سودانايل:
2025-07-12@16:11:05 GMT

رجال كشفت الحرب أصالة معدنهم: شيخ الأمين مثالا

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

أشعل الكيزان نيران الحرب، ظلوا يدقون الطبول فيما بعض المخلصين من أبناء شعبنا يسعون ليلا ونهارا بين الأطراف المتنازعة لنزع فتيل الأزمة، وتجنيب أبناء شعبنا كارثة حرب بتكلفتها الباهظة. وحين اندلعت الحرب كان أول من لاذ بالفرار هم الكيزان، لم نسمع بأحد ممن ظلوا ينهبون ثروات هذه البلاد طوال أكثر من ثلاثة عقود، أنه تصدى لاستضافة نازحين أو تقدم الصفوف لمد يد العون لمن تضرروا جراء الحرب العبثية، وحين فتح رجل البر والاحسان شيخ الأمين مسيده وقلبه لاستقبال النازحين والمرضى وابناء السبيل، اكتفى الكيزان بفتح النار عليه، توجيه اتهامات العمالة نحوه، ومحاولة التقليل من شان أعماله الخيرية التي تعجز مؤسسات كبيرة عن الاتيان بمثلها.


بدلا من الوقوف في خط النار التي اشعلوها ركنوا إلى الفرار، ومن لم يهرب خارج البلاد هرب إلى (دولة البحر) للإشراف من هناك على مضي المؤامرة وفق الخط المرسوم لها.
أكثر من ثلاثة عقود من الاستبداد والفساد والافساد، أكثر من ثلاثة عقود من الفتن والحروب قادت أولا لفصل الجنوب، وتسببت في حرب أهلية في دارفور اكتوى بنارها أهلنا هناك قتلا وتشريدا وتدميرا ، قبل أن تمتد نارها إلى قلب البلاد، كأنّ الإنقاذ تريد أن تعدل بين الناس جميعا في الظلم، فنال الجميع في كل مكان حصتهم من القتل والتشريد وتشتت شمل الأسر وضياع الممتلكات ومستقبل الأبناء.
التنظيم الذي لم يعرف الحياء طريقا الى قلوب منسوبيه، أشعل الحرب التي هي في النهاية نتاج طبيعي لممارسات ثلاثة عقود من اجرام نظام مارق قام بشن الحرب على مواطني هذه البلاد في كل مكان، ونهب ثروات بلادهم وحرمهم من كل حقوقهم، وبرغم ذلك، برغم أنهم لم يحاسبوا بعد على جرائم الثلاثة عقود، لكنهم يصرون على البقاء في المشهد! بل وادارته بكامله نحو مزيد من الخراب والفتن والقتل والتدمير وتشرذم البلاد.
وفي حين يعاني الناس من انقطاع الموارد وتوقف الخدمات الصحية، ويتعرض الأطفال في كل مكان للجوع والمرض، توقف الكيزان في محطة بل بس الانتقامية، لا يهمهم خراب الوطن واحتمال تشرذمه، لا يهمهم موت الناس وضياع حياتهم، وحين يتصدى أوفياء لهذا الشعب وقيمه مثل شيخ الأمين لمساعدة الناس، رجل كشفت نار الحرب اصالة معدنه وانحيازه للضعفاء من أبناء هذه البلاد، لم تكن تنقصه القدرة ليغادر البلاد مثلما فعل الكثيرون بحثا عن الأمان، لكنه آثر أن يبقى وسط أبناء بلده يقاسمهم المعاناة، ويقدم اللقمة وحبة الدواء، عمل تعجز مؤسسات كاملة عن القيام به في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا.
يوجه الكيزان نحوه سهام نقدهم وانتقامهم واتهاماتهم التي لم يتوقفوا عن توجيهها للشرفاء طوال عقود شؤم حكمهم. فالغرض ليس فقط أن تستمر الحرب، الغرض هو الانتقام من هذا الشعب، ومن كل من يمد له يد العون، في تنفيذ عملي لفتوى بعض المهووسين من منسوبيهم الذين فقدوا بسقوط النظام مصادر دخلهم، من أموال هذا الشعب التي كان يوزعها عليهم الطاغية وحزبه.
يحاربون شيخ الأمين لأنه كشف بموقفه الأصيل، خيبتهم وسوء طويتهم، حين سارعوا للفرار من نار الحرب التي اشعلوها ولم يقدموا شيئا لضحاياها، سوى الاستمرار عبر اعلامهم المسموم في دق طبول الحرب، وادعاء الانحياز للضحايا، واشعال مزيد من الفتن التي تعمق الأزمة ولا تسهم في إيجاد حل أو مخرج، بل أنّ من بقي منهم عاد لنفس الهواية القديمة في الاتجار بالمساعدات التي تصل لضحايا الحرب من خارج البلاد!
لم نسمع يوما بكوز تصدى لعمل الخير ومساعدة الضعفاء، والمؤسسات التي أنشأوها طوال فترة حكمهم تحت لافتة العمل الإنساني، كانت مجرد واجهات للسمسرة والتهرب من الضرائب والحصول على أموال الدولة دون وجه حق. وانحصر نشاطهم وعملهم طوال عقود في اقتلاع اللقمة من افواه الناس، وغمط الضعفاء حقوقهم.
قبل انقلابهم عام 89 كانت الدولة رغم فقر مواردها، تدفع تكلفة العلاج والتعليم المجاني، فوجد الفقراء وهم غالب اهل بلادنا الفرصة للتعليم المجاني والدراسة في جامعة الخرطوم وغيرها من المؤسسات التعليمية الراسخة، التي سعوا لاحقا لتدميرها تحت لافتة ثورة التعليم، والتي حولوا بها العلم أساس نماء الشعوب وتطورها، إلى تجارة يصب ريعها في جيوب منسوبيهم.
بسبب دعم الدولة ما قبل الانقاذ للتعليم، استفادت البلاد من عقول أبنائها، ثروة بلادنا الحقيقية، واسهمت تلك العقول في بناء وتنمية الكثير من الدول في جوارنا الافريقي والعربي.
ذات يوم تحدى الشيخ الياقوت سلطة الإنقاذ واستضاف طلاب دارفور في قريته رغم تهديدات جهاز أمن الطاغية، موقف إنساني ووطني عظيم يسهم في وحدة البلاد وتماسك نسيجها الاجتماعي، بعكس ما يفعله الاعلام الكيزاني الذي يحض على الكراهية ويدعو لتمزيق البلاد، رجال مثل الشيخ الياقوت وشيخ الأمين وغيرهم من كرام أهل التصوف، بأعمالهم الخيّرة وانحيازهم لضحايا الحروب والقهر، يعيدون للتصوف مجده، حين كان منارة للخير وواحة للعطاء، وملاذا للضعفاء من جور التسلط والظلم والاستبداد.
#لا_للحرب

