سودانايل:
2024-06-12@12:21:15 GMT

اللبيب وليس البرهان

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل
يهلل الكيزان غير (مصدقين) هذه الأيام وهم يتراقصون للدعوة التي وجهها الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى قائد اللجنة الإنقلابية عبد الفتاح البرهان لحضور الذكري السنوية لإنتهاء مجزرة الحرب الأهلية الرواندية بين (التوتسي والهوتو) ويحاولون إيهام إبن الحلمان بأنها تقدير لدوره الافريقي والإنساني رغم أنهم يدركون بأنه (حديث كاذب) فليس لقائد اللجنة الإنقلابية دور أفريقي أو إنساني، بل أن الدعوة عبارة عن جره لدرس تاريخي لعله يتعظ.

.
المغزي الاساسي من الدعوة هو أن يشاهد هذا (المغيب) بنفسه من خلال الإحتفالية والمعارض والخطب المآسي التي خلفتها هذه الحرب والتي راح ضحيتها أكثر من مليون مواطن رواندي من الطرفين وكيف تخطت هذه الدولة تلك المأساة وصارت من أفضل الدول الأفريقية إقتصادا وديمقراطية اليوم.
أما الرسالة الأهم التي يود الرئيس الرواندي توصيلها بكل أدب للبرهان، بأن لا أحد بعد التطور الكبير في مجال الديمقراطيات في العالم يمكنه الإفلات من العقاب وأن عليه أن يتعظ ويراجع نفسه وأن يأخذ العبرة من المحاكمات التي جرت بعد تلك الحرب وكيف كان العقاب فيها قاسياً، لعله يشعر بمعاناة شعبه ويراجع نفسه ويقبل بإعادة الديمقراطية ويبتعد حتى يستطيع الحادبين على مصلحة البلاد إعادة الإعمار وإيقاف هذا التدهور المستمر.
يقال إن الحسن والحسين شاهد رجل لا يحسن الوضوء فذهبا إليه دون أن يجرحا شعوره أو يعدلان خطأه وقالا له إنهم يريدان أن يحكم بينهما أيهما يجيد الوضوء أفضل من الآخر...!! وأخذا يتوضيان أمامه بأحسن ما يكون الوضوء ففهم الرجل المغزى وقال: كريمان من بيت كريم، أنا من أخطأ، وهي الرسالة الذكية التي يحاول الرئيس كاغامي إيصالها ، وهو لا يعلم بان اللبيب فقط من يفهم بالاشارة وليس البرهان الفرحان...
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا

في ربيع إحدى السنوات، قرر أليكس، الشاب الأميركي المغامر، السفر إلى فيينا، العاصمة النابضة بالحياة والموسيقى، كان يحلم دائماً بزيارة هذه المدينة الجميلة، ليغوص في ثقافتها، ويتذوق أشهى المأكولات النمساوية، ويستمتع بالمقاهي الكلاسيكية التي تنثر الألحان الساحرة في الأجواء.
بمجرد وصوله، انطلق أليكس في استكشاف المدينة، مبهوراً بجمالها الأخاذ وشوارعها التي تتنفس التاريخ، ولكن، لم يمضِ وقت طويل حتى وجد نفسه في أول المواقف الطريفة، أثناء طلبه وجبة في أحد المطاعم، حيث كان يأمل في تذوق الشنيتزل- (schnitzel) الشهير، لكنه وجد نفسه يحدق في طبق مليء بالكرات الغريبة التي عرف لاحقاً بأنها «كنودل»،  وهي كرات من العجين تقدم كطبق جانبي.
بعد تلك الحادثة المضحكة، قرر أليكس أن يستكمل جولته في المدينة، مستمتعاً بالعمارة الفخمة والمتاحف الغنية بالتاريخ، ولكن، في خضم تجوله وانبهاره، تعرض لموقف لم يكن في الحسبان، فقد انزلق هاتفه من يده أثناء التقاطه صورة بجوار قصر شونبرون، ليجده قد اختفى بين الأحجار القديمة.
وجد أليكس نفسه فجأة منقطعاً عن العالم، بلا خرائط إلكترونية أو ترجمة فورية، مما جعله يواجه التحديات بشكل مباشر، استعان بخريطة ورقية قديمة وجدها في جيب حقيبته وبدأ في استخدام إشارات اليد والكلمات الألمانية البسيطة التي يعرفها للتواصل مع الناس، كانت تلك التجربة تعيده إلى أيام السفر القديمة، حيث كان الاستكشاف يعتمد على الحدس والمساعدة البشرية أكثر من الأجهزة الذكية.
مع مرور الأيام، بدأ أليكس يعتاد على الحياة بدون هاتفه، استمتع بفقرات الموسيقيين في الشوارع، وتذوق الحلويات المحلية من بائعي الأرصفة، وحتى التجول في الأسواق الصغيرة، مكتشفاً جوانب جديدة في فيينا لم يكن ليلاحظها لولا هذا الانقطاع غير المتوقع عن العالم الرقمي.
مع توالي الأيام، بدأ يشعر بالامتنان لهذه التجربة الفريدة، وأصبح أكثر جرأة في استكشافاته وتفاعلاته مع السكان المحليين، الذين وجدهم دائماً يتحلون بالود ومستعدين للمساعدة، استمتع بالجلوس في الحدائق، مراقباً الحياة تمر من حوله، وسعد بزيارة الكنائس والقصور التاريخية، مستغرقاً في العمارة الرائعة والقصص التي تحكيها الجدران القديمة.
وبينما كان يستمتع بكوب من القهوة في مقهى تقليدي، التقى بمجموعة من السياح الذين فقدوا طريقهم، باستخدام خريطته الورقية ومعرفته المحدودة بالألمانية، تمكن من مساعدتهم، مدركاً كم أصبح ملماً بالمدينة أكثر من أي وقت مضى.
تلك الرحلة إلى فيينا علمته أن الأشياء لا تسير دائماً كما خططنا لها، وأن هناك جمالاً في اللا متوقع والعفوي، فكانت الأحداث الطريفة والغريبة التي مر بها بمثابة دروس في الصبر والتكيف والانفتاح على الثقافات والأفكار الجديدة، وتذكير بأن السعادة والمغامرة غالباً ما تكون في رحلة الحياة نفسها، لا في الوجهة وحدها.
وهكذا، انتهت رحلة أليكس في فيينا، تاركةً في نفسه أثراً لا يُمحى، وشوقاً للمزيد من الاستكشافات بروح جديدة ونظرة مختلفة تجاه التجارب الحياتية.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: قرطبة.. مرة أخرى علي يوسف السعد يكتب: البندقية.. بمنظور مختلف

مقالات مشابهة

  • محمد الفكي سليمان يفند خيارات الحرب والسلام
  • أفضل الأوقات لشراء العقارات عندما يخاف الناس وتسيل الدماء في الشوارع
  • الرئيس السيسي: مصر حذرت مرارا من خطورة الحرب على غزة
  • علي يوسف السعد يكتب: عندما فقد أليكس هاتفه في فيينا
  • هل الحرب ضد البرهان أم الكيزان؟
  • ترامب سيحاول العفو عن نفسه
  • كما يصفوها (حكومة الابتزاز والفساد ) بين مداح ونباح(مؤامرة  في الافق رب ضارة نافعة)
  • أيّ كرامة في الحرب العبثية
  • هل يدمر بايدن نفسه؟
  • “خارج ليفربول وليس إلى الدوري السعودي”.. تقرير عن انتقال مفاجئ لمحمد صلاح