بوابة الوفد:
2025-07-01@01:07:37 GMT

البشر.. وسحر السلطة

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

يدهشنى ويستوقفنى دائماً تأمل تصرفات الإنسان قبل وأثناء توليه منصب يخوله إصدار قرارات تتعلق بمصائر وأرزاق الآخرين وخاصة فى مجتمعاتنا المتخلفة المليئة بصور من الشللية الفاسدة والمحسوبيات البغيضة، فهو قبل الوصول إلى المنصب الذى يطمح اليه تجده إنساناً لطيفاً ودوداً يكاد يقبل أيادى المسئولين والوسطاء الذين يتصور أنهم من سيرشحونه أو سيوافقون على ترشيحه أو تأهيله لبلوغ مبتغاه! وما إن يتولى منصبه الجديد تجده يتحول إلى إنسان آخر فيتعالى على الناس ويبدأ فى تصفية حساباته مع الجميع ويتعنت فى اتخاذ قرارات غير مدروسة فيولى المناصب القيادية والمسئوليات المختلفة فى وزارته أو فى الهيئة المسئول عنها لشلته وأصدقائه حتى ينعم بصحبتهم ووجودهم إلى جواره ويغدق عليهم بما لا يستحقون من عطايا ومكافآت فى الوقت الذى يبعد عنه الكفاءات والشخصيات المنافسة التى يتوقع أن تشكل عليه عبئاً فى الرقابة والمتابعة، فضلاً عن إمكانية أن تخلفه فى المستقبل.

.إلخ!! ومع هذا وذاك تجده يبحث عن كيفية الانتقام من كل من وقف فى طريقه يوماً أو من عاقبه يوماً على خطأ ارتكبه فى عمله أو من كان يرى فيه منافساً فى أى شىء لينتقم منه ويبتدع الكثير من الوسائل للتنكيل به والنيل منه وإذلاله!!

إن هذا النوع من البشر والمسئولين أياً كان موقعهم وقوة سلطانهم يتناسون أنهم فى الأساس أدوات للسلطة الحقيقية وأعنى بها سلطة القدر الإلهى، إنهم مجرد لعبة فى يد القدر الذى ينفذ بها الله إرادته فى خلقه! فمن يتصورون أنهم وجدوا لإيذاء هذا الشخص أو ذاك واستبعاده قد يكونون هم من يدفعونه إلى المكان الأكثر لياقة به دون أن يشعروا! وأن ذلك الشخص الذين يولونه منصباً ليس مؤهلاً له أو أهلاً له قد يكون هو المنصب الذى يودى به وبهم جميعاً إلى السجن أو إلى الجحيم! 

وكم شاهدت فى حياتى نماذج من أمثال هؤلاء الرؤساء وأصحاب السلطة الذين يتجبرون على الناس ويستخدمون سلطتهم كأداة للمنح والمنع متباهين بذلك ومتصورين أنهم هم مَن يكافئون أو يمنعون، وهم فى واقع الحال لا يملكون من أمرهم شيئاً وكان من الأفضل لهم أن يعتبروا هذا المنصب منحة إلهية جاءتهم ليكونوا أمناء على المسئولية فى خدمة بلدهم وشركائهم فى الوطن، ومن ثم يتقنون عملهم ويختارون الأصلح لتحمّل المسئوليات الأدنى أياً كانت عواطفهم الشخصية وتوجهاتهم العقلية وبعيداً عن القيل والقال والاستماع إلى رفقاء السوء و«كذابين الزفة» ومتقنى النفاق والتملق!، ولأنى كنت مدركاً لكل ذلك ورغم كل ما عانيت من مؤامرات ومكائد فى حياتى الشخصية والمهنية، فقد حرصت أشد الحرص على ألا أنسى أبداً – فى كل ما توليت من مناصب حسب إرادة الله وما كتب لى القدر- أن المنصب ليس منحة أو للوجاهة، بل للعمل وإتقان أداء المسئولية دون نظر لما يمكن أن يأتينى من ورائه من مكاسب أو أرباح! وكم كان الأصدقاء والزملاء على اختلاف درجاتهم ووظائفهم يتعجبون من «ذلك العميد الذى لا يجلس على مكتب، ولا يرغب فى تجديد مكتبه، ولا يسعى لمشاركة أحد فى الكلية التى يرأسها عملاً ليس من اختصاصه، ويستمع للجميع بلا وسائط ولا تمييز، وليس له شلة أو جواسيس على موظفيه.. إلخ»!

أقول ذلك بمناسبة قرب تشكيل مجلس وزراء جديد يقود العمل الوطنى العام فى عصر «الجمهورية الجديدة» وما يترتب على ذلك من تعيينات فى المناصب التراتبية الأدنى، وتحسباً لما يحدث فى مصرنا الغالية من فساد ووساطات فى التعيينات فى الوظائف الكبرى مما يتسبب فى النهاية فى كل ما نعانيه من مشكلات فى كل مجالات حياتنا، إذ إن الكثير منها يتم على قاعدة «أعطى من لا يملك لمن لا يستحق» إلا من رحم ربى!! 

