سودانايل:
2024-06-12@03:03:00 GMT

رجال كشفت الحرب أصالة معدنهم: شيخ الأمين مثالا

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

أشعل الكيزان نيران الحرب، ظلوا يدقون الطبول فيما بعض المخلصين من أبناء شعبنا يسعون ليلا ونهارا بين الأطراف المتنازعة لنزع فتيل الأزمة، وتجنيب أبناء شعبنا كارثة حرب بتكلفتها الباهظة. وحين اندلعت الحرب كان أول من لاذ بالفرار هم الكيزان، لم نسمع بأحد ممن ظلوا ينهبون ثروات هذه البلاد طوال أكثر من ثلاثة عقود، أنه تصدى لاستضافة نازحين أو تقدم الصفوف لمد يد العون لمن تضرروا جراء الحرب العبثية، وحين فتح رجل البر والاحسان شيخ الأمين مسيده وقلبه لاستقبال النازحين والمرضى وابناء السبيل، اكتفى الكيزان بفتح النار عليه، توجيه اتهامات العمالة نحوه، ومحاولة التقليل من شان أعماله الخيرية التي تعجز مؤسسات كبيرة عن الاتيان بمثلها.


بدلا من الوقوف في خط النار التي اشعلوها ركنوا إلى الفرار، ومن لم يهرب خارج البلاد هرب إلى (دولة البحر) للإشراف من هناك على مضي المؤامرة وفق الخط المرسوم لها.
أكثر من ثلاثة عقود من الاستبداد والفساد والافساد، أكثر من ثلاثة عقود من الفتن والحروب قادت أولا لفصل الجنوب، وتسببت في حرب أهلية في دارفور اكتوى بنارها أهلنا هناك قتلا وتشريدا وتدميرا ، قبل أن تمتد نارها إلى قلب البلاد، كأنّ الإنقاذ تريد أن تعدل بين الناس جميعا في الظلم، فنال الجميع في كل مكان حصتهم من القتل والتشريد وتشتت شمل الأسر وضياع الممتلكات ومستقبل الأبناء.
التنظيم الذي لم يعرف الحياء طريقا الى قلوب منسوبيه، أشعل الحرب التي هي في النهاية نتاج طبيعي لممارسات ثلاثة عقود من اجرام نظام مارق قام بشن الحرب على مواطني هذه البلاد في كل مكان، ونهب ثروات بلادهم وحرمهم من كل حقوقهم، وبرغم ذلك، برغم أنهم لم يحاسبوا بعد على جرائم الثلاثة عقود، لكنهم يصرون على البقاء في المشهد! بل وادارته بكامله نحو مزيد من الخراب والفتن والقتل والتدمير وتشرذم البلاد.
وفي حين يعاني الناس من انقطاع الموارد وتوقف الخدمات الصحية، ويتعرض الأطفال في كل مكان للجوع والمرض، توقف الكيزان في محطة بل بس الانتقامية، لا يهمهم خراب الوطن واحتمال تشرذمه، لا يهمهم موت الناس وضياع حياتهم، وحين يتصدى أوفياء لهذا الشعب وقيمه مثل شيخ الأمين لمساعدة الناس، رجل كشفت نار الحرب اصالة معدنه وانحيازه للضعفاء من أبناء هذه البلاد، لم تكن تنقصه القدرة ليغادر البلاد مثلما فعل الكثيرون بحثا عن الأمان، لكنه آثر أن يبقى وسط أبناء بلده يقاسمهم المعاناة، ويقدم اللقمة وحبة الدواء، عمل تعجز مؤسسات كاملة عن القيام به في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا.
يوجه الكيزان نحوه سهام نقدهم وانتقامهم واتهاماتهم التي لم يتوقفوا عن توجيهها للشرفاء طوال عقود شؤم حكمهم. فالغرض ليس فقط أن تستمر الحرب، الغرض هو الانتقام من هذا الشعب، ومن كل من يمد له يد العون، في تنفيذ عملي لفتوى بعض المهووسين من منسوبيهم الذين فقدوا بسقوط النظام مصادر دخلهم، من أموال هذا الشعب التي كان يوزعها عليهم الطاغية وحزبه.
يحاربون شيخ الأمين لأنه كشف بموقفه الأصيل، خيبتهم وسوء طويتهم، حين سارعوا للفرار من نار الحرب التي اشعلوها ولم يقدموا شيئا لضحاياها، سوى الاستمرار عبر اعلامهم المسموم في دق طبول الحرب، وادعاء الانحياز للضحايا، واشعال مزيد من الفتن التي تعمق الأزمة ولا تسهم في إيجاد حل أو مخرج، بل أنّ من بقي منهم عاد لنفس الهواية القديمة في الاتجار بالمساعدات التي تصل لضحايا الحرب من خارج البلاد!
لم نسمع يوما بكوز تصدى لعمل الخير ومساعدة الضعفاء، والمؤسسات التي أنشأوها طوال فترة حكمهم تحت لافتة العمل الإنساني، كانت مجرد واجهات للسمسرة والتهرب من الضرائب والحصول على أموال الدولة دون وجه حق. وانحصر نشاطهم وعملهم طوال عقود في اقتلاع اللقمة من افواه الناس، وغمط الضعفاء حقوقهم.
قبل انقلابهم عام 89 كانت الدولة رغم فقر مواردها، تدفع تكلفة العلاج والتعليم المجاني، فوجد الفقراء وهم غالب اهل بلادنا الفرصة للتعليم المجاني والدراسة في جامعة الخرطوم وغيرها من المؤسسات التعليمية الراسخة، التي سعوا لاحقا لتدميرها تحت لافتة ثورة التعليم، والتي حولوا بها العلم أساس نماء الشعوب وتطورها، إلى تجارة يصب ريعها في جيوب منسوبيهم.
بسبب دعم الدولة ما قبل الانقاذ للتعليم، استفادت البلاد من عقول أبنائها، ثروة بلادنا الحقيقية، واسهمت تلك العقول في بناء وتنمية الكثير من الدول في جوارنا الافريقي والعربي.
ذات يوم تحدى الشيخ الياقوت سلطة الإنقاذ واستضاف طلاب دارفور في قريته رغم تهديدات جهاز أمن الطاغية، موقف إنساني ووطني عظيم يسهم في وحدة البلاد وتماسك نسيجها الاجتماعي، بعكس ما يفعله الاعلام الكيزاني الذي يحض على الكراهية ويدعو لتمزيق البلاد، رجال مثل الشيخ الياقوت وشيخ الأمين وغيرهم من كرام أهل التصوف، بأعمالهم الخيّرة وانحيازهم لضحايا الحروب والقهر، يعيدون للتصوف مجده، حين كان منارة للخير وواحة للعطاء، وملاذا للضعفاء من جور التسلط والظلم والاستبداد.
#لا_للحرب

