مدفوع سياسيا.. هاريس تنتقد تقرير وزارة العدل عن بايدن
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
انتقدت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الجمعة، تقرير المستشار الخاص لوزارة العدل بشأن سوء تعامل جو بايدن مع وثائق سرية، ما أثار تساؤلات حول ذاكرة الرئيس. ووصفت هاريس التقرير بأنه "مدفوع سياسيا" و"غير مبرر".
كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيشكل قوة عمل لحماية المواد السرية بين الفترات الرئاسية.
التقرير الذي أعده المستشار الخاص، روبرت هور، وجد أدلة على أن بايدن احتفظ بمعلومات سرية، لكنه أوضح أن الأدلة لا تفي بمعايير توجيه تهم جنائية.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أخطأ في الاحتفاظ بالوثائق في منزله. وصرح إيان سامز، متحدثا باسم البيت الأبيض، بأن بايدن سيعين قريبا قوة عمل "لضمان إجراءات أفضل" من أجل حماية المواد السرية عند تبدل الإدارات.
ووصف التقرير ذاكرة الرئيس الديمقراطي (81 عاما) بأنها "ضبابية" و"غامضة و"ضعيفة". كما أشار إلى أن بايدن لا يستطيع أن يتذكر تواريخ تخص معالم بارزة في حياته، كتوقيت وفاة ابنه بو، أو عندما شغل منصب نائب الرئيس.
وردا على سؤال من أحد الصحفيين في ختام فعالية لمنع العنف المسلح في البيت الأبيض، قالت هاريس إنها بصفتها مدعية عامة سابقة، تعتبر تعليقات هور "غير مبررة، وغير دقيقة، وغير مناسبة".
وأشارت إلى أن لقاء بايدن مع هور، الذي استمر يومين، حدث مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل، حيث قتل أكثر من 1200 شخص واحتجزت نحو 250 رهينة، بما في ذلك العديد من الأمريكيين.
وقالت هاريس: "لقد كانت لحظة صعبة بالنسبة للقائد الأعلى للولايات المتحدة الأميركية"، مضيفة أنها أمضت ساعات طويلة مع بايدن ومسؤولين آخرين في الأيام التالية وكان "مسيطرا على كل الأمور".
وتابعت "الطريقة التي تم بها وصف سلوك الرئيس في ذلك التقرير لا يمكن أن يكون أكثر خطأ فيما يتعلق بالحقائق، ومن الواضح أنه مدفوع سياسيا وغير مبرر".
واختتمت هاريس حديثها بالقول إن المستشار الخاص يجب أن يتمتع "بمستوى أعلى من النزاهة عما رأيناه".
وجاءت تعليقاتها بعد يوم من تأكيد بايدن على أن "ذاكرته جيدة"، وبدا غضبه واضحا عندما نفى نسيان تاريخ وفاة نجله بو بسرطان الدماغ، عام 2015، عن 46 عاما.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
أمريكا أولًا أم ترامب .. الجارديان: البيت الأبيض لمن يدفع أكثر
اثار استقبال الرئيس الامريكي دونالد ترامب لهدايا واستثمارات ضخمة من دول اجنبية، لا سيما من الخليج العربي، موجة من التحذيرات والانتقادات غير المسبوقة، وسط مخاوف متزايدة من ان تتحول السياسة الخارجية الامريكية في عهد ترامب الى منظومة قائمة على ادفع لتربح، في تحد صارخ لاعراف الحكم الرشيد وحتى للدستور الامريكي.
وبحسب ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فقد حذر عدد من الخبراء القانونيين والمسؤولين السابقين في البيت الابيض ووزارة الخارجية من ان قبول ترامب لهدايا ضخمة واستثمارات ذات طابع شخصي يشكل سابقة خطيرة في التاريخ الرئاسي الامريكي، لا سيما مع تغليب منطق "امريكا اولا" الذي يبدو، وفق منتقديه، انه يخدم مصالح ترامب وعائلته بالدرجة الاولى.
في زيارة اعتبرت الاكثر اثارة للجدل حتى الان في فترته الثانية، تلقى ترامب عرضا من قطر لتقديم طائرة فاخرة من طراز بوينج 747-8، قدرت قيمتها بـ400 مليون دولار، كهدية يمكن ان تستخدم كطائرة رئاسية مؤقتة، او لاحقا كجزء من مكتبته الرئاسية. وقد وصف ترامب الهدية بـ"اللفتة الرائعة"، معتبرا انه سيكون غبيا ان لم يقبلها.
وفي الوقت نفسه، تضخ صناديق اماراتية مليارات الدولارات في عملات رقمية مرتبطة بعائلة ترامب، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لاطلاق تشريعات جديدة تنظم سوق "الستيبلكوين"، وهو ما يرى فيه البعض استغلالا مباشرا لمنصبه الرئاسي لتحقيق مكاسب مالية شخصية.
ورغم أن الهدية الرسمية موجهة لوزارة الدفاع، الا ان العديد من اعضاء الكونجرس الامريكي اعتبروا ان هذا النوع من الكرم الأجنبي يمثل خرقا محتملا لبند المكافآت في الدستور الذي يحظر على أي مسؤول فيدرالي – بمن فيهم الرئيس – قبول هدايا من حكومات اجنبية دون موافقة الكونجرس.
علق السيناتور الديمقراطي كريس مورفي بغضب قائلا: “هذا ليس أمريكا أولا، بل ترامب أولا. انه على استعداد للمخاطرة بأمن البلاد مقابل طائرة مطلية بالذهب له ولأصدقائه في مارالاجو.”
ويشير خبراء الأخلاقيات الى ان ادارة ترامب كسرت كل القواعد المتعارف عليها في التعامل مع الهدايا والصفقات، حيث كانت الإدارات السابقة ترفض حتى أبسط الإغراءات، مثل ساعة فاخرة او مضرب بيسبول موقع. لكن في عهد ترامب، باتت الهدايا تستقبل، وتوظف، بل وتربط بسياسات خارجية ملموسة.
وقال ريتشارد باينتر، المستشار القانوني في ادارة جورج بوش الابن: “اذا كان بامكان طائرة أو صفقة عمل ان تغير موقف أمريكا من حرب او مفاوضات، فهذا يعني اننا اصبحنا قاب قوسين من بيع السياسة الخارجية الامريكية لمن يدفع أكثر”.
وحذر أحد الدبلوماسيين الأوروبيين من تدفقات سرية هائلة من الأموال عبر العملات الرقمية، مشيرا الى ان شركات وهمية، بعضها مرتبط بالصين، اشترت خلال أيام عملات رقمية تحمل اسم ترامب بقيمة تفوق 300 مليون دولار، دون شفافية حول مصدرها او هدفها.
بينما يرى انصار ترامب ان ما يجري هو مجرد امتداد لاسلوبه "الصفقاتي"، يرى خصومه ان الامر تجاوز كل الحدود الاخلاقية، وبات يهدد بفقدان الولايات المتحدة لمصداقيتها الدولية. وقال روفوس جيفورد، الرئيس السابق لبروتوكول وزارة الخارجية الامريكية: “هذه الهدايا ليست ترفا. رفضها هو ما يميز بين الديمقراطية والفساد. لكن ترامب يحتقر تلك المؤسسات التي وجدت لحماية الشفافية.”