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ثلاثة عقود شیخ الأمین

إقرأ أيضاً:

حريق سنترال رمسيس: كارثة كشفت البطولة.. وتساؤلات لم تنطفئ بعد

في قلب القاهرة النابض، حيث تتشابك شرايين الحياة اليومية والاتصالات العصبية للدولة، وقع حادث مدوٌّ هز الوجدان وكشف عن بطولات استثنائية في مواجهة النيران. فبينما كانت ألسنة اللهب تلتهم أجزاءً من سنترال رمسيس، أحد أهم وأكبر مراكز الاتصالات في مصر، لم يكن الحدث مجرد حريق عابر، بل تحول إلى قصة تضحية، وتحدٍ للبنية التحتية، وفتح باب واسع للتساؤلات التي لا تزال تتردد أصداؤها في الشارع المصري.

لحظات الصدمة الأولى وبسالة رجال الإطفاء

شهدت منطقة رمسيس لحظات عصيبة مع تصاعد سحب الدخان الكثيفة وألسنة اللهب من مبنى السنترال. حالة من الذعر والترقب سادت الأجواء، بينما هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى الموقع، في سباق مع الزمن للسيطرة على الحريق الذي كان يهدد بابتلاع كل شيء. في خضم هذا المشهد المروع، برزت بطولات رجال الحماية المدنية والدفاع المدني، الذين اقتحموا الخطر بشجاعة منقطعة النظير، واجهوا النيران المتجددة بصلابة، وأظهروا تضحية كبيرة في سبيل حماية الأرواح والممتلكات. جهودهم المضنية كانت حاسمة في تطويق الحريق ومنع كارثة أكبر كانت وشيكة.

الأبطال المجهولون: تضحية مهندسي السنترال لمنع دمار محقق

خلف كواليس النيران المشتعلة، تتجلى قصة بطولة لا تقل أهمية، قصة المهندسين الأربعة الذين استشهدوا داخل السنترال. هؤلاء الرجال لم يكونوا ضحايا للقدر فحسب، بل كانوا أبطالاً حقيقيين أدركوا حجم الخطر الذي يحدق بالمبنى ومحيطه. لقد كانوا يحاولون بكل ما أوتوا من قوة منع النيران من الوصول إلى بطاريات المولدات الرئيسية.

