عبدالحفيظ: لو اتعاد بيا الزمن مليار مرة لن أغير موقفي مع عبدالله السعيد
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي أنه غير نادم على موقفه مع عبدالله السعيد، عندما كان الأخير لاعبا بصفوف الأحمر، وماطل في مسألة تجديد العقد بسبب طلبه لرفع راتبه لرقم كبير، يقترب من عرض بيراميدز في 2018، وهو الأمر الذي رفضه عبدالحفيظ.
. وكنت أتمنى أن أنال شرف التعلم منه
قال عبدالحفيظ: لو اتعاد بيا الزمن مليار مرة مش هغير موقفي في صفقة عبدالله السعيد، لما قولتله شوف مصلحتك، عبدالله نجم كبير واتمنى له التوفيق، وهو إضافة للزمالك، هو لعب مع الأهلي فترة وحقق البطولات ولعب مع بيراميدز فترة، والان هو مع الأبيض.
وأضاف سيد عبد الحفيظ عبر قناة إم بي سي مصر عن اختلاف التعامل مع كابتن الفريق عن باقي اللاعبين قائلا: "الشناوي مميز جداً جداً في هذه الجزئية، كابتن ساهم في تحقيق العديد من البطولات بتصدياته الحاسمة وتصديه لضربات الجزاء، لا يوجد حارس في مصر ساهم في بطولات مع فريقه مثل الشناوي".
وواصل: بالإضافة أن الشناوي لديه ميزة السيطرة على غرفة الملابس بتعامله وعلاقته الجيدة بزملائه، وبيتكلم في مشاكل اللاعبين ومستحقاتهم".
وتابع: "كهربا لديه جزئية مهمة جدًا أنه يحترم ويقدر الأخرين، أول عام له في الأهلي كان بعيد بعض الشيء ولكن حاليًا تغير".
وواصل سيد عبد الحفيظ عبر قناة إم بي سي مصر: "بطولة أمم أفريقيا للنسيان، جميع اللاعبين لم يؤدوا بشكل جيد بأستثناء إمام عاشور في بعض الأوقات وكذلك هاني وتريزيجيه "الباقي فين"
و حول رأيه في انضمام فتوح للأهلي من الناحية الفنية رد قائلا: أؤمن أن اللاعب عبارة عن مراحل تحتاج تطوير في الشخصية والأداء والفكر، لو شاهدت ناشئي عنده 16 سنة وشاهدته بعد 5 أو 6 سنين ووجدته بنفس الأداء تعرف إنه أمامه سنتين والدنيا ستكون صعبة معه، لازم الواحد يطور من نفسه باستمرار ليمتلك خبرات".
وأضاف: "صعوبة مديرالكرة أنه يتعامل مع السلوك ويحتاج تغيير سلوك لاعب عنده ٢٧ سنة بما يتوافق مع قيم النادي، صعب جداً".
وأشار سيد عبد الحفيظ عن خطوته القادمة في الأهلي: في الوقت الحالي ميولي لأشياء شخصية، وغدا في علم الله، ولا أتمنى أن أكون مدير فني، لست عصبي ولا أحب الصوت العالي، انتقدني نقد شديد بأسلوب مهذب لكن التطاول والتجاوز لأ.
وواصل: أنا في بعض الأحيان أخرج عن شعوري لكن على فترات بعيدة، لا أريد التفكير بمنصب المدير الفني لأن له دراسات ولا أفكر بالجانب الفني".
وتابع: عمري 45 هذا الكلام ينفع لو لم تتجاوز ال 28 أو 29 سنة ولم تحدد ماذا تريد وما يميزك في ذلك الوقت، مشكلة لاعب الكرة أنه يقيم حياته على فترة معينة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبد الحفيظ سيد عبد الحفيظ الأهلي فتوح الشناوي البطولات الأبيض بيراميدز سید عبد الحفیظ
إقرأ أيضاً:
غيدي المدينة الكينية التي خبّأتها الغابة ونسِيَها الزمن
#سواليف
في قلب #غابة_أرابوكو/سوكوكي #الكينية، وعلى مرمى خطوات من أمواج المحيط الهندي قرب #ماليندي، تختبئ مدينة لا تريد أن تُفصح عن نفسها بسهولة.
إنها مدينة #غيدي التاريخية، التي يصرّ #علماء_الآثار على نعتها بـ«الأكثر غموضًا في شرق أفريقيا»، بينما يفضّل الزوار وصفها بأنها «المكان الأسطورة».
