سلط مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على المعاناة المتفاقمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي الشرس على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي خاصة مع إصرار الجانب الإسرائيلي على توسيع نطاق القصف تجاه جنوب القطاع واستهداف مدينة رفح التي باتت تشكل الملاذ الأخير لسكان غزة.


وأشارت كاتبة المقال مارجريتا ستانكاتي إلى أن الحرب دفعت ما يقرب من مليون فلسطيني إلى الفرار من شمال غزة نحو الجنوب ليحتموا بالملجأ الأخير لهم في مدينة رفح التي تقع في أقصى جنوب القطاع.
ولفت المقال إلى أن المدينة تحولت بعد تكدس الفلسطينيين بها إلى مدينة من الخيام البالية لتشكل واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية على مدار أعوام، موضحا أن تلك الأوضاع المأساوية لسكان القطاع أسهمت في زيادة الضغط من جانب المجتمع الدولي على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوقف عن مهاجمة المدينة والتي باتت تضم ما يزيد على 1.3 مليون فلسطيني أو ما يوازي أكثر من نصف سكان القطاع.
ونوه المقال في هذا السياق إلى أن التعداد الطبيعي للمدينة لا يتجاوز 300 ألف نسمة، موضحا أن ما يقرب من مليون فلسطيني اضطروا للفرار من شمال القطاع إلى مدينة رفح في الجنوب هربًا من ويلات القصف الإسرائيلي.
وأشار المقال إلى أنه في ظل تلك الأوضاع القاسية تزداد المخاوف من قيام إسرائيل بشن هجوم بري على مدينة رفح، وتطرق إلى الموقف الدولي من قيام إسرائيل بشن أي هجوم على رفح، حيث يشير إلى القلق الذي ينتاب الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أن يتسبب مثل هذا الهجوم في وقوع أعداد لا حصر لها من الضحايا.
وأوضح المقال أن تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وارتفاع أعداد الضحايا تسببا في زيادة حالة الإحباط داخل الإدارة الأمريكية، لافتا إلى تحول موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من المساندة المطلقة لإسرائيل في بداية الصراع إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار، ويشير المقال كذلك إلى مطالبة الإدراة الأمريكية للجانب الإسرائيلي بعدم شن أي هجوم على مدينة رفح قبل توافر الضمانات الكافية لحماية المدنيين.
وأشار المقال في الختام إلى أن معظم المساعدات الإنسانية التي يتلقاها سكان قطاع غزة من وكالات الإغاثة الدولية ومنظمات الأمم المتحدة تصل إليهم عن طريق الجنوب مرورا بمدنية رفح موضحًا أن تلك المساعدات تمثل المصدر الوحيد لسكان القطاع للوفاء باحتياجاتهم الأساسية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغارات الإسرائيلية مدینة رفح إلى أن

إقرأ أيضاً:

"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي

مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى، تتزايد الأصوات المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لا سيما بين جنود وضباط الاحتياط. وقد خرج بعضهم عن صمته علنًا، في انتقاد غير مسبوق للحكومة وقراراتها التي يصفونها بأنها غير أخلاقية وتحمل دوافع سياسية. اعلان

ومن بين هؤلاء يوڤال بن آري، جندي احتياط خدم في جولتين داخل القطاع، الأولى في الشمال والثانية في الجنوب، وقد أعلن عبر مقابلة مع شبكة NBC أنه يرفض المشاركة في ما وصفه بـ"جرائم حرب"، مشددًا على أن "الموقف الوطني الحقيقي هو أن تقول لا".

كما عبّر عن شعوره بالخجل والذنب حيال معاناة المدنيين في غزة، قائلاً: "أناشد الحكومة الإسرائيلية وقف تجويع مليوني إنسان".

بن آري، الذي أعيد تجنيده في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 رغم إصابته السابقة في ساقه، أشار إلى أن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده خلال المهمة الأولى دفعته لاحقًا إلى طلب إعفائه من المهمة بعد أسبوع واحد فقط على انتشار جديد جنوب القطاع في آذار/مارس. وقد كتب عبر وسائل التواصل: "لن أرتدي هذا الزي العسكري ما دامت هذه الحكومة في السلطة".

ورغم تلقيه دعمًا من بعض أفراد عائلته وأصدقاء مقرّبين، فقد واجه بن آري أيضًا اتهامات بـ"الخيانة" و"التخلي عن الرهائن"، وهي اتهامات قال إنه كان يتوقعها. ودوّن تجربته لاحقًا في مقال بصحيفة "هآرتس" دون الإفصاح عن هويته.

