كشفت وسائل إعلام عبرية عن صدمة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن كشف مسؤولين في المخابرات الأمريكية، إن تل أبيب غير قريبة من تدمير حركة حماس، رغم تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت إن الانتصار على الحركة بات على بعد خطوة واحدة.

صدمة مدوية للاحتلال من الاستخبارات الأمريكية

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، الذين عقدوا إحاطة إعلامية لأعضاء الكونجرس الأسبوع الماضي، إنه على الرغم من أن إسرائيل تسببت في تآكل القدرات القتالية لحركة حماس خلال الحرب المستمرة من 125 يومًا، إلا أنها غير قريبة من تدميرها.

وبحسب التقرير، يتساءل المسؤولون الأميركيون عما إذا كان هدف تدمير حركة حماس هو هدف واقعي، نظراً إلى أنها تعمل كقوة فدائية، وتختبئ في شبكة من الأنفاق يصعب اختراقها.

وبحسب المصادر الأميركية فإن الهدف الأكثر واقعية هو إضعاف القوة القتالية لحماس.

إحصاء أعداد القتلى لا يعني تحقيق أهداف الحرب

وقال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت مؤخرًا إن ما لا يقل عن 10000 من حركة حماس قتلوا وأصيب 10000 آخرين، وأصبحوا عاجزين - ووفقًا له، فإن هذا يمثل حوالي نصف القوة البشرية لحماس.

وبحسب التقرير، فإن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يمتنعون عن ذكر أرقام – لأنهم يعتقدون أن هذه التقديرات غير موثوقة، ولا معنى لها أيضاً.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح الشهر الماضي أن الجيش الإسرائيلي قد دمر بالفعل ثلثي حركة حماس، إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا في محادثات خاصة أن تقديراتهم كانت أقل، وأن ثلث أعضاء حماس فقط ربما دمروا بالفعل.

وتضيف الصحيفة أنه قبل الحرب، تشير التقديرات إلى أن حماس كان لديها ما بين 20 ألف إلى 25 ألف مقاتل.

وأضاف المسؤولون أن التجربة الأمريكية تظهر أن إحصاء عدد القتلى هو «لعبة حمقاء». ووفقا لهم، فإن العمليات التي يقتل فيها نفس المسلحين غالبا ما تؤدي إلى زيادة التطرف، وفي كثير من الأحيان تؤدى إلى زيادة أعداد تلك التنظيمات، مؤكدين إن إحصاء عدد القتلى لا يشير بالضرورة إلى تحقيق أهداف الحرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيش الاحتلال قطاع غزة الحرب على غزة المخابرات الامريكية حركة حماس حماس حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

جبل المكبر.. صرخة الهوية الفلسطينية من تلة عمر إلى جدران الحصار

أخذت اسمها من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وأنشئت فوق جبل المكبر، وتقع جنوب شرق مدينة القدس، بالقرب من جبل الزيتون، وتحديدا إلى الجنوب الشرقي من البلدة القديمة.وعلى مسافة 1.5 كم عن مدينة القدس، وتعرف بمقاومتها المستمرة دون توقف للاحتلال الإسرائيلي.

تبلغ مساحة أراضي بلدة جبل المكبر حوالي 5021 دونما. ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 30 ألفا، وهي تمتد من ناحية اجتماعية مع العائلات في السواحرة الشرقية والغربية. وبحكم الاحتلال تتواجد البلدة اليوم في داخل جدار الفصل العنصري رغم أن نفس عائلات البلدة موجودة في منطقة الشيخ سعد أو في السواحرة الشرقية التي فصلها الاحتلال قصرا، ومنع التواصل بين القسم الشرقي والغربي، ومنطقة الشيخ سعد من خلال إقامة جدار الفصل العنصري والحواجز الثابتة.


                                                  الجزء الشمالي من جبل المكبر.

تقع جبل المكبر في موقع جغرافي هام، وتتوسط البلدات والقرى التالية: سلوان، البلدة القديمة، صور باهر، الشيخ سعد، السواحرة، ابو ديس.

سُمّيت جبل المكبر بهذا الاسم نسبة إلى حادثة مشهورة في التاريخ الإسلامي، تفيد أن الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب كبّر على تلة القرية بعد الفتح الإسلامي للقدس عام 673 ميلادية عندما جاء إلى القدس الشريف ليتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس.

كما سمي بجبل الحديدية لوقوعه إلى الشرق من سكة الحديد، وأيضا الجبل الثوري بسبب وجود ضريح المجاهد الإسلامي "أبي ثور" بالقرب منه، و"أبو ثور" هو واحد ممن جاهدوا مع صلاح الدين الأيوبي في تحرير بيت المقدس، وسمي كذلك لأنه كان يركب ثورا عند فتح بيت المقدس.

احتلت بلدة جبل المكبر مع باقي مدينة القدس في عدوان الخامس من حزيران/ يونيو 1967، ولا تزال تعاني حتى اللحظة من الاحتلال والاستيطان في أراضيها، وهي تتبع إداريا لبلدية القدس التي تشرف عليها سلطات الاحتلال.

