين وقد لا يوفى بها عند الاستهلاك.

إرهاق مادي لولي الأمر

قالت أبو طه (موظفة)، إن الأمر بات مرهقاً مادياً، خاصة أن السلعة أو المنتج الذي يتحول إلى «ترند» يصبح سعره مبالغاً فيه، إلا أن رفضه للأبناء يجعلني أشعر بنوع من تأنيب الضمير، خاصة أنهم يطالبون بشرائه أسوة بأقرانهم أو زملائهم، الأمر الذي يجعلني أرضخ لمطالبهم، على الرغم من أنني أعلم أن ما أشتريه بمئة درهم مثلاً، لا تتجاوز قيمته الفعلية 10 دراهم.

عبير أبو طه

وأضافت: «من المواقف التي صادفتها في رحلة أبنائي مع «الترند» أنني اشتريت منتجاً غذائياً ب 65 درهماً، وبعد انتهاء «الترند» فوجئت بعرضه بدرهمين فقط، وهو ما جعلني أشعر بالاستياء، خاصة أن أغلبية تلك المنتجات لا تنطبق عليها المواصفات المتناولة».

السلوك الخطأ

وذكرت رولا العمري (موظفة)، أن «الترند» واحد من إفرازات مواقع التواصل، التي تولد سلوكات شرائية خطأ ليس لدى المراهقين وحسب، وإنما للأغلبية وهو ما نلاحظه بالأحاديث المتبادلة بين الأهل والأصدقاء في المجالس ومواقع العمل، حيث إن بعضهم يتوجهون لشراء منتجات بمجرد أن الأغلبية ستقتنيها وليس للحاجة إليها وهو ما يجعل أسعارها ترتفع أحياناً إلى 10 أضعاف.

رولا العمري

ولفتت إلى ضرورة توعية الأفراد لعدم تعرضهم للاستغلال بفعل التوليد الوهمي للحاجة وخلق الرغبة في التقليد الأعمى من المسوق، تجنباً لتولّد سلوكات خطأ أخرى تتمثل في عدم مراعاة الأبناء لإمكانات أولياء الأمور المادية أو إجبارهم على دفع مبالغ قد تُحدث خللاً في الميزانية الشهرية.

دور الأسرة التوعوي

وقال أحمد سعيد، (موظف)، إن ارتفاع ثمن السلعة التي يزيد الإقبال عليها أمر طبيعي، وهو ما سعى له المسوِّق الذي صمّم فيديو يجعل المنتج ضمن قائمة «الترند»، بعد بثه في تطبيقات مواقع التواصل، وتداول أفراد المجتمع له.

أحمد سعيد

وأضاف: «يبقى الفرد نفسه هو المسيطر على سلوكه الشرائي، الذي تؤدي دوراً كبيراً فيه، ثقافة الفرد الاستهلاكية والبيئة الاجتماعية أو الأسرية التي نشأ فيها، حيث إنه ليس من المنطق أن أشتري منتجاً لمجرد رغبتي في التصوير والنشر في مواقع التواصل، ليعلم الجميع أنني قد حزته. مشيراً إلى دور الأسرة في التوعية والتوجيه والإرشاد».

الرغبة في التجربة فرح الشلبي

وقالت فرح الشلبي، (موظفة): على الرغم من أنني اكتشفت أن أغلبية المنتجات التي أشتريها بعد تحولها إلى «ترند» لا تستحق التجربة ودفع مبلغ مبالغ فيه لاقتنائها، فإنني ما زلت أكرر التجربة، لأنني كغيري من البشر لديّ رغبة في التجربة. وما يولّد الرغبة في شراء السلعة أو المنتج مهما يكن سعر المنتج هو المبالغة في الوصف.

التقليد والظهور الاجتماعي

وقالت حور السلمان، (طالبة): مما لا شك فيه أن «الترند» محور حديث أغلبية أبناء جيلنا، إلا أن الانسياق خلفها بدوافع التقليد الأعمى أو الظهور الاجتماعي أو الرغبة في التجربة يجب أن يضبطها الفرد نفسه، حيث إنه من غير المنطقي أن أتوجه لشراء منتج لا يتوافق مع ذوقي أو لا يعدّ حاجة ملحّة لي.

حور سمير

وأضافت أن من الأسباب التي تدفع بعضهم لشراء منتجات لمجرد أنها «ترند»، عدم رغبتهم في أن يكونوا خارج السرب، وهو ما أرفضه تماماً، خاصة أن بعض السلع لا تتناسب مع ثقافتي الاجتماعية التي نشأت عليها في الملبس أو تعدّ هجينة في مجتمعي وهو ما يجعلني أتجاهله.

تفعيل دور العقل

وقالت زينة زياد، (طالبة): في ظل وجود زخم «الترندات» في تطبيقات، مواقع التواصل، أحرص على تفعيل دور العقل والابتعاد عن الانسياق خلف الشيء لمجرد أنه راج تداوله، حيث أشتري ما يعجبني فقط وما يتناسب مع احتياجاتي، خاصة من الملابس والأحذية «التريند». أما المواد الغذائية فلا أنكر أن الرغبة في التجربة تكون موجودة إلا أن المبالغة في السعر يجعلني أشعر بأنني أقع تحت طائلة الاستغلال، ومن ثم أمتنع عن الشراء إلى أن يتراجع ثمنها.

