أعلنت دار الإفتاء، موعد ليلة الإسراء والمعراج الذي يوافق اليوم الأربعاء 7 من فبراير، ليكون هذا اليوم على موعد للاحتفال بإحدى المعجزات التي حدثت مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أسري به من المسجد الحرام بمكة  إلى القدس ليصلي بالأنبياء أجمعين ومن بعدها يُعرج به إلى السماء السابعة وكل هذا لم يستغرق وقتا ولا زمنا طويلا، فهذه الرحلة هي من الأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية، حتى إن قبيلة قريش لم تصدق بها واستهانت بها، عندما أبلغهم محمد صلى الله عليه وسلم بها وما حدث معه فكذبه الكثيرون فلا يكاد يوجد عقل يُصدق ما حدث فما يقوله النبي يعجز العقل البشري عن تصديقه.


إن الأديب عبدالحميد جودة السحار تناول قضية  ليلة الإسراء والمعراج، فتحدث عن هذه الرحلة ويصفها فيقول عنها: إنها رحلة استهوت أهل الأرض وحركت الخيال؛ ليتصور ما يشاء من الأعاجيب، ولما كان علم ذلك الزمان محدودا عن الكون والفضاء والسماوات العلى، فلم تستطع علومهم أن تمد أخيلتهم إلا ببعض ما لمسوه في حياتهم وما تمنته عقولهم التي كانت ترى أن النعيم أنهار وظل ظليل، وأن وسيلة الانتقال بين الأرض والسماء لا يمكن أن تكون غير دابة فوق الحمار ودون البغل تسير بسرعة البرق، وقد عبروا عنها بالبراق يضع حوافره عند منتهی طرفه، ولم يستطيعوا أن يتصوروا السماوات غير تصورهم للأرض فجعلوا لها أبوابا تدق. 
إن آية الإسراء لم تذكر أنه كان محمولا على شيء، إنه كان يسبح في الفضاء بقدرة الله التي لا تحد بعد أن أصبح حقيقة كونية في غير حالتها الأرضية الناقصة، فإن كان قد قيل إنه ركب البراق فقد يكون المقصود البرق أو أي قوة كهربية، ولا يمكن في حالة إسراء الله بعبده أن تجرى أحكام الحواس ولا أحكام المادة.
وقيل في حكمة ركوب البراق مع أن الله قادر على أن يطوى الأرض له طيا: إن ذلك كان تأنيسًا له بالعادة في مقام خرق العادة، لأن العادة جرت أن الملك إذا استدعى من يختص به بعث إليه بمركب سنى يحمل إليه في وفادته إليه، فعامله الله تعالى بذلك تأنيسا له وتعظيما. 
استقبال ملك الملوك لرسوله

وأقول أين استقبال ملوك الأرض للوافدين عليهم من استقبال ملك الملوك لرسوله ؟ فإذا كان ملوك الأرض يبعثون بعثات الشرف لاستقبال زائريهم وطيارات لتحيتهم في الجو، أفيبعث الملك الجبار تأنيسا لرسوله وتعظيما دابة فوق الحمار ودون البغل ؟ وإذا أراد أن يعرج به إلى السماء ليريه من آياته الكبرى أيقيم له سلما يصعد فيه ، ومن حولنا ٣٠٠ بليون سلم تحيط بنا من كل جانب هي الذبذبات التي أصبحت معروفة في وقد أظهر المنكرون للإسراء دهشتهم من ذهاب الرسول عليه السلام إلى بيت المقدس وعودته إلى مكة فى ليلة واحدة وهنا نقف قليلا لنسأل: ما الزمن؟ إننا إذا تخلصنا من هذه الأرض المادية واحتللنا مكانا مستقلا لا يربطنا بجاذبيتها ولا بقوانينها سوف لا نشعر بالزمن الذي تعودنا عليه، ولا يصبح للعمر أو للفناء لدينا أى معنى. إننا عندئذ لا نعرف سوىـ اللازمن- أي الخلود- لا ماض ولا مستقبل ولكن الحاضر وحده هو الذي نعيش فيه.
بين "السّحار" إن الإسراء كان بالجسد والروح ما في ذلك شك وأن الله سبحانه وتعالى قد أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام وأراه آياته الكبرى في السماوات العلا، وأن الرسول- قد رأى سدرة المنتهى وقد غشيها نور الله، وقد أوحى الله إليه الصلوات الخمس، وقد انتهت الرحلة العجيبة عند بيت المقدس ولو كانت قد تجاوزت المسجد الأقصى لذكر ذلك القرآن الكريم  وأعتقد أن الرسول  لم يكثر من الحديث عن الإسراء وإن كان القصاص قد رووا أحاديث عنه جمعها الذهبي في مجلدين، لأن العجائب التي رآها كانت فوق تصور رجال عصره، بل لعلها تكون فوق.
تصور الناس في أي عصر، فاتساع الكون الذي زاره غير محدود أو محدود ولكن قطره يقاس ببلايين السنين الضوئية  إن الإسراء معجزة تفوق تصور عقول البشر في كل عصر، فلا الطائرات ولا الصواريخ ولا أى من المخترعات الحديثة أو مخترعات المستقبل حتى يرث الله الأرض ومن عليها تستطيع أن تعطينا صورة صحيحة عن إسراء الله بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أما ما يروى من أحاديث عن الإسراء فهي من اختراع القصاص، وفى رأيي أن أغلب هذه الأحاديث نتاج عقول تصورت ملكوت الله على قدر علمها، وهي أول قصة أدبية إسلامية استوحيت من آيات الإسراء والنجم، وقد اشترك في تأليفها أكثر من مؤلف، وكانت مصدر إلهام أبى العلاء المعرى لما كتب رسالة الغفران، وكانت رسالة الغفران وحى دانتي عندما كتب الكوميديا الإلهية "جحيم دانتي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج النبي محمد

