كيف ستتعاطى إسرائيل مع اشتراط حماس وقف العدوان على الأقصى؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
في رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على 3 مراحل، أدرجت الحركة ضمن مطالبها: وقف عدوان واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وعودة الأوضاع فيه إلى ما كانت عليه قبل 2002.
وبالعودة إلى مسار انتقال صلاحية دخول الأقصى لغير المسلمين من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى الشرطة الإسرائيلية عبر باب المغاربة قسرا، فإن السياح كانوا يشترون تذاكر زيارة المسجد من دائرة الأوقاف حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2000 عندما اقتحم رئيس الوزراء السابق أرييل شارون المسجد الأقصى.
ومن ذلك الحين أُغلق المسجد أمام السياح والمستوطنين، الذين كانوا يندسّون بينهم بشكل عشوائي غير منظم ودون حراسة من الشرطة الإسرائيلية حتى 2003 الذي بدأ بحلوله اقتحام اليهود المتطرفين للأقصى بقرار قضائي.
"خط أحمر"ومنذ ذلك الوقت، بدأ المتطرفون يعوّلون على التقدم بشكل تدريجي، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية في 2006، حتى وصل الحال الآن إلى تأدية كامل "الطقوس التوراتية" علانية في ساحات المسجد أثناء مسار الاقتحامات.
هذه الاستفزازات لم تشعل ساحة الأقصى والقدس فحسب، بل اندلعت لأجلها العديد من الهبّات الشعبية واشتعل قطاع غزة والضفة الغربية بسببها، حتى أطلقت حركة حماس على المعركة الحالية اسم "طوفان الأقصى" موجّهة رسالة -في الساعة الأولى لانطلاقها- بضرورة رفع الاحتلال يده عن هذا المسجد الأقصى.
وكما حضر المسجد في لحظة المعركة الأولى، يحضر الآن في شروط التهدئة. وعن إدراجه ضمن الشروط، قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة إنه في مقابل التعنت الإسرائيلي ورفع سقف الاشتراطات واللاءات، والذهاب باتجاه عودة الاستيطان لقطاع غزة وتهجير الفلسطيني منه، كان لا بد من مواجهة هذه السردية والتعنت برفع سقف الاشتراطات الفلسطينية، لتلافي سقف التحديات الإسرائيلية.
وقال محمد هلسة في حديث للجزيرة نت "لا يعقل أن يذهب الإسرائيلي لاشتراط محو الفلسطيني وإقصائه في إطار هذه الحرب، ثم تبقى القضايا المطلبية الفلسطينية تتعلق بالأسرى وقطاع غزة وعودة النازحين".
وأضاف الأكاديمي المقدسي أن هذا الاشتراط يضفي على المعركة الدائرة حاليا منحى شرعيا آخر في سياق المجتمع الفلسطيني والعربي ككل؛ "لأن معركتنا ليست قضية تحرير الأسرى، وتحسين شروط الحياة في غزة فقط".
وتابع "بل هناك شيء آخر مهم هو أن المعركة سُمّيت "طوفان الأقصى"، ومن ثم لا معنى لاستثناء هذا المقدس، وما يجري فيه من ملاحقة وإساءة واقتحامات وتغول استيطاني ومخابراتي إسرائيلي، من إطار الصفقة".
انتحار لحكومة اليمينوفي إجابته عن سؤال ما إذا كان الإسرائيلي سيتقبل ويتعاطى مع هذا الشرط، أوضح الخبير محمد هلسة أن مفاوضات ستُجرى، وهناك أخذ ورد في هذه القضايا.
ويعتقد أن الإسرائيلي الذي يدير الظهر للشروط المتعلقة بأعداد ونوعية الأسرى المفرج عنهم ووقف الحرب ويعدّها استسلاما، فكيف إذا كان الحديث عن قضية الأقصى والاقتحامات التي سيعدّ التعاطي الإيجابي معها هو انتحار لحكومة اليمين، التي ترفع شعار اقتحام الأقصى وتحويله إلى مكان "تلمودي توراتي".
ولذا، يرجح محمد هلسة أن يأتي الموقف الإسرائيلي في صيغة لاءات مطلقة، ولكنه قال "المقاومة لديها كلمتها وشروطها ولا أحد يعرف إلى أين ستذهب الأمور، في سياق التفاوض بين الأطراف المختلفة بهذا الشأن".
ويرى أن هذه المطالب السياسية ستصب الزيت على النار؛ لأن هناك أصواتا إسرائيلية تطالب بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتدعو إلى إبادة السكان، وتقول إنه ليس هناك مدنيون وتضع الجميع في سلة واحدة، لذلك لا شك أنها ستذهب لرفض هذه القضايا.
ولكن على الجانب الآخر، فإن طرح هذه القضية مهم بالنسبة للمقاومة؛ لأنها ربما تحصد، في إطار التفاهمات الأوسع مع الإقليم والمنطقة، مكاسب لإعادة ترتيب المشهد وتخفيف حدة الانتهاكات في المسجد الأقصى.
تجريميُذكر أنه ضمن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المكونة من 31 وزيرا، هناك 16 يُحسبون على كتلة "جماعات الهيكل"؛ لأنهم يتبنون مقولاتها ويعملون على تحقيقها.
وحسب مقابلة سابقة أجرتها الجزيرة نت مع الباحث في شؤون القدس زياد بحيص، فإن هذا يعني أن هؤلاء الوزراء يؤيدون بناء "الهيكل" المزعوم مكان الأقصى، ويعملون كل ما يستطيعون لتحويله من مكان مقدس إسلامي خالص إلى مشترك، مع توظيف كل إمكانات الدولة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية لتحقيق ذلك.
