لم تحقق الجولة الخامسة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط قبل أيام هدفها بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يعود إلى المصالح الشخصية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأوراق القوية في يد حركة "حماس"، وفقا لشاهر الشاهر في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".

وأفادت تقارير إعلامية بأن اجتماع باريس، الذي جمع مؤخرا مدراء  أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والمصرية ووزير الخارجية القطري، توصل إلى إطار نظري لوقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واستدرك الشاهر: "لكن جولة بلينكن (الخامسة منذ اندلاع الحرب وشملت دولا عدة) لم تحقق أهدافها بسبب التعنت الإسرائيلي وإصرار نتنياهو على مواصلة الحرب".

وأضاف أن "إسرائيل فقدت، بعد (هجوم) "طوفان الأقصى" (الذي شنته حماس)، العنصرين الأساسيين اللذين قامت عليهما وهما: الدور الوظيفي كحامي للمصالح الغربية في المنطقة"

وأفاد بأن "العنصر الثاني هو التفوق العسكري، الذي بدأ يختفي منذ عام 2000، عندما اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من جنوبي لبنان تحت وطأة ضربات المقاومة، ثم الانسحاب في 2005 من غزة (بعد أن احتلتها في 1967)".

اقرأ أيضاً

ف.تايمز: هكذا كشفت زيارة بلينكن لإسرائيل عن فجوة عميقة بين واشنطن وتل أبيب

إسرائيل العاجزة

و"بعد "طوفان الأقصى" فقدت إسرائيل عنصر الردع وترهيب الجيران، لتظهر عاجزة عن توفير الحماية المطلقة لمستوطنيها، رغم امتلاكها أحدث أنواع وسائل الحماية والأسلحة"، كما زاد الشاهر.

وأردف: "من هنا كان حديث نتنياهو أن المعركة التي تخوضها إسرائيل هي معركة وجود، وأن الانتصار فيها ضروري لضمان استمرارية الكيان. وأعلن إصراراه على مواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها في القضاء على حماس".

وتابع: "ولذلك تعرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات واسعة من مسؤولين إسرائيليين نتيجة موقفها المطالب (بشأن ضرورة حماية المدنيين والتوصل إلى هدنة جديدة)، رغم دعمها المطلق لإسرائيل. وتحدثت الصحافة الإسرائيلية عن سوء العلاقة بين نتنياهو وبايدن".

و"المهم في  الأمر أن الخلافات بين البلدين أصبحت علنية، وبات واضحا أن نتنياهو لن يستجيب للضغوط الأمريكية، ويسعى لإشراك واشنطن بشكل أكبر في الحرب"، بحسب الشاهر.

وزاد بأنه "يبدو أن حكومة نتنياهو مستمرة في حربها لمصالح شخصية وحزبية، ولعدم قدرتها على تحقيق أهدافها المعلنة حتى الآن".

وتتصاعد توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات أمام "حماس" ستطيح بقادة سياسيين وعسكريين واستخباراتيين، في مقدمتهم نتنياهو، الذي يخضع لمحاكمة بتهم فساد.

اقرأ أيضاً

وقفة وسط رام الله للتنديد بزيارة بلينكن (صور وفيديو)

حماس القوية

الشاهر قال إن "حماس في موقف قوي ولا تزال ترفض أي هدنة يكون عنوانها الأساسي إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فقط، دون مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني بوقف الحرب وتبادل الأسرى".

وشدد على أن "ورقة الأسرى هي الأقوى في يد حماس، وتتسبب في مزيد من الضغوط الداخلية على حكومة الاحتلال لوقف الحرب".

ورأى أنه "إذا وزعت حماس هؤلاء الأسرى داخل غزة، بحيث يُقتل أحدهم عندما تدمر إسرائيل أي مبنى، ثم تعلن حماس رسميا عن أسماء هؤلاء القتلى، فسيزيد ذلك من التصعيد في إسرائيل ضد نتنياهو وحكومته".

واستطرد: "كما يوجد أكثر من مائة ألف مستوطن صهيوني نزحوا من المناطق المحاذية لغزة، ولا يفكرون في العودة إلى هناك مستقبلا؛ لأنهم لا يثقون في قدرة حكومتهم على استعادة الأمن".

"ويعكس الواقع الميداني كذلك فشلا كبيرا لجيش الاحتلال ويظهر ضعفه وعدم قدرته على تحقيق انتصارات حقيقية في غزة، وبالتالي فإن القرار النهائي يقع في يد كتائب عز الدين القسام ويحيى السنوار ومحمد ضيف"، كما تابع الشاهر.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يرفض طلب بلينكن الاجتماع منفردا مع رئيس الأركان الإسرائيلي

المصدر | شاهر الشاهر/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة بلينكن نتنياهو حماس جولة أسرى

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزة

هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي ماكرون واعتبرته في "حملة صليبية" ضد إسرائيل، بعد دعوته لفرض عقوبات أوروبية إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة. واتهمت تل أبيب ماكرون بـ"مكافأة الإرهابيين"، نافية وجود حصار إنساني في القطاع. اعلان

اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيليةالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشنّ "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، وذلك على خلفية دعوته المجتمع الدولي إلى تشديد موقفه تجاه إسرائيل ما لم يتحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وفي رد حاد، قالت الخارجية: "لا يوجد ما يُسمى بحصار إنساني، هذه كذبة فاضحة"، مؤكدة أن إسرائيل تسيطر على دخول المساعدات إلى القطاع بما يتماشى مع اعتبارات أمنها.