تصاعد المعارضة داخل المؤسسة العسكرية

لم يكن موقف بن آري معزولًا عن موجة اعتراض آخذة في الاتساع، فمع انطلاق عملية "عربات جدعون" مطلع الشهر الجاري، تصاعد زخم الرافضين داخل الجيش الإسرائيلي.

ووفق منظمة "ريستارت إسرائيل"، التي ترصد الاعتراض على سياسات الحكومة، فقد وقّع أكثر من 12 ألف جندي حالي وسابق على رسائل احتجاج منذ انهيار الهدنة في آذار/مارس، دعوا فيها إلى وقف الحرب، وأعلنوا رفضهم أداء أي مهام قتالية مستقبلية في حال استمرارها.

جنود من الجيش الإسرائيلي ينعون الرقيب أول روعي ساسون، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.Maya Alleruzzo/ AP

وفي هذا السياق، برز موقف الطيار المتقاعد غاي بوران (69 عامًا) في مقابلة مع شبكة NBC، والذي عبّر عن رفضه العلني لما يجري، مؤكدًا من تل أبيب أن الاعتراض لا يأتي من منطلق التعب بل لأن "هذه الحرب غير شرعية".

وكان بوران من أوائل من بادروا إلى صياغة رسالة احتجاج وقّع عليها نحو 1200 من الطيارين الحاليين والسابقين. واعتبر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "غارق في مشاكل قانونية خطيرة"، في إشارة إلى محاكمته في قضايا فساد.

ورأى بوران أن الحرب تُدار خدمةً لمصالح الشركاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى هدنة مع حماس، كما دعا كلاهما إلى "إبادة كاملة" للحركة، واحتلال غزة مجددًا وإعادة توطينها. وعلّق بوران قائلًا: "إسرائيل أصبحت رهينة لهذا الابتزاز السياسي".

حرب "غير إنسانية"

اعتراضات أخرى برزت من داخل صفوف ضباط الاحتياط. أحدهم، برتبة رائد، أعرب عن قلقه من تصريحات بعض الوزراء بشأن استخدام التجويع كأداة ضغط، قائلاً: "هذه لم تعد حكومة أخلاقية... على الجيش أن يضع حدًا لهذا الجنون".

وعلى الرغم من أن القانون الإسرائيلي يمنع فصل الموظفين دون مبرر قانوني، أفادت تقارير بأن الجيش قام فعلًا بفصل أو تهديد عدد من الجنود الموقّعين على رسائل الرفض.

في المقابل، اكتفى الجيش الإسرائيلي بإصدار بيان مقتضب قال فيه إن "الجنود الاحتياطيين الذين يتركون عائلاتهم ووظائفهم للدفاع عن البلاد هم ركيزة أساسية في قوة الجيش"، من دون أن يتطرق إلى الانتقادات أو الخلفيات السياسية المرتبطة باستمرار الحرب.

Relatedمظاهرات في تل أبيب تطالب بعودة الرهائن وبإنهاء الحرب في غزةإسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزةغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفح

وفي ختام تصريحاته، قال بوران إن الصراع الجاري لم يعد سوى "حرب انتقام"، محذرًا من غياب الحلول الواقعية: "حتى الجيش يقول إن هذا ليس حلًا طويل الأمد. إذا احتلّ غزة، فعليه أن يطعم سكانها، ويعالجهم، ويوفر لهم التعليم والبنية التحتية. من سيتولى ذلك؟".

اعلان

أما بن آري، فاختصر موقفه بالقول: "لا يمكن تهجير مليوني إنسان من ديارهم بهذه البساطة... هذا فعل غير إنساني".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • شهيد ومصابون في قصف للعدو الإسرائيلي على مدينة غزة
  • جرّاحة بريطانية: مجزرة حقيقية وقعت بمركز توزيع المساعدات برفح
  • بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل ممنهج الأبراج السكنية في مدينة غزة
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف تفاصيل الضربات الأخيرة على سوريا
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف عدة مواقع في ريفي اللاذقية وطرطوس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على الساحل السوري
  • وول ستريت جورنال: أميركا تخسر تفوقها الصناعي العسكري بينما تتقدم الصين بثبات
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل تخشى العزلة بسبب محادثات ترامب مع إيران