زينة زياد

وأشارت إلى أن بعضهم يشترون منتجات «ترند» ليس بهدف الاستهلاك وإنما للتصوير والعرض على حساباتهم في مواقع التواصل، رغبة في البروز الاجتماعي أو التقليد ومن دون علم منهم بأنهم خسروا مبالغ غالباً ما تكون مرتفعة لشراء منتجات قيمتها الحقيقية تكون منخفضة، والرابح الوحيد في نهاية المطاف هو المسوّق.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات تريند المشاهير مواقع التواصل فی التجربة الرغبة فی خاصة أن وهو ما حیث إن إلا أن

إقرأ أيضاً:

هند الضاوي تتصدر مواقع التواصل بردودها الجريئة على الإسرائيليين.. من تكون؟ (شاهد)

تصدر اسم الإعلامية المصرية هند الضاوي منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بعد تداول واسع لمقاطع من مناظرات تلفزيونية أظهرت أسلوبها الحاد والجريء في الرد على محللين وصحفيين إسرائيليين، ما أثار تفاعلاً وجدلاً واسعين بين المستخدمين.

وانتشرت تسجيلات مصورة على منصات "إكس" و"فيسبوك" و"تيك توك" تُبرز مواجهات كلامية بين الضاوي ومعلقين إسرائيليين في برامج حوارية دولية، وتركز معظمها على مداخلاتها الحادة التي لاقت إشادة شريحة واسعة من المتابعين العرب، ممن اعتبروها "صوتاً جريئاً في وجه الخطاب الصهيوني الإعلامي"، بحسب وصفهم.

خيرُ الكلامِ ما قلّ ودلّ . مقطعٌ قصيرٌ للإعلاميةِ المصريةِ هِند الضاوى والتى أصبحت حَديث العالم العربى . فهىَ نموذجٌ مشرفٌ للجرأةِ والثقافةِ والمِهنية . ومتخصصةٌ أيضاً بضربِ الأمثالِ المصريةِ بِمحلها spot on بكلِ معنىٰ الكِلمة????وصَدقت بِقولها كيانٌ عَويل ولسانهُ طَويييل ... ???? pic.twitter.com/9Rxh54WhCh — أبو الحسن عوض (@albashaawad) June 21, 2025
????دكتوره #هند_الضاوي تلقن أيدي كوهين درساً علي الهواء في RT بعد تدليسه ومقاطعاته

[شرف لنا أن تنقطع الكهرباء في مصر ولم نقبل التهجير والإغراءات الاسرائيليه والبركه فيك سمائك منوره بالصواريخ لأن حتي الأن لم تأتيك الموافقه من امريكا بالرد علي ايران ]

pic.twitter.com/WcB7I8E2sZ — ????️Ashgaan Nabil????️ (@DrJian_Nabil) August 7, 2024
وبدأت شهرة الضاوي تتسع عربياً منذ أيار/مايو 2024، عقب مشاركتها في حلقة على قناة "روسيا اليوم"، حيث دخلت في مواجهة محتدمة مع الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، المعروف بتصريحاته الاستفزازية.

وخلال الحوار، خرج كوهين عن السياق الصحفي ليطلق تعبيراً وصفته الضاوي بـ"المهين للنساء"، حين قال: "النسوان ما بيخلوك تحكوا، النسوان بيحكوا كل الوقت، بالعين راديو"، في محاولة للتقليل من شأنها.

لكن رد الضاوي كان حاسماً وصادماً، إذ أجابت: "النسوان اللي ربتك، إحنا عندنا 7 آلاف سنة حضارة.. الست المصرية كانت ملكة، مش بس بتحكي"، ما أدى إلى موجة من الإشادة على مواقع التواصل.

وتراوحت ردود الفعل على ظهور الضاوي بين الإشادة بها كـ"نموذج نسائي عربي وطني لا يخشى المواجهة"، وبين من اعتبر أن أسلوبها "صدامي ويفتقر أحياناً إلى المهنية"، لكن الغالبية من التعليقات ركزت على أهمية وجود أصوات عربية قوية تواجه الطرح الإسرائيلي في الإعلام العالمي، لا سيما في ظل تصاعد حملات التبرير التي تتبناها بعض وسائل الإعلام الغربية بشأن السياسات الإسرائيلية في المنطقة.


من هي هند الضاوي؟
وُلدت الضاوي عام 1981، وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قسم العلوم السياسية، قبل أن تبدأ مسيرتها الإعلامية عام 2005.

تنقلت بين عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية، مكتسبة خبرة عميقة في التغطيات السياسية والحوارات الساخنة، ما جعلها تحظى بمكانة متميزة في المشهد الإعلامي العربي، خاصة في برامج المناظرات والنقاشات ذات الطابع الجدلي.

وعُرفت هند الضاوي أيضاً كباحثة في العلاقات الدولية، وقدّمت عدة مقاربات تحليلية حول قضايا الشرق الأوسط، لا سيما ملف التطبيع، والهيمنة الغربية، والتحولات الإقليمية بعد الثورات العربية.

مقالات مشابهة

  • حقيقة توقيف شقيقين في ابن جرير.. النيابة العامة توضح وتفند الإشاعات
  • رابح صقر وتامر حسني يشعلان مواقع التواصل بصورة مفاجئة
  • حقيقة طلاق دنيا سمير غانم ورامي رضوان.. القصة الكاملة
  • سعر 4 لفائف ورق عنب يشعل مواقع التواصل في تركيا.. مطعم الشيف يالتشينكايا تحت النار!
  • سعر 4 لفافات ورق عنب يشعل مواقع التواصل في تركيا.. مطعم الشيف يالتشينكايا تحت النار!
  • عائلة عبلة كامل توضح حقيقة الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل
  • من تايلاند.. مايان السيد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • هند الضاوي تتصدر مواقع التواصل بردودها الجريئة على الإسرائيليين.. من تكون؟ (شاهد)