 ولا تستطيع التمييز بين هذه القرية العربية والمستوطنات التي باتت تحيط بها من مختلف الجهات، ومن تلك المستوطنات: مستوطنة "نوف تسيون" التي تحولت إلى "زهاف تسيون" والمقامة على 114 دونما من أراضي جبل المكبر. بالإضافة لمستوطنة أخرى قديمة أقيمت عام 1969 على أراضي بلدتي جبل المكبر وصور باهر تسمى "هرمون هنتسيف"، بالإضافة إلى مقر شرطة الاحتلال المسمى بـ "عوز".

كما قام الاحتلال بتقسيم بلدة جبل المكبر وإخراج جزء منها وهو حي الشيخ سعد من القدس وضمه إلى الضفة الغربية، وكذلك السواحرة الشرقية من حدود السواحرة، وقسمها إلى 3 مناطق، وهي السواحرة الغربية والشرقية والشيخ سعد.


                          تشتهر قرية جبل المكبر بمقاومتهم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي.

وتعاني البلدة من الإهمال والتهميش، كما تعرضت القرية للإهمال، وكغيرها من الأحياء الفلسطينية لم تخصص لها بلدية الاحتلال ميزانية، لتبقى  بدون خدمات أساسية للسكان. تحتفظ القرية بمساحات من الأراضي الزراعية، لكن هذا القطاع ضعيف جدا، ويعمل أغلب سكان جبل المكبر موظفين في القطاع الخاص وفي قطاع الخدمات.

ويشتهر سكان قرية جبل المكبر بمقاومتهم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر القرية بالحواجز الإسمنتية، وأيضا الإجراءات الأمنية المشددة وعمليات الاقتحام والتنكيل بسكانها، وتدمير للبنية التحتية المتهالكة أصلا.

ولا تعتبر الأطماع الإسرائيلية في أراضي جبل المكبر جديدة أو سرية فهي معلنة ومطبقة على أرض الواقع. كما أن ثمة نيات إسرائيلية لإقامة قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف الجبل، وتوسيع مستعمرة "نوف تسيون" المقامة على أراضي البلدة، منذ مطلع عام 2000.

المستعمرة التي يراد لها أن تكون أكبر المستعمرات داخل الأحياء المقدسية، شيدت بتمويل من مستثمرين يهود على أكثر من 100 دونما اقتطعت من أراضي جبل المكبر. وهناك نيات إسرائيلية لتوسيعها عبر بناء نحو 200 وحدة سكنية جديدة وعشرات الغرف الفندقية.

وبالطبع، فإن توسيع المستعمرة سيزيد الاحتكاك بين سكان جبل المكبر وقوات الاحتلال، ما سيعرقل الحياة اليومية للفلسطينيين ويعزز وجود الاحتلال في الأحياء العربية عبر إطلاق يد الاستيطان والمستوطنين بهدف وصل مستعمرات جنوب القدس بمستعمرات شطريها الغربي والشرقي.


                                        المنازل الواقعة في الجزء السفلي من جبل المكبر.

كذلك تخطط بلدية القدس المحتلة لنقل مركز شرطة "عوز" المقام  قرب مستعمرة "نوف تسيون" إلى مكان آخر في جبل المكبر على أراضي الفلسطينيين، وهذا الأمر سيسهل لقوات الشرطة الإسرائيلية الوصول إلى الأحياء المقدسية كجبل المكبر وصور باهر وغيرها.

كذلك يعتزم الاحتلال إقامة قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف جبل المكبر ما سيحيط سكان الجبل بالحواجز المؤدية إلى القاعدة وسيقيد تحركاتهم وتنقلاتهم، إضافة إلى الإزعاج المترتب على التدريب العسكري في مكان قريب من السكان، ما قد يرفع خطر القتل والاستهداف للمقدسيين في جبل المكبر والأحياء المجاورة.

المصادر:

ـ  "جبل المكبر" - قضاء القدس- (قرية حالية)، موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ "جبل المكبر..قرية يدعس أبناؤها الاحتلال"، الجزيرة نت، 15/3/2017.
ـ  "جبل المكبر.. ميدان مقاومة وقلعة تحد"، المركز الفلسطيني للإعلام،27/4/2020.
ـ "جبل المكبر نقطة اشتعال لا تنطفئ"، عربي21، 14/2/2022.
ـ ملاك خالد، "جبل المكبر: صرخة عالية في مواجهة مخططات تهويد القدس"، الميادين نت، 2/2/2023.

مقالات مشابهة

  • بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
  • إغلاق السفارة الأمريكية في القدس من الأربعاء إلى الجمعة
  • ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
  • القسام تعلن تفجـ.ير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية
  • المخابرات الأمريكية تكذب مزاعم إسرائيل حول قنبلة إيران النووية
  • رئيس وزراء العراق: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة
  • جبل المكبر.. صرخة الهوية الفلسطينية من تلة عمر إلى جدران الحصار
  • في خضم الحرب مع إيران.. “انتعاش” محادثات الصفقة بين حركة الفصائل الفلسطينية وتل أبيب ونتنياهو يصدر تعليماته للمضي قدما
  • لليوم الثاني على التوالي.. المقاومة الفلسطينية تنفذ كمينا مركبا للاحتلال في غزة
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