الحسن الداكي: التحول الرقمي لمنظومة العدالة أصبح اختيارا لا محيد عنه للارتقاء بأداء المرفق القضائي
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، اليوم الخميس بطنجة، أن التحول الرقمي لمنظومة العدالة أصبح اختيارا لا محيد عنه للارتقاء بأداء المرفق القضائي وتطوير الإدارة القضائية وتيسير الولوج المستنير للعدالة.
وأبرز الداكي في كلمة خلال الجلس الافتتاحية للمؤتمر الدولي المنظم من طرف وزارة العدل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يومي 8 و9 فبراير الجاري حول “التحول الرقمي لمنظومة العدالة: رافعة لعدالة ناجعة وشمولية”، أن التحول الرقمي الذي تشهده منظومة العدالة اليوم يعد مؤشرا قويا على الإرادة الراسخة الرامية إلى الانخراط الفعلي والمتواصل في هذا الورش الإصلاحي، الذي من شأنه الارتقاء بفعالية تدبير القضايا وتطوير جودة تدبيرها والبت فيها داخل آجال جد معقولة.
وأوضح أن رقمنة المساطر والإجراءات القضائية تعتبر من المداخل الأساسية لتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة المطلوبتين، بالنظر لما يوفره استثمار الوسائل الرقمية والتكنولوجية في العمل اليومي للإدارة وفي علاقاتها مع مرتفقيها، من جودة وثقة، مشيرا إلى أن التوظيف الرشيد لما تتيحه التكنولوجيا من مزايا من شأنه تعزيز القدرة التنافسية للإدارة القضائية بما يؤهلها للقيام بأدوارها الطلائعية في تحفيز وحماية الاستثمار من جهة، وتكريس حكامة المرفق القضائي من جهة أخرى.
وبعد أن ذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يؤكد على أهمية التحول الرقمي لمنظومة العدالة في العديد من خطبه الملكية وتوجيهاته، أكد السيد الداكي أن رقمنة العدالة تعتبر أحد المداخل الرئيسية لمواصلة تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي تتطلع إليه المملكة، والذي يرتكز على مجموعة من المرتكزات من بينها الارتقاء بتجويد العدالة ونجاعتها.
وقال إن “إقامة نظام متين للرقمنة هو تحد قادرون على رفعه بعدما كانت لنا تجربة متميزة في ظل جائحة كوفيد بسبب الحجر الصحي الذي عرفته المملكة على غرار سائر بلدان العالم”، مشيرا إلى أن هذه التجربة شكلت فترة اختبار لقياس مدى قدرة وجاهزية العدالة المغربية لتبني خيار الرقمنة وجعلها واقعا ملموسا من خلال تجربة المحاكمة عن بعد وكذا تدبير العديد من الإجراءات رقميا.
وأشار الداكي إلى أن موضوع التحول الرقمي لمنظومة العدالة يعتبر من بين الأوراش الكبرى التي تجسد التقائية المجهودات التي تقوم بها مختلف مكونات العدالة، سواء على مستوى وزارة العدل أو المجلس الأعلى للسلطة القضائية أو رئاسة النيابة العامة، مبرزا أن هذه الأخيرة عبأت كل إمكاناتها البشرية واللوجيستيكية لإنجاح هذا الورش الكبير، عبر اتخاذ مجموعة من الخطوات الهادفة إلى إذكاء استعمال تقنيات المعلوميات في إطار تدبير عملها الداخلي.
كما تم وضع، يضيف الداكي، العديد من المنصات الرقمية لتبادل المعطيات مع بعض الشركاء، كما هو الشأن بالنسبة لقاعدة البيانات المعلوماتية المحدثة بين النيابات العامة ووحدة معالجة المعلومات المالية، وقاعدة تبادل المعطيات مع بنك المغرب والنظام المعلوماتي لتبادل المذكرات بين رئاسة النيابة العامة والوكالة القضائية للمملكة، فضلا عن مجموعة من التطبيقيات الأخرى.