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي يكشف أفضل الأعمال في يوم عاشوراء كما أوصانا النبي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن يوم عاشوراء يحمل نفحات من البركة والفضل، وإن من السنن المستحبة فيه «التوسعة على الأهل»، أي إدخال السرور عليهم بالعطاء والهدايا.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن دار الإفتاء المصرية أكدت استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، استنادًا إلى ما ورد عن النبي ﷺ، حيث قال: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته"، وهو حديث رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه "النفقة على العيال"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

أفضل الأعمال في يوم عاشوراء

وأضاف الشيخ خالد الجندي "ورد في حديث آخر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من وسّع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته، وقال جابر: جربناه فوجدناه كذلك، أي أن أثر هذا العمل كان ظاهرًا ملموسًا في حياتهم".

الشيخ خالد الجندي: هذه أفضل الفروض وأنواعهاخالد الجندي: قصة قاتل الـ100 نفس درس في هجرة التائبينخالد الجندي يوضح الفارق بين الفقيه والعابد والراهبخالد الجندي: آية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا" تتضمن أبعادا خطيرةمتى نقول إن شاء الله أو بإذن الله؟.. خالد الجندي يوضح الفرقالشيخ خالد الجندي: حب الوطن فطرة داخل كل إنسان

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن علماء الأمة أكدوا هذه السنة واستحبوا العمل بها، مثل الإمام ابن عبد البر، والإمام المالكي الحطّاب في كتابه "مواهب الجليل"، والشيخ زروق، والإمام الشرواني الشافعي، والإمام المناوي، بل حتى في كتب الحنفية كـ"رد المحتار" لابن عابدين، التي نصّت على استحباب هذا الفعل.

وتابع الشيخ خالد الجندي "مش المقصود بالتوسعة الصرف فقط، لأنك تصرف طول السنة، المقصود هنا إنك تفرّح زوجتك وأولادك، زي عيدية كده، فليه ما نعملش عيدية صغيرة يوم عاشوراء؟ سنة جميلة وفيها خير كبير، ومجربة من العلماء".

واستكمل الشيخ خالد الجندي "صوموا وتصدقوا، وسعوا على أهاليكم، واجعلوا هذا اليوم مناسبة للبر والإحسان، ونسأل الله أن يكتب لنا ولكم أجره وفضله، وأن تكون أيامكم كلها خير وبركة وستر، وأن يفيض من عطائه على المساكين والمحتاجين".

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المولى عز وجل جعل في العبادات نوعًا من التفاضل، فهناك فروض تختلف في أجرها ودرجاتها، وكذلك السنن، مشيرًا إلى أن أفضل الفروض هي الصلاة لله سبحانه وتعالى، وأفضل أنواع الصلاة التي بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي قيام الليل.

خالد الجندي: هذه أفضل أنواع الصيام بعد رمضان

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن أفضل الصيام هو صيام رمضان، وبعده صيام شهر الله المحرم، مستشهداً بالحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم"، وكذلك "أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة قيام الليل".

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا التفاضل في العبادات يُبيّن لنا أن الإنسان يستطيع أن يتقرب إلى الله عز وجل في أي وقت، وأن يستدرك ما فات من حسناته في حياته السابقة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".

وأكد الشيخ خالد الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صيام شهر محرم بشكل منتظم ودائم، وقد لاحظ الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ذلك، مما يدل على أهمية هذا الشهر وفضل العبادة فيه.

طباعة شارك

مقالات مشابهة

  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء .. وهل صامه النبي؟
  • مليشيا دقلو الإجرامية اقتحمت (خلاوي خرسي لتحفيظ القرآن الكريم)
  • أفضل الأعمال يوم عاشوراء.. 3 عبادات عظيمة أوصى بها النبي
  • ما قصة السحابة المتوهجة التي ظهرت في السماء الليلة وكيف تشكلت؟
  • كما أوصانا النبي.. خالد الجندي يكشف أفضل الأعمال في يوم عاشوراء
  • خالد الجندي يكشف أفضل الأعمال في يوم عاشوراء كما أوصانا النبي
  • لماذا أوصى النبي بالمحافظة على صلاة الضحى؟.. لـ5 أسباب
  • أفضل دعاء قبل النوم لتحصين النفس.. كلمات أوصى بها النبي