الأسبوع:
2025-06-27@14:24:28 GMT

قيمة العطاء الواعي

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

قيمة العطاء الواعي

العطاء حثت الأديان السماوية والثقافات السامية على ( العطاء).. وهو رمز لتحضر الدول التي تنتشر بها ثقافه التطوع، ويعني أنك اخترت بإرادتك الحرة أن تكون معطي دون إلزام أو إجبار.

وقديما اقتصر مفهوم المعطي على الغني فقط، وتصدر المال مادة العطاء، ومع زياده الوعي الجمعي اتسع المفهوم ليشمل العطاء الثقافي، والجسدي، و المعنوي.

. بل واندرج تحته.. عطاء الكلمة.. عطاء جبر الخاطر.. عطاء الموقف.

فالعطاء يا سادة يشعرنا بالرضا العام عن أنفسنا، وأننا لدينا قدر من المحاولات تجاه الآخرين (وعلى الأقل في هذه الفترة العصيبة من الأحداث الدامية التي تحدث في غزة)

العطاء يجعلنا نخرج بعيدآ عن دائرة أنفسنا، والتركيز الشديد فيما نملك من أزمات.

وللأسف أغلقنا عقولنا، وأبصرنا عليها، ولم نعد نري الدنيا بحقيقتها إلا من خلالها فتضخمت وأصبحت كالوحش تلتهمنا.

وبالعطاء نخرج بعيدا عن ذواتنا، وندرك أن في الحياة قضايا مصيرية أخري تستحق اهتمامنا، وأننا نعمل تحت مظله (وسارعوا).

ويحمل العطاء في طياته معنيين هما العطاء العادي، والعطاء الواعي.. والأول عبر عنه في كتاب الله بالصدقه في قوله { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ } [ التوبة: 103]..

ويعني العطاء العادي أى الانفاق من نفس جنس ما تملك.. فإن كان رزقك المال اجعل مسار إنفاقك المال.. وإن كان رزقك الجاه والسلطة، فاجعل مسار إنفاقك قضاء حوائج الناس، والسعي عليها.. وإن كنت تملك العلم والحكمة والمشورة فاجعلها من مسارات إنفاقك لتحقق التطهير في قوله تعالي (ليطهركم).

ويأتي هنا العطاء الواعي، أو الصدقة الواعية، وتعني أن يكون مسار انفاقك من نفس جنس الوجع، أو الألم (ما فقدت) وهذا ماعبر عنه الله عز وجل فى كتابه الكريم (وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة:٦]

وهو ما يطلق عليه تمام النعمة، ويعني الجزء المتمم لما فقدت من هذه النعمة، فتعمل علي إكمال الناقص بالإنفاق في نفس جنس مسارات مافقدت، حتي يتم الله عليك نعمته بعد التطهير، فإن كان رزقي أن زواجي قد تأخر فيكون مسار إنفاقي هنا للمتعسرين في الزواج (إعداد متطلبات الزواج)، وإن كان ابتلائي أني لم أرزق بالأولاد فتكون مسارات إنفاقي على تقديم المساعدات للعمليات الطبية كالحقن المجهري وزراعه الأجنة، ولو تعسرت في دراستي يكون مسار إنفاقي علي المتعسرين في دراستهم، ليكون إنفاقي من نفس جنس وجعي.

أحداث كثيرة في حياتنا تحتاج منا إلي تفهم ووعي حتي يكون عطاءنا في المكان الصحيح، لذلك تذكر أنه قد يحدث التطهير جزاء الصدقة، ولكن تمام النعمة قد يتاخر إذا لم تكن تمتلك الوعي لإلتقاط ماتفقد وكيف تنفق؟، فقد تملك الأموال ولكنها بلا أرباح، وتملك العلاقات ولكنها بلا جدوي، وتملك العلم ولكنه بلا فائدة.. اجعل عطائك واعي، وفي مكانه الصحيح.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأديان السماوية الحقن المجهري

إقرأ أيضاً:

أكد الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. أمير المدينة: القيادة تهتم بدعم مسارات التنمية الشاملة

البلاد (المدينة المنورة)
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن القيادة الرشيدة-أيدها الله- تولي عناية واهتمامًا بالغَين بكل ما من شأنه دعم مسارات التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة؛ بما يُعزز جودة الحياة، ويُسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، ويواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030.
جاء ذلك خلال لقاء سموه بصاحب السمو الأمير محمد بن عبدالعزيز بن تركي، المشرف العام على البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق “تنمية”، والوفد المرافق له.
وأشار سموه إلى أن الجهود التنموية في المنطقة، تسير وفق توجيهات القيادة الرشيدة-أيدها الله- في دعم المبادرات الوطنية الهادفة، وفي مقدمتها البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق، الذي يُعدّ أحد النماذج التنموية الطموحة؛ إذ يرتكز على منهجيات علمية ومجتمعية في دراسة أوضاع المجتمعات المستهدفة، وتحليل احتياجاتها، ووضع البرامج والتدخلات التنموية المناسبة، وتوفير بيئة مستقرة وحياة كريمة لها.
وأعرب سموه عن تطلّعه إلى أن تسهم منظومة العمل التنموي في المنطقة، من خلال هذا البرنامج، في تعزيز الشراكات الفاعلة بين القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وتكامل الجهود بما يضمن تحقيق أثر إيجابي مستدام، ويُسهم في إحداث تنمية يلمس المواطن نتائجها في واقعه اليومي.
وفي السياق ذاته، استعرض اللقاء جانبًا من أعمال البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق “تنمية” بمنطقة المدينة المنورة، الذي يهدف إلى تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة للسكان المنتقلين، والارتقاء بمستوى معيشتهم؛ بما يتوافق مع الأنظمة المحلية وأفضل الممارسات الدولية، وبالشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية.

مقالات مشابهة

  • منظومات "يارس" للصواريخ الاستراتيجية الروسية تبدأ تسيير دوريات قتالية في إقليم ألتاي
  • «تطوير» تطلق المرحلة التدريبية من «مسار»
  • سويكر يحذر من إحاطة البعثة ويدعو إلى مسارات ليبية بديلة
  • بكلمات مؤثرة.. حمزة المثلوثي يعلن رحيله رسميًا عن الزمالك بعد خمس سنوات من العطاء
  • بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث الحثيث
  • أكد الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. أمير المدينة: القيادة تهتم بدعم مسارات التنمية الشاملة
  • مصطفى بكري ناعيا الكاتب الكبير محمد عبد المنعم: صاحب رحلة طويلة من العطاء والألم
  • «مسار إجباري» يُحيي حفلاً جديدًا في هذا الموعد بساقية الصاوي
  • المكتب السياسي يدعو لتصويب مسار اجتماعات العليمي
  • "الشورى" يدعو لدراسة تحديد مسار يمر عبر الطرق ويربط مناطق المملكة