وأبرز أن انخراط رئاسة النيابة العامة في مسار الرقمنة توج بحصولها على جائزة التميز للدورة الـ 14 للجائزة الوطنية للإدارة الرقمية خلال سنة 2022، عن خدمة الشكاية الإلكترونية التي تسمح للمواطنين والأجانب سواء المقيمين منهم بالمغرب أو خارجه من وضع شكاياتهم وتتبع مآلها عن بعد من هواتفهم المحمولة ومن منازلهم دون عناء التنقل، مؤكدا عزم رئاسة النيابة العامة على مواصلة الإسهام في برنامج التحول الرقمي إلى جانب وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية والعمل على تنزيله في إطار التعاون والتنسيق المشترك.
ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال العدالة الرقمية، وإنشاء إطار لمشاركة أفضل الممارسات، وتعميق الحوار حول الفرص التي يوفرها التحول الرقمي في هذا المجال.
ويعرف هذا الحدث مشاركة حوالي 200 من صناع القرار والخبراء رفيعي المستوى من 40 دولة، سيتدارسون على مدى يومين مجموعة من المواضيع، من قبيل “تحديات وفرص التحول الرقمي للعدالة”، و”الإطار القانوني والتنظيمي للعدالة الرقمية”، و”خدمات العدالة الرقمية المتمركزة حول المرتفق”، و”منظومة العدالة الرقمية المتكاملة: تحديات التبادل والتشغيل البيني”، و”العدالة الرقمية المبنية على البيانات”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: رئاسة النیابة العامة العدالة الرقمیة مجموعة من
إقرأ أيضاً:
إطلاق الدليل الشامل للتحولات الرقمية وأثرها على البنوك الإسلامية
أطلق المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، عضو منظمة التعاون الإسلامي، اليوم، الدليل الشامل حول التحولات الرقمية وأثرها على البنوك الإسلامية وإرشاد التكيف معها، مسلطًا الضوء على التأثيرات المتسارعة للتحول الرقمي على البنوك الإسلامية من خلال تقديم توجيهات علمية تساعد المؤسسات على التحول الرقمي بفعالية مع الحفاظ على تنافسيتها والالتزام بأحكام الشريعة في ظل التغيرات المتسارعة.
وناقش الدليل المخاطر والفرص واعتبارات الحوكمة المؤسسية، إلى جانب تقديم دراسات علمية وأفضل الممارسات العالمية، واستعرض الدليل قادة الصناعة وصناع القرار والقائمين على المبادرات التحول الرقمي كونه أداة مرجعية لدعم جهود الابتكار والتطور المؤسسي في قطاع المالية الإسلامية.
وقال الأمين العام للمجلس الدكتور عبدالإله بلعتيق: "في الوقت الراهن أصبح التحول الرقمي ضرورة لا خيارًا, لتحقيق النمو المستدام في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، وكجزء من التزام المجلس العام بتشجيع الابتكار في إطار التمويل الإسلامي، وأن هذا الدليل الاستراتيجي يساعد البنوك الإسلامية على اجتياز رحلة التحول الرقمي بنجاح وسلاسة"، متطلعًا إلى أن يكون هذا الدليل مرجعًا قيمًا يدعم البنوك في جهودها لتبني التحول الرقمي، مؤكدًا حرص المجلس العام على دعم الصناعة من خلال تنفيذ مبادرات ملموسة تسهم في دمج الرقمنة وتساعد في نمو وتطور هذا القطاع الحيوي.
الجدير بالذكر أن إطلاق الدليل الشامل حول "التحولات الرقمية وأثرها على البنوك الإسلامية"، يأتي ضمن الجهود المستمرة التي يبذلها المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية لتعزيز التعاون، وتطوير صناعة التمويل الإسلامي، وتزويد الدول الأعضاء، والهيئات التنظيمية والمالية بأحدث آليات التقنيات المالية العاملة في قطاع المالية الإسلامية.
أخبار السعوديةالبنوك الإسلاميةمنظمة التعاون الإسلاميالحوكمة المؤسسيةالمجلس العام للبنوك والمؤسسات الماليةقد يعجبك أيضاًNo stories found.