وأضاف أن أول نائب لتيار "الصهيونية" كان مائير كاهانا، الذي دخل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في 1984، وعندما قرر الترشح للانتخابات في 1988 سُنّ قانون خاص لمنعه من ذلك، وكان هناك اتفاق على تجريم فكرة "الصهيونية الدينية" وإبقائها خارج المشهد السياسي.
ثم عاد هذا التيار واستعاد قدرته على دخول الكنيست في 2002 من خلال الحزب القومي الديني، ومنذ ذلك الحين تصاعد حضور "جماعات الهيكل" في الحكومات المتعاقبة.
و"الصهيونية الدينية" هي طيف سياسي يميل لعدم المشاركة في الحكومة، بل لتشكيل مليشيات تفرض آراءها متّخذة الدولة غطاء لها. لكن في فكرة إقامة "الهيكل" تحديدا، حاولت الجماعات اختراق المجتمع والأنظمة السياسية من خلال منظمات رسمية مرخصة، وفق زياد.
وشكلت المنظمات والحركات المشتتة في 2013 "اتحاد منظمات الهيكل"، وبلغ عددها في ذلك العام 24 مؤسسة. أما اليوم فتندرج تحت مظلة الاتحاد 47 مؤسسة، مما يؤكد التصاعد التدريجي لمنظومة مؤسسات "الهيكل"، من ناحية العدد والتنظيم والتماسك والقدرة على حشد التمويل، بالتزامن مع القدرة على الصعود النيابي والحكومي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
للجمعة الثانية .. الاحتلال يمنع دخول المصلين إلى المسجد الأقصى
#سواليف
أغلقت #قوات_الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، #أبواب #المسجد_الأقصى المبارك كافة، ومنع دخول #المصلين لأداء #صلاة_الجمعة، للأسبوع الثاني على التوالي.
وأفادت محافظة القدس، بأن قوات الاحتلال أغلقت أبواب المسجد الأقصى كافة، وتمركزت أمامها، كما أغلقت “البوابات” في باب حطة وباب السلسلة، بعد أن سمحت لأعداد قليلة من المصلين من المرور عبرها، بذريعة اكتمال العدد المسموح به بدخول المسجد.
وأشارت المحافظة، إلى أن قوات الاحتلال أوقفت #المصلين عند باب الساهرة، وعرقلت دخولهم إلى #البلدة_القديمة والمسجد الأقصى، قبيل صلاة الجمعة.
مقالات ذات صلةومنذ 13 حزيران الحالي، تفرض سلطات الاحتلال قيودا مشددة على المسجد الأقصى المبارك، حيث أغلقت المسجد بالكامل لمدة ستة أيام متواصل، قبل أن تبدأ مساء الأربعاء الماضي، بتطبيق سياسة “المصلين بالعدد”.
وأشارت محافظة القدس في بيان، إلى أن قوات الاحتلال سمحت بدخول 450 مصلّيا فقط لأداء صلاة الظهر، الخميس، عبر باب حطة، ثم أغلقت الباب مباشرة لمنع الدخول والخروج، فيما تم السماح لموظفي الأوقاف بالدخول عبر بابي السلسلة وحطة تحت رقابة مشددة. وفي المقابل، فتحت قوات الاحتلال باب المغاربة للمستعمرين، ليقتحموا المسجد الأقصى.
وترى محافظة القدس أن هذه الإجراءات تُشكل تصعيداً خطيراً يهدف إلى فرض أمر واقع جديد يمهّد لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، عبر استغلال أجواء الحرب الإقليمية لتنفيذ مخططاتها.
كما بيّنت أن سياسة الإغلاق والتحكم العددي في المصلين أدت إلى شلل شبه كامل في الحياة داخل البلدة القديمة، حيث مُنع من لا يحمل هوية البلدة من الدخول، في الوقت الذي ظلت فيه الكنس اليهودية والأسواق مفتوحة بشكل اعتيادي.
وأكدت محافظة القدس، إدانتها “هذا التغول غير المسبوق على حقوق الفلسطينيين الدينية والإنسانية”، وأن سياسة “المصلين بالعدد” تمثل سابقة خطيرة في استهداف حرية العبادة، داعية المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وإلزام سلطات الاحتلال احترام الوضع القائم التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، ورفع جميع القيود المفروضة على البلدة القديمة وسكانها.
مشاهد من المصلى القبلي في #المسجد_الأقصى قبل قليل pic.twitter.com/O2fcfsZOd3
— المسجد الأقصى (@AqsaMosq) June 20, 2025عدد محدود من الأهالي تمكنوا من الدخول إلى المسجد الأقصى فجر اليوم لأداء الصلاة بسبب الإغلاق المتواصل للأقصى من شرطة الاحتلال. pic.twitter.com/w52M3p26DA
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 20, 2025الأهالي يتوافدون إلى المسجد الأقصى متجاوزين عراقيل الاحتلال صباح اليوم الجمعة pic.twitter.com/QJ51wwXtPX
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 20, 2025من المصلى القبلي في المسجد الأقصى قبل صلاة الجمعة pic.twitter.com/w25kUcx0QD
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) June 20, 2025مغلق منذ الهجمات على إيران.. أعداد قليلة جداً من أهالي القدس تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى وأداء صلاة الفجر بداخله رغم تشديدات شرطة الاحتلال.#تفاعل ليصل إليك كل جديد pic.twitter.com/U2tnmevikv
— TRT عربي (@TRTArabi) June 20, 2025