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ثلاثة عقود شیخ الأمین

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: جريمة التجويع ضد الفلسطينيين من جرائم الحرب الموثقة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسية ممنهجة كانت وما تزال تهدف إلى تجفيف منابع تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، مشددا على أنه من دون الأونروا ودورها المحوري ينهار الوضع الإنساني كلياً في قطاع غزة، فهذه الوكالة تظل الأقدر على تنسيق وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان، وعلى تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين اللاجئين من مختلف الأعمار.

 

أبوالغيط: عدم امتثال إسرائيل لقرار العدل الدولية يعني مزيدا من الإخلال بتعهداتها أبوالغيط يرحب بقرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين

 

وقال أمين عام الجامعة العربية -في كلمته خلال أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئ في غزة الذي عقد اليوم الثلاثاء بالبحر الميت في الأردن التي وزعتها الأمانة العامة للجامعة- إنه "إذا كنا جميعاً نتطلع إلى اليوم الذي تصمت فيه مدافع العدوان الإسرائيلي، وينتهي مسلسل جرائم الحرب المُرتكبة في غزة.. فإننا نعرف أن المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة لن تنتظر وقف إطلاق النار، فهي مأساة يومية يشاهدها العالم عاجزاً بكل أسف، وتقتضي المسئولية الإنسانية من الجميع ألا تتحول هذه المأساة إلى جريمة إبادة كاملة كما خطط لها وينفذها الاحتلال".

 

وأبرز الأمين العام أن جريمة التجويع المتعمد لسكان القطاع هي من جرائم الحرب الموثقة، كما أن الإبادة تظل سيفاً مسلطاً على رقاب عشرات ومئات الآلاف من البشر في غزة، حيث إن هدف العدوان، كما يتضح يوماً بعد يوم، هو تنفيذ هذه الإبادة عبر جعل الأرض غير قابلة للحياة، ونزع كل مظهر من مظاهر الكرامة الإنسانية عن البشر.. مضيفا أن "مسئوليتنا، وواجبنا الإنساني، هو فعل كل ما هو ممكن كي لا تمر هذه الخطة الشيطانية".

وأكد أنه صار واضحاً أن كافة المنظمات الإنسانية غير قادرة على العمل في غزة، ولم يعد هناك مكانٌ آمن، ولم يكن هناك مكانٌ آمن منذ شهور في القطاع، ولم تسلم منظمة إنسانية من الاستهداف الإسرائيلي.

وشدد على أن استحداث طرق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مثل إنشاء ممر بحري، لا يغني عن ضرورة فتح كافة المعابر البرية باعتبارها تُمثل الآلية الموثوقة والفعّالة والمُستدامة لإدخال المساعدات التي يحتاجها القطاع وفق قرار مجلس الأمن 2720، وبديل ذلك، هو مجاعة محققة تلوح في الأفق، وتفاقمٌ مروعٌ للأزمة الإنسانية.

وقال الأمين العام: "ربما يرى البعض أن الحديث عن تجسيد حل الدولتين يبدو بعيد المنال اليوم وسط استمرار العدوان الإسرائيلي، ولكنه حديث ضروري أكثر من أي وقت مضى.. لأننا رأينا ما أدى إليه غياب جهود التسوية الجادة لسنوات من انفجار كامل للوضع.. ولأن أي مستقبل في غزة هو بالضرورة مقترنٌ بمستقبل القضية الفلسطينية، أي بأفق سياسي واضح ومسار لا رجعة عنه يُفضي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أن "كل خطوة نقطعها اليوم لابد أن تكون إضافة إلى هذا المسار.. وكل جهد، سواء من أجل الدعم الإنساني للفلسطينيين أو ترسيخ واقع الدولة الفلسطينية بتوسيع رقعة الاعتراف بها، لابد أن يصب في هذا المسار الذي لا نرى عنه بديلاً من أجل استقرار منطقتنا والعالم".

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: جريمة التجويع ضد الفلسطينيين من جرائم الحرب الموثقة
  • استنكروا صمت المجتمع الدولي .. مدونون يطلقون حملة إسفيرية بعنوان «#العالم_يتجاهل_السودان»
  • العالم يتجاهل السودان.. حملة تسلط الضوء على الوضع الكارثي في البلاد
  • أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات جديدة في 2024
  • هل الحرب ضد البرهان أم الكيزان؟
  • باكستان : مقتل 7 من رجال الأمن إثر انفجار عبوة ناسفة شمال غربي البلاد
  • طفرات
  • متى يعتدل الكيزان ويتأدبون مع الله وخلقه؟
  • هل كشفت عملية النصيرات حقيقة ميناء بايدن العائم؟.. تفاصيل مثيرة
  • هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