فما إن تخطو داخل الغابة حتى تخفّض الأشجار صوت العالم الخارجي، وتكتشف أن ما ينتظرك ليس مجرد أطلال، بل مدينة كاملة قررت أن تذوب في الغابة من دون أن تختفي تمامًا؛ تبرز من بين الجذوع أحجار مرصوصة بدقّة لا تخطئها عين، وجدران لمساجد وقصور تحدّت الرطوبة، وكأنها تحاول التذكير بأن حضارة مزدهرة عاشت هنا ذات يوم… ثم رحلت فجأة بلا رسالة وداع.
عرف البرتغاليون الموقع في القرن السابع عشر، لكنهم تركوه من دون أن يفهموه.
لم يبدأ البحث الجدي عن #المدينة_المعجزة إلا في القرن العشرين، ليكتشف الباحثون مدينة سواحِلية متقنة البناء: منازل حجرية ذات أفنية داخلية وآبار خاصة، مسجد كبير ومساجد صغيرة، وحتى قصر بمواصفات راقية تُحاكي المدن المزدهرة على سواحل المحيط الهندي.
لكن كلما زادت الاكتشافات، زادت معها الأسئلة: من بنى غيدي؟ وكيف ازدهرت؟ ولماذا هجرها أهلها فجأة؟
فاللقى التي عُثر عليها: خرز هندي، زجاج فارسي، وخزف صيني من سلالة مينغ، تكشف بوضوح أن غيدي لم تكن بلدة معزولة في الغابة، بل نقطة على طريق التجارة العالمية قبل قرون طويلة من الحداثة.
لكن الأكثر إثارة للحيرة هو هذا الرحيل المفاجئ للمدينة؛ لقد رحلت بلا سبب واضح: فهل شحّت المياه؟ هل تغيّرت طرق التجارة البحرية؟ هل هاجمتها غزوات من الداخل؟ لا دليل على أيٍّ من هذه الافتراضات.
وترفض المدينة بعناد جميل، حتى اليوم أن تطلع الباحثين عن قصتها الكاملة؛ ربما كانت هذه رغبتها منذ البداية، أن تظل لغزًا يليق بجمالها.
الآن، تخضع غيدي للحماية بوصفها موقعًا أثريًا، لكنها ليست مكانًا صامتًا.
قرود الكولوبوس تتنقل بخفة بين غرف القصور، وغزلان الديك-ديك الصغيرة تقطع الأزقة التي كانت يومًا طرقًا لم يسلكها إلا التجار والأعيان.
هنا، يبدو تفاعل الطبيعة مع التاريخ وكأنه عرض مسرحيّ لا يتكرر: جذور ضخمة تلتف حول جدران المساجد، وكتل المرجان الحجري تستعيد صلابتها رغم قرون من الأمطار.
غيدي ليست مدينة مهجورة، بل مدينة تعلّمت العيش مع الغابة.
مختبر للعلماء…
ودهشة للزوار
بالنسبة للباحثين، غيدي كتاب مفتوح على نصفه فقط: نصف مليء بالقصور والخزف والتجار، ونصف آخر فارغ ينتظر من يكتب فصوله الغائبة.
أما الزوّار، فيأتون إليها لسبب آخر: لأنها تمنحهم الإحساس بأنهم دخلوا في قصة لم تُكتب نهايتها بعد؛ كل زاوية فيها تبدو كأنها تُريد أن تقول شيئًا لكنها تنتظر السؤال المناسب.
مدينة لا تزال حيّة بطريقة ما
وربما لهذا السبب تحديدًا، لا تزال غيدي تُغذّي الخيال والبحث معًا.
هي ليست مجرد آثار مطمورة بين الأشجار، بل نافذة على زمن كانت فيه أفريقيا الساحلية لاعبًا رئيسًا في التجارة عبر المحيطات.
هكذا تبقى غيدي مدينة تأبى أن تُفهم بسهولة. كل اكتشاف جديد يضيف إليها لغزًا آخر؛ وكل زائر يغادرها وفي ذهنه سؤال مختلف. لكن ما لا شك فيه أنها ليست مجرد مدينة مهجورة، بل نموذج لحضارة ازدهرت ثم اختفت، ورسالة صامتة عن هشاشة المدن مهما بلغ ازدهارها، وعن ضرورة الحفاظ على التراث الإنساني قبل أن يبتلعه الزمن.
في نهاية المطاف، يبدو أن غيدي لا تزال تريد أن تقول شيئًا عن الماضي، عن التجارة، عن العمارة، وعن مصير المدن التي تُولد من البحر وتقع في حب الغابة. وربما يكون أجمل ما فيها أنّها تواصل رواية قصتها من دون أن تكشف النهاية أبدًا.
هي، باختصار، ليست مدينة خفية، بل مدينة اختارت ألا تتبرج إلا لمن يتعمّق في النظر، ويرجع البصر في جمالها كرتين..
وهي، رغم صمتها، كأنها تقول:
«أنا هنا… وما زال لدي الكثير لأرويه ولأحكيه.»