وأضافت في لهجة هجومية: "بدلاً من أن يضغط ماكرون على الإرهابيين الجهاديين، يريد مكافأتهم بدولة فلسطينية. لا شك أن عيده الوطني سيكون 7 أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في ذلك التاريخ من عام 2023، والذي فجر الحرب المستمرة في غزة.

وكان الرئيس الفرنسي قد صرّح في مقابلة تلفزيونية مطوّلة، عُرضت في مايو-أيار، بأن على أوروبا النظر بجدية في فرض عقوبات على إسرائيل إذا استمر تدهور الوضع الإنساني، محذّراً من أن مئات الآلاف في غزة يواجهون خطر المجاعة.

فلسطينيون يصطفون للحصول على المساعدات الغذائية في دير البلح، 30 مايو 2025.AP Photo

في مقابلة تلفزيونية مع قناة TF1، وصف ماكرون سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مخزٍ"، في تصريح أثار ردّ فعل سريع من الأخير، الذي اتهم ماكرون بـ"الوقوف مجددًا إلى جانب حماس".

ويأتي هذا التوتر بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في مارس-آذار، والذي أعقبه فرض حصار خانق على قطاع غزة، أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية لما يقارب ثلاثة أشهر.

ورغم بعض التخفيف في الحصار خلال الأيام الأخيرة، لا تزال منظمات الإغاثة الدولية تطلق تحذيرات متزايدة من تفشّي الجوع وخطر المجاعة في أجزاء واسعة من القطاع.

Relatedالحرب على غزة تطوي يومها ال600.. لا أفق للحل ومظاهرات تطالب نتنياهو بالتراجعنتنياهو يعلن خطة ما بعد الحرب: سيطرة كاملة على غزة وهزيمة حماس وإخراجها من القطاعنتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة ولو كان الأمر بيدنا لسمحنا للجميع بمغادرتها

وعلّقت الحكومة البريطانية مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على المستوطنات في الضفة الغربية، في خطوة تعكس تصعيداً في انتقادات لندن للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الاتفاقية التجارية القائمة لا تزال سارية، لكنه شدد على أن الحكومة "لا يمكنها الاستمرار في الحوار مع إدارة تنتهج سياسات فظيعة" في غزة والضفة.

من جهته، قال رئيس الوزراء كير ستارمر أمام البرلمان: "نحن مرعوبون من التصعيد الإسرائيلي في تصريحات تلت بياناً مشتركاً صدر في 19 مايو-أيار ضمّ كلاً من ماكرون وستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، في واحدة من أجرأ الإدانات التي صدرت عن حلفاء تقليديين لإسرائيل بشأن سلوكها في غزة والضفة الغربية.

تصاعد الدخان في السماء إثر غارة جوية إسرائيلية بينما يفرّ فلسطينيون من مخيم جباليا حاملين أمتعتهم في مدينة غزة، 30 مايو 2025.AP Photo

وقد هدد الزعماء الثلاثة باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم توقفحكومة نتنياهو هجومها العسكري المتجدد وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية بشكل كبير.

انتقادات من ألمانيا

وفي 26 مايو، وجّه المستشار الألماني فريدريش ميرتس انتقاداً نادراً لإسرائيل، معبّراً عن استغرابه من خططها للسيطرة على معظم قطاع غزة، قائلاً: "بصراحة، لم أعد أفهم ما هو الهدف مما يقوم به الجيش الإسرائيلي هناك".

اعلان

وخلال كلمته في منتدى WDR Europaforum في برلين، شدد ميرتس على ضرورة أن تضع الحكومة الإسرائيلية في اعتبارها حدود ما يمكن أن يقبله حتى أقرب حلفائها، قائلاً: "ينبغي ألا تقدم على خطوات لم يعد حتى أصدقاؤها المقرّبون قادرين على دعمها".

ويأتي هذا الموقف في ظل حرب مستمرة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى احتجاز 251 رهينة لا يزال 58 منهم محتجزين حتى الآن، يُعتقد أن ثلثيهم لا يزالون أحياء.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين نتيجةالهجوم الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 54,000 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ما لعبة إسرائيل وأميركا في مقترح ويتكوف؟ ولماذا لم توافق حماس حتى الآن؟
  • رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • إسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزة
  • خدعة نتنياهو الجديدة ومقترح ويتكوف
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يوافق رسمياً على مبادرة ويتكوف وترامب سيكون الضامن لالتزام إسرائيل ببنوده
  • إعلام عبري: نتنياهو يعلن موافقته على مقترح ويتكوف الجديد لوقف الحرب في غزة
  • كتاب ومحللون إسرائيليون: لماذا لم ننتصر بعد 600 يوم من الحرب؟