لماذا هذا الإصرار؟ لأن هذه البطاريات، والتي غالباً ما تكون من أنواع عالية الخطورة (مثل الليثيوم أو الرصاص الحمضي)، لو كانت قد تعرضت للنيران المباشرة، لكان من الممكن أن تتسبب في انفجار كارثي يدمر السنترال بالكامل، ويمتد تأثيره المدمر ليصيب آلاف البشر والمباني المحيطة. هؤلاء المهندسون ضحوا بأنفسهم في سباق مع الزمن لمنع هذه الكارثة الأكبر، ليحموا بأرواحهم ما لا يُحصى من الأرواح والممتلكات من دمار محقق. إنها حقيقة علمية وموقف بطولي يستحق كل التقدير، يضاف إلى سجل تضحيات أبناء مصر.

تأثير الحادث على شريان الاتصالات وتساؤلات لا تنتهي

سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى، بل هو نقطة عصبية حيوية تربط ملايين المشتركين بشبكة الاتصالات، ويعد شرياناً أساسياً للخدمات الهاتفية والإنترنت. لذلك، امتد تأثير الحريق ليتجاوز الأضرار المادية، ليشمل شللاً جزئياً ومؤقتاً لقطاعات حيوية، من المعاملات البنكية إلى التجارة الإلكترونية وحتى التواصل اليومي للأفراد والشركات الصغيرة. لقد كشف الحادث عن مدى هشاشة بعض أجزاء البنية التحتية الحيوية، وأعاد إلى الواجهة أهمية تحديث وصيانة هذه المنشآت.

ومع استمرار التحقيقات الرسمية التي استبعدت في بدايتها فرضية العمل الإرهابي كسبب مباشر للحريق، إلا أن التساؤلات لم تتوقف. يتساءل البعض عن وجود أي رابط خفي بين هذا الحريق وحرائق أخرى قد تكون وقعت في مولدات أو منشآت كهربائية، وإن لم تعلن التحقيقات الرسمية عن أي صلة مؤكدة حتى الآن، مؤكدة على أن كل حادث يتم التعامل معه بشكل منفصل. كما يطرح السؤال الأهم: هل كان الهدف من الحريق، بغض النظر عن الفاعل، هو إرباك الدولة وشل حركتها من خلال تعطيل شريان حيوي للاتصالات؟ هذه الفرضيات، وإن كانت بحاجة لدليل قاطع، تعكس قلقاً عاماً حول أمن المنشآت الحيوية.

نحن مع الدولة: ثقة راسخة في مواجهة التحديات

إن حادث سنترال رمسيس، بكل تفاصيله المؤلمة وبطولاته الخفية، يجب أن يكون جرس إنذار يدفع نحو وقفة جادة لإعادة تقييم معايير السلامة والأمان في المنشآت الحيوية، وتطوير استراتيجيات أكثر مرونة ومتانة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية في أوقات الأزمات.

لكن الأهم من كل ذلك، أن هذا الحدث قد أبرز مجددًا روح التكاتف والدعم من الشعب المصري.

فنحن من يقف دائمًا مع الدولة وأجهزتها، حتى في عز النار، نتصدى وندعم.

إن ثقتنا في رجال الحماية المدنية، وفي كل جهاز من أجهزة الدولة، راسخة لا تتزعزع. هذه الثقة هي السند الحقيقي الذي يدفع البلاد لتجاوز الأزمات والخروج منها أقوى وأكثر تماسكًا، نحو مستقبل رقمي آمن ومستقر لمصر.

اقرأ أيضاً«رئيس اتصالات النواب» يكشف لـ«الأسبوع» سبب اندلاع حريق جديد في سنترال رمسيس

متحدث الحكومة: «افتعال حريق سنترال رمسيس شائعة ولا يوجد منطق في إحراق مبنى يمثل أصول للدولة»

مصطفى بكري: « حريق سنترال رمسيس لم يكن عاديا.. وننتظر التحقيقات و محاسبة المقصرين»

مقالات مشابهة

  • تفاصيل حفل أصالة في مهرجان العلمين 2025
  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • إلهام شاهين.. زهرة الصيف التي خطفت الضوء من شمس الساحل
  • استمرار الحرب في السودان يُفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • إنْ كان الجيش تحت سيطرة الكيزان، فالمفاوضة معه تعني – ضمناً – اعتراف القحاتة بحق الكيزان في المشاركة
  • حريق سنترال رمسيس: كارثة كشفت البطولة.. وتساؤلات لم تنطفئ بعد
  • كيف يتم وقف التدهور الاقتصادي والمعيشي بعد الحرب؟
  • ثلاثة أرباع العمال الإسرائيليين يفكرون في المغادرة جراء الحرب
  • بيت المونة الدمشقي.. تراث غذائي وفني يعكس أصالة الحياة الأسرية
  • أصالة تخطف الأنظار بملامح عشرينية والجمهور يتغزل بجمالها.. صور