إن الحياة السياسية والاقتصادية لن تنصلح فى مصر ولن يأتى الرخاء والتقدم والاستقرار والريادة المنشودة لمصر إلا عبر تغيير السياسات العليا التى على أساسها يتم اختيار القيادات والمسئولين الكبار فهم رأس السلطة التنفيذية ومتخذو القرار، وإن لم يكونوا من الأصل مختارين بموضوعية مطلقة وبكفاءة عالية، ومن أناس لا يخشون فى الحق لومة لائم ولا يسعون إلى تحقيق أى مآرب أو مصالح شخصية، فسنظل نعيش فى مجتمع تحكمه قيم ثقافة التخلف ويعانى الفقر فى كل شىء. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصرفات الإنسان الناس

إقرأ أيضاً:

اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف

اكتشف باحثون أكثر من 20 فيروسا جديدا داخل الخفافيش في الصين، مما يثير مخاوف من احتمال انتقال هذه الأمراض إلى الماشية أو حتى البشر.

وأجرى الدراسة باحثون من المختبر الرئيسي الإقليمي للسيطرة على الأمراض الحيوانية المنشأ والوقاية منها بمقاطعة يونان الصينية، في معهد يونان للوقاية من الأمراض المتوطنة ومكافحتها، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة بلوس باثوجينز (PLOS Pathogens) في 24 يونيو/ حزيران الجاري وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.

حدد الباحثون باستخدام التسلسل الجيني 22 فيروسا في أنسجة كلى 142 خفاشا جمعت في مقاطعة يونان بين عامي 2017 و2021، اثنان منها متشابهان وراثيا مع فيروسي هيندرا ونيباه هينيبا القاتلين. وكشف التحليل أيضا عن أنواع أخرى من البكتيريا وطفيلي لم تكن معروفة سابقا للعلماء.

وبحسب الفريق، تم العثور على الخفافيش وهي تتجول قرب بساتين الفاكهة المجاورة للقرى الريفية المأهولة بالسكان.

تمثّل هذه الدراسة -وتحديدا اكتشاف فيروسين من نوع هينيبا لم يكونا معروفين سابقا ويطلق عليهما الآن اسم فيروس هينيبا خفاش يونان 1 و2- أول جينوم كامل الطول لهذا النوع من الفيروسات يكتشف في الخفافيش الصينية.

إلى جانب اكتشاف الفيروسات، أفاد الفريق أيضا بالعثور على طفيلي وحيد الخلية لم يكن معروفا سابقا يدعى كلوسيلا يونانينسيس (Klossiella yunnanensis)، ونوعين بكتيريين وفيرين للغاية أحدهما الفلافوباكتيريوم يونانينسيس (Flavobacterium yunnanensis)، يوصف لأول مرة.

كيف تنقل الخفافيش الميكروبات؟

حذر الباحثون من أن البول يمكن أن يكون طريق لانتقال فيروسات هينيبا، مما يزيد من خطر تلويث الخفافيش للفاكهة التي يستهلكها البشر أو الحيوانات، ويمهد الطريق لتفشي المرض.

وصرح عالم الفيروسات الجزيئية، البروفيسور فينود بالاسوبرامانيام، من جامعة موناش الأسترالية: "تثير هذه الفيروسات قلقا بالغا لأنها وجدت بشكل رئيسي في كلى الخفافيش، وهو عضو مرتبط بإنتاج البول، مما يثير القلق بشأن احتمال تعرض البشر لها عن طريق الفواكه أو المياه الملوثة".

إعلان

كانت فيروسات هينيبا مسؤولة عن تفشيات عالية الوفيات في الماضي، وتشترك فيروسات خفافيش يونان المكتشفة حديثا فيما بين 52% و57% من مادتها الوراثية مع هذه الفيروسات الخطيرة.

وفي حين ركزت الدراسات الفيروسية السابقة على الخفافيش على عينات البراز، حرصت الدراسة على الانتباه إلى الأعضاء الداخلية – وخاصة الكلى – نظرا لدورها في نقل الأمراض.

وتشير النتائج إلى أن مجموعة أوسع من التهديدات الميكروبية قد تكون موجودة في هذه الأنسجة التي لم تدرس بشكل كاف، مما قد يزيد من خطر انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ.

وقد تورطت الفيروسات التي تنقلها الخفافيش في العديد من تفشيات الأمراض الحيوانية المنشأ الرئيسية، بما في ذلك الإيبولا وماربورغ وسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وكوفيد-19. يمكن أن تنتقل هذه العوامل الممرضة إلى البشر مباشرة أو من خلال عوائل وسيطة، غالبا عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث.

مقالات مشابهة

  • أحمد مهدي يكتب: صبايا العنب وعرائس المعدية .. ترحموا عليهن فكل ذنبهم أنهم فقراء
  • اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف
  • بوانو يتهم أخنوش بـ"الاتجار في البشر"
  • كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون
  • مستثمرون يسترخصون أرواح البشر
  • شخصية أرثوذكسية عائدة الى الساحة والعين على هذا المنصب
  • لماذا تعلّم موسى من الخضر رغم أنه نبي؟.. يسري جبر يوضح
  • ساتي للخارجية ..!!
  • السعودية تفرض الإقامة الجبرية على محافظ حضرموت تمهيداً لإعلان البديل (الإسم المنصب)
  • قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم ندوة تثقيفية بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية