أطلقت القمة العالمية للحكومات 2024، تقرير المرونة الوطنية بعنوان “تحويل أنظمة المرونة الوطنية من أجل الأجيال القادمة”، بالتعاون مع “آرثر دي ليتل”، شركة الاستشارات الإدارية العالمية؛ بهدف دعم قادة الهيئات والجهات الحكومية في تعزيز المرونة الوطنية وتجنّب المخاطر المحتملة، الاجتماعية والاقتصادية، الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الأزمات الوطنية والتي قد تصل كلفتها إلى نحو 30 تريليون دولار خلال العقدين المقبلين.


ويسلط التقرير الضوء على الممارسات الحكومية الرائدة، ويحدد، بالاعتماد على دراسات وبيانات وأبحاث شاملة، الاستثمار الذي يجب على الدول توجيهه لتعزيز مرونتها، كما يقدم للقيادات الحكومية رؤى قابلة للتطبيق على أنظمتها الخاصة بتحقيق المرونة الوطنية، وذلك تماشياً مع شعار “استشراف حكومات المستقبل”.
ويأتي إطلاق التقرير بالتزامن مع تزايد مضطرد للكوارث، التي تصاعدت على مدار القرن الماضي، بمقدار 50 ضعفاً، وأصبحت في العقود الخمسة الماضية أكثر تواتراً وشدة؛ ما أثر على الدول بشكل كبير، وهي مرشحة للاستمرار في عصر تغير المناخ والتطورات التكنولوجية السريعة.
وقال أليكس بيرسكي، المؤلف المشارك للتقرير وشريك في “آرثر دي ليتل”: “إن المرونة الاجتماعية والاقتصادية هي نتيجة لنظام مرونة وطني جيد الهيكلة والتنظيم، ويتم تمكينه من خلال برامج استثمار حكومية شاملة ومستدامة، ويقع على عاتق قادة اليوم واجب إلهام وتطوير والحفاظ على ثقافة المرونة عند المواطنين والمجتمع والقطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية وغير الربحية لصالح الأجيال القادمة”.
من جهته قال محمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات: “على القيادات الحكومية تطوير طريقة عملها والتركيز بشكل مباشر على بناء المرونة الوطنية التي تناسب عالم اليوم، وذلك للحد من المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات والاقتصادات في أوقات الأزمات، ومع وضوح هذه الحاجة، يتطلب تطوير أنظمة متكاملة وقوية تحقق المرونة الوطنية تحولاً نموذجياً يبتعد عن الأساليب المنعزلة ويركز على دورة حياة الاقتصاد بأكمله ويتمحور حول الفرد”.

وعدّد التقرير 10 عوامل رئيسة يمكن للقادة تبنيها عند تطوير استراتيجيات المرونة الوطنية وهي:
التحالفات: حيث تساهم التحالفات الدولية والتحالفات السياسية الوطنية واتفاقيات المساعدة المتبادلة في دعم تحديد المخاطر، والحد منها، والإنذار المبكر بالحوادث التي قد تتصاعد.
القيادة: تعد القيادة الملهمة والملتزمة إلى جانب الرسائل متعددة القنوات المباشرة إلى جميع شرائح المجتمع أمراً ضرورياً.
التنسيق: ويشمل إنشاء هيئة تنسيق وطنية لإدارة المخاطر، والجاهزية، ووضع المعايير، والتقارير عن المرونة، كونه أمراً بالغ الأهمية ويتطلب تفويضاً وسلطات مناسبة لتنفيذ مسؤولياتها.
البنية التحتية: تعتبر البنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية من أهم الأولويات، ويجب تقييم نقاط الضعف فيها مع تطبيق العلاجات المناسبة لمنع الضرر.
الإصلاح: تتميز الدول التي تعمل على تطوير أو إصلاح أنظمتها الخاصة بالمرونة الوطنية من حيث النفقات الرأسمالية والتشغيلية، وتقدر “آرثر دي ليتل” بأن النفقات التشغيلية يمكن أن تزيد ثلاثة أضعاف خلال العامين الأولين من برامج تحويل المرونة لمراجعة الترتيبات الوطنية وإصلاحها وإضفاء الطابع المؤسسي عليها.
الدفاع المدني: يجب التركيز أكثر على الدفاع المدني كغيره من مؤسسات الحكومة كالدفاع والأمن. ومن المتوقع أن يصل الإنفاق السنوي إلى 0.35% – 1.52% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2042 لتعزيز قدرات التخطيط والقدرة على الصمود والجاهزية والكشف والاستجابة والتعافي.
المعايير: هناك ضرورة لوضع معايير وطنية لضمان كفاءة وفعالية الإنفاق الحكومي على قضايا مثل قابلية التشغيل التوافقي وإنترنت الأشياء للكشف عن المخاطر استباقياً.
التكامل: توفر الحوكمة المتكاملة والمتعددة التنسيق والتكامل بين الوكالات القائمة على المخاطر على جميع المستويات مع تخطيط يتجنب المخاطر للأفراد والمجتمعات.
المجتمع: تؤدي المشاركة المجتمعية المستهدفة والمخصصة وبناء الوعي للفئات المجتمعية المعرضة للخطر إلى تغيير سلوك الأجيال.
العائد على الاستثمار: العائد الاجتماعي والاقتصادي على الاستثمار قابل للقياس ويمكن استخلاصه من الاستثمار في البرامج والقدرات الرائدة لتعويض تأثير واحتمال وقوع المخاطر.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الكرملين رداً على الناتو: تصريحات “الاستعداد للحرب ضد روسيا” تعكس نسيان تجارب الحرب العالمية الثانية

الثورة نت /..

علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الأحد، على تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بشأن “ضرورة الاستعداد للحرب ضد روسيا”، واصفًا إياها بأنها صدرت عن “فرد من جيل نسي تجارب الحرب العالمية الثانية”.

وكان روته قد دعا خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتز، الدول الأوروبية إلى “زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادًا لمواجهة روسيا”.

وحث أمين عام “الناتو” أعضاء الحلف على “تبني عقلية عسكرية”، مدعيًا أن الناتو هو “الهدف التالي” لروسيا.

ورد بيسكوف، وفق وكالة “سبوتنيك”، على هذه التصريحات قائلاً: “من المحتمل أن يكون هذا التصريح صادرًا عن ممثل لجيل تمكن من نسيان كيف كانت الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف: “روسيا تتطلع إلى واشنطن، وليس إلى أوروبا، في قضايا التسوية في أوكرانيا، ونرى موقف واشنطن بشأن حل النزاع بأنه حاسم وواقعي”.

وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تمارس ما وصفه بـ”لعبتهم في أوكرانيا”، معتبراً أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وصل إلى السلطة بشعارات السلام، لكنه استمر في انتهاك اتفاقيات مينسك، بما أدى إلى تقارب الحرب بدلًا من السلام.

وأوضح المتحدث الرئاسي الروسي أن دخول خبراء الناتو إلى أوكرانيا، وتورطهم في بعض الهيئات الحكومية، بالإضافة إلى وصول أولى شحنات الأسلحة، شكّل تهديدًا للشعب الروسي المقيم هناك وأثرًا جيوسياسيًا على أمن روسيا، ما أسهم في قرار موسكو تنفيذ “عملية عسكرية خاصة”.

وبخصوص إمكانية توقيع كييف اتفاقيات سلام ثم تخريبها كما حدث مع اتفاقيات مينسك، أكد بيسكوف أن روسيا لن ترضى بذلك، مؤكدًا الحاجة إلى “نظام ضمانات محدد لضمان امتثال كييف لاتفاقيات التسوية الأوكرانية، ليس فقط للأمن، بل لتنفيذ هذه الاتفاقيات فعليًا”.

يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد صرح في 11 ديسمبر الجاري بأن روسيا لا تملك أي خطط عدوانية ضد دول الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لتقديم ضمانات كتابية بهذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • الكرملين رداً على الناتو: تصريحات “الاستعداد للحرب ضد روسيا” تعكس نسيان تجارب الحرب العالمية الثانية
  • “الموارد البشرية” تطلق السياسة العامة للتنمية الشبابية
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • “دي بي ورلد” تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر في العراق
  • “الندوة العالمية” تطلق قافلة طبية لجراحة العيون في موريتانيا
  • “بعثات محمد بن راشد الحكومية”تعلن بدء التسجيل للالتحاق ببرامجها الأكاديمية 2026
  • المسعود للسيارات تفوز بجائزة “نيسان العالمية 2025” عن الأداء المتميز ضمن فئة الوكلاء
  • الجائزة السعودية للإعلام تطلق مسار “جوائز التميّز الإعلامي” للاحتفاء بأبرز الأعمال الوطنية
  • “الدبيبة” يبحث مع وفد سعودي تعزيز الاستثمار وتطوير البنية التحتية في ليبيا
  • “الصحة العالمية” تدين مقتل 33 شخصا في هجوم على مستشفى بميانمار